IMLebanon

التعيينات العسكرية لا تتقدم… ولكنها لا تتراجع

كتب عبد الامير بيضون:

يدخل لبنان اليوم يومه السادس والثمانين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية.. والجولة الثالثة من جلسات «حوار الانقاذ الوطني» التي عقدت في إحدى قاعات المجلس النيابي (في ساحة النجمة يوم أمس، الى أحيطت معابرها بسور من الباطون المسلح)، والمخصصة لاستكمال البحث في البند الأول المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، لم تصل الى أي نتيجة، فبقيت تدور في حلقة مفرغة، على الرغم من ان «الاجواء لم تكن متشنجة» بل كانت «أكثر ايجابية.. او أكثر من ايجابية» على ما جاء على السنة مشاركين في الجلسة التي دامت ساعتين، استكملها الرئيس نبيه بري بـ«خلوة» عقدت في مكتبه حضرها الى جانبه كل من رئيس الحكومة تمام سلام الرئيس فؤاد السنيورة، النائب (العماد) ميشال عون، النائب وليد جنبلاط، والنائب محمد رعد، إضافة الى وزير المال علي حسن خليل.. ولم يصدر عن الاجتماع (الخلوة) الذي استمر ساعة ونصف الساعة أية معلومات..

رفع الرئيس بري الجلسة، على ان تعود طاولة الحوار للانعقاد من جديد في جلسات مكثفة تبدأ في السادسة من تشرين أول المقبل، وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، قبل الظهر وبعده.. لاستكمال النقاش في البند الرئاسي.. وفي ما طرح من أفكار عملية وايجابية حول البنود كافة، على ما أعلن الأمين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر..

جنبلاط سيواصل مساعيه

وإذ كان «الحراك الشعبي» يوم أمس «خجولاً»، حيث اكتفى «الحراكيون» بكتابة الشعارات على حاجز الباطون المسلح الذي عزل ساحة النجمة عن سواها، ورمي الكرات الموقع عليها بعبارات.. فقد التأمت الجلسة الثالثة، والافرقاء كافة على قناعة بأن «لا جديد سيحصل ويخرج البلاد من الحلقة المفرغة.. ودائرة اللعب على الوقت الضائع بانتظار «كلمة السر».. وفي انتظار مطلع تشرين الاول المقبل، وبعد فرصة «الأضحى المبارك» وعودة رئيس الحكومة من نيويورك حيث سيمثل لبنان في اجتماعات سبعينية الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن معلومات تتحدث عن ان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، وبالتنسيق التام مع الرئيس نبيه بري سيواصل مساعيه بهدف الوصول الى تسوية للموضوعات الخلافية العالقة، ابتداءً من التعيينات العسكرية، الى ملف النفايات، حيث ان المعطيات المتوافرة كلها تؤكد ان «لا شيء جديداً ونهائياً بعد..»؟!

… التعيينات ليست على جدول الأعمال

وبالعودة الى جلسة الحوار، فقد أشارت المعلومات الى ان الرئيس نبيه بري الذي بكر في الحضور الى مجلس النواب، والتقى جانباً الجنرال عون، أكد في مستهل الجلسة مجدداً «أهمية الحوار واستمراره في اطار السعي الى ايجاد الحلول للبنود المطروحة على جدول الأعمال»، ثم قدّم المشاركون مداخلاتهم في أجواء وصفت بأنها كانت «صريحة وايجابية وجدية».

وفي هذا، قال وزير الاتصالات بطرس حرب، لدى مغادرته ان «البحث تركز على مواصفات الرئيس وسيكون هناك جلسات متتالية قبل الظهر وبعده تبدأ الثلاثاء في 6 الشهر المقبل». وإذ أمل بالوصول الى «نتيجة ايجابية» فقد اعتبر ان «الجلسات المتتالية خطوة متقدمة وجدية، وان الحوار سيتواصل للوصول الى نتيجة ايجابية..». نافياً ان يكون بند التعيينات الأمنية طرح في الحوار حيث أنه «ليس من ضمن جدول الأعمال..».

بدوره أكد وزير السياحة ميشال فرعون لدى خروجه من جلسة الحوار، ان «هناك افكاراً طرحت والرئيس بري سيعطي الأمر وقتاً، أي عبر جلسات اضافية..» لافتاً الى ان «الجو لم يكن متشنجاً ويجب ان نتقدم..».

«حزب الله»: لايجاد حلول قبل فوات الفرصة

وفي المواقف من خارج طاولة الحوار، فقد أكد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم انه «إذا خيرنا بين رئيس قوي ينتخب للبنان، وبين الفوضى والفراغ والتعطيل، فنحن مع انتخاب الرئيس القوي، لسنا مع الفوضى، الذين يرفضون انتخاب الرئيس القوي، ويعلمون أنه طريق حصري، هم الذين يعرقلون وهم الذين يقبلون بالفراغ..».

وقال: «نحن في زمن الاستقرار الأمني والسياسي الغريب من نوعه في لبنان مع توتر المنطقة، وهذه فرصة علينا ان نستغلها قبل ان تضيع..» متسائلاً: «من يضمن المستقبل وما يمكن ان يجري؟ داعياً الى «متابعة ايجاد الحلول قبل ان تفوتنا الفرصة وعندها سيكون الندم صعب جداً.»؟!

سليمان: حلّوا عن ظهر المؤسسة العسكرية

إلى ذلك، وإذ تنشط المساعي، التي يقودها النائب وليد جنبلاط للوصول الى تسوية بشأن الترقيات والتعيينات العسكرية، فقد اعتبر الرئيس ميشال سليمان في تغريده عبر تويتر ان «الترقية من دون معيار تخل بمبدأ تكافؤ الفرص، وتحرم عمداء من فرصة اختيارهم لقيادة الجيش ورئاسة الاركان، والأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع..» ليخلص الى القول: «حلّوا عن ظهر المؤسسة العسكرية، اتركوا ضباطها يضحون ويستشهدون، هم لم يطلبوا منكم أي شيء، فلا تفرقوا صفوفهم..».

مطالب المنية – الضنية في مذكرة عند سلام

وعشية توجهه الى نيويورك، لتمثيل لبنان في العيد السبعيني لتأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقاء كلمة فقد عرض رئيس الحكومة تمام سلام مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «آخر التطورات والأوضاع الأمنية في البلاد..». كما تسلم من وفد نواب المنية – الضنية ضم النواب احمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير «مذكرة تفصيلية» بأهم حاجات المنية والضنية الانمائية، لاسيما بعد اقرار الحكومة للمشروع الانمائي بقيمة 503 ملايين دولار، حيث كانت المنية – الضنية منه صفراً. على ما قال النائب فتفت، الذي قال: «يجب على هذه الحكومة ان تكون منتجة، وإلا فلا معنى لاستمرارها بأي شكل من الأشكال لأنها اليوم تتعرض الى ابتزاز كبير من قبل بعض الأطراف..».

دعم تربوي من النروج

وكان الرئيس سلام استقبل وزير الخارجية النروج بورجي براندي، الذي أكد التزام بلاده بالوقوف بصورة دائمة الى جانب لبنان، خصوصاً في قطاع التربية، معرباً عن الاستعداد لمتابعة الجهود في هذا الاطار، ومعلنا عن دعم اضافي يبلغ 150 مليون دولار للسنة المقبلة من أجل «تعليم النازحين».

وكان الوزير النروجي زار وزير الخارجية جبران باسيل ووزير التربية الياس بوصعب للغرض عينه.

حراك رمزي.. واعتصامان أمام العدلية والاونيسكو

في سياق مختلف، فقد كان لافتاً، ان مكونات «الحراك المدني» لم توجه أي دعوات الى التظاهر يوم أمس، بالتزامن مع انعقاد طاولة الحوار، كما حصل في الجلستين السابقتين.. إلا أنها نفذت «تحركاً رمزياً» أمام صحيفة «النهار» لتذكير من يعنيهم الأمر بعدم رضاها على اداء «الطبقة السياسية». واتخذ تحرك أمس، «طابعاً رياضياً سلمياً» حيث بادر ناشطون من حملة «طلعت ريحتكم» الى رمي الكرات من على الحاجز الاسمنتي الذي أقامته القوى الأمنية ليلة أول من أمس، وكتبوا عليها مطالبهم ورشقوها باتجاه الشارع المؤدي الى بلدية بيروت، ومداخل ساحة النجمة».

وكانت القوى الأمنية اتخذت تعزيزات أمنية مشددة، وراء الشريط الشائك، واستقدمت قوة من «مكافحة الشغب» الى أمام «النهار» تحسباً لأي طارئ.. إلا ان التحرك انتهى بهدوء ولم تسجل أي صدامات مع القوى الأمنية.

وفي الاطار عينه، فقد شهد أمس، قصر العدل تحركاً لـ«صرخة وطن» تسأل عن مصير الدعاوى العالقة والمتعلقة بالفساد كقضية «سوكلين» والكهرباء ومجلس الانماء والاعمار..؟!

كذلك نفذ أهالي طلاب الشهادات الرسمية الراسبين في الامتحانات الرسمية اعتصاماً أمام وزارة التربية (الاونيسكو) احتجاجاً على عدم اعادة التصحيح».