IMLebanon

التيار” يحضر اليوم ومتفجرة شتوره تستهدف “فان” لـ “حزب الله”

كتب عبد الامير بيضون:

يدخل لبنان اليوم يومه التاسع والتسعين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية.. والازمات المتعددة العناوين والملفات الملتهبة من داخله، ومن حوله تتراكم،  وليس في يد اللبنانيين سوى الرهان على الأمل حيث «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل» الوحيدة المتمثلة بطاولة الحوار الوطني التي تبدأ اليوم مسيرتها على مدى ثلاثة أيام موزعة كل يوم الى جلستين، واحدة قبل الظهر وثانية بعد الظهر، من دون ان يتلقى راعي الحوار الرئيس نبيه بري أية رسائل او اشارات عن احتمال مقاطعة أي من الافرقاء المعنيين، «خصوصاً وأنه لم يوفر طوال الأيام الماضية، وسيلة اتصال، او وساطة إلا ولجأ اليها لتمرير هذا الاستحقاق بأكبر قدر من الايجابية، على ما قالت مصادر نيابية متابعة لـ«الشرق» خصوصاً وأن البلد على كف عفريت، والمخاطر الأمنية من الخارج كما ومن الداخل باتت هاجس الجميع، وقد تعرض لبنان يوم أمس، الى تفجير في منطقة شتورا استهدف، على ما قالت معلومات، سيارة فان تابعة لـ«حزب الله» متوجهة من بيروت الى سوريا عبر طريق فرعي خلف مركز جمارك شتورا، كما جرى تفكيك عبوة ناسفة أخرى موضوعة بالقرب من الأولى.. من دون ان تقع أية اصابات.. وقد توجهت دوريه من الجيش الى المكان وفرضت طوقا امنياً.

اشكال بالأيدي بين النواب

وإذ تجاهل «حزب الله» عملية التفجير هذه، فإن تطورات لافتة حصلت يوم أمس، تمثلت بالاشكال الحاد الذي حصل بين نواب من «المستقبل» ونواب من «التغيير والاصلاح» خلال جلسة لجنة الاشغال النيابية المخصصة لموضوعي الكهرباء والهدر المالي.. وهو اشكال «ينذر بمضاعفات واسعة اذا لم يتم تطويق مفاعيله سريعاً، خصوصاً أنه رفع وتيرة التحدي الى ذروة غير مسبوقة عشية جلسة الحوار الوطني اليوم الثلاثاء..

وفي السياق قالت مصادر نيابية في «المستقبل» لـ«الشرق» ان ما حصل في لجنة الاشغال من تشابك بالايدي بين النائبين جمال جراح وزياد اسود يأتي في سياق انزعاج «تكتل التغيير والاصلاح» العوني، مما حصل الاسبوع الماضي في اجتماع اللجنة من ابراز للحقائق بالارقام والمستندات..» مرجحة ان يكون الهدف مما حصل هو «تطيير الجلسة».

وفي هذا، فقد اعتبر وزير المال علي حسن خليل ان «الاشكال لا يعنيني ولا في أي شكل من الاشكال وأنا لدي الرأي العلمي والتقني..»

درباس: الحكومة رغماً عنها

وفي سياق السيناريوات عن مستقبل العمل الحكومي، فقد أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ان «الحكومة موجودة رغماً عنها، بسبب عدم انجاز الاستحقاق الرئاسي وانها تعيش جحيمين: جحيم ايجاد الحل وجحيم عرقلة الحلول بشكل متعمد..». ولفت الى «ان رئيس الحكومة تمام سلام يملك أمراً واحداً هو ان يدعو المجلس ويعطيه تعليمات قاطعة بتنفيذ خطة النفايات مهما كان الثمن ولو أدى ذلك الى أي نوع من الصدام..».

قزي: العمل الحكومي تحت 3 عناوين

إلى هذا، فقد نقل وزير العمل سجعان قزي ان رئيس الحكومة تمام سلام – الذي التقاه في السراي الحكومي أمس «خصيصاً للبحث في موضوع النفايات وكيفية البدء برفعها..» – حريص على احياء عمل الحكومة، ولكن في ظل ثلاثة عناوين هي الدستور والميثاقية والانتاجية.. اما ان نجتمع دون ان نتفق ونتخذ قرارات دون تنفيذها فمن الطبيعي ان يكون (للرئيس سلام) موقف، وهذا الموقف لا بد وان يتوضح بعد انتهاء جلسات الحوار في المجلس النيابي..». متوقعاً ان لا يعقد مجلس الوزراء «جلسة منتجة قبل جلسات الحوار..».

وعما اذا كان يتوقع ان يتوصل الحوار الى أي شيء، قال قزي: المفاجآت واردة في كل لحظة، من كان يتوقع ان يصدر اعلان بعبدا عن هيئة الحوار في قصر بعبدا؟!

وكان سلام التقى كل على حدة، وزير السياحة ميشال فرعون، والنائب السابق وجيه البعريني الذي قدم مذكرة طالب فيها بوضع الخطط اللازمة لمعالجة نفايات عكار واعطاء البلديات مستحقاتها كي تحذو حذو زميلاتها في مشمش وعكار العتيقة باقامة مصنع بعد الفرز، وبعد ذلك يصار الى الغاء مطمر سرار رحمة بعكار والعكاريين.. وكان البعريني التقى لهذا الغرض الرئيس نبيه بري في عين التينة، كما وبحث معه في أمور تتعلق بتفعيل عمل مجلس النواب وسلسلة الرتب والرواتب واللامركزية الادارية.

حوار «المستقبل» – حزب الله

وقبيل جلسة الحوار المسائية أمس بين «المستقبل» و«حزب الله» في حاضنة عين التينة كان للرئيس نبيه بري سلسلة نشاطات، حيث استقبل السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل، في «زيارة وداعية..» وكانت مناسبة لعرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة..».

وفي السياق، فقد دعت قيادة «حزب الله» في المنطقة الثانية وحركة «أمل» – اقليم الجنوب في اجتماع مشترك على أبواب «أيام عاشوراء» كل الفرقاء في لبنان الى العمل على تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الأمني، والى ضرورة المساهمة الفعالة في انجاح الحوار (…) لما فيه من مصلحة لبنان لحل المشاكل الرئيسية التي يعاني منها ولعودة دورة الحياة الى كل المؤسسات، بما يساهم في حل الازمات التي تثقل كاهل اللبنانيين من ماء وكهرباء ونفايات وغيرها..».

رؤية «القوات اللبنانية»

من جانبه، وباسم «القوات البنانية».. وكل الحرصاء على الدولة الحرة وعلى الدستور والقانون ومصالح اللبنانيين وخلال تمثيله رئيس «القوات» سمير جعجع في العشاء السنوي لـ«القوات اللبنانية» في دوما – البترون، فقد وجه عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا «دعوة صادقة كي نفك أزماتنا عن أزمة المنطقة وننتخب رئيساً للجمهورية، لأن رهن لبنان لأي تسوية مطروحة او ستطرح ليس احتراماً لا للبنان ولا لمؤسساته ولا لشعبه وحصراً هو ارتهان واستخفاف بمصلحة المسيحيين في لبنان والشرق الذين لا مشروع لهم إلا الدولة القوية السيدة، العادلة والقادرة والديموقراطية وكل المشاريع الاخرى التي تدعي الحماية هي تضليل لا يستند الى وقائع لأن قضية الانسان واحدة في كل مكان وهي الحرية والكرامة اللتين اعطاهما الله..».

ولفت الى «اننا في لبنان نتهم اليوم على لسان «حزب الله» ومسؤوليه الرئيسيين ان 14 آذار تعطل الحكومة بعدم موافقتها على التسوية.. ونحن نتشرف باتهامنا بتمسكنا بالدستور وعدم انحنائنا لارادة وكيل ايران في لبنان..».

حرب من القاهرة: لتوحيد الصفوف

ومن القاهرة، حيث ترأس الدورة الـ19 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات فقد أبدى وزير الاتصالات بطرس حرب اسفه «لما يشهده العالم العربي والاسلامي من صراعات مذهبية وتكفيرية ارهابية تكاد تنسي العرب أقدس قضية وأمانة يحملون، الا وهي قضية فلسطين ما يستدعي منا جميعاً يقظة ضمير عربية تعيد توحيد صفوفنا المشتتة والمتناحرة، وتعيد الينا حسنا العربي الأصيل الذي يشكل خشبة الخلاص الوحيدة من لعنة التاريخ والاجيال المقبلة..».

وقال: «ان ندائي يرتدي طابعا خاصاً لانني لبناني، ولأن وطني ودولتي وشعبي يعانون الفراغ القاتل والأخطار الكبيرة نتيجة هذه الصراعات العربية العبثية التي تعيدنا جميعاً الى عصر الجاهلية والتخلف.. وليس فوق رأس أي منا خيمة تحميه من نتائج الحالة المتفجرة التي تعصف بعالمنا..».

«التنسيق» تهدد باضراب عام

على صعيد آخر، فقد عادت «هيئة التنسيق النقابية» الى الواجهة من جديد أمس، عبر مؤتمر صحافي توجهت فيه الى «طاولة الحوار» والى رؤساء الكتل النيابية من أجل اقرار مشاريع القوانين الحياتية أبرزها «سلسلة الرتب والرواتب» والا فإنها ستعلن الاضراب العام مطلع الشهر المقبل في كل المدارس والثانويات والادارات والوزارات والمؤسسات..

عبوة ناسفة تستهدف حافلة في شتورة: الجيش ضرب طوقا والقضاء العسكري باشر تحقيقاته

زحلة – الشرق:

استهدفت عبوة زنتها 4 كلغ من مادة الـ TNT  امس حافلة  للركاب  على طريق فرعية مؤدية الى معبر المصنع الحدودي، من خلف الدائرة الاقليمية للجمارك اللبنانية في شتورا، في منطقة  أمنية تجمع بين المراكز العسكرية والمخابراتية، ومخفر لقوى الامن الداخلي.

ووقع الانفجار قرابة الثانية عشرة ظهرا وتحدثت المعلومات بأن الفان كان واحدا من موكب يتألف من ثلاثة حافلات تنقل المقاتلين وتسير متباعدة عن بعضها، عندما وقع الإنفجار الذي ادى الى اصابة عنصرين اصابات طفيفة،  انتقل العناصر الموجودين في الأول  مباشرة الى الفان الثاني الذي أكمل طريقه بإتجاه المصنع،  لينزل من الثالث من سحب الحافلة المستهدفة، قبل وصول الاجهزة الامنية من جيش وقوى أمن وعناصر المعلومات، فعمل خبير قوى الأمن بهدوء على مسح موقع الإنفجار، وأُبعد المواطنون والصحافيون الذين كانوا قد اجتاحوا المكان بأرجلهم، تحسبا لظهور لغم آخر مزروع في المكان.

وبعد سحب الفان المصاب لم يبق في موقع الانفجار سوى  تناثر لكميات قليلة من الزجاج التي يرجح انها تعود للفان المستهدف، بالإضافة الى إنفلاش كمية من التربة في وسط الطريق، ما يظهر ان العبوة بدائية الصنع وكانت مزروعة على ضفاف ساقية لنهر شتورا على جهة اليمين من مسلك الطريق في اتجاه المصنع.

وروى شهود في مكان الانفجار انهم كانوا قد شاهدوا سيارة مرسيدس جردونية تراقب المكان وبدا ركابها مرتبكون في انتظار أحد، الا انهم غادروا المكان عند الاشتباه بهم. فيما لفت جيران الموقع الى ان هذه المحلة بالذات باتت مسكونة بشكل كبير من قبل مواطنين يحملون الجنسية السورية ومن توجهات سياسية مختلفة.

في غضون ذلك، كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش  اجراء التحقيقات الاولية في انفجار شتورا.

من جهتها، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه ان «عبوة ناسفة زنتها حوالى 4 كلغ من مادة TNT، انفجرت عند الساعة  12.00 على جانب طريق جديتا – شتورا، اثناء مرور حافلة نقل ركاب صغيرة، من دون تسجيل اي اصابات في الارواح. على الفور توجهت دورية من الجيش الى المكان وفرضت طوقا امنيا، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث في اشراف القضاء المختص لكشف ملابساته».