IMLebanon

العالم العربي 2014: دماء…دماء… دماء

 على مدى العام 2014، الذي شارف على نهايته، طغت الصراعات والحروب وعدم الاستقرار، مرة أخرى، على الأحداث التي عمت العالم العربي وبحدة أكبر.

سوريا

ففي سوريا، استمرت الحرب الأهلية بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه تحصد أرواح المدنيين والمقاتلين على حد سواء ودون رحمة. تركة هذا العام هي السرعة التي اشتد بها عود تنظيم الدولة الاسلامية الذي تمكن من استقطاب مقاتلين من عشرات الدول. التنظيم قاتل قوات النظام السوري ومنافسيه من التنظيمات الأخرى بشراسة، واستقر في شمال البلاد واتخذ من الرقة عاصمة «لخلافته» وحصنها، وفيها سادت بالقوة «شرائعه» الخاصة به المنظمة لكل أمور الدنيا والآخرة.

العراق

وفي العراق ظلت الهجمات الانتحارية والتفجيرات ظاهرة تحول دون أمل العراقيين في حياة هادئة هنيئة مستقرة في ظل تطاحن بين النخبة السياسية أخذ منحى طائفيا. وفيما انشغلت تلك النخبة والدول المجاورة بإقناع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بضرورة التنحي عن منصبه لصالح حيدر العبادي، كان تنظيم الدولة الاسلامية قد قرر توسيع رقعة انتشاره ليحتل ثلث أراضي العراق في غضون أسابيع، ويظهر أميره أبو بكر البغدادي، ليعلن نفسه «أميرا للمؤمنين». ويقلب كل المعادلات في المنطقة.

اليمن

أما في اليمن فقد انتهى العام 2014 بمزيد من الاقتتال والفوضى السياسية وعجز جهود الأمم المتحدة عن التوصل الى اتفاق بين أطراف الصراع. ما ميز الحرب الأهلية في اليمن في الربع الأخير من العام الجاري، هو سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وانهيار الحكومة المركزية في غياب أي توافق سياسي يخرج البلاد من دائرة الفوضى السياسية التي تعصف بها منذ ثلاث سنوات.

ليبيا

وفي ليبيا استحكمت الحروب السياسية والعسكرية. فهناك صراع سياسي بين حكومتين وبرلمانين في كل من طرابلس في الغرب وطبرق في الشرق نصب كل منهما نفسه ممثلا للشعب الليبي. وهناك صراع عسكري بين ميليشيات من مختلف المشارب والتيارات واللواء خليفة حفتر الذي يسعى الى «تطهير» البلاد من «الإرهاب» على حد تعبيره. لا توجد اليوم في ليبيا سلطة قادرة على لم شمل البلاد والعباد.

غزة

وشهد قطاع غزة في العام الذي نودعه حربا ضروسا أخرى راح ضحيتها أكثر من 2000 قتيل و10.000 جريح شنها الجيش الاسرائيلي، حسبما يقول، انتقاما لمصرع مستوطنين في الضفة الغربية. حرب صيف عام 2014 على غزة تركت وراءها دمارا طال مائة الف بيت، ومئات الآلاف من المشردين.

مصر

وفي مصر تخلى المشير عبد الفتاح السيسي عن منصبه العسكري ليصبح رئيسا للبلاد في انتخابات حاز فيها على أغلبية أصوات الناخبين الذين يتوقون الى الاستقرار والهدوء. لكن جماعات مسلحة ظلت تشن عمليات تستهدف قوات الجيش ومنشآت للدولة، خاصة في سيناء. حدث آخر برز الى الصدارة على الساحة السياسية عندما تمت تبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي ومساعديه من تهمة قتل متظاهرين إبان ثورة عام 2011.

تونس خرقت «الاجماع»

ولربما كانت تونس الدولة العربية الوحيدة بين دول «الربيع العربي» التي بدأت تخرج من عنق الزجاجة مع نهاية هذا العام. ففي بدايته اتفقت النخبة السياسية فيها على وضع دستور جديد وتسليم السلطة لحكومة من التكنوقراط. ومع نهايته كان التونسيون قد انتخبوا مجلس برلمان جديد، واختاروا رئيسا يقودهم في مرحلة بناء ما بعد الثورة، وإن كان نشاط جماعات مسلحة متشددة لا يزال يقض مضجع المواطنين والسياسيين على حد سواء.

تراجع اسعار النفط

اقتصاديا أهم ما طبع العام الجاري، وخصوصا الأسابيع القليلة الماضية منه، تراجع أسعار النفط في السوق العالمية. الأسعار سجلت انخفاضا بنسبة تجاوزت 40% والدول العربية المنتجة وهي الخليجية إضافة الى ليبيا والجزائر باتت تخشى استمرار تدني تلك الأسعار ما قد يعرضها الى أضرار اقتصادية جسيمة.