IMLebanon

بري “حلال المشاكل” يعود لينقذ الحوار ويدعم الحكومه

كتب عبد الامير بيضون:

يدخل لبنان اليوم يومه الثاني عشر بعد الخمسماية من دون رئيس للجمهورية.. والبلد مفتوح على المزيد من الازمات المتلاحقة..

واذا كان من المقرر ان يعقد مجلس النواب اليوم جلسة عادية لانتخاب اللجان النيابية، وسط قناعات بأن «القديم سيبقى على قدمه»، فإن الانظار تتجه نحو مسألتين بارزتين، قد تكون لهما تداعيات ليست هيّنة على الواقع العام: الاولى مصير الحوارات الثنائية والجماعية بين «المستقبل» و«حزب الله» وسائر الافرقاء بعد عاصفة السجالات التي انطلقت في اليومين الماضيين، وشهدت أمس هدوءاً ملحوظاً على جبهة «المستقبل».. والثانية مصير الواقع الحكومي ومصير الجلسة الموعودة التي تنتظر بحسب مصادر وزارية بت موضوع النفايات التي لم تتظهر بعد الحلول النهائية لها.. وهي مفتوحة على العديد من الاحتمالات..

ومع عودة الرئيس نبيه بري الى بيروت من جنيف (حيث شارك في أعمال الجمعية الـ133 للاتحاد البرلماني الدولي، كما انتخب للمرة الثانية رئيساً لاتحاد البرلمانيين العرب بالاجماع) يرجح ان تنشط حركة اتصالات واسعة لرأب التصدعات التي حصلت والتمسك بالحوار الذي يبقى «الخيار الوحيد أمام الجميع في هذه المرحلة.. حيث لا مصلحة لأحد بفتح جبهات اضافية..».

سفير مصر في الرابية ومعراب: للتوافق على مرشح

كل هذا، وسط تزخيم الدعوات الخارجية العربية والدولية للخروج من الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.. وفي هذا فقد برزت زيارة سفير مصر لدى لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد الى كل من رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع..

وقد أكد السفير زايد «ان التحرك المصري أساسه دعم مسار الحوار القائم من خلال مبادرة الرئيس بري..» لافتاً الى ان بلاده «تدعم هذه الجهود الرامية الى انهاء الوضع الراهن..». مشيراً الى أنه «لا يبدو حتى الآن ان هناك ايجابيات كافية..» معولاً على «وجوب انهاء هذه الأزمة وايجاد الحلول.. باعتبار ان استمرار هذا الوضع غير ممكن وانتظار الترتيبات الاقليمية غير مجد..» مشدداً على ان «مصر تدعو كل الأطراف الى التوافق على مرشح رئاسي لانهاء هذا الفراغ.. ونحن لا نطرح أسماء على الاطلاق..».

كاتشيا لانتخاب رئيس

وفي السياق، فقد نقل رئيس المجلس العام الماروني (الوزير السابق) وديع الخازن، عن السفير البابوي في لبنان المونسنيور غبريال كاتشيا، «ان لا شيء يبرر او يبيح التلكؤ عن انجاز انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً وان هذا المنصب هو المرتكز الأساسي في نظام لبنان التعددي المتنوع وخصوصيته المسيحية في المنطقة..».

وإذ أكد كاتشيا «حرض الفاتيكان على الاستقرار في لبنان والتعايش الاسلامي – المسيحي» فقد أثنى على المبادرة التي دعا اليها الرئيس بري «لتفعيل الحوار، وتمنى ان يفضي الى التفاهم على تأمين الأجواء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون مدخلاً لحل سائر الاستحقاقات..».

سلام قد يتخذ قراراً صعباً

وبالعودة الى الأجواء الساخنة التي حصلت في الأيام الماضية، وانعكاساتها على الواقع الحكومي.. ومع التزام الرئيس تمام سلام الصمت المطبق، فقد جدد وزير الاعلام رمزي جريج، التأكيد على ان «رئيس الحكومة لن يبقى متفرجاً على حكومة معطلة» سائلاً ما «جدوى بقاء الحكومة اذا كانت لا تستطيع ادارة شؤون البلد..»؟!

وقال: «ان الرئيس سلام سيتخذ قراراً، ربما يكون صعباً في حال استمر تعطيل الحكومة..».

وعن مصير جلسة مجلس الوزراء بشأن النفايات لفت جريج الى ان الملف في طريقه الى الحل.. وفي حال تلقى رئيس الحكومة الأجوبة التي كان ينتظرها، يمكن عندها توجيه الدعوة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع..» متوقعاً «ان تحضرها أغلبية مكونات هذه الحكومة».

غيمة عابرة.. والقديم على قدمه

من جهته وإذ اعتبر النائب سيرج طورسركيسيان «ان موجة الردود الساخنة غيمة عابرة حدودها كلامي فقط وتعكس مسار الأحداث الاقليمية..» فقد شدد على «ضرورة الحفاظ على الحد الأدنى من السياسات الداخلية والاستقرار»، وتوقع «جلسة ودية (اليوم) في مجلس النواب، خصوصاً وان التجديد للجان النيابية وأعضاء هيئة مكتب المجلس أمر روتيني..». مرجحاً ان «يبقى القديم على قدمه..».

لا خيار سوى الحوار

وفي هذا، أشار عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى الى انتخاب اللجان النيابية (اليوم) والى عدم وجود مصلحة لأحد بفتح جبهات اضافية قد تكون عبثية..» وعود على الحوار للخروج من الازمات، مشيراً الى «ان لا خيار أمام الجميع سوى الحوار في هذه المرحلة..»، لافتاً الى «ان عدم وجود أفق للحل يدفع باتجاه التصعيد في المواقف..».

«حزب الله»: لا أحد يمن علينا بالحوار

إلى ذلك، وإذ سجل هدوء لافت من قبل «المستقبل» حيث لم تصدر مواقف تصعيدية في مواجهة حملات «حزب الله»، فقد لفت وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش في خلال مجلس عاشورائي للحزب في صور الى «ان البعض في لبنان يعتبر ان الحوار هو منّة على الآخرين وشرط لابتزازنا في الموقف، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك، فلا يمكن لأحد ان يمن علينا بأنه يحاورنا، ولا حتى نحن نمن على أحد بأننا نحاوره..» ولفت الى «اننا على استعداد للقبول بتسويات، ولكن ليس في الأمور الأساسية..» مشدداً على أنه «لا يمكننا ان نفرط بموقع رئاسة الجمهورية بعدما جربنا القبول بحلول وسط تمت مع أشخاص لا يتحملون الضغوطات.. وباتت المعادل الذهبية في نظرهم معادلة خشبية..».

وشدد على «اننا كنا ولازلنا ايجابيين في ايجاد تسويات لاخراج لبنان من مأزقه، حتى لا يصل الى الانهيار.. على الرغم من اننا نعلم ان الحلول الجذرية للمشكلة السياسية في لبنان غير متاحة مع واقع اقليمي متدهور..».

جعجع: لا حلحلة قبل انتخاب رئيس

أما رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع فأكد في كلمة القاها في العشاء السنوي لمنطقة كسروان – الفتوح في «القوات»، ان «الواقع الحالي الذي نعيشه سببه الأول تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، فلا يتخيل أحد أي حلحلة لأي مشكلة في البلد قبل انتخاب رئيس جمهورية جديد..». لافتاً الى ان «تعطيل الانتخابات الرئاسية حاصل على المستوى الاقليمي الى حين ايجاد من يعطي ثمناً مقابل تسهيل الانتخابات، بينما على المستوى الداخلي الأمر بات واضحاً فحزب الله يمكنه ابطال التعطيل الآن اذا أعطيته قانون انتخابات يمكنه الامساك بكامل السلطة من خلال النسبية التي يطرحها..».

وشدد جعجع، على «أننا لن نقبل إلا برئيس محترم لديه حد ادنى من التمثيل الشعبي والاحترام والشخصية.. ولن نقبل تعبئة المركز بأي كان..».

باسيل: معركة وجودية

على صعيد آخر، فقد اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته ايران بلقاء مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان.. وتمّ عرض للعلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة، لاسيما في لبنان واليمن والعراق وسوريا..».

كما شارك باسيل في حفل عشاء أقامه سفير لبنان في ايران فادي الحاج علي وكانت له كلمة شدد فيها على ان «معركتنا ضد الارهاب هي معركة وجودية.. فإما ان نكون نحن وإما ان تكون داعش ولا ثالث بينهما».

وشدد على ان «على اللبنانيين ان يختاروا رئيسهم وقادتهم..».

اطلاق حشاش وسليمان

في سياق مختلف، فقد فك ناشطو «الحراك المدني» خيم الاعتصام من أمام المحكمة العسكرية أمس، بعدما أطلق سراح موقوفي الحراك بيار حشاش ووارف سليمان، بعدما فسخت محكمة التمييز العسكرية قرار قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا رد طلب تخلية سبيلهما..

هذا في وقت شهدت ساحة رياض الصلح حراكاً لأهالي العسكريين المخطوفين، ووقفة تضامنية مع هذه القضية كما مع القضية الفلسطينية..