عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب وفي نهاية الاجتماع اصدرت بياناً تلاه النائب محمد الحجار، استهله بتوجيه «التعزية الحارة على المصاب الجلل الذي أصاب اللبنانيين عموما وعائلة صفوان المنكوبة على وجه الخصوص، عائلة الضحايا الذين قضوا في البحر خلال رحلة النزوح غير الشرعي الى اوروبا الاسبوع الماضي»، معتبرة «إنّ هذه الكارثة هي إحدى تجليات حالات اليأس والإحباط بسبب انسداد الأفق الذي بدأ يصيب اللبنانيين عموماً والشباب خصوصاً نتيجة حال المراوحة على صعيد استمرار الشلل الرئاسي وتعطل عمل الحكومة والانحلال الذي يعصف بالدولة وأجهزتها ودورها وهيبتها، وتأثيرات ذلك كله على تراجع النمو الاقتصادي إلى ما دون الصفر وتراجع الاوضاع الاقتصادية والمالية للبنانيين وبالتالي إلى تفاقم أوضاع البطالة وسوء الاحوال المعيشية».
وطلبت الكتلة من الحكومة تحريك الاجهزة القضائية المختصة و»فتح تحقيق لمعرفة وكشف عصابات تهريب البشر التي تعمل على اغراء مثل هؤلاء الابرياء وتهريبهم بصورة غير قانونية وتعريض حياتهم للمخاطر».
واعتبرت الكتلة «ان الكلام الذي صدر عن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يوم الجمعة الماضي في مهرجان ذكرى اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن ومرافقه الشهيد احمد صهيوني يعبر عن ضيق اللبنانيين بما وصلت إليه حال البلاد ومؤسساتها الدستورية وأوضاعها الادارية والاقتصادية»، معلنة «إنّ هذا الكلام هو بمثابة جرس انذار للجميع وتحديداً للمعطلين الذين يقفون حائلاً دون فك أسر البلاد والعباد. وهو يعبر بشكل واضح عن أنّ الكيل قد طفح من ممارسات حزب السلاح وتجاوزاته السياسية والامنية. وانه يجب التنبه إلى هذه التجاوزات وإلى ضرورة وضع حد سريع لها، إذ لم يعد من الممكن القبول باستمرار تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وتعطيل العمل الحكومي وما يحمله كل ذلك من سلبيات على السلم الأهلي وعلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية والحياتية للمواطنين».
وإذ أكدت الكتلة « ضرورة الخروج من هذا المأزق الذي يسهم بالتسبب به كلٌّ من حزب الله والتيار الوطني الحر»، شددت «على أهمية تفعيل عمل الحكومة وانتاجيتها من أجل متابعة قضايا الناس الحياتية والمعيشية، ودعم الحكومة في تنفيذ الخطط الأمنية في كافة المناطق اللبنانية، ولا سيما في منطقة البقاع، مما يعزز الأمن والطمأنينة لدى اللبنانيين».
كما أكدت الكتلة « ضرورة تعزيز الحوار الصحيح، الهادف والمثمر والفعّال بين اللبنانيين لتلبية ما يعلق عليه اللبنانيون من آمال. وعلى هذا الأساس»، مجددة تمسكها بـ»نهج الحوار ومتابعته وكذلك باستمرار دعمها لحكومة الرئيس تمام سلام ووقوفها معه وإلى جانبه في تفعيل عمل الحكومة ومؤسسات الدولة كافة بما فيها عمل مجلس النواب لجهة إقرار التشريعات التي تتسم بالضرورة».
و واعلنت الكتلة أنها «هي من تقرر الاستمرار في أي عمل أو وقفه وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية ولا تخضع بذلك لردات الفعل او الاستدراج».
واستنكرت الكتلة «اشد الاستنكار الجانب الاستعلائي من الكلام الذي صدر عن امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بخصوص الحوار والمشاركة في الحكومة»، معتبرة «ان بعض الكلام الصادر عن السيد حسن نصر الله غير مقبول إذ فيه استخدام للدين ولمناسبة دينية باتجاهات تحريضية بما يذكي نار الفتنة الدينية والمذهبية، ويفتح الباب على مصراعيه للإثارة والتوتير في البلاد. في حين أن المطلوب التوجه لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد وعدم التلهي بالتفاصيل غير البناءة والتي منها بعض كلام السيد نصر الله نفسه».
أضاف البيان:»إنّ تيار المستقبل الذي لطالما شدَّد على تمسكه بالسلم الأهلي وقيم العيش المشترك، وبالتالي على ضرورة تجنب الوقوع في الفتنة، فإنه يدعو كل المخلصين في لبنان إلى ضرورة تضافر جهود جميع اللبنانيين وتوجههم لوأد الفتنة والحض على الدعوة للسلم الأهلي والالتزام بقيم العيش المشترك. وهي في الوقت ذاته تدعو جميع المخلصين في العالمين العربي والإسلامي لانتهاج هذا النهج وتجنب هذه الكارثة المحدقة ببلداننا وأوطاننا وإنساننا والعودة إلى سلوك طريق الاعتدال والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة
وفي الموقف الذي صدر عن متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة والذي قال فيه «لا حرب مقدسة وكنيستنا لا تبارك الحروب»، اعتبر ت الكتلة «أنّ الموقف الوطني والنبيل للمطران عودة من الحروب، إنما يعبِّر عن أصالةٍ ووطنيةٍ عميقة الجذور، بكونه يحضّ على نبذ التحريض الطائفي والمذهبي ويصب في الدعوة إلى تدعيم الوحدة الوطنية اللبنانية والسلم الأهلي في لبنان»، ورأى «أن اللبنانيين بحاجةٍ لمثل هذه المواقف الجامعة والأصيلة، للالتزام باتفاق الطائف وصيغة العيش المشترك وتعزيز الهوية العربية المستنيرة والمنفتحة والجامعة، والتي كان من تجلياتها حركات النهوض المسيحي الإسلامي والعربي قبل أكثر من قرنٍ والى الآن من أجل الحرية والاستقلال والثقافة العربية والتقدم العربي والتي نحن أحوج ما نكون اليوم إلى تعزيزها والانطلاق منها نحو التأكيد على فكرة المواطنة والدولة المدنية».
ولمناسبة الدعوة لانعقاد الجلسة الثلاثين لمجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كررت الكتلة دعوتها «النواب المقاطعين، للإنضمام إلى زملائهم النواب الآخرين للتوجه غداً لانتخاب الرئيس الجديد من أجل إنهاء حالة الشغور الرئاسي التي باتت تهدد البلاد والمؤسسات والدولة بالتحول إلى حالة فشل دائم، وهي في ذلك تحمل المقاطعين من النواب الآثار السلبية والمدمرة التي تنجم عن هذا التعطيل المستمر والمتعمد»، معتبرة «ان استمرار مقاطعة جلسات الانتخاب لما يناهز ثمانية عشرة شهراً وما يترتب عنها من استمرار الفراغ الرئاسي هي قمة الإبتزاز لغرض المآرب الشخصية».