في تطور لافت في زمانه ومكانه، وقع انفجار في «محلة السبيل» في عرسال قرب مبنى البلدية الجديد امام مكتب هيئة علماء القلمون، افادت معلومات أنه استهدف اجتماع الهيئة وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، واشارت المعلومات ان الانفجار نتج عن عبوة ناسفة وضعت في دراجة نارية مركونة أمام مبنى هيئة القلمون، انفجرت قرابة الأولى إلا ربعا، مخلفة أضرارا جسيمة في المبنى والمحال التجارية المجاورة.
الاستهداف
وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» انه تم التأكد من ان الانفجار استهدف شقة لتجمع علماء القلمون ادى الى سقوط قتلى وعدد من الجرحى نقل معظمهم الى مستشفى ومستوصفات عرسال. وتتولى الاجهزة الامنية التحقيق بالحادث.
الانفجار
وفي التفاصيل المتوافرة عن الحادث انه وعند الساعة 12:45 ظهراً دمر انفجارٌ مكتب «هيئة علماء القلمون» ورجال دين في حيّ السبيل قرب محطة «مرزوقة» شمال عرسال. وتفاوتت المعلومات الّتي تحدّثت عن حصيلة الانفجار وكيفيّة وقوعه. ففي الوقت الّذي أكّدت معلومات وقوع ستّة قتلى، تحدّثت أخرى عن ارتفاع عدد القتلى إلى عشرة و18 جريحاً توزّعوا على مستشفياتٍ ميدانيّة، هي مستشفى «أبو طاقية» وأخرى تابعة للمسلّحين.
حديث عن انتحاري
أمّا في كيفيّة حدوث الانفجار فغلبت الكفّة للحديث عن انتحاري، في حين تحدّثت مصادر أمنيّة في البلدة عن استخدام درّاجة ناريّة محملة بأكثر من 25 كيلوغراماً، وُضعت أمام المكتب.
وعُرف من القتلى الشيخ علي بكور، المعروف بأبي عائشة، والشيخ خالد حمّود، والشّيخ علي رشق، والشّيخ عمر عبد الله الحلبي (48 عاماً)، والشيخ فوزي علي العرابي (حوالي 40 عاماً)، إضافةً إلى جثّةٍ مجهولة الهوية يُرجّح أن تكون للانتحاري. وإصابة رئيس الهيئة الشّيخ عثمان منصور، المعروف بالشيخ البحاح، لأنّ في صوته بحّة. والأخير معروفٌ بأنّه كان على خلافٍ عميقٍ مع «داعش»، كما كان يجاهر بمواقفه المعارضة مع سياسة التّنظيم في عرسال وجرودها. ومن الإصابات أيضاً عثمان منصو (إصابة طفيفة)، وقاسم حمّود (إصابة في اليد)، وضّاح البدوي (إصابة في مختلف أنحاء جسمه)، عادل كلكوش (إصابة في البطن واليد).
ووُجد بعض الأشلاء على بعد أكثر من خمسين متراً من مكان وقوع الانفجار، الّذي أحدث ضرراً كبيراً بالمبنى.
وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الاجهزة الامنية إجراء التحقيقات الأولية في الانفجار.
واتّجهت أصابع الاتّهام إلى «داعش»، كون الهيئة على صلةٍ بالشيخ أبو مالك التلي، وذلك عندما كانت تتواصل معه لحلّ قضية العسكريين المخطوفين. كما يعود سبب الاتّهام إلى عمق الخلافات بين رموزٍ من فعاليات عرسال، والّتي كانت على علاقةٍ جيّدةٍ مع الهيئة من جهة، وبين «داعش» من جهة أخرى، والّذي تُوِّج في حينه بتفجير ما سُمّي بالمحكمة الشرعية التابعة لـ»النّصرة»، ومحاولة تفجير منزل أحد وجهاء عرسال من خلال عبوةٍ لم تنفجر وُضعت على خزانٍ مليء بالوقود بجانب منزله. إضافةً إلى قتل عددٍ من أبناء عرسال على خلفية مخالفتهم لتوجيهات ورغبات قيادة «داعش» في تلال عرسال.
وذكرت وكالة « فرانس برس» ان المهاجم دخل المقر خلال اجتماع الهيئة، وفجر حزاما ناسفا.
ونقلت الوكالة عن ابو ابرهيم، احد سكان عرسال، قولة « التفجير استهدف بالتأكيد الاجتماع، حيث يجتمع ما لا يقل عن 15 شخصا».
وكان العلماء بحسب ما ذكرت الــ «فرانس برس» يشاركون في مساعي تفاوض لاطلاق سراح اكثر من عشرين شخصا من قوات الامن اللبنانية خطفتهم جماعة جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا، خلال هجوم كبير على عرسال في آب 2014.