Site icon IMLebanon

البطريرك بعد الاتصال والحريري:نظامنا الديموقراطي يقوم على الديموغرافيا

الوضع المتخبط سياسيا ومقاطعة النواب المسيحيين للجلسة التشريعية المنتظر عقدها الخميس المقبل، كان محور بحث في اتصال جرى بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس سعد الحريري، تم خلاله التطرق الى الاوضاع السياسية في البلاد وانعكاس الفراغ الرئاسي على الوضع السياسي والامني والاقتصادي على لبنان.

الخازن

وكان البطريرك الراعي استقبل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء « تداولنا موضوع الفراغ الرئاسي، واعتبر غبطته أنه بذل وما زال أقصى المحاولات لدفع الافرقاء الى انجاز الاستحقاق باعتباره الركن الاول للحفاظ على الدستور والمؤسسات، وحذر مرارا وتكرارا من ان التهرب من هذه المسؤولية سيؤدي الى شل الدولة وتعطيل مؤسساتها، وهو ما وصلنا اليه اليوم بشكل مأسوي ومعيب ومهين».

أضاف «كان الرأي متفقا على أن لا سبيل الى تفعيل الأوضاع الحكومية وتنشيط الحركة التشريعية إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بل ان الدولة بأجمعها في خطر اذا ما استمر هذا الاستهتار بالاستحقاق الرئاسي الذي يؤمن وحده رمزية الوحدة وبعث الحياة في المؤسسات الدستورية التي يمثل الرئيس عنوانا لحرمتها وهيبتها وحضورها الفاعل في المجتمع الدولي، بعدما أصبحنا في نظر هذا المجتمع عاطلين عن العمل وخارجين عن الالتزامات والاستحقاقات».

سفير المكسيك

ثم استقبل الراعي سفير المكسيك جايمي غارسيا امارال وعرضا التحضيرات لزيارة البطريرك للمكسيك منتصف الشهر الجاري، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع والعلاقات الثنائية.

والتقى أيضا رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه الذي دق ناقوس الخطر الاقتصادي بفعل استمرار شلل المؤسسات الدستورية.

واستقبل بعد ذلك الشيخ علي بحسون وكيل المرجع الشيعي في العراق آية الله الشيخ بشير النجفي، على رأس وفد، جرى عرض الاوضاع محليا واقليميا.

مؤسسة الانتشار

 وظهرا، رأس البطريرك الجمعية العومية للمؤسسة المارونية للانتشار. وفي بداية الاجتماع تحدث رئيس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده عن انجازات المؤسسة وعملها مع اللبنانيين المنتشرين في مختلف دول العالم، ثم تحدث نائب رئيس المؤسسة نعمة افرام، فأكد التواصل مع اللجان النيابية مشددا على أهمية «إقرار قانون استعادة الجنسية بالاضافة الى بناء قاعدة الموارنة المنتشرين في العالم وأهمية إعطاء صورة جيدة للبنان». وأعلن عن افتتاح مكتب جديد للمؤسسة في المكسيك خلال زيارة الراعي في منتصف الشهر الجاري.

الراعي

من جهته أعرب الراعي عن حرصه على «ارتباط اللبنانيين المنتشرين في العالم سياسيا واقتصاديا بوطنهم»، وقال «أحيي رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير ميشال إده وأعضاءها، ونقول دائما للوزير إده: كل مرة تطل معنا في الإجتماع تعطينا دفعا كبيرا إلى الأمام، وفي كل مرة تطل، تكبر المؤسسة أكثر، ونحن في الحقيقة نصلي كي يعطيك الرب سنين طويلة لتبقى أمامنا وأمام كل الجمهور علامة الحياة النابضة باستمرار. وبدأنا نخجل إذا قلنا إننا مصابون بالنعاس أو بالجوع أو بالتعب، عندما يكون ميشال إدة حاضرا، لأنه بالرغم من كل شيء هو حاضر».

اضاف « أود أن أشير إلى ما قلته، أنا لا أقول «مغتربين» بل «منتشرين»، لأن الإغتراب لا يعني فقط أن اللبنانيين رحلوا إلى الغرب، بل أصبح هناك غربة من الوطن والكنيسة والعائلة، وكثيرون، يا للأسف، باعوا أرضهم وبيتهم، وهذا هو الدخول في الغربة التي لا نعترف بها أبدا، ونقول الإنتشار، لأننا نعطيه صورة الأرزة، وهي رمزنا في لبنان. الارزة مزروعة في لبنان وأغصانها منتشرة في كل العالم. ليس هناك غربة، بل ارتباط عضوي عميق. عندما كان تحدث الوزير إده عن الإنتشار، أتتني صورة الأرزة الموجودة في غابة الأرز التي حاوطناها السنة الماضية، 12 شخصا حاوطنا جذع الأرزة، قلت في نفسي: جميعنا هنا بهذا العدد، لعله نحوط بك، إذا استطعنا. هذه الفكرة جاءتني، عندما تفضلت وتكلمت عن الغربة والإغتراب».

تأسيس الأبرشيات

وقال «من المؤكد أن موضوعنا مع الإنتشار هذا هو. وهو ألا يدخل المنتشرون في غربة مع كنيستهم ولا مع وطنهم، وأنتم تعرفون جيدا أن الكنيسة تبعتهم وأسست أبرشيات حيث استطاعت، وأرسلت كهنة ورهبانا وراهبات على قدر ما استطاعت، ولا يزال لدينا قطاعات كبيرة من الأرض، لا نستطيع إرسال كهنة ورهبانا وراهبات إليها، نظرا الى انتشارهم في القارات الخمس، ولكننا نسعى دائما الى ألا يدخلوا في غربة مع كنيستهم ومع تقليدهم وإيمانهم».

وتابع: «عندما نقول الكنائس المتنوعة، نعني الرسالات الكثيرة في كنيسة واحدة. عندما نقول كنيسة مارونية، نعني كنيسة حاملة التراث الأنطاكي السرياني اللبناني المشرقي الخلقيدوني المريمي، هذا التراث الليتورجي والتاريخي والروحي واللاهوتي والإجتماعي والوطني والسياسي، وهذا ما نحن حريصون عليه، وهو أن يبقى اللبنانيون منتشرين، ولكن مرتبطين كالغصن بالجذع، كي يأخذ ماويته دائما. ثم كانت الفكرة العظيمة من صاحب النيافة والغبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع معالي الوزير لما أنشأوا المؤسسة المارونية للإنتشار، كي لا يكون مواطنونا في غربة عن وطنهم، وانطلقت مسيرة تسجيلهم جنسيتهم وارتباطهم، وكانت الأكاديمية المارونية التي تأتي بالشباب سنويا، كي تردهم إلى أصلهم، وهكذا الكنيسة في وجهها الديني والمؤسسة الوطنية، تعمل جاهدة كي تبقي الأغصان المنتشرة في كل العالم، مرتبطة بالجذع، فتأخذ ماويتها منه، وتستمد الشجرة كذلك قوتها من الأغصان. إذا، هذه هي أهمية القول عن كلمة «الإنتشار»، وأن لا نلفظ كلمة «الإغتراب.