Site icon IMLebanon

الحريري يلاقي مبادرة نصرالله بايجابية

كتب عبد الامير بيضون:

«ربَّ ضارة نافعة»؟! هذا ما توصل اليه غالبية المتابعين للتطورات الدراماتيكية الدامية، والبالغة الخطورة، الناجمة عن التفجيرات الارهابية لـ«داعش»، والتي لم يكن تفجيرا الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا المجزرة التي حصلت في العاصمة الفرنسية – باريس، أواخر الاسبوع الماضي، وذهب ضحيتها المئات بين شهداء وجرحى، سوى أدلة ثابتة على ان «الارهاب التكفيري» الداعشي لا يقيم وزناً لأية اعتبارات إنسانية ودينية وأخلاقية، وقد مضى عابراً لحدود القارات والدول والمناطق والطوائف والمذاهب، من غير أي تمييز..

استنفار دولي.. و«قمة العشرين»

وإذ حصد «الارهاب الداعشي» ليل الجمعة الماضي، 129 قتيلاً وحوالى 352 جريحاً تواجدوا في مناطق عديدة في العاصمة الفرنسية، ما اعتبر «الأسوأ في أوروبا منذ تفجيرات قطار مدريد في العام 2004 وخلفت 191 قتيلاً..» فقد استنفرت هذه الجريمة العالم بأسره.. ولم تقف عند حد.. وبالتوازي مع انعقاد «قمة العشرين» في تركيا أمس، بحضور الرئيسين الاميركي والروسي، باراك أوباما وفلاديمير بوتين والعاهل السعودي الامير سلمان عبد العزيز إضافة الى رؤساء وزراء ومسؤولين، بغياب الرئيس الفرنسي  فرنسوا هولاند، فقد فجر انتحاري من تنطيم «داعش» نفسه في جنوب شرق تركيا أثناء حملة للشرطة.. حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالتوازي مع انتهاء لقاء فيينا حول الأزمة السورية.. أكد «ان التسوية السياسية في سوريا يجب ان تكون الأولوية للمجتمع الدولي..» في وقت كشف الرئيس الاميركي باراك أوباما أنه «ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ضرورة تشديد الرقابة على الحدود السورية والتقدم في محادثات فيينا».

الحريري ينظر بايجابية لمبادرة نصر الله

وأمام هذا الاستنفار الدولي، فإن التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية، (- ومع تشييع الشهداء الذي قضوا في تفجيري الضاحية الجنوبية، والتوحد في المواجهة -) لم تكن من دون، ردات فعل بالغة الأهمية تمثلت في «الصحوة الوطنية» والمواقف التي أجمعت على ادانة واستنكار جريمة الضاحية، والعمل من أجل تسوية شاملة تبدأ من الفراغ الرئاسي الذي دخل يومه الثامن والثلاثين بعد الخمسماية. واعلان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق: «اننا ماضون في ملاحقة الارهاب والارهابيين» منوهاً بانجازات شعبة المعلومات منوهاً بتجاوب الرئيس سعد الحريري مع المبادرة التي أطلقها السيد نصر الله..

وفي اشارة لافتة وبالغة الأهمية، في التوقيت والمضمون، جاء رد الرئيس سعد الحريري بـ«ايجاز وايجابية» على الدعوة الى ابرام سلة حلول سياسية لا تخرج عن آليات الطائف، التي أطلقها، الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في كلمته المتلفزة ليل أول من أمس.. حيث قال الحريري في تغريدة عبر «تويتر»: «ننظر بايجابية لكل توجه يلتقي ارادة معظم اللبنانيين في ايجاد حل للفراغ الرئاسي..» مشدداً في هذا على ان «البت بمصير الرئاسة هو المدخل السليم لتسوية تعيد انتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب..» لافتاً الى ان «درء الفتنة عن لبنان يحتاج لقرارات مصيرية تجنب البلاد الذهاب الى الحروب المحيطة..» مكرراً ان «التضامن مع أهلنا في برج البراجنة في مواجهة ما تعرضوا له واجب أخلاقي ومسؤولية وطنية» ومؤكداً ان «وحدة اللبنانيين يجب ان تعلو فوق أي اعتبار او خلاف..».

نصر الله: لتسوية شاملة رئاسة وحكومة وبرلماناً

وكان السيد نصر الله كشف في طلة تلفزيونية ليل أول من أمس، تفاصيل ما توصل اليه التحقيق في جريمة تفجيري الضاحية كما دان الهجمات الارهابية التي شنها مجرمو «داعش» في باريس وما ارتكبوه من جرائم قتل وارهاب مؤكداً ان شعوباً ودولاً في المنطقة، ومنهم لبنان «أكثر ادراكاً وإحساساً بما أصاب الشعب الفرنسي». وعبر عن «تضامننا الانساني والأخلاقي».

وإذ عزى المصابين بالمحنة التي أصابت برج البراجنة فقد كشف عن «ان فرع المعلومات والأمن العام أوقف أشخاصاً على علاقة بعملية البرج لكن الشبكة الأصلية ومديريها أصبحوا في قبضة فرع المعلومات..» وأشار الى أنه «لا يوجد أي فلسطيني حتى اللحظة بين الموقوفين، المعتقلون سوريون ولبنانيون..». وفي السياسة جدد نصر الله الدعوة الى «تسوية شاملة تطاول رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة المقبلة وعمل المجلس النيابي وقانون الانتخاب، باعتبار ان هذا القانون هو الخطوة الحقيقية على طريق اعادة تكوين السلطة..» نافيا «وجود أي نية من وراء هذه الدعوة في عقد مؤتمر تأسيسي، بل هي تنطلق بهذا الدستور وبهذا النظام وبهذا الطائف وبالآليات الدستورية المعتمدة..».

المشنوق: ماضون في ملاحقة الارهاب

وفي السياق، فقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ظهر أمس، مؤتمراً صحافياً في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي اضاء فيه على «الانجاز الاستثنائي» لـ«شعبة المعلومات بالقاء القبض على كامل الشكة الانتحارية المسؤولة عن تفجير الضاحية» مؤكداً «اننا ماضون في ملاحقة الارهاب والارهابيين..» ومشدداً على ان الاستقرار السياسي هو السبيل الوحيد لأمن البلد..» كما أكد ان «وضع لبنان الأمني تحت السيطرة، وشعبة المعلومات جاهزة لحماية البلاد..»، ورأى أنه ما قاله السيد نصر الله «كلام جدي ومسؤول، فالطائف هو سقف لكل اللبنانيين والرئيس الحريري تجاوب مع ذلك ووضع أولويات يجب البحث فيها..»

وكشف المشنوق عن كثير من المعلومات حول عمليتي الضاحية وقال: «ان مراجعة التحقيق مع الموقوفين في تفجيري الضاحية تشير الى ان العملية كان مخطط لها ان تنفذ في مستشفى الرسول الأعظم إلا ان الاجراءات الأمنية المختصة بالمستشفى عطلت ذلك..

ووجه المشنوق «رسالة الى القرى الحدودية» لافتاً الى «ان التهريب (للانتحاريين) يسهل قتل لبنانيين ومسؤولية المهربين عن القتل ليست أقل من مسؤولية الانتحاريين..» (نص المؤتمر في مكان آخر).

وكان مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود أعلن (أول من أمس) ان «الشعبة تمكنت من التعرف على الشبكة التي من ضمنها الانتحاريان في برج البراجنة». مؤكداً «توقيف بعض الأشخاص والتعرف خلال التحقيقات معهم على هوية أحد منفذي التفجير..».

استنكارات لبنانية لتفجيرات باريس

إلى ذلك، فقد واكب اللبنانيون – الذين لم يستفيقوا بالكامل بعد، من صدمة العملية الارهابية المزدوجة التي ارتكبت بحق الابرياء والمواطنين العزل في برج البراجنة – الانفجارات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس ومحيطها (ليل الجمعة – السبت) بكثير من الاستنكار والغضب..

بري

وفي هذا، فقد أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند معزياً ومستنكراً «الهجمات الارهابية الاجرامية» داعياً الى «مواجهة أممية لهذا الخطر الارهابي وللارهاب». كما أبرق الى رئيس «الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) كلود بارتولون ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه «معزياً ومستنكراً».

سلام

واتصل رئيس الحكومة تمام سلام بالرئيس هولاند مستنكراً «الهجمات الارهابية» معزياً «بضحايا هذه الجريمة البغيضة» مؤكداً «تضامن اللبنانيين حكومة وشعباً مع فرنسا في محنتها» مشدداً على «أهمية التنسيق الدائم بين لبنان وفرنسا في محاربة الارهاب وأدواته».

سليمان

وأبرق الرئيس ميشال سليمان الى هولاند معزياً بـ«الشهداء الفرنسيين الذين طاولتهم يد الارهاب..» وجدد دعوته الى «ضرورة تفعيل أعمال التحالف الدولي ضد الارهاب لاجتثاثه من جذوره..».

الحريري

وعزى رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الرئيس هولاند معبراً عن «ادانته العميقة للاعتداءات الارهابية» قائلاً: «شعرت بصدمة وهلع عميقين، وتأكدوا ان الشعب اللبناني، الذي كان هو نفسه أكثر من مرة، ضحية للارهاب الأعمى يدين برمته وشدة، هذه البربرية الرهيبة التي تنتهك كل القيم الأخلاقية والدينية..».

… وقوى سياسية وروحية

كذلك، صدرت عن مختلف القوى السياسية اللبنانية بيانات ومواقف عبرت عن استنكارها وتضامنها مع «الشعب الفرنسي الصديق» أبرزها من الرئيس أمين اجميل، والرئيس فؤاد السنيورة، والرئيس نجيب ميقاتي، والرئيس سليم الحص، والنواب فريد مكاري، وليد جنبلاط، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير السياحة ميشال فرعون، وزير العمل سجعان قزي، وزير الثقافة ريمون عريجي، رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل، النائب طلال ارسلان، عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب سيمون ابي رميا.. كما دان الجريمة كل من مفتي الجمهورية الشيخ  عبد اللطيف دريان وبطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، والعلامة علي فضل الله.. وآخرون..