IMLebanon

اجواء حوارية بتناغم ايجابي بين المستقبل وحزب الله

كتب عبد الامير بيضون:

بعد أقل من أسبوع على «التفجيرين الانتحاريين» اللذين ضربا في الضاحية الجنوبية لبيروت، والهجمات الارهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية – باريس، والمعتدي واحد «داعش».. بقيت الاهتمامات والمتابعات منصبة على الآتي من الأيام، حيث «لا أحد يستطيع ان يقفل الباب بوجه الارهاب» كلياً، ويشعر بالأمان والطمأنينة الكافية «إلا بعد ان نضع حداً لتفشي وباء الارهاب..» على ما قال القائم بأعمال السفارة الاميركية في بيروت، السفير ريتشارد جونز، بعد لقائه أمس، وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل..

حراك ديبلوماسي واهتمامات مزدوجة

وإذ شهدت الساحة الداخلية أمس، حركة ديبلوماسية لافتة، ومع دخول لبنان يومه التاسع والثلاثين بعد الخمسماية من دون رئيس للجمهورية.. ومع استمرار غياب الحكومة عن واجب الدعوة الى جلسات طارئة تحتمها الضرورات، فإن الاهتمامات انصبت على محورين أساسيين:

– الأول أمني، حيث تواصل الأجهزة الأمنية المختصة كافة عملها المتقدم جداً، وتحقق انجازات بالغة الأهمية في كشف الشبكات الارهابية واعتقال العديد من المتورطين والمنخرطين في هذه الشبكات..

– الثاني الحراك السياسي المستجد على خلفية تلقي الرئيس سعد الحريري ايجاباً مبادرة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، بدعوته الى «تسوية وطنية شاملة» تخرج البلاد من أجواء الشلل والتعطيل والعجز، تطاول رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي وقانون الانتخابات..

السفير الاميركي: لا أمان مع الارهاب

واللافت ان التطورات الأخيرة أحدثت حركة ديبلوماسية لافتة، وسجل تحرك ملحوظ لسفراء غربيين مع قيادات لبنانية ومسؤولين، تركز حول ما تعرض له لبنان الاسبوع الماضي.. وضرورة تحصين الداخل اللبناني بالاتفاق السياسي..

وفي هذا، فقد استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل القائم بأعمال السفارة الاميركية في بيروت السفير ريتشارد جونز، وكان «اجتماع مثمر» على مدى ساعة، حيث قدم جونز «التعازي بالحادث المأساوي الذي وقع في برج البراجنة، والتهاني في الوقت نفسه على ردة الفعل السريعة من قبل القوى الأمنية..» آملاً «ان  تتوصل (هذه القوى) الى كشف كل الخيوط والقبض على الارهابيين المسؤولين عن هذا الحادث الرهيب..».

ولفت جونز الى ان «للناس مخاوف أمنية في كل أنحاء العالم، لاسيما بعد الاعتداءات التي استهدفت باريس»، ليخلص الى القول: «لا يمكننا ان نشعر بالأمان إلا بعد ان نضع حداً لتفشي وباء الارهاب، وليس هناك أي مبرر لقتل الابرياء، أياً تكن القضية او الغاية..».

وفي السياق التقى الوزير باسيل القائم بأعمال السفارة الايطالية السفير ماسيمو ماروتي، الذي نقل رسالة تعزية ودعم للبنان من رئيس الجمهورية الايطالية والشعب الايطالي بعد اعتداء البرج..

سفير فرنسا: الارهاب شر

بدوره استقبل وزير السياحة ميشال فرعون قبل ظهر أمس، سفير فرنسا ايمانويل بون، وبحث معه «الاعتداءات الارهابية في باريس والعلاقات اللبنانية – الفرنسية..».

ولفت بون الى ان «لا مبرر للارهاب الذي يعتبر همجيا.. وهو شر يحاربه الفرنسيون سوية مع اللبنانيين..» وشدد على ان «الفرنسيين يتضامنون مع اللبنانيين الذين هم ضحايا هذا الارهاب..».

ومن جهته دعا الوزير فرعون الى «تحصين وحدة اللبنانيين بالاتفاق السياسي على الأمن..».

«الديموقراطية» عند عون: الفلسطينيون ليسوا طرفاً

إلى ذلك، فقد التقى رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، في دارته في الرابية، وفداً فلسطينياً برئاسة نائب الأمين العام لـ«الجبهة الديموقراطية» فهد سليمان ومسؤول الجبهة في لبنان علي فيصل، الذي أكد بعد اللقاء «اننا كفلسطينيين اتخذنا سياسة صائبة وحكيمة، ان لا نكون طرفاً في الصراع، ولا نريد ان يزجنا أحد به، ونجحنا بشكل ملموس، ونعيد التأكيد على هذه السياسة..»

وإذ أكد فيصل ان «أمن المخيمات من أمن لبنان» فقد دان «الجريمة النكراء في الضاحية التي كان يراد من ورائها زرع بذور الفتنة بين مخيم البرج وجواره، ولكن الحس العالي بالمسؤولية لدى الشعبين اللبناني والفلسطيني والمقاومة اللبنانية فوتت هذه الفرصة..».

بري ومواقف الحريري  ونصر الله

أما على الصعيد السياسي، فقد حضرت مبادرة نصر الله، وتجاوب الحريري في حديث الرئيس نبيه بري لـ«المستقبل».. حيث قال «ان ما جاء في مواقف الحريري ونصر الله يتطابق مع جدول أعمال الحوار الذي يتضمن رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة، هذا جدول أعمال الحوار..» وكشف بري أنه «سيشكل لجنة نيابية لدرس قانون الانتخاب هذا الاسبوع، وفقاً لما تم التوافق عليه بين الكتل النيابية عشية الجلسة التشريعية الأخيرة..».

«المستقبل»: الحوار فرصة للانقاذ

وفي هذا، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال جراح، «ان الحوار مستمر مع «حزب الله»، وأهمية هذا الحوار ان يكون منتجاً، وهناك فرصة للانقاذ والشروع في تسوية حقيقية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية..».

من جانبه، وإذ أكد «ان أحداً لا يستطيع ان يقفل الباب بوجه الارهاب» فقد اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت «ان المطلوب لوقف الأعمال الارهابية في لبنان هو زيادة الاجراءات الامنية التي أثبتت فعاليتها في الأشهر الماضية..» وأشار الى «أنه اذا تمكنت طاولة الحوار من بت مسألة رئاسة الجمهورية فحينها يمكن طرح التوافق حول المسائل الأمنية ومواجهة الارهاب والتطرف..». مشدداً على «ضرورة تعاون الأجهزة الأمنية وتغطيتها من الناحية السياسية لمواصلة مهامها..».

«حزب الله»: للتعالي عن الخلافات السياسية

وفي المقابل، وحيث أقام «حزب الله» مراسم تكريمية في أماكن العمليات الاستشهادية التي نفذتها المقاومة ضد أهداف للعدو الصهيوني خلال فترة احتلاله للبنان، فقد دعا عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض الى «تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، والى التعاطي على قاعدة ان الخطر الارهابي التكفيري هو أولوية يجب ان تعطى كل الاهتمام والمتابعة، وكل الامكانات والتوحد في الطاقات والارادات في سبيل هذه المواجهة، وكذلك هو الأمر على المستوى الاقليمي والدولي، حيث ان ثمة حاجة للتعاون في سبيل ان نضع حداً لهذا التمدد التكفيري الذي لا يقف عند حدود..».

وطالب فياض «الجميع بالمضي قدماً للتعالي عن بعض الخلافات السياسية..» مطالباً «بأن نتقدم ليس خطوة فحسب، بل خطوات الى الامام في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية على المستوى الداخلي، واعادة تفعيل المؤسسات..».

جعجع: عار ان لا تجتمع الحكومة

ومن جانبه، فقد اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في تغريدة عبر «تويتر» انه «من العار ان لا تجتمع الحكومة في لبنان بعد أربعة أيام على تفجير الضاحية وسقوط 45 شهيداً لبنانياً..».

الماروني العالمي: أولوية الرئاسة

أما رئيس «الاتحاد الماروني العالمي» سامي الخوري، وإذ أثنى على «خطوة إقرار مشروع استعادة الجنسية» للبنانيين في الاغتراب، فقد رأى أنه «ازاء الاحداث المتواصلة بات على اللبنانيين العمل بسرعة من أجل تكريس قاعدة حماية لبنان بالقول والفعل..» مكرراً الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد.. فإطالة أمد الفراغ في الرئاسة يعرّض لبنان للمزيد من المخاطر..». مشدداً على ان «هناك ضرورة لوضع قانون انتخابي يؤمن صحة التمثيل.. واصدار المراسيم التطبيقية لمشروع قانون استعادة الجنسية..».

مداهمات.. توقيفات وقصف تحركات الارهابيين

أمنياً: فقد دهم الجيش أماكن أشخاص مشبوهين في وطى المصيطبة وأوقف أربعة أشخاص سوريين وضبط كمية من الأسلحة الحربية والذخائر وأعتدة عسكرية». كما استهدف الجيش تحركات الجماعات الارهابية بالمدفعية الثقيلة في جرود راس بعلبك.

كما أحالت مديرية المخابرات الموقوف محمد عبدو طالب الى القضاء المختص لانتمائه لأحد التنظيمات الارهابية ولمشاركته في القتال الى جانب هذا التنظيم..