كتب عبد الامير بيضون:
«عين على الأمن.. وعين على السياسة» هكذا لخص لـ«الشرق» مصدر نيابي بارز الوضع السائد في لبنان هذه الأيام الحافلة بالكثير من الأسئلة والتساؤلات في ضوء التطورات الدولية والاقليمية الأخيرة.. لافتاً الى ان «الاولويات الأمنية» التي أخذت من الاهتمامات لم تسقط أولوية البحث عن المخارج السياسية التي تبقى صمام أمان البلد ودرعه الواقي..». ففي وقت لايزال لبنان تحت تداعيات التفجيرات ومخاطر «الشبكات الارهابية» التي نجحت الأجهزة الأمنية المختصة باحداث خرق بالغ الأهمية فيها، واكتشاف واعتقال العديد من عناصرها.. فإن الاهتمامات السياسية، والاجتماعية وتحديداً مسألة النفايات، بما تشكله من مخاطر حقيقية، لاتزال محور اهتمامات ومتابعات، وان لم يتحقق شيء ملموس على هذا الخط.. خصوصاً وان رئيس الحكومة تمام سلام، لايزال عند موقفه الرافض دعوة مجلس الوزراء الى جلسة طارئة واستثنائية، ان لم يكن في اليد اتفاق على حل هذه القضية.. في وقت حضى وزير المال علي حسن خليل الرئيس سلام على الدعوة سريعاً الى جلسة لمجلس الوزراء.. «يكون حل مسألة النفايات أولى النقاط على جدول أعمالها..». وإذ يدخل لبنان يومه الحادي والاربعين بعد الخمسماية من دون رئيس للجمهورية.. وليس في المعطيات المتوافرة، ما يؤشر الى نقلة نوعية على هذا الخط، على رغم الأجواء الايجابية التي سادت جلسة «الحوار الوطني» العاشرة في عين التينة أول من أمس.. بري يشيد بالمناخات الايجابية وفي وقت يتطلع البعض الى جلسة الحوار الثنائي المرتقب بين «المستقبل» و«حزب الله»، في ضوء المناخ الايجابي الذي سيطر على الجانبين، بعد ملاقاة الرئيس سعد الحريري بايجابية لافتة مبادرة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، بشأن «التسوية الوطنية الشاملة..». فقد أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ارتياحه للمناخ السياسي الذي يسود في لبنان، داعياً الى الافادة منه لمعالجة الملفات وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية.. وفي «لقاء الاربعاء» أمس، نقل نواب عن الرئيس بري تأكيده ان «حل الأزمات التي نواجهها لا يكون إلا من خلال الحوار والتلاقي بين اللبنانيين وتفعيل عمل المؤسسات السياسية..» وإذ أعرب عن «ارتياحه للأجواء السياسية السائدة..» فقد رأى ان هذا المناخ الايجابي، يمكن الافادة منه لمعالجة الملفات والتعاطي مع الاستحقاقات التي منها انتخاب رئيس الجمهورية واقرار قانون جديد للانتخابات. الارهاب والنفط وجدد بري التأكيد «ان الارهاب بات خطراً أممياً يهدد العالم بأسره.. وان المطلوب تشكيل جبهة دولية لمحاربة «داعش» و«الارهاب..». ولفت في لقاء أمس، ان الرئيس بري، عاد، بعد صمت طويل، الى فتح ملف النفط من جديد داعياً الى «الاسراع في انهاء كل الخطوات للوصول الى مرحلة التراخيص، لاسيما ان العدو الاسرائيلي ماضٍ في تخطيطه وسعيه لسرقة ثروتنا النفطية والاعتداء على سيادتنا وحقوقنا..». لقاء باسيل – لافروف إلى هذا، فقد حضرت الأخطار الارهابية وضرورة منع تمددها ومواجهتها في اللقاء الذي تمّ في موسكو، بين وزير الخارجية جبران باسيل ونظيره الروسي سيرغي لافروف.. كما حضرت العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا وتم الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتشجيع الاستثمارات.. وقد شدد الوزير باسيل على «اعتماد حلول سياسية وتفاوضية لحل جميع الصراعات في المنطقة..» مؤكداً على أنه «من الضروري ان تبقى سوريا موحدة وغير طائفية.» وإذ أشار الى ان «لبنان يسعى دائماً الى النأي بنفسه عن الأزمة في سوريا خشية الانجرار الى فتنة طائفية قاتلة..» فقد رأى أنه لا يمكننا ان نبقى متفرجين في حين ان اثار هذه الأزمة تمتد الى أراضينا.. عبر تدفق اعداد كبيرة من النازحين السوريين الى لبنان والهجرة الجماعية من المنطقة باتجاه الدول الاوروبية.. بدوره نفى لافروف وجود أي اتفاق بين المشاركين في محادثات فيينا حول ابعاد الاسد عن التسوية في سوريا.. معرباً عن أمله ان يتم اطلاق العملية السياسية للتسوية في سوريا في الموعد المحدد أي في كانون الثاني عام 2016.. وأكد لافروف استعداد روسيا لدعم الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية. من أين نبدأ؟ إلى ذلك، وإذ أجمع الافرقاء على أهمية الحل للأزمة اللبنانية المتشابكة فإن الاختلاف على من أين يبدأ الحل، بانتخاب رئيس الجمهورية، أم بقانون انتخاب جديد لايزال قائماً، بحدود او بأخرى.. وفي هذا، وإذ أعلن القيادي في «التيار الحر» انطوان نصر الله، ان ما يقنع العماد ميشال عون للذهاب باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية هو الاتفاق على قانون انتخاب وتشكيل مجلس نيابي جديد..». «المستقبل»: التسوية سلة واحدة من جهته لفت عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت الى «وجود امكانية لاقرار قانون انتخاب جديد اذا صفت النيات..» مشدداً على «وجود فرصة يجب ان يستغلها الجميع..». وقال فتفت «ان البحث في القانون الجديد يجب ان يبدأ انطلاقاً من الثوابت التي تم الاتفاق عليها في الاجتماعات السابقة، مثل عدالة التمثيل وقانون مشترك بين النسبي والأكثري ونقاط الالتقاء التي يمكن الانطلاق منها..». وأوضح ان «اعادة الثقة للقوى السياسية بـ«حزب الله» تبدأ من ملف الرئاسة لاستئناف عمل المؤسسات الدستورية..». بدوره عضو كتلة «المستقبل» النائب جان اوغاسبيان شدد على «ضرورة السير بتسوية سياسية بسلة كاملة للوصول الى الحلول المطلوبة..». … و«حزب الله»: فرصة وفي المقابل، وإذ دعا عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» الى فك الأزمة اللبنانية عن الأزمتين السورية واليمنية، فقد رأى ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، قدّم فرصة لاخراج لبنان من الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وهذه المبادرة تقوم على ان يجد اللبنانيون عبر الحوار بينهم تسوية للأزمات والمشاكل التي يعاني منها هذا البلد..». دريان: ممنوع ان يقف الحوار على الصعيد الروحي، فقد أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان «هناك بوارق أمل في الوصول الى نتائج ايجابية لحل الأزمة اللبنانية من خلال المبادرات السياسية الأخيرة، التي أطلقت..» وشدد دريان على ان «حزام ناسف من هنا او متفجرة من هناك لن يرهبنا.. طالما هناك عيون ساهرة من القوى الأمنية مدعمة بوحدة بين اللبنانيين..» مؤكداً «ممنوع ان يقف الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، وممنوع ان تتوقف طاولة الحوار عن التحاور الايجابي لمصلحة الوطن ومصلحة اللبنانيين». لجنة وضع قانون انتخاب تبصر النور في المقلب الانتخابي، فقد أبصرت اللجنة المكلفة وضع قانون انتخابات جديد النور يوم أمس، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس برئاسة الرئيس نبيه بري، وتضم عشرة أعضاء.. وأعلن نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري «ان لا علاقة للجنة بالقوانين الـ17 الموجودة، وهي لن تبحث فيها، بل ستعمل على وضع معايير يتفق عليها الجميع للتوصل الى قانون انتخابي جديد موحد يرضي الأطراف..» وإذ أشار الى ان اللجنة ستبدأ أعمالها في 1-12-2015 وأمامها مهلة شهرين للاتفاق وستجتمع أقله مرة في الاسبوع بنصاب 6 من أصل 10، لفت الى ان ثمة شبه اتفاق على ان يجمع القانون العتيد بين النسبية والأكثرية». مضيفاً «اذا تم الاتفاق على القانون فسيتم تقديمه الى المجلس والتصويت عليه..».