كتب عبد الامير بيضون:
تطل ذكرى الاستقلال الثانية والسبعين هذا العام (يوم غد الاحد) ولبنان يعيش حالة غير مسبوقة من القلق جراء التحديات والأخطار التي تواجهه من الخارج، كما من الداخل، والموزعة بين »الارهاب التكفيري« و»الخطر الاسرائيلي« المتجسد أمناً واقتصاداً بعد تأكيد المعلومات عن سرقة »إسرائيل« للغاز اللبناني..
وإذ تغيب للسنة الثانية على التوالي الاحتفالات الرسمية والاستعراضات العسكرية بالمناسبة، ويكتفي المعنيون بوضع اكاليل الزهر على ضرائح »رجالات الاستقلال«، جراء الشغور المتمادي في موقع رئاسة الجمهورية، والذي دخل يومه الثالث والاربعين بعد الخمسماية على التوالي، وليس في المعطيات المتوافرة، ما يؤشر الى ان هذا الشغور »قرب أجله« وان الافرقاء المعنيين حسموا أمرهم باتجاه انجاز هذا الاستحقاق.. هذا في وقت تتراكم الاشادات باستئناف جلسات الحوار على أمل ان تسفر عن حلول توفر اعادة الحياة الى مؤسسات الدولة كافة، من رئاسة الجمهورية، الى مجلس النواب الى مجلس الوزراء الموقوف عن الجلسات على رغم المخاطر والتحديات التي تواجه لبنان على غير صعيد، أمني وسياسي واجتماعي وبيئي..
قهوجي: سنضرب الارهاب بيد من حديد
وبالتقاطع مع توقيف الأمن العام اللبناني ي.د واعترافه بالانتماء الى »جبهة النصرة« وأنه كان بصدد التحضير لتنفيذ عملية انتحارية.. كما ومع استهداف وحدات الجيش اللبناني لتحركات »المسلحين الارهابيين« في جرود رأس بعلبك وعرسال، بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، وتشديد الاجراءات الأمنية على السلسلة الشرقية منعاً للتسلل في اتجاه الاراضي اللبنانية، فقد كانت ذكرى الاستقلال مناسبة أكد فيها قائد الجيش العماد جان قهوجي »استمرار المعركة ضد الارهاب، من دون هوادة، لاسيما بعد ازدياد نشاطاته الارهابية وتهديده السلم العالمي ومحاولاته المتكررة في لبنان لضرب الاستقرار الوطني وترويع المواطنين« على ما جاء في »أمر اليوم الى العسكريين..«. مؤكداً ان »جميع محاولاته ومخططاته ستبوء بالفشل أمام وعيكم ويقظتكم وتصديكم للتنظيمات الارهابية وخلاياها التخريبية«.
وإذ دعا العماد قهوجي، العسكريين »الى المزيد من رص الصفوف والبقاء على أهبة الاستعداد، سواء على الحدود الجنوبية لمواجهة العدو الاسرائيلي وفي الداخل لضرب الارهاب وخلاياه التخريبية بيد من حديد..« فقد أكد أنه »على ثقة تامة بأنكم لم ولن تسمحوا باسقاط مؤسسات الدولة..« وذلك »على الرغم من استمرار الشغور الرئاسي لفترة طويلة، بالتزامن مع تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. مقدمين المثال في التماسك والولاء للمؤسسة والتزام حماية مرتكزات الوفاق الوطني والعيش المشترك..« معاهداً »جنودنا المخطوفين لدى التنظيمات الارهابية متابعة قضيتهم والعمل بكل السبل المتاحة لتحريرهم وعودتهم سالمين..«.
ابراهيم: انجازاتنا جعلتنا هدفا لاسرائيل والارهاب
وفي السياق، وفي اجتماع مع كبار ضباط الأمن العام، في ذكرى الاستقلال، قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، »يعود هذا العام ولاتزال في قلبنا غصة بسبب الفراغ الرئاسي، كما لايزال الخطر جاثماً على صدر وطننا لبنان، الخطر الصهيوني والخطر الارهابي، الذي هو وليد الخطر الصهيوني..«.
وقال »ان شغور المؤسسة الأولى لن يثنينا عن القيام بواجباتنا المهنية والوطنية.. فنحن لسنا موظفين بل أصحاب قضية.. والتوقيفات والانجازات التي قامت بها المديرية أخيراً كشفت مخططات وعصابات كانت تهدف الى تدميرنا وضرب بلدنا وتحطيمنا..« مؤكداً »ان انجازاتنا جعلت منا هدفا لاسرائيل وللعدو التكفيري..« داعياً الى »وجوب الانتباه وتحصين مراكز عملنا وتوخي الحذر«. مشدداً على »الأمن المعلوماتي«..
وكان اللواء ابراهيم التقى رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي أمس، ووضعه في أجواء التطورات الأمنية والمعلومات المتوافرة.
ريفي: الاسلام براء من الارهاب
إلى ذلك، وخلال اجتماع الدورة الـ31 لوزراء العدل العرب، الذي انعقد في القاهرة وانهى أعماله أول من أمس، فقد أكد وزير العدل اللواء اشرف ريفي »ان الاسلام براء من قتل الابرياء ومن الاجرام ومن الارهاب.. وبراء من هؤلاء الذين يسعون لخطف الدين واستعماله في تجديد وتسعير الصراع بين الحضارات والشعوب..« مشدداً على ان »لا مهادنة في مواجهة الارهاب« داعياً لأن تكون »المسؤولية العربية والاسلامية والعالمية في مواجهته مسؤولية شاملة وموحدة..«.
لا مهادنة مع القتلة
ولفت ريفي الى أنه »ازاء هذه الظاهرة المجنونة والمجرمة التي تحلل قتل الابرياء بدم بارد، لا نملك إلا ان نؤكد على ضرورة اقتلاع الارهاب من أوطاننا ومجتمعاتنا باتخاذ الموقف الجذري.. فالمهادنة مع القتل والقتلة مرفوضة.. وتبرير هولاء بأي شكل من الاشكال هو مشاركة في الجريمة، فلا حياد في الموقف من العنف والقتل والارهاب..«.
دريان: ليعد أهل السياسة النظر بمواقفهم
ولم تغب ذكرى الاستقلال عن مواقف وخطب رجال الدين يوم أمس.. وبهذه المناسبة فقد دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى ان »تكون هذه المناسبة، دافعاً للمزيد من التكاتف، وتجنيب الدولة والوطن الأخطار والاقبال على معالجة المشكلات المتراكمة..«.
ولفت دريان الى ان »عيد الاستقلال يحضر هذا العام، والوطن والدولة ليسا بخير فالأزمة السياسية مستمرة، وهي التي غيبت رئيس الجمهورية وعطلت مجلس الوزراء والمجلس النيابي«. داعياً »أهل السياسة لاعادة النظر في مواقفهم والخروج من التشنج، واعادة تكوين المؤسسات على قاعدة ان الدولة للجميع فلا يجوز تعطيلها..«.
قبلان: الحياة ضرورية لمجلس الوزراء
بدوره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، رأى ان »الحلول لمشاكلنا ولقضايانا يجب ان تكون من صناعتنا وبارادتنا.. ولا يجوز لأي فريق ان يعيق او يعرقل او يضع العصي في الدواليب، والمسؤولية واحدة، وعلى الجميع المشاركة والتشارك في تحملها من دون تردد او سؤال..« مشدداً على ضرورة »عودة الحياة الى مجلس الوزراء التي باتت أمراً ضرورياً وملحاً«.
الخازن: فرصة مثالية
ومن جانبه فقد اعتبر رئيس المجلس العام الماروني (الوزير السابق) وديع الخازن، »ان الأجواء الايجابية المتجددة في مواجهة الارهاب، والدعوة الى حل سياسي جدي في سوريا، ودعوة السيد حسن نصر الله الى تسوية شاملة، تؤكد فرصة مثالية لانتخاب رئيس للجمهورية، يؤمن حالة انتظام لكل المؤسسات وما يمكن ان يصدر عنها..«.
تفعيل مسار استعادة الجنسية
على صعيد مختلف، فقد حضر تفعيل مسار »قانون استعادة الجنسية« للمغتربين من أصل لبناني، في لقاء رئيس تكتل »التغيير والاصلاح« (الجنرال السابق) النائب ميشال عون ونائب رئيس »المؤسسة المارونية للانتشار« نعمة افرام مع وفد من المؤسسة.. وتمَّ الاتفاق على تفعيل مسار قانون استعادة الجنسية في محاور ثلاثة: 1- تسريع تشكيل اللجنة التي ستنظر في طلبات استعادة الجنسية.. 2- التشديد على خلفيات القانون وحيثياته التي لا تحمل ابعاداً طائفية او مذهبية 3- ومواكبة »التيار الحر« و»القوات اللبنانية« عمليات التواصل مع المعنيين بطلبات استعادة الجنسية وتحضير الملفات..«.