IMLebanon

عون يرحب بالتسوية ويعترض على الاخراج

كتب عبد الامير بيضون:

بقيت قضية العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى «جبهة النصرة» في جرود عرسال، تحتل صدارة الاهتمامات والمتابعات.. وقد رصدت مؤشرات عودة التفاوض بشأن حسم الموقف، الذي وضع على نار حامية يوم أمس – بعد التعثر الذي لاقته هذه القضية أول من أمس، وفي آخر لحظة، بفعل «المطالب التعجيزية التي طرحها الخاطفون – حيث شهد يوم أمس، حركة اجتماعات في أحد المقرات الأمنية في منطقة اللبوة – عرسال، حضرها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وبين «النصرة» عبر الوسيط القطري.. من غير ان يلغي هذا المشهد حركة الاتصالات الخفيفة نسبياً على خط الاستحقاق الرئاسي والمبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، وهي مبادرة كانت موضع نقد واضح من حزب «الكتائب» الذي أخذ على الحريري أنه كان عليه «التشاور مع حلفائه قبل اتخاذ خطوة طرح اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة..».

وكان لافتاً اقفال الجيش اللبناني معبري وادي حميد والصيد في جرود عرسال امس ومنعه حركتي الدخول والخروج.

مبادرة الحريري في «الحوار الثنائي»

وإذ دخل لبنان يومه الثالث والخمسين من دون رئيس للجمهورية، فقد بقيت مبادرة الرئيس الحريري محور اهتمامات ومتابعات على غير صعيد وعلى غير مستوى، على رغم الأجواء المستجدة التي توحي بأن «موضوع تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية يتطلب متابعة.. وبأننا مازلنا في أول الطريق..» على ما نقل عن رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة.. حيث يتفق كثيرون على ان «عقبات في وجه مبادرة الحريري مازالت رهن المشاورات..» من دون فقدان الأمل، على خلفية ان «مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة..».

وقد كانت مبادرة الحريري الرئاسية، الحاضر الأبرز في «الحوار الثنائي» بين «المستقبل» و«حزب الله» في جولته الحادية والعشرين، في عين التينة مساء أمس..

عون يرحب بالتسوية ويعترض على الإخراج

في حديث الى قناة «روسيا اليوم» أعلن العماد ميشال عون أمس أن رئاسة الحكومة لـ١٤ آذار ورئاسة الجمهورية لـ٨ آذار هو حل منصف، لكن بشرط أن يقوم كل فريق باختيار رئيسه وليس كما جرى أن تختار 14 آذار الرئيس من 8 آذار. وقال إنه لا يزال مرشحاً.

مكتب فرنجية يوضح..

وبعد اللقاء الذي جرى بين النائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل مساء أول من أمس وما تسرب عنه فقد رسم فرنجية، في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي «الخطوط العريضة لمسار العلاقة بين بنشعي والرابية، كاشفاً الموقف العوني المضمر ازاء ترشحه «الجدي» و«غير الرسمي» بعد لرئاسة الجمهورية.. فقد أعلن فرنجية ان ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح النائب ميشال عون اذا كان فقط لتعطيل ترشحيه فهذا موضوع آخر..» مؤكداً انه لم يقدم أي التزامات ل«التيار الوطني الحر»، خلال لقائه مع الوزير باسيل..» أما رفض الاقطاب الموارنة هذا الترشح على قاعدة «ليش أنت مش أنا» فغير مقبول..

وفي قراءة مصادر ان «أبرز ما في البيان أنه أضاء في بنده الثاني بوضوح على قانون الانتخاب «بيت القصيد» في التسوية ليبدد الالتباس السائد حول شكل القانون الذي تناوله النقاش في لقاء باريس الشهير، فأكد ان الحريري طالب بقانون انتخابي لا يضرب تمثيل طائفة من دون تحديد شكل القانون وقد تم التوافق حول رفض أي قانون يضرب كيان أي طائفة..

سليمان وقضية النفايات

إلى هذا، وإذ حضرت «خطة ازالة النفايات من الطرق ومن بين المنازل.. و«الحذر الشديد لدى تناول قضية العسكريين..» فقد غاب الاستحقاق الرئاسي عن مواقف الرئيس ميشال سليمان الذي استقبل في دارته أمس، الوزيرين بطرس حرب وعبد المطلب حناوي، ووفداً كتائبياً ضم الوزيرين سجعان قزي وآلان حكيم والنائب ايلي ماروني وميشال خوري.. حيث أكد الوزير قزي ان «الكتائب» والرئيس سليمان «على تنسيق يومي في القضايا السياسية.. وهذا التنسيق سيبقى مستمراً..».

الكتائب: مآخذ على مبادرة الحريري

وبالنسبة الى موضوع الرئاسة قال قزي: «نحن ضد اجراء فحص دم لكل ماروني يترشح لرئاسة الجمهورية، فكيف الحال اذا كان المرشح الحالي المتقدم هو سليمان بك فرنجية الذي هو أحد الاقطاب الأربعة الذين جلسوا في بكركي..» لافتاً الى أنه «من واجب أي مرشح لرئاسة الجمهورية ان يعلن ما هي خياراته ومواقفه وقناعاته، وما هو موقفه من اعلان بعبدا ومن الحياد اللبناني وانتهاك الحدود والخط الازرق وضمان الشيخوخة..».

ورداً على سؤال قال قزي: «نحن لا نقبل بتسويات سياسية بالنسبة الى رئاسة الجمهورية، لو كنا نريد ان ندخل بتسويات لكنا قبلنا بمرشحين سابقين، لدينا مرشح أساسي في حزب الكتائب هو الرئيس أمين الجميل، من هنا تبدأ المفاوضات معنا..».

ومن جانبه اعتبر النائب ماروني «ان التسوية حول انتخاب الرئيس غير ناضجة.. وكان على الرئيس الحريري التشاور مع حلفائه قبل اتخاذ خطوة طرح اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة..» وأكد ان «حصرية الترشيح بالنائب فرنجية تستدعي الحصول على أجوبة حول قضايا عالقة مثل موقفه من النظام في سوريا والحرب الدائرة فيها وسلاح «حزب الله» وبرنامجه الداخلي.. وقانون الانتخابات..».

«المستقبل»: فشل مبادرة الحريري يوصلنا الى حائط مسدود

وفي المقابل، فقد أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب زياد القادري بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان «صاحب السماحة ثمن المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري، وتمثلت بلقائه النائب سليمان فرنجية..» مؤكداً اننا «نحن في تيار المستقبل ندعم مبادرة الرئيس الحريري» لافتاً الى أنه «كلام وحديث رهن التشاور السياسي ورهن الاتفاق السياسي على ضفتي 8 و14 آذار..» وقال: «يوجد عقبات في وجه هذه المبادرة، مازالت رهن المشاورات» داعياً الجميع الى التضحية من أجل الوصول الى قواسم مشتركة وطنية والاتفاق على «مسألة الرئاسة، وموضوع قانون الانتخابات، مسألة حياد لبنان عن ما يحصل في سوريا، موضوع الهم الاقتصادي والمعيشي عمل المؤسسات.. ونحن أمام فرصة وفرها الرئيس الحريري للخروج من هذا المأزق».

بدوره عضو الكتلة النائب عاصم عراجي، أوضح ان «الرئيس الحريري يطرح مبادرات من أجل انقاذ لبنان..» معتبراً «ان مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة..» ولفت الى ان الاتفاق الذي تم بين الافرقاء المشاركة في لقاء بكركي يؤكد تأييد أي شخص يلاقي قبول الاطراف الأخرى.. وقال: «من المفروض ان ينفذوا ما اتفقوا عليه في بكركي..».

وأشار الى ان «بعض القوى السياسية تربط الاستحقاق الرئاسي بقانون الانتخابات، لكن هذا يمكن ان يشكل عقدة أمام حل الرئاسة لأنه يحتاج الى وقت ودراسة..» لافتاً الى ان «فشل مبادرة الحريري يوصل البلد الى حائط مسدود يدفع ثمنه جميع اللبنانيين..».

خليل: نؤيد كل مبادرات الحلول

من جانبه، وإذ حيا «الجهود الكبيرة المبذولة في ملف العسكريين..» فقد أكد وزير المال علي حسن خليل في احتفال لـ«أمل» في السكسكية، «ان الساعات والأيام القليلة المقبلة ستحمل أخباراً ايجابية».

وأكد خليل ان «حركة أمل تؤيد المبادرات واقتراحات الحلول التي تسهم في حلحلة الملفات العالقة.. ومحاربة التعطيل الذي يشل مجلس الوزراء وباقي المؤسسات الدستورية.. لافتاً الى ان «هناك شللاً حكومياً مميتا يعطل الحياة العامة..».

زهرا: أزمتان متلازمتان

بدوره لفت عضو كتلة «القوات اللبنانية»  النائب انطوان زهرا، الى «اننا نعيش في الوقت الحالي في ظل أزمتين أساسيتين، الاولى ربط لبنان بأزمات المنطقة وبالنيران المشتعلة حوله، والثانية عدم وجود رأس للدولة يسمح بأن تعمل المؤسسات الدستورية بشكل طبيعي وتسهل الحياة الاقتصادية..».

حركة لافتة في الخارجية

إلى ذلك، فقد شهدت وزارة الخارجية يوم أمس، حركة ناشطة لبعض السفراء، حيث استقبل وزير الخارجية جبران باسيل سفير بريطانيا هيوغو شورتر الذي أكد على «أهمية التوصل الى حل سياسي من أجل حلحلة الوضع في سوريا..» مشدداً على ان بريطانيا «ستزيد من دعمها لضمان أمن لبنان».

ومن بين زوار الخارجية أيضا سفيرة كندا ميشال كاميرون والقائم بأعمال سفارة تونس كريم بودالي الذي أكد استعداد بلاده «للتباحث في امكانات التعاون المتاحة في كل المجالات التي تفيد البلدين..».

كما التقى باسيل المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط في البنك  الدولي فريد بلحاج والقائم بأعمال سفارة باكستان افتاب احمد خوخر..».

المستقبل الى مزيد من الضياع

على صعيد مختلف، فقد عقد اتحاد الكتاب اللبنانيين مؤتمره الدوري قبل ظهر أمس في قصر اليونسكو بعنوان «نحو استراتيجية ثقافية للوطن» بحضور حشد من النواب وممثليهم والقيادات الأمنية والعسكرية والثقافية.. وكانت كلمة للنائب مروان فارس ممثلاً الرئيس نبيه بري، فند فيها اتفاق الطائف وما نفذ منه وما لم ينفذ خصوصاً بند «تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية». ولفت الى «ان الأمور تزداد سوءاً في لبنان..» مشيراً الى ان «الأمل ضائع والمستقبل الى مزيد من الضياع..».