IMLebanon

فرحة لبنان بتحرير الابطال ينغصها بقاء رفاقهم مخطوفين عند “داعش”

فرحة لبنان بتحرير الابطال ينغصها بقاء رفاقهم مخطوفين عند “داعش

استقبال رسمي وشعبي حاشد للاسرى المحررين في السراي

سلام: امامنا جهد كبير لتحرير باقي العسكريين

بالورود والزغاريد، والكثير الكثير من دموع الفرح، عانق أهالي العسكريين المحررين أبناءهم لحظة لقائهم بهم في السراي الكبير، حيث أقيم إحتفال رسمي لاستقبالهم، شارك فيه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وعدد من الوزراء وسفير قطر علي بن حمد المري، وقائد الجيش العماد جون قهوجي والمدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم.

وبعد استقبال المحررين على باب السراي من قبل سلام وكبار المسؤولين، كان لقاء مؤثر مع الاهالي، ثم انتقل بعدها الجميع إلى إحدى قاعات السراي حيث تحدث رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مؤكداً أن هناك جهوداً بذلت داخلياً لإنهاء ملف العسكريين المختطفين تمثلت بالمساعي التي باشر به مجلس الوزراء وانتقلت عملياً الى خلية الأزمة، ولكن هناك أيضا الأجهزة الأمنية بكافة مؤسساتها التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة ونجحنا وعبرنا الى الحرية والكرامة وعزة لبنان.

كلام الرئيس سلام جاء خلال إستقبال العسكريين المفرج عنهم في السراي الحكومي في حضور أعضاء خلية الأزمة الوزراء: سمير مقبل، علي حسن خليل ، وائل ابو فاعور، نهاد المشنوق، أشرف ريفي. كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، سفير قطر في لبنان محمد علي المري.

كلمة سلام

وألقى الرئيس سلام كلمة جاء فيها: «من السراي الكبير من دار اللبنانيين، من هذه الدار حيث تعالج هموم ومشاكل اللبنانيين، من هذه الدار كانت الوقفة المعبرة الصارخة الوطنية لمجلس الوزراء يوم ووجهنا بهذا العمل الارهابي ضد الوطن، وكانت خلية الأزمة وبدأ العمل».

وتابع: «أغلب الاهالي بيننا اليوم مروا معنا بالمعاناة، هذه المعاناة ببعدها الانساني، هذا البعد الانساني الذي تجلى باشكال مختلفة وأتفهمه ونتفهم جميعا على مستوى الامهات والاباء والزوجات والعائلات، ولكن ايضا هناك بعد وطني تمثل بأبطالنا العسكريين الذين تحملوا وقاسوا وصمدوا وصمدنا معهم وكان الانفراج وكانت الافراح وكان الانجاز».

وقال: «لكن لا بد لي من ان اذكر بهذه المناسبة شهداءنا الذين نترحم عليهم وآخرهم كان جثمان محمد حمية رحمه الله الذي تسلمنا جثته اليوم ايضا من ضمن هذا الانجاز، المسيرة ماضية ونحن وجنودنا الابطال والعسكريين الابطال وعائلاتهم ماضون في المسيرة لنحقق المزيد من الانجازات، ويعلم الجميع ان أمامنا انجاز كبيرما زال يشكل تحديا لنا جميعا وهو ما بقي لكم من اخوان عسكريين في الأسر علينا ان نسعى ايضا الى تحريرهم والى الفوز بالنتائج الطيبة من اجل لبنان واللبنانيين ومن اجل وحدة وطننا ووحدة موقفنا وقرارنا. ثقوا بدولتكم ثقوا بحكومتكم، ليس لنا ولكم الا هذا اللبنان فلنشتد جميعا من حوله ولتتضافر جهودنا جميعا لان لبنان بحاجة الى كل ابنائه من عسكريين ومن كافة الفئات».

وتابع: «احبائي، هناك جهود بذلت داخليا تمثلت بالمساعي التي باشر بها مجلس الوزراء وانتقلت عمليا الى خلية الازمة، ولكن هناك أيضا الاجهزة الامنية بكافة مؤسساتها من جيش وقوى أمن وأمن عام ومعلومات ومخابرات وكل الاجهزة التي تضافرت الجهود في عملها على مدى سنة واربعة اشهر ونجحنا والحمد لله، وثابرنا. وهناك ايضا الاجهزة القضائية التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة ونجحنا ايضا وعبرنا الى الحرية والكرامة والى عزة لبنان».

شكر وتقدير

اضاف: «لا بد لي من التوجه بإسمكم جميعا بالشكر والتقدير الى كافة الدول والقيادات التي ساهمت معنا وسعت من اجل هذه الفرحة، واخص بالذكر وبشكل مميز دولة قطر وأميرها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شكرا كبيرا لهم، ولا بد لي ايضا على صعيدنا المحلي من أن اخص بالشكر والتقدير والثناء اللواء عباس ابراهيم، والأمن العام، هذه المؤسسة التي تمكنت بصبر وبأناة وببراعة من ادارة هذا الملف لما وصلنا إليه من نتائج طيبة ولن أنسى ايضا الصليب الاحمر اللبناني، هذا الجندي المجهول الذي يواكب كل مصاعبنا وكل الأهوال التي مررنا بها، وكان له اليوم الدور المميز في ما احتضناه جميعا من ابطالنا العسكريين ، وان شاء الله نمضي بهذه المسيرة واثقين من خطانا لنحقق المزيد من الانجازات ليس فقط في مؤسساتنا الامنية والعسكرية وانما في كل مؤسساتنا الوطنية من اجل ان يعلو اسم لبنان واسم اللبنانيين محلقا دائما ومظفرا بالنتائج والانتصارات».

اسماء المحررين

من جهته قال اللواء عباس ابراهيم: «ايها الحضور الكريم والعسكريين المحررين: من الجيش اللبناني الرقيب جورج الخوري، الجندي اول ناهي عاطف قلفوني والجندي ريان سلام . ومن قوى الأمن الداخلي: المعاون بيار جعجع، الرقيب أول إيهاب الأطرش، العريف سليمان الديراني، العريف ميمون جابر، العريف أحمد عباس ، العريف وائل حمص ، العريف زياد عمر، العريف محمد طالب، الدركي لامع مزاحم، الدركي عباس مشيك، الدركي ماهر فياض، الدركي جورج خزاقة، الدركي رواد بو درهمين، لأن لبنان بلد الحرية عدتم أحراراً إلينا، ها هم العسكريون الابرار يعودون الى حضن وطنهم، الى حضن شرعيتهم ومؤسساتهم، الى ذويهم ورفاقهم كي يعاودوا من جديد ما بذلوه».

وتابع: «كانت محنة الاشهر الـ 16 خير شاهد على أنهم برّوا بقسمهم، وصمدوا بين ايدي خاطفيهم، لم يفقدوا ايمانهم بالله ولا بذواتهم ولا بارادتهم ولا بدولتهم التي منذ احتجازهم لم توفر اي جهد في سبيل استعادتهم الى أن وصلنا الى هذا اليوم، لا بد من توجيه الشكر الى كل من انضم الى جهودنا في سبيل اطلاقهم، انها المرة الثالثة التي تمر الدولة اللبنانية بمثل امتحان كهذا مع هذه الجماعات، وهي تتمسك بكرامتها وصلابة موقفها التفاوضي وعدم التخلي عن مقومات السياسة، في الوقت الذي حرصت فيه على ارواح عسكرييها وحمايتهم بغية استعادتهم، كانت شروط التفاوض شاقة وطويلة، ولم نكن نريد لها ان تطول الى هذا الحد، ولكن سقف الكرامة الوطنية والتمسك بثوابت دولة القانون وعدم التخلي عن السيادة أفضت الى تكريس حقوقنا واستعادة عسكريينا، هذا المسار سلكناه منذ محنة مخطوفي اعزاز مرورا بملف راهبات دير سيدة معلولا وحتى الان، وفي المرات الثلاث خرج لبنان منتصراً بهيبة دولته وبصون مؤسساته وبثبات مؤسساته وعزة شعبه. انه يوم فرح لكننا نتوخى الوصول الى يوم الفرح الذي نستعيد معه العسكريين المختطفين لدى داعش».

وختم: «اليوم من السراي الحكومي اقول لكم ايها العسكريين، هنيئا لكم الحرية على أمل استكمال الفرحة الأولى بفرحة مماثلة في استعادة عسكريينا لدى داعش: المعاون ابراهيم مغيط، العريف علي المصري، العريف مصطفى وهبة، الجندي اول سيف ذبيان، الجندي علي الحاج حسن، الجندي عبد الرحيم دياب، الجندي محمد يوسف، الجندي خالد حسن وجثة الشهيد العريف عباس مدلج».

من جهته، أكد السفير القطري أن «الوساطة القطرية تكللت بالنجاح بفضل توجيهات أمير قطر».

المشنوق شكر أمير قطر وحيا جهود الأمن العام: لن نوفر وسيلة لتحرير المخطوفين لدى «داعش»

أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن «لبنان سينفذ التزاماته التي تم الاتفاق عليها مع المسلحين في عملية التبادل لتحرير العسكريين المخطوفين ظهر اليوم»، معلنا أن «الموقوفين الذين بادلهم لبنان بعسكرييه باتوا خارج سلطة الدولة اللبنانية».

وقال في حديث تلفزيوني إن «عرسال بلدة لبنانية محتلة خارج إدارة سلطة أجهزة الأمن اللبنانية الرسمية، وإرادتها ليست لأهلها».

وشكر المشنوق أمير دولة قطر على وساطة بلاده في التبادل، مثنيا على جهود الأجهزة الأمنية القطرية لإنجاحها. كذلك حيا «صبر الأمن العام اللبناني وجهوده التي ساهمت في تحرير العسكريين».

وأضاف: «ليس هناك قناة اتصال جدية بين لبنان، ممثلا بجهاز الأمن العام، وداعش، للتفاوض حول العسكريين المخطوفين لديها، ونحن سنطرق كل الأبواب ولن نوفر وسيلة لاطلاقهم».

وختم المشنوق بأن «الجيش اللبناني يقوم بواجباته في حفظ الأمن اللبناني ولا يسيء إلى أحد».

من جهة ثانية التقى المشنوق رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مكتبه، وتشاور معه في الأوضاع المحلية والتطورات في المنطقة.

وهنأ مخزومي في تصريح الوزير مشنوق على «الإنجاز الأمني الذي تم امس بإطلاق العسكريين وعودتهم سالمين إلى مؤسستهم وأهاليهم». كما هنأ اللواء عباس ابراهيم على جهوده. وتمنى عودة بقية العسكريين المخطوفين في أقرب وقت ممكن، معزيا «أهل الجندي محمد حمية وأهالي بقية الشهداء»، وقال: «لا بد لنا من تثمين دور الأجهزة الأمنية في هذه القضية الوطنية والإنسانية بامتياز، عدا عن الأدوار المشهودة في حفظ الأمن في مرحلة خطيرة وصعبة من عمر المنطقة العربية».

وبارك مخزومي بالإتصالات الجارية لإنجاز ملف الإنتخابات الرئاسية، مؤكدا أن «التوافق حول رئيس للجمهورية هو مطلبنا منذ تعثر هذا الملف»، لافتا إلى أننا «أمام خيارين لا ثالث لهما إما الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة أو سيسقط البلد وهذا ما لا نريده ولا يريده أحد».

عسيري: المملكة مع اي مرشح يجمع عليه اللبنانيون والمسـيحيون خصـوصا لأن الرئاسة موقعهم الأول

وجّه سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري التهنئة للبنان الرسمي والشعبي ولقيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي على تحرير العسكريين وأثنى على الجهود التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم طوال المرحلة الماضية ولا يزال، وأمل في ان تُستكمل هذه الخطوة بإطلاق سراح بقية العسكريين المخطوفين وان يكون ما حصل اليوم فاتحة خير ومرحلة تفاؤل جديدة يشهدها لبنان.

وقال عسيري في تصريح بعد عودته الى بيروت «ان المملكة العربية السعودية تأمل ان يستعيد لبنان عافيته على الصعد كافة، وان يؤدي الحوار القائم بين القوى السياسية الى الانتقال الى مرحلة جديدة تثبت الاستقرار وتنعش الاقتصاد وتنظم الحياة السياسية».

متابعة التطورات

أضاف «ان قيادة المملكة العربية السعودية تتابع التطورات الاقليمية عن كثب كما تتابع التطورات الجارية على الساحة اللبنانية انطلاقا من حرصها الأخوي على لبنان وشعبه لكن دون ان تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية كون هذا الأمر هو شأن سيادي وللأشقاء اللبنانيين وحدهم ان يتخذوا القرارات التي تناسبهم. وبالتالي فإن دور المملكة كان ولا يزال يقتصر على تشجيع كافة القوى السياسية على الحوار والتلاقي والسعي من اجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا للبنان».

وعن الملف الرئاسي، أعرب عسيري عن «أمل المملكة في ان تتمكن القوى السياسية من انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة لوضع حد للشلل الحاصل في مؤسسات الدولة والذي بدأ ينعكس سلبا على الوضع العام»، مؤكدا «أنه مع اي مرشح يجمع عليه الاشقاء اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا، لأن رئاسة الجمهورية هي الموقع المسيحي الأول في الدولة».

الراعي يلتقي مسؤولا المانيا

التقى البطريرك الماروني الكادينال مار بشارة بطرس الراعي أمس في المانيا، نائب رئيس مجلس النواب الالماني يوهانس زينكهامر بحضور عدد من النواب.