بيروت في قبضة الشعب
سلام: عندما ارى ان صبري بدأ ينفد سأتخذ القرار المناسب
مقبلون على وضع مالي قد يذهب بلبنان الى تصنيفه دولة فاشلة
ما حصل مسؤولية كبيرة وعلينا ان نتعاون في حملها
أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن «ما حدث في الأمس (السبت)، لا نستطيع إلا أن نتحمل مسؤوليته، خصوصا في ما يتعلق باستعمال القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني»، جازما بأن ذلك «لن يمر من دون محاسبة، فكل مسؤول سيحاسب، وانا من موقعي لن أغطي احدا»، لافتا إلى أن «ما حصل ليس ابن ساعته، بل هو تراكم لقصور ولتعثر ولغياب نعيشه ونتحمله».
وقال سلام: «احراجي لاخراجي يمارس منذ زمن، وكنت سأخذ قراري منذ 3 اسابيع، وما زال الخيار امامي، وسأتكيف مع الموضوع وفق ما أراه مناسبا، وعندما أرى ان صبري بدأ يضر بالبلد سأتخذ القرار المناسب»، مذكرا بأن «الحلول السحرية او الجذرية او العجائبية غير موجودة»، مضيفا: «قررت ان ادعو مجلس الوزراء الاسبوع المقبل الى الانعقاد، وضمنت الدعوة مواضيع ملحة».
الدولة الفاشلة
وتابع: «نحن مقبلون على وضع مالي قد يذهب بلبنان الى تصنيفه من الدول الفاشلة، ولن اكون شريكا في هذا الانهيار»، متوجها للمتظاهرين بالقول: «أنا صابر، ولكن للصبر الحدود، ومرتبط بصبركم، واذا قررتم الصبر فانا معكم، واذا قررتم عدم الصبر انا معكم أيضا اتخذ الموقف».
كلام سلام جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي، عرض خلاله آخر التطورات التي تشهدها البلاد، لاسيما بعد الأحداث التي شهدها وسط بيروت ليل السبت، بالاضافة الى الوضع الحكومي الراهن». حضر اللقاء الوزراء: نبيل دي فريج، رشيد درباس، ومحمد المشنوق، امين عام مجلس الوزراء فؤاد فليفل، رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، وعدد من الشخصيات الاعلامية والسياسية.
لحظات عصيبة
بداية المؤتمر، قال سلام: «لا بد في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها البلد والناس، أن نتداول ونتصارح ونتواجه بمسؤولياتنا كلنا من مواقعنا المختلفة، واذا كان لا بد من مقاربة المسؤوليات، فبداية وقبل الحديث عن أي شيء اخر، لابد من القول بأن ما حدث بالامس مسؤولية كبيرة، ومسؤولية علينا جميعا ان نتحملها».
وأضاف: «التظاهر السلمي حق دستوري، وعلينا ان نحميه ونواكبه، وان نكون جزءا منه لا ان نكون في الضفة الاخرى او خارجه، لأن المعاناة التي تعبر عنها الناس – ليس بالضرورة الناس الذين نزلوا الى الارض ووقفوا وعلوا اصواتهم – انما أيضا كل الناس الموجودة في منازلهم، التي تعاني معنا منذ اشهر وسنوات وتتحمل»، لافتا إلى أن «الدول تتقدم فيما بلدنا يتراجع، حيث في دول العالم يتم انجاز المشاريع ويكون هناك مبارزة حولها. في حين تتوقف المشاريع في لبنان وتتراجع».
صرخة الالم
وقال سلام: «الصرخة والألم الذي سمعناه بالامس، ليس وليد ساعته، ولا يخبرني احد انه مفتعل او له غاية وهدف آني ومرحلي. هو تراكم لقصور ولتعثر ولغياب كلنا نعيشه ونتحمل صعابه». أضاف: «اعول دائما على الاوادم في اهل بلدي. و»اوادم» أهل بلدي يصرخون ويتألمون، ولا يمكنني تجاهل ذلك. وما حصل بالأمس لا يمكن لاحد ان يتهرب من تحمل المسؤولية حوله، خصوصا ما يتعلق باستخدام القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني والناس».
وتابع: «صحيح قد يكون هناك من اندس واستغل للتصعيد وللتوتير، ولكن مثلي ومثل كل الذين واكبوا وشاهدوا هذا التحرك للمجتمع المدني، نحن اعتبرنا انفسنا جزءا منه، وبالتالي، نحن لسنا اعداءهم، وكل من تصرف بشكل ادى الى اذى وضرر تم ايقاعه بالناس، سيتحمل مسؤوليته»، مؤكدا أن «الأمور لن تمر من دون محاسبة، والمحاسبة على كل المستوى، وفي العمق لا يمكن السماح بان تمر احداث الامس، ولا يكون هناك ملاحقة ومتابعة، وهذا اقل شيء وكل مسؤول سيحاسب».
لا اغطي احدا
وأردف سلام: «انا من موقعي لا اغطي احدا، ولا اغطي على احد، ولم اعتد ان اجهل او اغيب كل مسؤول او كل موقف مسؤول. أنا اعتدت على ان اكون صريحا وواضحا. وما حدث بالامس اذانا جميعا في عمق نفوسنا ومشاعرنا واحاسيسنا، وانا من المواطنين ومع المواطنين».
وقال: «أنا لا اتحمل هذا المكان وهذه المسؤولية، لانني بعيد عن المواطنين، لم اسع يوما الى المناصب، بل كنت دائما حريص على مواكبة التمثيل الحقيقي للناس، لم يكن لي يوما مصالح او مكاسب لذاتي، ولن يكون ذلك في لحظة، الناس واكبتني وهي تعرف ما تحملناه في هذا البلد، ويجب ان لا ننسى على مدى احدى عشر شهرا من العجز عن تأليف الحكومة، ماذا كان يحصل خلالها في ظل تصريف اعمال حكومة مستقيله؟، ولماذا يحصل تراجع وانهيار؟»، مضيفا «الاحد عشر شهرا لم يمروا هكذا، بل مروا في ظل ما استمر ولازال حتى هذه اللحظة من صراع سياسي لا يرحم وتتحمل فيه كل القوى السياسية مسؤوليتها، ولا يحاول احد رميها على فريق دون الاخر، فانا من الناس الذين تحملوا وتحملت في ظل الشغور الرئاسي، الذي اصبح عمره سنة وثلاثة اشهر كنت خلالها اقول ان هذا التعثر والعجز الفاضح لانتخاب رئيس للجمهورية يراكم سلبيات علينا في البلد، وانا اتحمل وصدري مفتوح».
صبر المواطنين
وتابع: «هناك كلام كثير عن صبري، لكن صبري لا يشكل شيئا أمام صبر المواطنين، على هذه الحالة من اليأس والبؤس الذي يمر بها البلد، صبرهم ليس اليوم فقط بسبب وجود النفايات، بل هناك نفايات سياسية كبيرة في البلد، وصبرهم على امور اخرى من الكهرباء الى الطرق الى المعاملات والرشى والفساد».
وأردف رئيس الحكومة: «نعم المواطن اللبناني صابر، خصوصا ان المواطن لم يعد محصورا في لبنان، فهو يشاهد الدول كيف تتقدم والمشاريع كيف تتحقق، وكيف ترتقي الشعوب، حيث أن شعوب بلدان كانت منذ سنوات عدة تعتبر بلدان العالم الثالث والمتخلف، اصبحت لديها تقدم وطموح، بينما نحن اللبنانيون الذين كان من المفترض اننا كنا سنسبق كل العالم، اصبحنا مع الاسف في اواخر العالم».
وتابع: «انا مع الشعب والمواطنين والناس، اصبر واتحمل، وقد حذرت في مناسبات عديدة من التعثر والابطاء، ومن عدم الانتاج والتعطيل، وقلت ان هذه الامور ستوصلنا إلى الانهيار. ومنذ 3 اسابيع لمحت الى ان الامر لم يعد يحتمل، ليس للمزايدة والغش، وطبعا ردة الفعل التي وردتني من الناس بمطالبتي بمزيد من الصبر وبعدم التخلي ردعتني عن اتخاذ الموقف، الذي كنت مقتنعا بانني ساتخذه».
هيبة وقرار
وقال: «الحكم كما نعرف جميعا، هو هيبة وقرار وليس تفرجا وشهود زور، وليس عجزا وليس عدم انتاج، ولا يمكن للحكومة ان تستمر وان تبقى من دون وجود مساءلة لها من السلطة التشريعية. اذا كنا نحن في نظام ديموقراطي، ونريد من اللبنانيين أن يفتخروا بهذا النظام الديموقراطي، فكيف هو حال هذا النظام اليوم في ظل غياب السلطة التشريعية؟. من يسائلنا في الحكومة؟، اذا لم يكن لدينا الحد الادنى من الضمير من وقت لاخر تستفزه وتستنهضه فليساعدنا الشعب، لان هناك غياب للقوى السياسية التي لا تقوم بواجباتها في السلطة التشريعية، وفي العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية وفي استكمال حاجات البلد وصولا الى تعطيل مجلس الوزراء، فانتم الشعب من يحاسبنا، وانا حسابي فقط معكم، وليس مع احد اخر، لانني انا منكم واتحسس الامكم واوجاعكم».
أضاف: «لا توجد حلول سحرية او عجائبية، وعندما نقارب كل مرة اجراء أو خطوة او حل يغرق في الصراع والتجاذبات السياسية، من حقكم ان تقفوا وتصرخوا، وان ترفعوا الصوت وان تبرزوا الامكم وجراحكم، ومن غير المسموح ابدا ان نتجاهل في لحظة اي اذى او ضرر يعود على كل اللبنانيين، فكيف بالاحرى الاذى المباشر الذي تمثل امس بالتمادي والافراط في استعمال القوة»، مؤكدا أن «المحاسبة ستكون، لكنها خاضعة الى التجاذبات والصراعات السياسية، التي تتحكم بكل صغيرة وكبيرة، اسمعوا التصاريح والمواقف السياسية خلال الـ 24 ساعة الاخيرة، والاستغلال السياسي».
مصلحة الوطن
وتابع: «من يريد ان يدير هذه الدفة لصالحه، بينما كلنا من المفترض علينا ان نديرها لصالح الوطن، منذ ساعات لم يتوقفوا عن رمي التهم على الاخر واستغلال هذه المناسبة، فهل الوم المواطن البسيط الذي بالامس في مكان ما استغل او تمادى؟، لا انا لا استطيع ان الومه في ظل متابعتي للكلام التصعيدي والتهويلي والتقسيمي الذي اسمعه في البلد منذ اشهر، بسبب مكسب او منفعة لهذا الفريق او ذاك، حتى وصلت الامور الى اشخاص او اسماء تخص هذه الجهة او تلك فتتوقف البلد، وتتوقف القرارات. هذا الامر طالما استمر، فبكل موضوعية اقول انه لن يكون هناك عجائب ولا سحر ولا حلول، ومع ذلك تيقنا مني ان الامور بحاجة الى علاج جذري وسريع، لذلك قررت بالامس ان ادعو مجلس الوزراء الاسبوع المقبل، بعد ان تغيبنا اسبوعا انتظرت خلاله ان يكون هناك بعض التواصل بين القوى السياسية لتأمين الحد الادنى من مستلزمات قرارات تحتاج اليها في هذا الظرف الصعب».
وقال الرئيس سلام: «وجهت الدعوة وضمنتها مواضيعا حياتية ملحة لها علاقة بالناس، نحن مقبلون بعد شهر على بداية العام الدراسي، وبداية حاجة العائلات والاباء والامهات إلى تامين مستلزمات متابعة دراسة ابنائهم. ونحن ايضا مقبلون الشهر المقبل في ظل غياب القرارات على ايقاف قسم كبير من رواتب العاملين والموظفين في الدولة والقطاع العام، والمسؤول عن ذلك غياب قدرة مجلس الوزراء على اتخاذ القرارات اللازمة. ونحن ايضا مقبلون على وضع مالي في ظل عدم استطاعتنا على اصدار سندات، وعلى خدمة ديننا قد يذهب بلبنان الى تصنيفه من الدول الفاشلة»، متسائلا: «هل يعلم الجميع ان هذه الامور التي حرصت على وضعها على جدول اعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل اذا ما اقرت، او اذا لم يتخذ بها الموقف المناسب، ستزيد الامور سوءا، وسيزيد الانهيار؟»، مشددا على انه «لن اقبل ان اكون شريكا بهذا الانهيار، فليتحمل الامر كل المسؤولين والقوى السياسية، وليعلموا ان المزايدات والتسابق الى اجتذاب المواطنين من هذه الجهة او تلك، لن يعطي لبنان ولا ابناء لبنان حقهم في العيش الكريم واللائق والمحترم».
وأضاف: «أنا منكم ايها الناس والمواطنون والطيبون وانا معكم، لم أؤخذ يوما لا بمنصب ولا بمكسب، واليوم لا ازال مستمرا بتحسسي لمشاعركم، ولذلك انا صابر واعض على الجرح واتحمل المسؤولية، ولكن للصبر حدود وصبري مرتبط بصبركم، فاذا قررتم ان تصبروا اكثر حتى نستطيع ان تستخرج الحلول، فانا معكم صابر، واذا قررتم ان لا تصبروا، فانا سأتخذ المواقف معكم في الوقت المناسب».
مناقصات النفايات
وتابع: «اتمنى ان نتمكن غدا (اليوم) من الانتهاء من مناقصات النفايات، وان نتخذ في مجلس الوزراء على ضوء ذلك القرارات المناسبة، فموضوع النفايات هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ولكن القصة اكبر بكثير من هذه القشة، هي قصة النفايات السياسية في البلد، والنفايات السياسية في البلد يلبسها كل المرجعيات والقوى السياسية، وليس المواطن مضطرا لان يلبسها، او ان يتحملها، لكن على المواطنين ان يعرفوا انكم اذا اردتم ان تثوروا وان تعبروا وان تصرخوا، فأعلوا اصواتكم في وجوههم جميعا، وليس في وجه فريق دون اخر، لا تدعوا فريقا يستغلكم ضد فريق اخر».
وقال: «انا معكم مستمر الى حين، واملي ان يصمد شعبي اللبناني الكبير، ويقف كما صمد ووقف في مناسبات اخرى، لا تدعوا احدا يكسرنا او يضرنا ويؤذينا، او يؤذي او يضر بلدنا الحبيب لبنان، حماكم الله وكان الله معكم».
وتوجه الى أعضاء المجتمع المدني بالقول: «نا امد يدي لكم، ومستعد لان استمع اليكم وان اجلس واتحاور معكم حتى نستطيع ان ننشلكم من هذا الوضع الصعب الذي نحن فيه، وفي اول فرصة ومناسبة يشكل وفد فيكم لنتحاور فلا شيء اخبئه عنكم او اغيبه عنكم، او احتال فيه على احد، فالاحتيال يحصل علي وعليكم سوية، وبالتالي، كلي اذان وقلب وعقل مفتوح للاستماع والتواصل مع كل من يريد الخير لبلدي الحبيب لبنان».
اسئلة الصحافيين
وردا على سؤال، قال سلام: «في ضوء نتائج المناقصات في الغد (اليوم)، لان اول بند موضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء هو موضوع النفايات، والسعي لحل هذا الموضوع، وبالتالي، يجب ان تكون جهوزية المناقصات بين ايدينا حتى نبني عليها، ونستطيع الذهاب عندها الى الحل. وأعيد التكرار انه ليس حلا سحريا، وليس حلا عجائبيا، ولكن حلا يخفف هذا العبء والتحدي على مستوى الاستحقاق المتعلق بالنفايات، ولكن يبقى استحقاقات كثيرة اخرى بحاجة الى الاقدام والقرارات والعلاج».
وردا على سؤال حول تسمية المعرقلين في مجلس الوزراء، قال: «لا شيء يخفى عن الشعب في هذا الموضوع، فانا قلت سابقا انني لم اتجه يوما في مسؤوليتي التي اتحملها في هذه الظروف الصعبة الى التحدي او الاتهام، كنت دائما ومازالت اسعى الى التوافق والى جمع الكلمة وتذليل العقبات، لكن هناك شللا كبيرا قائما تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية بدون استثناء، وهذه القوى معروفة ولا لزوم لتسميتها
اضرار الفوضى
وتابع الرئيس سلام: «انبه اهلي وابناء بلدي، بان الفوضى لن يأتي منها الا الضرر والاذى لكل البلد، ربما هذه الفوضى تهدي القوى السياسية، فتصل الى انتخاب رئيس للجمهورية والى اتخاذ قرارات لتفعيل دور السلطة التشريعية، وتفعيل دور مجلس الوزراء. ونحن نتابع اثار الفوضى في الدول المحيطة، والاذى والضرر الناجم عنها، فهل نريد ان يذهب بلدنا الى هكذا واقع».
وبالنسبة إلى احتمال تكرار السيناريوهات في جلسات مجلس الوزراء السابقة في الجلسة المقبلة، قال: «هذا قائم وليس تخوف، وهو ما يعيق الانتاج، والانتاج هو بايجاد الحلول لمشاكلنا»، لافتا إلى أن «مجلس الوزراء معطل منذ 3 اشهر، لاننا نفسح المجال لفريق يريد ان يعطل من جهة، وانا اذكر عندما وزعت جدول الاعمال منذ 3 اشهر فأتاني كتاب من فريق سياسي، بأنه يرفضه رفضا كاملا، وليس رفضه بسبب مضمونه او شكله او ينقصه بعض المواضيع او ملاحظات، بل رفض بالمطلق، وهذا يعتبر تعطيلا بالمطلق، ويبرز حدة المواجهات السياسية وحدة الادوار التي تقوم بها القوى السياسية».
وعن تداعيات استقالة الحكومة على البلد، قال سلام: «فلتراجع القوى السياسية حساباتها، ولنرى الى اين يذهب البلد، ولتأخذ خطوات وقرارات جريئة بعيدا عن المزايدات وعن الكلام الذي يحاول ان يشد الموقف الى هذه الجهة او الجهة الاخرى، انا في مهمتي التي عمرها سنة ونصف، حرصت ومازلت احرص على القيام بدوري الذي اليته على نفسي منذ اول يوم تم تكليفي به، انا اليوم في موقع حيادي بين كل القوى السياسية، ومتحزب فقط الى بلدي ووطني، وعملت بذلك وما جنحت عن ذلك وقمت بقياس المواضيع بالميزان، وقراراتي كلها حرصت بها على ان لا اسهم في الصراع السياسي والعجز السياسي، ومازلت على هذا، فقد اعتمدت التوافق منذ بداية الطريق واستمريت 11 شهرا في نفس توافقي عاجز عن تأليف الحكومة، وعندما قررت القوى السياسية تأليفها، قلت انني ساستمر في هذه الحكومة الائتلافية حكومة المصالحة الوطنية بدوري التوافقي ولا ازال، لكن التوافق لا يعني التعطيل ولا شل البلد ومصالح الناس والتوافق يعني على ايجاد ارضية مشتركة لمعالجة امورنا لا وضع الحواجز في مابيننا».
احراجي لاخراجي
وقال ردا على سؤال: «احراجي لاخراجي ليس بجديد، هذا امر يمارس منذ وقت من الزمن وكدت ان اخذ قراري مرات عدة، اخرها منذ 3 اسابيع، ومازال الخيار امامي، وقد قلت في احدى جلسات مجلس الوزراء انني اشكر الجميع على التحدث عن صبري، ولكن قلت ان صبري الشخصي الله انعم علي به، واستطيع ان اتكيف واتصرف به، بحسب ما أراه مناسبا لمن لصبري في موقع المسؤول، فهو ليس ملكي، وعندما ارى ان هذا الصبر سيتسبب بالاذى والضرر على البلد، فساذهب الى اتخاذ الموقف الذي يحمي بلدي».
وتابع: «الخميس امامنا جلسة منتجة، فاذا لم تكن كذلك لا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها، لم اضع جدول الاعمال لنتفرج عليه بل وضعته لنخرج بحلول».
وقال ردا على سؤال: «كلامي اليوم باتجاه كل الافرقاء وليس باتجاه فريق معين، فانا لست فريقا، وبالتالي قد تبدو في هذه المرحلة ان هناك بعض الجهات السياسية تبرز موقفها اكثر من غيرها في مجال التعطيل وعدم التسهيل، ولكن الكل مسؤول وانا لن اضع نفسي بعد اليوم موظفا لا عند التعطيل ولا عند عدم الانتاج، ولا عند الانهيار، فانا موظف عند الناس من اجلهم ومن اجل مصلحة بلدي».