IMLebanon

موقف مهم للحريري بعد لقاء هولاند اليوم

كتب عبد الامير بيضون:

لم تخرج الجلسة النيابية التي تحمل الرقم 32 لانتخاب رئيس الجمهورية يوم أمس عن سابقاتها.. حضر 38 نائباً ولم يكتمل النصاب الذي يحتاج الى 84 نائباً، فأرجأ، رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الى 16 الشهر الجاري، من غير ان يترك ذلك أية تداعيات او ردود فعل استثنائية، فمضى الارجاء وكأنه بات لازمة لهذا الاستحقاق… وسط قناعات لم تعد محصورة ضمن أربعة جدران المجلس، وهي «ان رئيس الجمهورية ينتخب خارج مجلس النواب لا داخله…» ووسط تساؤلات تصاحب ذلك خلاصتها هل تمضي «التسوية» المنسوبة الى الرئيس سعد الحريري بانتخاب النائب سليمان فرنجية، في طريقها التي تشهد المزيد من العقبات والعراقيل، خصوصاً في «الوسط المسيحي» وتحديداً لدى «القوات اللبنانية» (صراحة) و«التيار الحر» الذي يعتصم رئيسه النائب الجنرال ميشال عون الصمت حيال ذلك.. هذا في وقت اعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج «ان حظوظ فرنجية لاتزال قائمة..»

نشاط رئاسي بين باريس وعين التينة

وفي وقت تتجه الأنظار الى العاصمة الفرنسية باريس، حيث توجه الرئيس سعد الحريري، الذي من المقرر ان يلتقي قبل ظهر اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه، وهو لقاء علق عليه متابعون أهمية كبيرة بالنظر الى ما يمكن ان يطلقه الحريري من مواقف على جانب من الأهمية لاسيما ما يتصل بالملف الرئاسي اللبناني حيث من المقرر ان يلتقي أيضاً قيادات ومسؤولين لبنانيين من بينهم وزير الاتصالات بطرس حرب، الذي غادر الى فرنسا، بتفويض من «لقاء الجمهورية» الذي يترأسه الرئيس ميشال سليمان، للوقوف من الحريري على حقيقة الموقف والبحث معه في مسألة ترشيح فرنجية الذي بدوره حل ضيفاً مساء أمس على رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، كـ«رد رجل» على زيارة الوزير وائل ابو فاعور موفداً من جنبلاط الى بنشعي.. وكان ابو فاعور، التقى الرئيس نبيه بري في دارته في عين التينة، واطلق جملة مواقف لافتة خلاصتها «ان فرنجية هو أحد المرشحين الأقوياء.. ولا صحة لوجود مقايضة بين انتخابه والسير بقانون الستين..» على ما كان أشيع في الأيام الماضية عن صفقة تبادل بين الحريري وفرنجية.

بري: الحوار مسار صحيح

إلى ذلك، وفي «لقاء الاربعاء النيابي» الذي درج الرئيس بري على عقده في عين التينة، فقد أكد رئيس المجلس يوم أمس، «أهمية اللقاءات والاتصالات الجارية في اطار تعزيز المناخ التوافقي في البلاد..» مشدداً على «ان الحوار سيبقى المسار الصحيح لمعالجة مشاكلنا.. وان التوافق هو الخيار الطبيعي في مقاربة كل القضايا والاستحقاقات..». وتعليقاً على ما صاحب عملية اطلاق العسكريين أول من أمس، من مظاهر مسلحة لجماعة «النصرة» اكتفى الرئيس بري بالقول: «بين الدموع والشموع حصلت فضيحة سيادية، ومبروك لاهالي العسكريين..».

صمت نواب «لقاء الاربعاء»

وإذ اعتصم نواب «لقاء الاربعاء» على غير عادتهم بالصمت، خصوصاً نواب «حزب الله». فقد شهدت عين التينة يوم أمس حركة لافتة تمثلت أولاً بزيارة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري الذي شدد على ما قالت مصادر لـ«الشرق»، على أهمية ان تسلك التسوية مسارها الطبيعي وان تجري الاستحقاقات الدستورية على الطريق الصحيح وينتخب رئيس للجمهورية اليوم قبل غد، وبعيداً عن المزايدات والعرقلات ووضع العصي في الدواليب والاجتهادات التي تطيل الازمة ولا تقدم حلولاً..»؟!

ابو فاعور في عين التينة: التسوية أفضل المتاح

وفي السياق، فقد حضر الى عين التينة أمس، من خارج «لقاء الاربعاء» وزير الصحة وائل ابو فاعور، موفداً من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، وكانت له مواقف لافتة، نفى فيها التسريبات التي تتحدث عن «مقايضة» بين قانون الستين وترشيح فرنجية للرئاسة.. وأوضح «ان التسوية المطروحة اليوم هي تسوية أفضل الممكن وأفضل المتاح.. وهي تكرس التوازن السياسي المطلوب لكي تسير عجلة الدولة بالاضافة الى ملء الشغور في رئاسة الجمهورية واطلاق عمل الحكومة ومجلس النواب.. وأي تسوية يجب ان تستقطب تنازلات معينة من كل الاطراف، ونحن من هذه الاطراف..».

وقال ابو فاعور «ان فرنجية هو أحد اقطاب المسيحيين الاربعة الذين التقوا في كنف بكركي.. وهو أحد المرشحين الاقوياء ولا صحة لوجود مقايضة.

«الكتائب» و«القوات» والخيارات

وبالعودة الى جلسة مجلس النواب التي لم يكتمل نصابها يوم أمس، ووسط أحاديث عن اتصالات ومساعٍ على غير صعيد في سبيل انجاز «تسوية سياسية شاملة» فقد أعلن النائب الكتائبي سامر سعاده أنه «في حال تمت عرقلة ترشيح او انتخاب أحد الاقطاب الاربعة الذين تم التوافق عليهم في بكركي، فهذا يعني أنهم أصبحوا خارج التسوية الرئاسية..».

أما عضو كتلة «القوات» النائب جورج عدوان فأكد ان «القوات اللبنانية» لا تقيم الأشخاص كمرشحين، بل تقيم الأمر وفق المشروع الذي يحمله كل مرشح..

وقال: «عندما نتحدث عن تسوية نختار بين مشروعين: الدولة وخارج الدولة..». داعياً الى عدم انتظار القوات ان تدخل في أي تسوية تكون بعيدة عن الدستور والقانون.

حظوظ فرنجية قائمة.. ولا شيء رسمياً

وبالتقاطع مع التسريبات التي تتحدث عن احتمال «قرب انجاز تسوية سياسية في البلاد..» او خلطة سياسية ما.. فقد أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية، نبيل دو فريج «ان لا أحد ينتظر ان يعلن الرئيس سعد الحريري تبني رسمياً ترشيح النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية..». لافتاً الى ان «كل جهة لها رأيها في الملف الرئاسي، واللقاءات والمشاورات والطابة باتت في ملعب الفريق الآخر..» معتبراً ان «حظوظ فرنجية لاتزال قائمة..».

بدوره أكد النائب وليد خوري «ان لا شيء رسمياً في ما خص ترشيح فرنجية» معتبراً ان «كل فريق سياسي يطمح للوصول الى المراكز التي يتوخاها..» ولافتاً الى ان «حزب الله» صادق في مواقفه لجهة دعم ترشيح العماد عون..

من جانبه، وإذ هنأ النائب امين وهبي «اللبنانيين بخروج العسكريين» فقد تمنى ان «تعيد القوى السياسية الانتظام للعمل الحكومي وتسهل عودة الانتاجية اليها..» ورأى ان جلسة انتخاب الرئيس (أمس) تشبه ما سبقها، لكننا شهدنا في الأيام الأخيرة زيادة منسوب التفاؤل..» متمنياً «انجاز هذا الاستحقاق قبل الأعياد..».

الهراوي متسائلاً

من جهته تساءل الوزير السابق خليل الهراوي (المقرب من الرئيس سليمان)، في بيان «لماذا تتردد «القوات اللبنانية» و«التيار الحر» في الاسراع بتبني هذا الترشيح والتعامل معه بالايجابية المنتظرة من قبل أقطاب موارنة لاكمال مسيرة ايصال أحدهم الى سدة الرئاسة الشاغرة..»، خصوصاً واننا رأينا تلقفاً ايجابياً من «اللقاء الديموقراطي» وكتلة «التنمية والتحرير» لما تسرب عن موقف الحريري..؟!.

الجيش يقصف مواقع «النصرة» في عرسال

إلى ذلك، فقد بقيت قضية العسكريين المحررين، والذين لايزالون قيد الاحتجاز موضع متابعة وترحيب من قبل قوى سياسية وروحية ومرجعيات ديبلوماسية..

واللافت أنه، وإذ لم تمضِ أربع وعشرون ساعة على عملية اطلاق العسكريين المحتجزين لدى «النصرة»، حتى أعلن أمس، عن ان مدفعية الجيش اللبناني استهدفت تحركات المسلحين في جرود عرسال، أوقعت إصابات في صفوف مسلحي «النصرة» واعطاب عدة آليات..

هذا في وقت كانت عائلات العسكريين المخطوفين لدى «داعش» تزور عرسال وتلتقي رئيس البلدية.. بالتزامن مع حراك لافت شهدته عرسال أمس، تمثل بعشرات السيارات لشباب عرسال تجوب البلدة رافعة الاعلام اللبنانية وتدعو الاهالي للتضامن مع الجيش..

عسيري في السراي مهنئا

وفي السياق فقد استقبل رئيس الحكومة تمام سلام في مكتبه في السراي سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري الذي نقل اليه تهاني المملكة على «الانجاز الكبير الذي تحقق والمتمثل بعودة العسكريين اللبنانيين الذين خطفتهم جبهة «النصرة»، كما تم البحث في مختلف الاوضاع في لبنان والمنطقة..

وقد تواصلت يوم أمس المواقف المرحبة والمهنئة باعادة العسكريين الى حضن الوطن، وفي هذا أكد حزب «الكتائب» ان «العرس الوطني لا بد وان يستكمل بتحرير العسكريين التسعة»، كذلك هنأت وزيرة المهجرين اليس شبطيني «العسكريين العائدين بالسلامة» وأكدت ان «المساعي مستمرة لعودة العسكريين المختطفين لدى «داعش»..

اللواء ابراهيم يوضح..

من جانبه أوضح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «ان مراجعة ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش» هو أول ما قام به صباح اليوم (أمس).. وأوضح «ان المشكلة تكمن في امكان ايجاد مفاوض..» وفي هذا الاطار دعا اللواء ابراهيم «داعش» الى استئناف المفاوضات بجدية و«كلي أمل في التوصل الى النتائج المتوخاة في هذا الملف على رغم صعوبته..».

وأكد ان «لا وجود لبندين في الاتفاق ينصان على منح 25 مليون دولار لـ«النصرة» واعطائها هامشاً للتحرك في عرسال، بحسب ما أوردته إحدى الصحف..»؟!

وفي اطار آخر، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، السفير الروسي الكسندر زاسبكين الذي قال: «سررت جداً في هذا اللقاء الذي جرى في جو ودي وبناء وبحثنا في عدد كبير من الأمور المتعلقة بالأوضاع، خصوصاً في هذه المنطقة، وكان هناك تأكيد مشترك على ضرورة بذل كل الجهود لوقف مأساة الشعب السوري، وهناك مساع وجهود تبذلها روسيا في سبيل ايجاد تسوية سياسية..»