البطريرك يدعم التسوية وفرنجية يضع نفسه برعايته
«التسوية الرئاسية» الحاضر الأبرز في الاتصالات
الحريري يلتقي هولاند ويأمل بانجاز قريب… وحرب يطالبه بضمانات
كتب عبد الامير بيضون:
سيطرت التطورات المتلاحقة على المستويين الاقليمي والدولي على ما عداها من تطورات يوم أمس، خصوصاً بعد التصعيد السلبي غير المسبوق في المواقف المتبادلة بين روسيا من جهة وتركيا من جهة ثانية، وذلك على رغم اللقاء الذي.. تمّ يوم أمس، بين وزيري خارجية البلدين، وهو الاول منذ اسقاط الطائرة الروسية.. وهي تطورات تقاطعت مع دخول بريطانيا على خط محاربة «داعش» حيث قامت طائراتها وللمرة الاولى، بقصف مواقعه في سوريا يوم أمس..
ووسط تقلب مناخي لافت في لبنان، وهطول الثلوج على المرتفعات وقطع بعض الطرقات الجبلية إلا للسيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية، فإنه يمكن القول إن «المشاورات الرئاسية» الناشطة على غير مستوى وأكثر من خط، منذ لقاء باريس الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، قد توجت يوم أمس، بلقاءات باريسية أخرى، جمعت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس سعد الحريري في قصر الاليزيه.. كما في لقاءات أخرى تمثلت بلقاء الرئيس الحريري مع وزير الاتصالات بطرس حرب والنائب مروان حماده، في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية، كل على حدة، من قبل ان يعود الى الرياض.. حيث جرت مناقشات مكثفة حول التطورات الحاصلة، وفي الاستحقاق الرئاسي و«التسوية» التي يروج لها.. وقد بقيت الحاضر الأبرز على الساحة الداخلية، والكل ينتظر ما ستكون عليه مواقف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، بعد عودته من المانيا.. والذي قال لدى وصوله الى مطار بيروت «اننا سنتصل بكل المعنيين للوصول الى مخرج للأزمة الرئاسية ونأمل ان تؤدي المبادرة المطروحة الى فتح الأبواب»..
الحريري يلتقي هولاند: أمل كبير
ومع كل ذلك، فلقد تمثل الحدث السياسي الأبرز يوم أمس، بلقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس الحريري في قصر الاليزيه وعقد معه خلوة استمرت قرابة الساعة.. تحدث على اثرها الرئيس الحريري فقال: «قدمت بداية التعازي للرئيس هولاند بضحايا الحوادث الارهابية التي حصلت في فرنسا.. هذا الارهاب الذي طاول لبنان كذلك والعديد من الدول، ولا بد من تعاون البلدان كافة لمحاربته..»
وبشأن الأوضاع اللبنانية والملف الرئاسي، فقد نقل الحريري ان هولاند «شدد على ضرورة انهاء هذا الفراغ الرئاسي.. وأنا من جهتي أكدت له أننا نعمل مع كل اللبنانيين لانهاء هذا الفراغ.. وان هناك حواراً جارياً بين الافرقاء كافة، وهناك أمل كبير اليوم بانجاز هذا الموضوع.. وستكون الامور بخير قريباً..».
وسئل الحريري هل مازال موضوع تسمية النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية قائم أجاب: «الآن هناك حوارات قائمة.. والأجواء ايجابية والأيام المقبلة ستظهر ان لبنان سكيون بألف خير..».
… ومع حرب وحماده.. والضمانات
وكان الحريري ناقش في مقر أقامته في باريس مع الوزير بطرس حرب التطورات، خصوصاً الملف الرئاسي والتسوية التي يروج لها.. كما التقى للغاية نفسها النائب مروان حماده، ليعود الى الرياض لاحقاً لعقد مشاورات مع قيادات من «تيار المستقبل..».
وبعد اللقاء قال الوزير حرب ان الاجتماع خلص الى وجوب متابعة الاتصالات لايجاد الحل الملائم الذي يجمع اللبنانيين ويخرجهم من حالة الشرذمة.. وكشف حرب أنه تم التداول في ترشيح فرنجية وفي ما يجب توفيره من ضمانات..
عسيري: لم نسمِ اسماً للرئاسة
وإذ ظلت «التسوية الرئاسية» الحاضر الأبرز على الساحة الداخلية، فقد لفت التوضيح الذي صدر عن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري الذي زار امس رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل وتشاورا في المستجدات.. حيث قال عسيري ان «الرئاسة خيار لبناني – لبناني لا نتدخل فيه..» وقد نفى ان تكون المملكة قد تقدمت بمبادرة تسمية فرنجية، ولفت الى أنها «لن ولم تسمِ اسماً لرئاسة الجمهورية.. ولكنها باركت هذه الخطوة لرغبتها ان يكون هناك دور للمسيحيين ولحرصها على ملء الفراغ الرئاسي..»
وفي السياق، فقد حضرت «التسوية الرئاسية» في السراي الحكومي أمس، بين الرئيس تمام سلام ووزير الثقافة روني عريجي، الذي أكد ان مبادرة ترشيح النائب فرنجية..«جدية ولا نريد حرق المراحل..» لافتاً الى ان «القوى السياسية تتشاور بين بعضها البعض وهناك مصير وطن.. وان شاء الله خيراً..».
«القوات»: لا لقاءات مباشرة مع الحريري
وخلافاً لكل ما يحكى ويروج عن لقاء قريب مباشر بين الرئيس الحريري ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فقد نفى عضو «القوات» النائب انطوان زهرا ان تكون هناك أي لقاءات مباشرة في المدى القريب بين الدكتور جعجع والرئيس الحريري..» مشيراً الى «ان التشاور جار عبر الهاتف..».
وأوضح زهرا، «ان القوات تعتبر، منذ اللحظة الاولى، ان النائب فرنجية مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية كونه أحد الاقطاب المسيحيين الاربعة..» لافتاً الى «ان البحث جار لاتخاذ الموقف النهائي ليس حول شخص فرنجية إنما حول مشروعه السياسي لجهة تحييد لبنان ودور «حزب الله» في سوريا والسلاح غير الشرعي..».
وقال: «اذا اتفقت قوى 8 آذار، وكتلة جنبلاط على اسم عون او فرنجية للرئاسة، يمكن السير به من دون حتى موافقة تيار المستقبل»؟!
كلام جنبلاط ليس تهديداً
من جانبه لفت عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى، الى «ان كلام النائب جنبلاط عن ان عدم السير بالتسوية سيجعلنا في وضع أسوأ، ليس تهديداً، بل هو تعبير عن رأيه في الموضوع..»؟
بدوره رأى النائب أمين وهبة «ان ما تشهده المنطقة، إضافة الى التعثر في سوريا أمور تنذر كلها، بأنه اذا لم يمسك اللبنانيون قرارهم لاعادة الانتظام الى عمل المؤسسات، سيصبح الوضع في لبنان معرضاً أكثر لارتدادات المنطقة..» وهذه مسؤولية وطنية كبرى جعلت الزعماء اللبنانيين يسعون في محاولة انقاذية الى الاتجاه نحو مبادرة رئاسية…
«الجماعة»: ليطمئن فرنجية اللبنانيين
أما نائب «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت، فرأى أنه «حتى اللحظة فإن المبادرة الرئاسية مازالت حظوظ نجاحها وفشلها يتساويان..، لافتاً الى «ان القضية ليست قضية أشخاص، إنما هي طروحات هذه التسوية وماذا سيقدم النائب فرنجية كرئيس للجمهورية، هل سيبقى على علاقته بالنظام السوري وهل سيبقى على موقفه من السلاح خارج اطار الدولة؟. مبدياً اعتقاده «ان هذه العناصر لها تأثير على فرص نجاح هذه التسوية..» مشدداً على ان «المطلوب ليس تسوية أشخاص ومواقع بل المطلوب ان يعبر فرنجية عن هذه المواقف حتى يطمئن اللبنانيون».
محفوض: ما يرى وما لا يرى
ومن جهته فقد أشار رئيس «حركة – التغيير» عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، ايلي محفوض الى ان «ما يرى في الملف الرئاسي طبخة غير مكتملة العناصر.. أما ما لا يرى فهو طبخة على نار هادئة ستنتج رئيساً للبنان يحاكي التوازنات».
ولفت محفوض الى ان «الموارنة في أتعس أزمنتهم ونجمهم بأفل شيئاً فشيئاً وحضورهم السياسي باهت ومؤسساتهم تعيش التخبط، واستعادة الدور تبدأ برئاسة الجمهورية عبر ماروني يحمل ارث الكبار..».
قبلان: لرئيس يجمع ولا يفرق
على صعيد آخر، وفي ذكرى أربعين الامام الحسين، وجه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان رسالة الى المسلمين واللبنانيين شدد فيها على «ان الاسلام بريء من كل دعوة للفتنة والقتل والاعتداء على الآخرين..» مطالباً «علماء الدين بالتبرؤ من كل عمل إرهابي يطاول المدنيين الأبرياء..» وأشار الى ان «اللبنانيين سئموا الفساد والانحراف الذي يصيب بعض المؤسسات» مطالباً «ان يحكم السياسيون ضمائرهم ويعمقوا تشاورهم ويبادروا الى انتخاب رئيس يحفظ البلاد ويجمع العباد وتكون مصلحة الوطن والمواطن في أولويات اهتماماته.. فنحن نريد رئيساً يجمع ولا يفرق.. ويتعاون مع الجميع في سبيل ايصال لبنان الى بر الأمان..».
عرسال تحت القانون
من جهة ثانية، وفي اعقاب «صفقة تحرير العسكريين المحتجزين لدى «النصرة» فقد عقدت فاعليات ووجهاء بلدة عرسال اجتماعاً في دار البلدية ضم مسؤولين سوريين عن المخيمات وأكد المشاركون أنهم «تحت سقف القانون وفي حماية وبرعاية الدولة والجيش اللبناني» مشيرين الى «أنهم يقفون ضد أي اعتداء او محاولة اعتداء عليه..».
أمن البقاع ممسوك…
وفي السياق الأمني، فقد عقد مجلس الأمن الفرعي في محافظة البقاع اجتماعاً برئاسة المحافظ القاضي انطوان سليمان.. خلص الى التأكيد على «ان الوضع الأمني في البقاع ممسوك على رغم بعض الحوادث الأمنية المتفرقة..» مشدداً على «ضرورة قيام البلديات بدور أساسي في مراقبة وتنظيم مخيمات النازحين وايجاد حل لأزمة السير..» وكما شدد على «ضرورة ايجاد حل لمشكلة منافسة التجار السوريين الذين يشغلون محال تجارية بالقرب من محال التجار اللبنانيين..».
الراعي حيا مبادرة ترشيحه
فرنجية: سأعمل دائما لقانون إنتخاب ينصف التوازن الوطني
اشار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في تصريح له من مطار بيروت الدولي بعد عودته من جولته في المكسيك وألمانيا، إلى أن «الأنباء عن مبادرة ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية تبلغناه بعد وصولنا إلى المانيا من الصحف والمواقع الإلكترونية».
وشدد الراعي على أن «الهم الأساسي يجب أن يكون حماية الجمهورية والمؤسسات وتأمين الخير العام».
ورداً على سؤال حول ترشيح رئيس تيار «المردة» من قبل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، شدد الراعي على أن رئيس الجمهورية لكل اللبنانيين والقرار لبناني لا مسيحي فقط، مشيراً إلى أننا «نريد رئيساً لكل لبنان ونحن نطالب دائماً بأن يشارك النواب في الجلسات وانتخاب الرئيس الذي يريدونه».
واستقبل الراعي مساء امس رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي قال: “سأعمل دائماً على قانون إنتخاب ينصف التوازن الوطني ويعطي تمثيلاً حقيقياً لباقي الطوائف”، موضحاً “انني أنا سليمان فرنجية ولا يوم تقدمت بقانون انتخاب ضد مصلحة المسيحيين وأنا قاتلت وناضلت الى جانب رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون لكي نجد قانونا ينصف المسيحيين».
ولفت الى “اننا كنا ننتظر بفارغ الصبر عودة الراعي من أجل زيارته لأن الأمور صارت سريعة وكان هو خارج البلد وجئنا من أجل وضعه في الأجواء وعرضت له كيف صارت الأمور ووضعنا نفسنا بتصرفه ويلي فيه خير يقدمه الله».
وأكد انه “يجب ان تتم الامور بعجلة ولكن العجلة ممكن ان تضر وهدفنا ليس ان نصل الى الرئاسة بل هدفنا ان نحل الأمور وإذا وقع الخيار عليّ أن اكون رئيساً فعليّ ان أجد حلولاً للأمور وأنا دائماً تحت رعاية بكركي».
وأشار الى انه “إذا كان لدى الفريق الآخر هواجس من واجباتي تطمينه”، وأكد ان “الوقت كفيل بحل كل الأمور ونحن اليوم معجلين ولكن غير مستعجلين وهدفنا ليس الوصول إلى الرئاسة بل معالجة الأمور”. وأوضح ان “هذا الصرح بيت للجميع ولا أحد يعتبر أننا نضع شروطاً وهناك أمور شخصية وضعناها خلفنا».
وتابع انه “ليس هناك من عوائق ولكن لدينا جو جديد يجب أن نطمئن الخصم السياسي الذي من الممكن أن يصبح شريك ونحن نعيش جو إعادة خلط أوراق”. ورداً على سؤال حول علاقته بالنظام السوري، أجاب بالقول: “لماذا لا تعتبر العلاقة التي تجمعنا بالنظام السوري نقطة قوة؟ وأنا اعتبر أنها نقطة قوة وعندما يصبح أصدقائي وحلفائي بحاجة لي لن أتركهم ومن يفعل ذلك هو الذي يخوف بأي لحظة».
واعتبر انه “علينا أن نبحث كيف نطمئن الناس وعلى كيفية إنقاذ لبنان وحمايته وهذا كله نتفق عليه”. وشدد، قائلاً “أنا لا أطلب من الفريق الآخر تبني مواقف “8 آذار” ولا يمكن للفريق الآخر أن يطلب مني أن اتبنى مواقف “14 آذار” بل الأهم هو حماية لبنان».