IMLebanon

ترنح سياسي واطلالة مرتقبة لنصرالله يتحدث فيها عن مبادرة الحريري جعجع مستعد للقاء الاقطاب الموارنة.. و«المستقبل» على تواصل مع الحلفاء

عشية الاعياد، عيدي المولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح، اللذين استبشر اللبنانيون لتزامن العيدين معا ترسيخا للعيش المشترك والوحدة الوطنية أملا بخلاص البلاد من الازمات التي تتخبط فيها، لم يطرأ جديد على الساحة الداخلية، من شأنه ان يغير في المعادلة  القائمة على شد الحبال وتباين الاراء في ما يتصل بازمات الساعة. وباستثناء انجاز مجلس الوزراء المتمثل بقرار ترحيل النفايات الذي احتل صدارة المواقف السياسية، فان الساحة الداخلية لم تشهد تطورات نوعية وعبقت بالمعايدات ورسائل التهنئة بالميلاد ورأس السنة وذكرى المولد النبوي الذين سيدخلون البلاد في اجازة تمتد حتى مطلع العام.

التسوية صامدة

وفي وقت بات شبه محسوم ان الاستحقاق الرئاسي والتسوية المقترحة لتسهيل انجازه، رُحّلا الى العام المقبل، تراجعت المواقف الاعلامية في شأنهما واقتصرت على تأكيد «عرابي التسوية» ان الاخيرة صامدة ولم تمت لكنها عُلقت مرحليا وتنتظر نتائج الاتصالات التي ستسأنف بزخم مطلع العام لتذليل العقبات التي تعترضها.

جعجع مستعد: في الانتظار، نقلت «وكالة الانباء المركزية»، عن زوار معراب ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  مستمر في ترشحه للانتخابات الرئاسية، متحدثين في الوقت عينه عن استعداده للمشاركة في أي اجتماع للقيادات الاربعة سواء في بكركي او في اي مكان آخر للبحث في الموضوع، خصوصا اذا ما لمس اجماعا جديا على ضرورة ايجاد مخرج للمأزق الراهن. وافادوا ان جعجع مستعد للقاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في اي وقت للبحث في الاستحقاق، انطلاقا من ان الامور في البلاد والمنطقة باتت تفترض اليوم واكثر من اي يوم مضى، انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل المؤسسات التي طاولها الشلل والتعطيل.

المشاورات جمدت

وفي الاطار الرئاسي ايضا،  اوضح مصدر نيابي في «تيار المستقبل» ان «المشاورات الرئاسية «جُمّدت» الان، لان البلاد دخلت مرحلة الاعياد»، واكد اننا «على تواصل دائم ومستمر مع الحلفاء في «14 آذار»، وتحديداً «القوات اللبنانية»، والاختلاف في وجهات النظر بيننا حول الرئاسة هو حق مشروع، لكن لن يصل الى حدود الخلاف».

واذ شدد المصدر عينه كما ذكرت «المركزية» على اننا «لا نزال نتمسّك بطرح ترشيح النائب سليمان فرنجية طالما ان لا بديل منه حتى الان»، لفت الى ان «حلفاءنا احرار في الذهاب في اتجاه تبنّي ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، لكننا لن نسير به، او ربما قد نذهب الى خيار «ثالث».

اطلالة نصرالله

وليس بعيدا، توقعت مصادر مطلعة  ان تكون لامين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، كلمة الاسبوع المقبل يتحدّث فيها عن «التسوية» الرئاسية والمبادرة التي اطلقها الرئيس سعد الحريري عبر طرحه استعداده لدعم ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية».

* سلام: وسط هذه الاجواء، حُمّلت المواقف التي أطلقتها شخصيات روحية وسياسية ودبلوماسية لمناسبة عيدي الميلاد والمولد النبوي، دعوات الى الاسراع في انجاز الاستحقاق الرئاسي. وفي السياق، أمل رئيس الحكومة تمام سلام أن «تحلّ علينا الاعياد العام المقبل ويكون لبنان قد تخطى أزمة الشغور الرئاسي التي عطّلت مؤسساتنا وأنهكت اقتصادنا، لنمضي جميعاً في مسار سياسي سليم نعيد فيه الاعتبار لنظامنا الديموقراطي وآلياته، ونلتفت الى احتياجاتنا الملحّة، ونحصّن بلدنا إزاء تداعيات الاحداث المؤلمة الجارية في منطقتنا».

 الراعي

من جهته، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يوجه الى اللبنانيين اليوم رسالة الميلاد، أن «العيد الذي ننتظره في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرا الى أن «ما دام لا رئيس فلا معنى للعيد عندنا. بوجود الرئيس، المجلس النيابي يشرّع والحكومة تعمل والمؤسسات تستعيد دورها وتعود الحياة الى المجتمع، فعبثا يقنعنا أحد أو نقنع أنفسنا بأن لبنان يسير من دون رئيس للجمهورية»، مضيفا «هذا هو العيد الحقيقي الذي نتمناه، ونحن خاطبنا أكثر من مرة الكتل السياسية والنيابية لانتخاب رئيس، وحتى الآن رفضوا ذلك، وأنا أسألهم هل تعيشون في حالة عيد؟ لا اعتقد ذلك لأن من يعيش العيد هو الذي يصنعه».

عسيري

أما السفير السعودي علي عواض عسيري الذي زار بكركي معايدا، فلفت الى ان «مع الاستعداد لبدء عام جديد، يتطلع محبو لبنان وفي طليعتهم قيادة وشعب المملكة العربية السعودية، الى ان يعبر هذا البلد العزيز الى وضع افضل على المستويات كافة من خلال التمكن من اجراء الانتخابات الرئاسية واستتباعها بالاستحقاقات الدستورية واستعادة حيوية المؤسسات وانهاض الاقتصاد وتنشيط قطاع الاستثمار والسياحة عبر تعزيز الخطط الامنية وتحصين الساحة الداخلية ليجتذب لبنان من جديد السياح العرب والاجانب ويعود الى سابق عهده.»

 دريان

وطمأن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في الرسالة التي وجّهها لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف الى ان «الفرج آت، مهما اشتدت الصعاب ووضعت العراقيل في طريق انتخاب رئيس للبنان»، معتبراً ان «المبادرات الوطنية للحثّ على الانتخاب نيات صادقة، ويعوّل عليها»، وقال «قرأت في الصحف ان مجلس الوزراء اجتمع لبحث مشكلة النفايات فقط، والعالقة منذ قرابة العام، فيا بخت النفايات، ومتى يجتمع مجلس نوابنا لانتخاب رئيس يكاد يمضي عامان على خلو المنصب منه فقط؟ لا يزال لدينا امل».

ضيف ايطالي

على خط آخر، حطّ رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي في بيروت اليوم. وبعدما تفقد وحدة بلاده العاملة في اطار قوات اليونيفيل في الجنوب، التقى الرئيس سلام في السراي حيث كان بحث في مجالات التعاون بين البلدين سيما في ما يختص بملف النزوح السوري.

 باسيل

الى ذلك وجه وزير الخارجية جبران باسيل كتابا رسميا الى الأمم المتحدة جدد فيه رفض لبنان عبارة «العودة الطوعية» للنازحين السوريين الواردة في القرار الدولي 2254، مشيرا الى ان «الإصرار على توصيف العودة بأنها طوعية، حتى بعد انتهاء الصراع، يثير المخاوف من توطين ودمج النازحين السوريين في لبنان». ورأى أن «ما من مبرر يسوغ لأي سبب من الأسباب الإنسانية بقاءهم في لبنان بعد انتهاء الصراع».