IMLebanon

السنيورة في ذكرى شطح: لبنان عند مفترق… ولن نبدل أهدافنا نصر الله في اسبوع القنطار: الرد آت لا محال ولا تسامح

كتب عبد الامير بيضون:

في ظل ظروف اقليمية وداخلية دقيقة وبالغة الخطورة، أحيا لبنان أواخر الاسبوع الماضي، ذكرى المولد النبوي الشريف، وميلاد السيد المسيح، اللذين تقاطعا زمنيا، باحتفالات لم ترقَ الى مستوى ما كان يتطلع اليه اللبنانيون من فرح وسعادة وطمأنينة وهناءة عيش وراحة بال، ولبنان – الدولة والكيان – يعاني أزمات تستدرج أزمات، في السياسة كما في الاقتصاد والواقع الاجتماعي والظروف المعيشية الضاغطة، كما في الاستنفار الأمني.. وقد دخل يومه الثمانين بعد الخمسماية من دون رئيس للجمهورية، و«المبادرات» او ما يحكى عن «مبادرات» ما ان تبصر النور على خط انجاز الاستحقاق الرئاسي حتى تواجه بسيل من التعقيدات والشروط والشروط المضادة، تدفع بها الى الوراء وتتوارى تدريجياً لتدخل «الموت السريري..» على ما يرى البعض من المتابعين.. لاسيما وان مصادر مقربة من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أكدت «ان لا غطاء اقليميا او دولياً لمبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب فرنجية لسدة الرئاسة والتسوية لا يمكن ان تمر في المرحلة الراهنة لان عناصرها الداخلية والخارجية لم تكتمل بعد..».

الراعي يقلب الطاولة

وإذ اقتصر يوم أمس الاحد ثلاث مناسبات الاولى، في بكركي حيث اطل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة أمس، «ليقلب الطاولة» موضحاً اننا «عندما قلنا إن المبادرة الرئاسية جداً ومدعومة (دولياً واقليمياً)، إنما كنا نميز بين المبادرة (التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة) بحد ذاتها والاسم المطروح» وهو تطور لفت نظر العديد من المتابعين الذين يترقبون ما ستكون عليه التطورات وردات الفعل في الأيام التالية، حيث اعتبر ما قاله البطريرك «سحب يد» من مبادرة تأييد فرنجية، أحد «الاقطاب الاربعة» لرئاسة الجمهورية..

نصر الله: الرد آت لا محال

أما المناسبة الثانية، فكانت اطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في ذكرى مرور اسبوع على اغتيال «إسرائيل» عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار في احتفال حاشد في مجمع شاهد التربوي في الضاحية الجنوبية.. حيث أكد نصر الله «ان الرد على اغتيال القنطار آت لا محال ولا يمكن ان نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا على يد الصهاينة في أي مكان من العالم..».

السنيورة في ذكرى شطح: لن نبدل أهدافنا

والثالثة فكانت احياء الذكرى الثانية لاستشهاد الوزير محمد شطح في احتفال أقيم بعد ظهر أمس في مسجد محمد الأمين في الوسط التجاري، حضره حشد من السياسيين من بينهم رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وكانت كلمة لرئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة  الذي أكد على ان شطح هو من الذين جسدوا قيم 14 آذار ومبادئها..» وان الذكرى الثانية لاستشهاده ستكون مناسبة لاستذكار تضحياته ودوره والتأكيد على استمرار 14 آذار وقيمها..».

وقال السنيورة في كلمته: «لم ولن نبدل أهدافنا وتوجهاتنا وسنبقى منفتحين على شركائنا في الوطن.. ولن نتراجع عن الشعارات والاهداف التي استشهد محمد شطح من أجلها.. أضاف: ان الاختلافات التي طرأت او قد تطرأ في قوى 14 آذار، لا يمكن ان تؤثر على القضية الأساس التي تتعلق بجوهر وجود لبنان..» وقال: نقف في لبنان عند مفترق مهم، فإما ان نظل متمسكين بالحسابات الصغيرة ونتسبب بضياع الوطن او نغتنم الفرص..

الحريري: اوفياء لـ14 آذار

وكان الرئيس سعد الحريري استذكر الذكرى الثانية لاغتيال شطح «عقله الواسع وإنسانيته العميقة ولبنانيته الصادقة» مؤكداً في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر».

«اننا نفتقد اليوم صديقاً وأخاً ورفيقاً، لنستلهم من اصراره على الحوار ومد الجسور واجتراح الحلول لاعادة وطننا الى درب الدولة والكرامة، وسنبقى أوفياء لوحدة 14 آذار، التي عمل عليها الشهيد شطح، وسنواصل التمسك بالعدالة انصافا له ولجميع شهداء ثورة الارز..».

غياب القيادات المسيحية عن بكركي

إلى ذلك، فقد كان لافتاً غياب غالبية القيادات المسيحية (وتحديداً المارونية) عن حضور قداس الميلاد المجيد الذي ترأسه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، كما وندرة الذين زاروا البطريركية المارونية للتهنئة.. حيث لم يحضر (الجمعة الماضي) سوى الرئيس ميشال سليمان الذي عقد خلوة مع البطريرك، والنائبين مروان حماده ونعمة الله ابي نصر، كل على حدة فيما زاره عشية العيد رئيس الحكومة تمام سلام..

وعزت مصادر متابعة، ندرة الشخصيات السياسية (تحديداً المسيحية) التي زارت بكركي، الى «المواقف الواضحة» للبطريرك الراعي، الداعية الى انهاء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية من دون تأخير الى الالتقاء عبر المبادرة الجدية المدعومة دولياً، لاهداء البلاد رئيساً، قاصداً مبادرة الرئيس سعد الحريري تأييد ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية..

وعزت أوساط متابعة، الغياب المسيحي عن معايدة البطريرك، الى استمرار معارضة الاحزاب المسيحية الثلاثة («التيار الحر»، حزب «القوات» و«الكتائب») خيار فرنجية للرئاسة والى تفادي هذه «الرموز» الاحراج الذي يسببه لها حضورها حيال اصرار الراعي على أخذ المبادرة بجدية.. وهو (أي الراعي) رأى «ان واجب الكتل السياسية والنيابية مقاربة المبادرة الجديدة والفعلية الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية بموجب الدستور والممارسة الديموقراطية، فتلتقي حول المبادرة الجدية المدعومة دولياً، لتدارسها والوصول الى قرار وطني بشأنها واهداء البلاد رئيسها..» مشدداً على أنه «لا يمكن بعد اليوم قبول هذا الاهمال الذي لا يشرف أحداً، بل هو آخذ في هدم الدولة ومؤسساتها وقدراتها، وفي افقار الشعب والتسبب بتهجيره وفي وضع لبنان على هامش الحياة في الاسرة الدولية..».

عودة: رفض التطرف واجب

من جانبه شدد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، على ان «من واجب المسيحيين والمسلمين رفض التطرف وادانته لأن الارهاب ثمره التطرف.» معتبراً «اننا نحتاج الى حوار صادق وتواصل بين فئات المجتمع بعيدا عن المصالح والارتباطات»، مؤكداً «اننا نصلي من أجل ان يلهم الرب الإله جميع المسؤولين عن هذا البلد لكي يعملوا على انتخاب رئيس للجمهورية يلتف حوله الجميع ويتكاتفون من أجل اعادة العمل الى مؤسسات الدولة..».

سليمان وانقاذ لبنان

وفي السياق الرئاسي، فقد رأى الرئيس ميشال سليمان، ان «انتخاب رئيس الجمهورية ينقذ لبنان من جهة، وينقذ بعض المعطلين من لعنة التاريخ من جهة أخرى..»، معرباً عن خشيته من «خطر استمرار الشغور على وثيقة الوفاق الوطني التي تكفل المناصفة..».

ابو فاعور: لم نستنفد الفرص

ومن جهته فقد اعتبر وزير الصحة وائل ابو فاعور، أنه «بموازاة استمرار الجهد لاجل انجاز الاستحقاق الرئاسي، فالمبادرة الوحيدة المطروحة والقابلة للحياة والتحقق هي مبادرة ترشيح النائب فرنجية..» لافتاً الى ان «العمل يجري حالياً على تفعيل عمل مجلسي الوزراء والنواب..» ومعرباً عن اعتقاده ان «هناك شبه اجماع بين طيف واسع جداً من القوى السياسية على ضرورة تفعيل مجلس الوزراء..» كاشفاً اننا «لم نستنفد الفرص حول ترشيح فرنجية، وأعتقد ان هذه المبادرة لازالت لديها فرص عالية من النجاح، وربما تحتاج الى بعض الوقت..».

أما عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب انطوان سعد فلفت الى ان «المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس الحريري تعرضت لانتكاسة نتيجة لتقاطع مصالح البعض.. واعتبر ان التسوية تظل قائمة طالما النائب فرنجية مستمر بحراكه..».

«القوات» تروي حكاية المبادرة

في المقابل، فقد أعلن رئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي، ان «مبادرة الحريري قيد الدرس بكل حيثياتها وتفاصيلها انطلاقاً من ضرورة انتخاب رئيس بغض النظر عن الأسماء..»، معتبراً ان طرح مبادرة «عمل مشكور لكن نربط الشخص ببرنامجه الانتخابي وبالتطمينات..» مستدركاً بالقول إن «الحريري لم يعلن المبادرة بشكل رسمي وعلني، وداخل «المستقبل» البعض يقول إنها ليست بمستوى المبادرة والبعض الآخر يسميها مبادرة..».

ونفى رياشي ما يشاع عن ان يكون حصل اتفاق بين «الاقطاب الاربعة» (عون وجعجع والجميل وفرنجية) عند اجتماعهم في بكركي قبل نحو سنتين على ان يأتي الرئيس من بينهم..».

وإذ نفى ان يكون جعجع مطلعاً على اتصالات الحريري مع فرنجية منذ 6 أشهر فقد كشف ان «زعيم المستقبل سأل جعجع حين التقيا في الرياض قبل أشهر رأيه بفرنجية فكان جوابه الرفض لأنه لم يكن مع أي رئيس من 8 آذار..».

وقال: «في الاتصال الهاتفي بين الحريري وجعجع حصل خلاف كبير، وكان نقاش حاد أحياناً وهادئاً أحياناً أخرى، لكن الاختلاف في وجهات النظر لا يعني الطلاق..».