كتبت تيريز القسيس صعب:
اعتبرت مراجع سياسية علمية ان الاجتماع المرتقب مطلع الاسبوع المقبل بين «حزب الله» و«المستقبل»، من شأنه تخفيف حدة الخطاب السياسي والتصريحات العادية لكل من ايران والمملكة العربية السعودية، وذلك على خلفية اعدام السلطات السعودية الشيخ نمر النمر في المملكة.
وقالت هذه المصادر في معرض تعليقها على هذا الامر، ان لبنان في غنى عن اي ازمات او مشاكل قد تطرأ او تؤثر على ساحته السياسية، والتي لا تحتاج اطلاقاً الى احداث اقليمية او دولية كي تكون عرضة للانتقادات والانقسامات، وبالتالي، فإن الحوار القائم اليوم بين «حزب الله» و«المستقبل» من شأنه الا يتأثر بهذا الامر، خصوصاً وان لا مصلحة سياسية لاي من الاطراف ان تكون عرضة للدفاع او الاستهجان لقرار صدر عن دولة لا دخل لنا لا في قوانينها ولا في انظمتها.
واذ استبعدت اي ردة فعل قد تتخذ من قبل الحكومة اللبنانية، دعت في المقابل، جميع القوى والاحزاب السياسية في لبنان الى التبصر والعقلانية وبعد النظر في مواجهة تداعيات هذه الازمة المستجدة بين ايران والمملكة، وعدم الانجرار في موجة الاستنكارات والتصاريح المضادة، وبالتالي فإن المصلحة الوطنية الاساسية تبقى في المحافظة على وحدة وكيان ووجود لبنان، خصوصاً وان ما يواجهه هذا البلد اليوم من انعكاسات لازمات المنطقة يستدعي من الجميع من دون استثناء التضامن والتوحد، وابقاء دوره فاعلاً في المنطقة العربية.
اما في ما خص انعكاسات اعدام النمر على المنطقة، فرأت المصادر «ان هذا الامر لن يمر مرور الكرام، بل سيكون ازمة جديدة قد تتفاعل معها الساحات العراقية واليمنية والسورية… وتؤثر على طريق الحلول المرسومة، وبالتالي فإن دول الخليج ستكون ايضاً مدار تداعيات لهذه الازمة، وقد بدا جلياً هذا الامر مع المواقف التي اتخذت في كل من الامارات والبحرين وغيرها في قطع او تخفيض علاقاتها الديبلوماسية مع ايران»…
اما الغرب الذي يراقب ويتابع ما قد تظهره الايام المقبلة، فان موقفه من اعدام النمر واضح وثابت ولا لبس فيه في معارضتهم المبدئية لمسألة «الاعدام» ولكن ليس التدخل في الشؤون الداخلية والقانونية لكل بلد.
من هنا، فإن المراقبين لا يتوقعون بداية حرب اقليمية او ما شابه ذلك اطلاقاً، انما ازمة سياسية اضيفت الى ملف العلاقات السعودية – الايرانية المتشنجة والمتوترة منذ اندلاع الحرب في سوريا واليمن، والتي سيكون لها تداعيات ربما سلبية على الحوارات القائمة في المنطقة ولا سيما الحوار المرتقب منتصف الشهر في جنيف بين النظام والمعارضة السورية.
واشارت المصادر الى «ان الآمال معلقة على هذا التاريخ والذي قد تطول اجتماعاته لاكثر من مرة، عله يعطي دينامية خاصة به تؤدي بحدود السنة او السنتين الى النجاح في الانتقال من مرحلة الى اخرى.