جدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي النداء الى «الجماعة السياسية في لبنان للخروج من دائرة المصالح الذاتية والفئوية، ومن حالة «لحس المبرد»، والقيام بالواجب المبرِر لوجودها، وهو بناء دولة المؤسسات التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية».
كلام الراعي، جاء في عظة في بكركي، بعنوان: «لما اعتمد يسوع، وفيما كان يصلي، إنفتحت السماء»، (لو 3: 22) بعد ترؤسه قداسا لمناسبة عيد الدنح المجيد أو الغطاس،
وقال:»إننا نلتمس نعمته لكي على مثاله نخرج من هذه الأعياد مجددين في الإيمان وملتزمين برسالتنا المسيحية في عائلاتنا ومجتمعاتنا والوطن. إنها الرسالة التي استودعنا إياها المسيح : رسالة السلام والرجاء، رسالة التواضع والمحبة، رسالة الأخوة الشاملة بين الناس (…)».
رفض الهدم
وتابع: نقول للكتل السياسية والنيابية أن الشعب اللبناني يرفض بالمطلق هذا النوع من العمل السياسي الهدام للدولة ولمصالح المواطنين، ويرفض طي سنة ثانية من دون رئيس للبلاد. فأمام انتخاب رئيسٍ للجمهورية تسقط جميع الاعتبارات، والترفيهات والتسليات السياسية. وينبغي أن تتفكك أغلال الأسر داخل قضبان المواقف المتحجرة والمصالح الضيقة. ويجب أن يتوقف الرهان السرابي على الخارج أو التلطي وراءه في أحداثه القديمة وتلك المستجدة. فهذا دليل عجز عن القرار من جهة، ودليل حسابات ضيقة من جهة أخرى».
أضاف: «نناشد حكام الدول في العالم العربي والأسرة الدولية العمل الجدي على إيقاف الحروب الدائرة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، وتجنب حرب جديدة بين المملكة العربية السعودية وإيران، رحمة بالمواطنين الآمنين في هذه البلدان، وإدراكا وإيقافا لمشروع «الشرق الأوسط الجديد». ونناشدهم العمل على إيجاد الحلول السياسية السلمية القائمة على العدالة وحقوق الجميع؛ وعلى إعادة جميع النازحين واللاجئين والمهجَرين والمخطوفين إلى بيوتهم وممتلكاتهم. إن البشرية تشجب وتدين كل ممارسة سياسية من دول عظمى تتلاعب بمصير شعوب الأرض وتحرمها من رغد العيش، وتذكي الحروب لأهداف اقتصادية واستراتيجية وسياسية، وكأنها وجدت للقهر والحرمان. وفي كل ذلك عداوة منها لله ورسومه ووصاياه(…)».