IMLebanon

الحواران يتجاوزان المطبات لتعطيل الحكومة

الحواران يتجاوزان المطبات لتعطيل الحكومة

سلام يشيد بموقف باسيل؟!… والحريري يراه استرضاءً لايران

الحوار لم يخل من سجالات… والجولة المقبلة في 27 الجاري

توافق على جلسة الحكومة الخميس… ولقاء جعجع – عون الى الواجهة

كتب عبد الامير بيضون:

في وقت كانت قوافل الصليب الأحمر تتهيأ لدخول بلدات مضايا وكفريا والفوعة في سوريا، ناقلة «المساعدات الانسانية» ويتجمع العشرات من عائلات مضايا عند مدخل البلدة للخروج منها بسبب الأوضاع السيئة… وتسحب من التداول السياسي في لبنان «جريمة العصر» هذه، كان الافرقاء السياسيون، الذين اجتمعوا تحت قبة «الحوار الوطني» في عين التينة ظهر أمس، وقد غاب منهم رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، ورئيس «المردة» النائب سليمان فرنجية – يستحضرون موقف وزير الخارجية جبران باسيل في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أول من أمس، وتمنعه عن التوقيع على البيان الختامي، ليثير ذلك سجالاً لم يخل من الحدة، بين رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة والوزير باسيل ولاحقاً مع النائب محمد رعد وقد دخل الرئيس نبيه بري على الخط – لتبريد الأجواء المتشنجة..

الحواريون يقرون جلسة الحكومة

غاب الاستحقاق الرئاسي، المفترض ان يكون البند الاول في الحوار، و«لم تحمل طاولة الحوار في جلستها الثالثة عشرة أي جديد سوى أنه تم التفاهم على ضرورة انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، حيث ستحضرها كل المكونات السياسية»، وان كانت بعض الشكوك تحوم حول حضور وزراء «التغيير والاصلاح» بانتظار وضوح نتائج الاتصالات حول عدد من النقاط والأمور التي يتمسك بها الجنرال عون.. وقد خلصت الجلسة الى تحديد السابع والعشرين من الشهر الجاري موعداً للجلسة المقبلة..

نقاط «المستقبل» على حروف رعد

وما كان ممنوعاً عن جلسة الحوار النهارية، حضر بقوة في جلسة الحوار الثنائي المسائية بين «المستقبل» و«حزب الله»، برعاية الرئيس نبيه بري ممثلاً بوزير المال علي حسن خليل.. حيث «فضفض» الفريقان واخرجا ما في الصدور، من دون ان يترك ذلك أي انعكاسات سلبية.. حيث أكا التزامهما الحوار واعتباره «ضرورة في ظل ما يدور من حولنا في المنطقة.. على الرغم من أنه لم يأتِ بمعجزات..» على ما أكدت ذلك مصادر المتحاورين. وكان اتفاق على وجوب العمل لخفض منسوب التوتر والاحتقان المذهبي، بعدما وضع «المستقبل» النقاط على الحروف بعد تصريحات رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الأخيرة، وتصريحات عضو الكتلة النائب نواف الموسوي..

الحريري: موقف باسيل لا يعبر عن رأي الغالبية

وفي السياق وإذ أشاد رئيس الحكومة تمام سلام بموقف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب ورآه «ممتازاً وهو موقف الحكومة اللبنانية..» فقد أشاد الرئيس سعد الحريري بالمقابل بالقرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب «والذي ترجم وقوف العرب صفاً واحداً في مواجهة التدخل الايراني السافر في شؤونهم الداخلية وتضامنهم مع المملكة العربية السعودية ازاء العدوان على بعثتها الديبلوماسية في ايران». وإذ أسف الحريري في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي «لامتناع وزير الخارجية جبران باسيل عن التصويت على القرار» ومعتبراً أنه «امتناع لا يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين..» فقد أشار الى ان «التذرع بذكر تدخل «حزب الله» في البيان لا يبرر التهرب من الاجماع العربي حيال مسألة أساسية تتناول التدخل الايراني في الشؤون العربية الداخلية..». وختم: «نحن بكل بساطة أمام موقف لا وظيفة له سوى استرضاء ايران».

لقاء عون – جعجع والرئاسة

وسط هذه التطورات، فقد عاد الاستحقاق الرئاسي و«اللقاء الوشيك» بين عون وجعجع في معراب الى التداول من جديد وعلى نحو لافت، وبعنوان جديد، خلاصته: «القوات اللبنانية» تتوجه لترشيح الجنرال النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية..»  على ما قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار (النائب السابق) فارس سعيد الذي كشف في اتصال مع «اللبنانية للارسال» عن «ان نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان أوضح في اجتماع قوى 14 آذار (أول من أمس) ان هناك توجهاً لدى الحزب لترشيح النائب عون لرئاسة الجمهورية.. إلا أنه أعرب عن اعتقاده ان لا عون ولا فرنجية قادران في هذه اللحظة على الوصول الى الرئاسة..» ومن جهته فقد أكد مستشار رئيس «القوات» العميد وهبة قاطيشا «ان اللقاء بات قاب قوسين او أدنى وستصدر بعد وثيقة سياسية تتضمن نقاطاً عدة منها قانون الانتخاب لكنها لن تتضمن ترشيح عون في شكل رسمي..» لافتاً الى ان «دعمنا ترشيح عون ليس ردة فعل على دعم الحريري لفرنجية كما يتردد، لكن عون الأحق بالرئاسة..». وتعليقاً على هذا «التطور» فقد شدد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على ان «لكل فريق الحق في تأييد ودعم من يريد وحين تصل الأمور الى الاعلان الرسمي يبنى على الشيء مقتضاه..».

الحوار: سجال لم يخل من حدة

وبالعودة الى جلسة الحوار النهارية أمس والتي تحمل الرقم 13، فإن «الأجواء المحتدمة محلياً واقليميا انسحبت وعلى نحو لافت، على جزء من مداخلات المتحاورين حيث اثار موقف وزير الخارجية جبران باسيل خلال الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة أول من أمس، سجالاً لم يخل من الحدة بين الرئيس فؤاد السنيورة من جهة والوزير باسيل من جهة أخرى.. تدخل لتهدئته الرئيس بري.. كما اثار «المستقبل» مواقف النائب محمد رعد من الرئيس سعد الحريري.. لكن وبعد تدخل الرئيس بري «ترك الموضوع لجلسة الحوار الثنائي..» وقد دل موقف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، بعد الحوار، واعلانه ان «لا حاجة للخطاب التصعيدي» الى توجه عام لتبريد الأجواء والعودة الى القنوات الحوارية..

جنبلاط: لا مهرب من الحوار

وقبيل انتهاء جلسة الحوار، غادر القاعة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي شدد لدى خروجه على ان «لا مهرب من الحوار في لبنان..» لافتاً الى «اننا استمعنا لبعض التوضيحات والعتب المتبادل خلال جلسة الحوار.. والى توضيح الوزير باسيل حول كلمته في جلسة وزراء الخارجية العرب، ونتفهمه، وأهم شيء الحوار والتضامن الداخلي..».

من جهته لفت النائب طلال ارسلان لدى مغادرته عين التينة الى «ان هناك توافقاً حول حضور جلسة الحكومة الخميس المقبل وتفعيل عملها».

مكاري

وعند الثالثة بعد الظهر، رفعت الجلسة وحدد السابع والعشرون من الشهر الجاري موعداً لجلسة الحوار الرابعة عشرة، وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لدى خروجه ان «جميع المكونات السياسية ستحضر جلسة مجلس الوزراء الخميس..».

فرعون

أما وزير السياحة ميشال فرعون فاعتبر ان «كل شيء معطل»، كاشفاً أنه «طلبنا جلسة لمجلس الوزراء لتحديد مسألة النأي بالنفس في ظل ما يجري في المنطقة من احداث وصراعات وفي ظل التوتر القائم بين «المستقبل» و«حزب الله»..

فياض

ومن جهته أعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، أنه تم الاتفاق على تفعيل عمل الحكومة والعمل ما أمكن على تذليل العقبات والتعاون على معالجتها..» لافتاً الى ان «المناخ ايجابي وهناك اتجاه لتذليل العقد..». وقال: «كل القوى كانت متفقة على ان لا حاجة لأي خطاب تصعيدي يسيء الى مناخ البلد، ونحن متمسكون بالاطر الحوارية وبالابتعاد عن الاستفزازات..».

سامي الجميل

إلى ذلك، وإذ كان لافتاً غياب عون وفرنجية، فقد حضر رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل جلسة الحوار، بعد قطيعة.. وكانت له جلسة خاصة مع الرئيس نبيه بري، تناولت الاستحقاق الرئاسي وعمل الحكومة.

شبطيني: استمرار الحوار مؤشر ايجابي

من جهتها، وبعد لقاء الرئيس ميشال سليمان في السعودية أول من أمس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، كما والرئيس سعد الحريري، فقد شددت وزيرة المهجرين أليس شبطيني على أنه «رغم كل الغيوم الملبدة نرى ان هناك بصيص أمل بأن الحوارات في لبنان ستتواصل، «الثنائية» منها او «الجامعة» وهذا موشر ايجابي لتحييد ساحتنا الداخلية عن الصراعات المحيطة بنا..». واعتبرت شبطيني أنه «بما ان الاشتباك الاقليمي الحاصل يرمي بثقله على مجمل الأوضاع اقليميا ومحليا، فإننا نتطلع الى ان تفلح مساعي الخير التي تقوم بها بعض الدول للتخفيف من حدة هذا الاشتباك، خصوصاً وان لنا مصلحة في لبنان ان لا يتوسع وان لا يطول..».