Site icon IMLebanon

حزب الله:تامين النصاب لا يرتبط بترشيح جعجع لعون بل بتفاهم 8 آذار

كتب عبد الامير بيضون:

على وقع التأزم الاقليمي المتصاعد واتساع دائرة العنف، الذي حط بثقله الدامي في تركيا يوم أمس، بتفجير انتحارية نفسها في ميدان السلطان في مدينة اسطنبول وسقوط عدد من القتلى والجرحى، هم في غالبيتهم من جنسيات أوروبية.. وقبله التأزم في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران، وما تركه من «تشنجات» في الساحة اللبنانية، فلقد كان اجتماعا طاولتي «الحوار الشامل» و«الحوار الثنائي» بين «المستقبل» و«حزب الله» أول من أمس، بمثابة «كاسحة الغام» من طريق استمرار الحوار كما ومن طريق تفعيل عمل الحكومة، الذي كان العنوان الأبرز في الحوارات، والمقرر ان تعقد جلسة يوم غد الخميس بحضور كامل أعضائها.. كما كانا مؤشراً على ان «اجواء ايجابية» حلت وعكست هدوءاً لافتاً، من عناوينها تجاوز «الأجواء المتشنجة» التي سيطرت على لبنان طوال الأيام، بل الأسابيع الماضية، واستمرار الحوار، على رغم عدم مقاربته الاستحقاق الرئاسي، الذي دخل في «ثلاجة الانتظار» الطويل المدى بالنظر الى ان الظروف والأوضاع الخارجية لا تساعد على توفير الظروف والمناخات التوافقية المطلوبة لانتخاب رئيس للجمهورية..

«القوات»: عون يمثل أكبر مساحة مسيحية

وإذ رأى البعض ان «الاستحقاق الرئاسي» مؤجل بعض الوقت، فلقد كان لافتاً وعلى نحو غير مسبوق ومثير للعديد من الاسئلة والتساؤلات، ما يشاع ويتردد على ألسنة كثيرين لجهة امكانية اقدام رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع على تبني ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح»  (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، ما أدى الى بروز مواقف توزعت بين رافض ومرحب، خلاصتها عند المعارضين والرافضين أنه «قرار في غاية الخطورة» وعند المرحبين أنه «حاجة لأن نخرج من الفراغ».. وذلك عل رغم قناعة عديدين بأن «حظوظ الجنرال عون في الرئاسة معدومة..»

وفي هذا، أشار مستشار رئيس حزب «القوات» العميد المتقاعد وهبة قاطيشا الى اننا «نفضل عون لرئاسة الجمهورية ليس غراماً، بل لأنه يمثل أكبر مساحة من الرأي العام المسيحي» مؤكداً في تصريح ان «العلاقة مع «المستقبل» بألف خير والمواقف الاستراتيجية لن تتغير..».

«المستقبل» وتفعيل عمل الحكومة

الى ذلك، فلقد استحوذت مسألة تفعيل عمل الحكومة على الحيز الأكبر من الاتصالات والنقاشات.. فكان «اتفاق على تسهيل عملها وتذليل العقبات وألاّ تكون جلسة مجلس الوزراء يوم غد الخميس – وعلى جدول الأعمال 104 بنود «عادية» – الجلسة الوحيدة، إنما الاستمرار بعقد جلسات أخرى، على ما أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، الذي يشارك في الحوار كممثل عن «تيار المستقبل» الى جانب وزير الداخلية نهاد المشنوق.. قد لفت الجسر، الى ان جلسة «الحوار الثنائي» كانت «هادئة وجيدة، إذ تجاوزنا الأجواء المتشنجة التي سيطرت على البلد..».

وإذ أشار الجسر الى اننا «تطرقنا الى الملف الرئاسي من زاوية الخطوة التي يمكن ان يقدم عليها جعجع بتبني ترشيح عون..» فلقد كشف  ان «ممثلي «حزب الله» في الحوار طرحوا تساؤلات حول توقيت الطرح وما اذا كان «ردة فعل» على طرح الرئيس الحريري تبني ترشيح فرنجية، أم أنه طرح «قديم بفضل الحوار بين «القوات» و«التيار»؟!

واعتبر الجسر ان «ترشيح «القوات» لعون ليس ردة فعل على ترشيح الحريري لفرنجية، لأن الاتصالات القائمة منذ أشهر تتمحور حول مواضيع عدة منها رئاسة الجمهورية، لذلك من الطبيعي ان تفضي الى خيار ترشيح عون..».

عراجي: الصراع مع «حزب الله» طوي

وفي السياق، فقد أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي ان الصراع بين «حزب الله» و«المستقبل» قد طوي، لأننا بحاجة الى تهدئة أقله علنياً، لأن وضع لبنان يتأثر بالجوار..» متمنياً لو ان «حزب الله» يبادر الى اقناع حليفه (الجنرال عون) بضرورة تفعيل العمل الحكومي، لأن الأمور الاقتصادية والحياتية لا تتحمل التأجيل ويجب البت بها وان يلتئم مجلس الوزراء..

وإذ أكد عراجي «وجود تواصل بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية» قال: «لكن لم ينعقد أي لقاء ثان بينهما».

وحول موقف «المستقبل» في حال بادرت «القوات» الى ترشيح عون قال عراجي: «نحن نحترم رأيهم اذا قرروا ذلك.. وسنبقى حلفاء..».

درباس: الانتخابات الرئاسية متعذرة

من جانبه، كشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ان «أجواء اجتماع طاولة الحوار كانت ايجابية» مؤكداً ان «جهوداً حثيثة ستبذل، من الآن، وحتى الخميس المقبل، لازالة ما تبقى من عقبات وبناء الجسور اللازمة».

وعما اذا كانت الحكومة تستطيع ان تستغل الفرصة المناسبة لاسيما بعد تعذر انتخاب رئيس قال درباس: «ما قاله الرئيس بري ان الانتخابات الرئاسية متعذرة وهذا يجعل عمل الحكومة مطلوباً من باب أولى، لكنه قال أيضاً لو كان الانتخاب غداً لما كانت الحكومة تتوانى عن اجتماع اليوم فتسير أمور الناس وهذا من أولويات الحكومة..».

وحول ما يشاع عن ترشيح جعجع الجنرال عون للرئاسة، قال درباس: «جعجع رجل سياسي له رؤيته الخاصة وربما يجد في الجنرال عون مواصفات الرجل الصالح ولا أريد ان أشاركه او أدخل معه في سجالات..».

جابر: ورقة الرئاسة مؤجلة

بدوره اعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر ان «الاتفاق على تفعيل العمل الحكومي أمر جيد، ولكنه يؤشر الى ان ورقة الرئاسة مؤجلة لبعض الوقت..». لافتاً الى ان «عودة الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» مؤشر مهم على نجاح مساعي الرئيس بري لتخفيف التشنج، وجلسة (أول من أمس) مؤشر جيد خصوصاً وان لبنان هو المكان الوحيد الذي يجري فيه حوار بين السنّة والشيعة».

غاريوس: ترشيح القوات عون

الى ذلك فلقد كانت مشاركة تكتل «التغيير والاصلاح» مادة أساسية في اجتماع التكتل أمس وعلى رغم كون «المبادرة الرئاسية» في الثلاجة، إلا أنه وفي نظر عديدين ان تطوراً لافتاً قد يسجل في هذا الملف.. وبالتوازي فقد عاد مجلس الوزراء الى الواجهة من جديد، بعدما نجحت «طاولة الحوار» والاتصالات الجانبية في مدها «بجرعة أوكسجين».

وفي السياق أكد عضو «التغيير والاصلاح» النائب ناجي غاريوس، ان «في المبدأ، لا اشكال لدينا في انعقاد جلسات حكومية، لكن لدينا أمور بسيطة اتفق الجميع عليها، ولم يسربها الآخرون..».

وعما تردد عن مساع مع «التيار الحر» حول التعيينات العسكرية بما يدفعه الى تغيير موقفه من المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، لفت غاريوس الى «اننا نعتبر هذا الأمر تفصيليا، ونحن لا نسير بأمور كهذه، ونعمل بحسب القانون على عكسهم..» رئاسياً أشار غاريوس الى ان تبني الدكتور جعجع ترشيح العماد عون مبدأ وطني، ليس موجهاً ضد ترشيح أشخاص.. آخرين..» مشدداً على ان «النقاش بين قيادتي «التيار» و«القوات» يدور استكمالاً لاعلان النيات بين الطرفين حول سلة متكاملة.

«بدنا نحاسب» أمام قصر العدل

في سياق آخر، واستعداداً لتنفيذ اعتصام بعنوان «بين الأجهزة الرقابية والقضائية يفلت سارقو المال العام من العقاب» فقد تجمع أمس، عدد من ناشطي حملة «بدنا نحاسب» أمام قصر العدل في بيروت، حاملين لافتات يسألون من خلالها عن الأسباب التي لم تدفعه بعد الى البت بملفات «سوكلين» ووزارة الأشغال ومجلس الجنوب.. وأكدوا أنهم يريدون قضاءً نزيهاً وعادلاً يطبق قانون المحاسبة العمومية..» وطالبوا بمقابلة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد للاستفسار منه عن ملفات الفساد التي أكد رئيس التفتيش المركزي أنه حولها الى القضاء وان التحويل تم بمستندات تدين المرتكبين وأصروا على معرفة الحقيقة حول هذا الموضوع واطلاع الرأي العام على الحقائق..

وفي السياق دعا الحراك الى «تحرك شعبي يوم غد الخميس تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء في ساحة رياض الصلح..»