ابو فاعور بشر بأزمة كبرى رافضا التمديد لمطمر الناعمة
الحكومة امام ازمة النفايات … ولا جلسة وزارية قبل الحل
بري عمل جهده لكن لا شيء ملموسا على صعيد الحوار
غاب اي تطور بارز عن المشهد الداخلي في ما خلا جلسة مجلس الوزراء الاولى لهذا العام والتي صوب الرئيس تمام سلام بوصلتها في اتجاه ارساء حل نهائي لملف النفايات، فضلا عن اللقاءات الحوارية على ضفتي «حزب الله» ? «المستقبل» و»التيار الوطني الحر» ? «القوات» التي تفرض نفسها بقوة على جدول المتابعات السياسية.
ملف النفايات
وفيما بقي الوضع الداخلي متأثرا بالمنخفض الجوي والاهتمامات مركزة على احوال الطقس ومصير العاصفة التي خلفت اضرارا كبيرة في الممتلكات على ان تبدأ بالانحسار اعتبارا من اليوم وتستمر على المرتفعات حتى الظهر غاص مجلس الوزراء في بنود الخطة الموضوعة لمعالجة النفايات من جانب وزارة البيئة، من دون ان يتمكن من الانتهاء منه لا بل بدت الامور متجهة نحو ازمة حقيقية اذ ان الرئيس تمام سلام رفض الدعوة الى جلسة جديدة اذا لم يتم ايجاد حل للملف في حين بشر الوزير وائل ابو فاعور بأزمة كبرى رافضا التمديد لمطمر الناعمة ومصرا على اقفاله في الموعد المحدد.
مفاعيل الحوار
في الاثناء، توقعت اوساط قريبة من ممثلي المتحاورين في عين التينة ان تنسحب اولى مفاعيل الحوار على الخطة الامنية في البقاع ودخولها حيز التنفيذ بعدما كانت توقفت اثر انطلاقها لظروف مَعلومة. وقالت اوساط في «المستقبل» لـ»المركزية» ان مجمل المداولات بين المتحاورين حتى الساعة، افضت الى نقطة مركزية هي ضرورة تنفيس الاحتقان من بوابة تنفيذ الخطة الامنية بقاعا ومعالجة موضوع سرايا المقاومة التي تنتشر في المناطق كافة خصوصا ذات الكثافة السنية في بيروت والبقاع والشمال ووجوب تفكيكها لمنع الاستفزازات.
واضافت ان وفد «حزب الله» ابدى ايجابية ملحوظة في التعاطي مع هذا الطرح وقدم وعودا بالمعالجة، وتبعا لذلك فان الوزير نهاد المشنوق قرر السير بالخطة الامنية بعدما سمع من احد اعضاء الوفد، بحسب ما اكدت الاوساط، ما حرفيته «ان الوضع في البقاع بات عبئا علينا وليس عليكم». ولفتت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يلعب دورا بارزا في مجال دفع الحوار قدما، كاشفة انه حرص في الجلسة الاخيرة على استقبال اعضاء الوفدين والترحيب بهم في عين التينة قبل ان ينتقلوا الى القاعة المخصصة للاجتماع.
حوار المستقبل والحزب
من جهتها قالت مصادر في قوى 14 اذار، لـ»المركزية» انها تتوقع ان ينتج حوار الحزب ? المستقبل شيئا ما قبل ذكرى 14 شباط لتقدم هذه القوى نتائج عملية لجمهورها وشارعها الذي يحمل «حزب الله» على وجه الخصوص مسؤولية ما آلت اليه الامور في لبنان سياسيا وامنيا بدءا من مشاركته في الحرب السورية، خلافا لما تعهد به خطيا في «اعلان بعبدا» وصولا الى عرقلة انتخاب رئيس جمهورية بعد سبع عشرة جلسة. واعتبرت ان على الحزب ان يترجم اقواله بأفعال، قد تكون الخطة الامنية في البقاع احد اهم محطاتها، في انتظار نضوج الظروف الخارجية التي تتيح للحزب هامشا أوسع من التحرك في الملفات الكبرى وفي مقدمها انتخاب رئيس والانسحاب من سوريا.
كلمة نصرالله
وفي السياق، تترقب الاوساط السياسية مضمون الكلمة المباشرة التي سيلقيها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم في قاعة ثانوية الامام المهدي لمناسبة ذكرى ولادة النبي، وما اذا كان سيضمنها مواقف من الحوار وما يمكن ان يؤول اليه، اضافة الى ما يتصل بالوضع على الحدود الشرقية وقتال الحزب في الداخل السوري.
اللقاء المسيحي
اما لقاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فجددت اوساط قواتية تأكيدها انه لن يعقد قريبا خلافا لما يتم تداوله لان ملفات البحث التي ستدرج على جدول الاعمال ما زالت تحتاج لمزيد من النقاش والدرس من الجانبين. وقال عضو تكتل التغيير والاصلاح ناجي غاريوس لـ»المركزية» ان التحضيرات جارية والتنازل عن الدعاوى القضائية دليل الى حسن النية لدى الجانبين مشيرا الى ان الامور على السكة الصحيحة في ضوء اتفاق القطبين المسيحيين الاقوى على بناء الدولة. اما النائب فادي الاعور فأوضح بدوره ان تحديد موعد اللقاء ما زال يحتاج الى مزيد من الوقت لانهاء الملفات لكن الاجواء ايجابية.
العسكريون المحتجزون
في ملف العسكريين المخطوفين، وفي موازاة وساطة نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي البعيدة من الاضواء، يعمل الشيخ احمد المصري حاليا على تشكيل لجنة وطنية تجمع ممثلين عن كل الطوائف والاحزاب اللبنانية لمواكبة قضية العسكريين. واوضح المصري لـ»المركزية» ان «من شأن هذه اللجنة خلق انطباع ايجابي لدى «داعش» عبر التأكيد ان كل اللبنانيين يريدون الحل وان اي طرف لا يسعى الى وضع العصي في الدواليب، مشيرا الى ان زيارته امين عام «اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي ? المسيحي» الاب انطوان ضو كانت في هذا الاطار، مضيفا «لا غطاء رسميا لخطوتي، لكن اللواء عباس ابراهيم على اطلاع عما افعله».
من جهتهم، يعود اهالي العسكريين الى الاعتصام في ساحة رياض الصلح خلال الايام المقبلة بعد ان اضطرتهم الظروف المناخية الى مغادرة المكان. واكد الناطق باسمهم حسين يوسف ان «لا نية للتصعيد»، املا ان تفضي الاجواء التفاؤلية التي ابداها بعض المسؤولين الى الافراج القريب عن ابنائنا.
سلام ترحم على الرئيس عمر كرامي «إبن العائلة الكريمة»
مجلس الوزراء ناقش تقرير النفايات الصلبة ولم يتخذ قرارا
عقد مجلس الوزراء جلسة عادية، الحادية عشرة قبل ظهر امس في السراي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير ريمون عريجي بداعي السفر.
المعلومات الرسمية
وبعد الجلسة التي استمرت قرابة خمس ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المعلومات الرسمية الآتية: «استهل دولة الرئيس الجلسة بالترحم على المغفور له الرئيس عمر كرامي، ابن العائلة الكريمة، التي أعطت لبنان رجال دولة كباراً، وقد شغل الرئيس عمر كرامي رئاسة الحكومة في ظروف صعبة أثبت خلالها وطنية عالية ومسؤولية كبيرة. وبناء على طلب دولة الرئيس وقف الجميع دقيقة صمت إكراما لروح الفقيد الكبير.
بعد ذلك كرر دولة الرئيس، كما في كل جلسة، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت، بسبب الآثار السلبية التي يخلفها شغور هذا المركز على عمل سائر المؤسسات الدستورية، متمنيا أن يقوم المجلس النيابي بانتخاب الرئيس، الذي يمثل رأس الدولة ورمز وحدة الوطن.
ثم أشار دولة الرئيس الى الجريمة الارهابية التي طاولت جريدة شارلي ايبدو في باريس، وذهب ضحيتها اثنا عشر شهيدا من بينهم عشرة صحافيين، فأعرب المجلس عن حزنه واستنكاره لهذه الجريمة، مقدما تعازيه للشعب الفرنسي ولرئيسه ومعلنا تضامن لبنان حكومة وشعبا مع فرنسا، حاملة لواء الحريات وفي طليعتها الحريات الاعلامية، والتي وقفت دائما الى جانب لبنان.
وعلى الأثر، انتقل مجلس الوزراء الى البحث في الموضوع الاول الوارد على جدول أعمال الجلسة، وهو موضوع النفايات الصلبة، فتمت مناقشة تقرير وزير البيئة وبعض الملاحظات الواردة عليه، وبعد مناقشة مستفيضة لم تصل الى اتخاذ قرار حول هذا الموضوع، قرر دولة الرئيس رفع الجلسة».