IMLebanon

الراعي الى الفاتيكان غدا وفرنجية الجمعه

كتب عبد الامير بيضون:

قبل ثلاثة أسابيع من موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية في 8 شباط المقبل وبعد شهرين على المبادرة الباريسية التي قدمت النائب سليمان فرنجية مرشحاً من بعض قوى 14 آذار، فقد حرّك »اعلان معراب« تبني ترشيح رئيس تكتل »التغيير والاصلاح« (الجنرال السابق) النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ضمن منظومة النقاط العشر التي أعلنها رئيس »القوات اللبنانية« سمير جعجع، شيئاً من »المياه الراكدة« على خط الاستحقاق الرئاسي، تمثلت يوم أمس، في الحراك المزدوج الذي توزع بين جعجع من جهة ورئيس »التيار الحر« وزير الخارجية جبران باسيل.. الأول على خط بكركي، والثاني على خط عين التينة.. الأمر الذي رأى فيه البعض »ديناميكية جديدة..« وان كنا »لانزال في مرحلة دراسة المعطيات« التي أدت الى اعلان معراب على ما قال وزير المال علي حسن خليل، في مقابل الدعوات تدعو الى »عدم استعجال الأمور« وانتظار ما ستؤول اليه التطورات وما اذا كانت ستتجه نحو حل المعضلة الرئاسية في لبنان، او ستضيف عقدة جديدة..«.

»المستقبل«: الكلمة الفصل في البرلمان

وبانتظار معرفة نتائج لقاء أركان »تيار المستقبل« والرئيس سعد الحريري في الرياض مساء أول من أمس، والذي لم يكن عاد الى بيروت حتى ساعة متأخرة في وقت عقدت كتلة »المستقبل« اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب عاطف مجدلاني وصدر بيان شدد على »أهمية اجراء الانتخابات لانهاء الشغور الرئاسي« مؤكدة »الالتزام بتوجهات الرئيس سعد الحريري في هذا الشأن انطلاقاً من ان الكلمة الفصل في هذا الملف تبقى للمجلس النيابي في ظل النظام الديموقراطي وتحت سقف الدستور..«.

وإذ استنكرت الكتلة اخلاء سبيل المجرم ميشال سماحة، فقد شددت في الشأن الحكومي على ضرورة »تفعيل عملها« مطالبة »بالعمل على ترحيل النفايات كحل موقت ومكلف..«. فإن مصادر وزارية بارزة أكدت لـ»الشرق« أنه »من السابق لأوانه حسم التوجه الى اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر في 8 شباط المقبل، او أنه سيصار الى تعيين جلسة قبل هذا التاريخ، حيث ان هذه الانتخابات موقوفة على جملة عوامل، من أبرزها العامل الاقليمي، وتحديداً التوافق السعودي – الايراني.. الذي لم ينضج بعد بانتظار ما ستؤول اليه المساعي الدولية التي دخلت على خط تقريب »ذات البين« بين الدولتين الأكثر تأثيراً في الساحة اللبنانية…

واذ أعلن رئيس تيار »المردة« النائب سليمان فرنجية أنه ماضٍ في ترشحه لرئاسة الجمهورية، فإن المصادر الوزارية اعلاه، كشفت أنه من المبكر اللجوء الى »البوانتاج« لتحديد من سيكون صاحب الحظ الأوفر في الوصول الى سدة الرئاسة، خصوصاً وان رئيس »القوات« سمير جعجع لايزال يراهن على ان فرنجية »يقف عند كلامه«.. ويكرر اذا كان للجنرال عون حظوظ في الانتخابات الرئاسية فأنا معه وأصوت له..«.

حراك رئاسي لـ»التيار الحر«

وفي اطار حركة »التيار الوطني الحر«، لاستيعاب التطورات والحفاظ على حلفائه في المرحلة الجديدة التي نشأت إثر تبني جعجع ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، و»تجنباً للوقوع في المطبات السياسية«، فقد قام رئيس »التيار« وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، يرافقه وزير التربية الياس بوصعب، بزيارة الرئيس نبيه بري في مقره في عين التينة يوم أمس، حيث جرى، ولمدة ساعة، عرض »الاوضاع وما جرى في معراب..« أول من أمس، والذي رأى فيه باسيل »باب انفراج كبير لتسريع الأمور ولكي يتم الاستحقاق الدستوري حسب ميثاقنا الوطني..«.

ووصف باسيل ما حصل بأنه »يعزز من جهة الوحدة والتفاهم المسيحي، وهو يعزز أكثر الوحدة والتفاهم على المستوى الوطني وعلى قاعدة التوازن وان الأقوياء هم الذين يتبوأون المناصب«. مؤكداً »الحرص كل الحرص على بعضنا بعض  وعلى حلفائنا.. وساعون الى التفاهم مع الجميع والى استيعاب الجميع«. مبديا اعتقاده »بأننا اليوم نبدأ مرحلة جديدة يمد اليد الى الجميع وبالسعي الفعلي الى التفاهم على هذا الأساس لأنه لدينا فرصة توازن وتعادل وتماثل.. سانحة لنا في البلد نأمل جميعاً ان نتلقفها لكي لا نعود وندخل في مطبات سياسية ووطنية نحن في غنى عنها..«.

أما الوزير بوصعب فوصف اللقاء مع الرئيس بري بأنه »ايجابي وتأسيسي«.

وفي اطار جولته لوضع الحلفاء في أجواء معراب، زار باسيل الوزير السابق فيصل كرامي الذي أمل في وصول العماد عون الى سدة الرئاسة »بغض النظر عمن يؤيده«.

… وآخر لـ«القوات اللبنانية»

من جانبه زار رئيس »القوات« سمير جعجع الصرح البطريركي في بكركي يوم أمس، حيث التقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي – الذي يتوجه يوم غد الخميس الى روما – وأطلعه على خطوة ترشيح عون لرئاسة الجمهورية..

وبعد اللقاء كان لجعجع سلسلة مواقف خلصت الى أنه يتوقع »الحصول على ردود فعل ايجابية، لأنني وفق المنطق لا أجد سبباً لردود سلبية«. متمنيا »على كل الكتل النيابية اتخاذ الموقف المطلوب للتوصل في أسرع وقت الى انتخابات رئاسية تخرجنا من الوضع الذي نحن فيه الى وضع أفضل.. وقد باتت الفرصة متاحة انطلاقاً من اطار سياسي واضح جداً، قوامه النقاط العشر التي طرحت (أول من أمس) بوجود العماد عون«. لافتاً الى ان »حظوظ العماد عون باتت مكتملة تقريباً«.

وعن استمرار النائب فرنجية بترشحه، قال جعجع »النائب فرنجية يقف عند كلامه، وكان يكرر دوماً أنه »اذا كان للجنرال عون حظوظ فأنا معه وأصوت له«، متوقعاً »ان يتمسك النائب فرنجية بكل الكلام..«.

وعن العلاقة بالرئيس سعد الحريري قال جعجع »ان العلاقة مع الرئيس الحريري هي كما كانت دائماً، وما يجمعنا معه ومع تيار »المستقبل« أكبر من كل الخطوات السياسية الصغيرة والكبيرة..

وكشف جعجع ان »التواصل مستمر.. وسنتوصل الى موقف غير بعيد عن بعضنا البعض أقله لناحية حضور الجلسات الذي يتيح اجراء الانتخابات الرئاسية والخلاص من الفراغ..« داعياً الى »وضع كل جهدنا لانتخاب رئيس في الجلسة المقبلة في 8 شباط او قبلها اذا استطعنا..« مستبعداً »امكان تطيير نصاب جلسة الانتخاب من بعض الكتل«.

خليل في الصيفي: دينامية رئاسية

وفي السياق، وبطلب من الرئيس نبيه بري، قام وزير المال علي حسن خليل يوم أمس بزيارة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مقر الحزب في الصيفي حيث جرى التركيز على »حاجة اللبنانيين لتفعيل عمل المؤسسات وضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية«.

وإذ تجنب الغوص في التفاصيل فقد رأى خليل ان »انتخاب الرئيس انتصار لجميع اللبنانيين.. وبأنه ليس موقعاً رمزياً فقط..« فقد اعتبر ان »هناك دينامية جديدة حصلت بالأمس، والأهم الوصول الى تفاهم وطني« مشيراً الى »اننا ندرس ما طرأ على الملف الرئاسي أمس«.. املاً في جلسة الانتخاب المقبلة ان نرى رئيساً للجمهورية، وما حصل أمس أعطى دينامية ودفعاً بهذا الاتجاه..«.

وكان الوزير خليل التقى الرئيس ميشال سليمان للغرض نفسه وأكد »ان تفعيل عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي يتطلب تغليب المصلحة الوطنية على الشخصية..« مؤكداً ان »الحوار هو السبيل الوحيد لصون الوحدة الوطنية في ظل التفككات التي تشهدها المنطقة..«.

حماده: أفضل شيء الصمت

في المقابل وبانتظار ما سيكون عليه موقف »اللقاء الديموقراطي« برئاسة النائب وليد جنبلاط، من التطورات الحاصلة، فقد أكد عضو اللقاء النائب مروان حماده ان »علينا أن نستعجل الأمور..« داعياً اللبنانيين الى »ان يستبشروا خيراً من تحريك المبادرة الرئاسية بدءاً من باريس وصولاً الى معراب، ولتلعب الديموقراطية دورها«. لافتاً الى اننا »سنرى ان كانت الأمور ستتجه نحو حل المعضلة الرئاسية في لبنان او أننا أضفنا عقدة جديدة..« معتبراً ان »أفضل شيء الآن الصمت«.. داعياً الى »أخذ نفس عميق الآن وبعدها سنرى..« ومشيراً الى أنه »صحيح ان القرار مسيحي ونحترم الترشيح المسيحي، لكن القرار لبناني..«.

»حزب الله«: امل بفتح الطريق

وإذ تجنب »حزب الله« حتى اللحظة، ابداء موقف واضح وصريح بما جرى، فإن عضو كتلة »الوفاء للمقاومة« النائب نواف الموسوي، وبعد لقائه في مكتبه في مجلس النواب منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية والانمائية فيليب لازاريني فقد امل »ان تفتح التطورات السياسية الطريق الى استعادة المؤسسات الدستورية دورها الفاعل في ترسيخ الوحدة الوطنية ومصالح المواطنين..«.