كتب عبد الامير بيضون
يدخل لبنان اليوم يومه الخامس بعد الستماية من دون رئيس للجمهورية.. و«المبادرات» و«مشاريع الحلول» على هذا الخط تعترضها جملة عقبات موزعة بين «التريث كي تتبلور جميع المواقف» وبين انتظار «كلمة السر» و»الضوء الأخضر» من الخارج الدولي والاقليمي، حيث «العقبات التي تحول دون انتخاب الرئيس لاتزال هي هي..» وبين التمسك بما جرى تداوله على طاولة «الحوار الوطني» من مواصفات للرئيس العتيد.. وغير ذلك.
ومع دخول «اعلان معراب» يومه الخامس، فلم يشهد يوم أمس أي حراك لافت على خط «تسويق تبني رئيس «القوات» سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، كما لم يسجل يوم أمس أي جديد يذكر سوى اعلان «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي رأى في «المصالحة المسيحية خطوة مهمة..» إلا أنه قطع الطريق أمام أي تأويل وأعلن استمرار ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو..».
وإذ سجلت مصادر نيابية وحزبية تحفظها على «اعلان معراب الذي قفز من فوق طاولة الحوار الوطني..» فقد استبعدت هذه المصادر في تصريح لـ»الشرق» انعقاد جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 8 شباط المقبل.. مستبعدة «ان يتم انجاز الانتخابات الرئاسية في هذه الجلسة، اذا ما بقيت الأمور والمواقف على حالها» داعية الجميع الى «التريث كي تتبلور جميع المواقف، ومنها موقف الرئيس نبيه بري الذي ينتظر استجماع المعلومات والمعطيات كافة للبناء عليها..».
هولاند يجول في المنطقة حاملاً الهم اللبناني
وفي التطورات الدولية فلقد كان لافتاً يوم أمس، دخول فرنسا على خط الدعوة لانجاز الاستحقاق الرئاسي بشكل صريح وعلني، حيث أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في كلمة أمام السلك الديبلوماسي في الاليزيه أمس، أنه «ينوي القيام بجولة تشمل مصر والاردن وسلطنة عمان للبحث في أزمات المنطقة ومنها أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان..». وقال: «سأشدد على ان يوضع حد نهائي في لبنان لهذا الفراغ المؤسساتي المؤسف جداً، والذي قد يكون خطيراً في المستقبل..» لافتاً الى «الحاجة الى كل دول المنطقة، العربية السعودية وايران وسواهما لكي نؤمن سوية السلام والوحدة لهذا البلد الصديق» لبنان..
وفي وقت لاحق نقلت «الوطنية» عن «مصدر مأذون في الخارجية الفرنسية طلب عدم ذكر اسمه»، ان موقف فرنسا واضح وثابت في الدعوة لحل سريع للجمود السياسي والمؤسساتي في لبنان، وفي مقدمته الفراغ الرئاسي.. وفرنسا لا تؤيد أي مرشح بشكل خاص..».
السعودية بين النفي والتأييد
وفي السياق، ومع نشر معلومات صحافية عن ان الديوان السعودي أبلغ (رئيس «القوات اللبنانية») سمير جعجع بأن «تأييده ترشيح العماد عون خطيئة كبرى..» فقد نقلت محطة الO.T.V المحسوبة على «التيار الحر»، عن «مصدر سعودي» لم تسمه «ان لا صحة للمعلومات الصحافية عن فيتو سعودي على ترشيح عون..» وأكدت «ان موقف السعودية واضح ولطالما نادينا باتفاق اللبنانيين..».
تاسك مستقبلاً سلام: لانتخاب رئيس
وعلى المستوى الدولي أيضاً فقد وزع «المجلس الاوروبي» بياناً عن لقاء رئيس الحكومة تمام سلام، الذي يشارك في مؤتمر الاقتصاد العالمي» في «دافوس»، خلص فيه الى «ان رئيس المجلس دونالد تاسك الذي التقى في مقره في بروكسل الرئيس سلام، جدد الدعوة الى جميع القوى السياسة لانتخاب رئيس جديد واجراء الاصلاحات لتعزيز الديموقراطية والعدالة وسيادة القانون..».
وختم بالقول: «ان الاتحاد الاوروبي يلتزم العمل مع لبنان، خصوصاً في ظل التحديات والأوقات الصعبة، وسنواصل جهودنا المشتركة لجعل الشراكة الاوروبية – اللبنانية أقوى..».
الراعي الى الفاتيكان: نبارك أي مبادرة
أما على مستوى تطورات الداخل، فقد أكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، من مطار بيروت متوجهاً الى الفاتكيان للقاء البابا «اننا نريد رئيساً من صنع لبنان بمعنى ان تتحمل الكتل السياسية والنيابية مسؤولياتها وتنطلق من قراءة الأوضاع الاقليمية والدولية وتأتي برئيس مقبول اقليميا ودوليا». لافتاً الى أنه سيثير موضوع رئاسة الجمهورية مع الحبر الأعظم والمسؤولين في الفاتيكان، نافيا علمه «بأي لقاء مع الرئيس سعد الحريري او النائب سليمان فرنجية في الفاتيكان..»، ومباركاً أي مبادرة رئاسية..
المشنوق في عين التينة: قلة الحكي أكثر فائدة
إلى ذلك، وإذ تتجه الأنظار الى عين التينة، حيث التقى الرئيس نبيه بري بعد ظهر أمس، وزير الداخلية والبلديات ومستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري بحضور وزير المال علي حسن خليل.. وكان بحث في التطورات الأخيرة حيث أبلغ بري برسالة من الرئيس سعد الحريري لم يفصح عن مضمونها.. وأكد الوزير المشنوق ان «قلة الحكي مفيد أكثر..»؟! هذا في وقت استبعد فيه عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب قاسم هاشم ان «يتم انجاز الانتخابات الرئاسية في جلسة الثامن من شباط المقبلة اذا ما بقيت المواقف على حالها». لافتاً الى ان الرئيس بري «يتريث كي تتبلور جميع المواقف قبل الاعلان عن موقفه».
ولفت الى «ان الرئيس بري، ومن موقعه كرئيس لـ»حركة أمل» ينتظر استجماع كل المعطيات لمناقشتها في اجتماعات الحركة وكتلة التنمية والتحرير ليبني على الشيء مقتضاه..».
«اللقاء الديموقراطي» متمسك بهنري حلو
وفي وقت كان الجميع يتطلعون الى ما سيكون عليه موقف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط من التطورات، فقد كان لافتاً البيان الذي صدر عن اجتماع «اللقاء» في كليمنصو يوم أمس، والذي جمع «المضادات».
وإذ رحب اللقاء بـ»التقارب الحاصل بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» واعتبر «المصالحة المسيحية خطوة مهمة..» فقد أكد «استمرار ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار..» مشدداً على أنه «ثمّن خطوة ترشيح النائب فرنجية باعتبارها تشكل مخرجاً من الأزمة..» وفي الوقت ذاته رأى «ان الترشيح الحاصل من قبل العماد عون يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تمّ الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني..».
وأعلن ان اللقاء «سيبقي اجتماعاته متواصلة لمواكبة النقاش السياسي الحاصل في البلد، كما سيبقي اتصالاته مستمرة مع كل الكتل النيابية للخروج من المأزق الراهن..».
جعجع: ترشيح فرنجية لم ينزل برداً وسلاماً
ولم تمضِ ساعات على بيان «اللقاء الديموقراطي» حتى أعلن رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «يثمن موقف اللقاء والحزب الاشتراكي ازاء ترشيح عون..». وتمنى «على جميع الكتل النيابية اتخاذ كل ما يلزم لاجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين جميعاً..».
وكان جعجع قال في لقاء تلفزيوني مع الـ M.T.V، ليل أول من أمس، ان «ترشيح الحريري لفرنجية للرئاسة لم ينزل برداً وسلاماً على قلبي، ولكنه ليس العامل الحاسم لترشيحي عون..». لافتاً الى «اننا كنا في 14 آذار وسنبقى فيها ولن نخرج منها لأنها تعبر عن قناعاتنا السياسية ولن أغير قناعاتي من أجل أحد مهما كان هذا الاحد..».
«الكتائب»: مبادرة جعجع لم تأخذ مداها
من جانبه وإذ ارجأ حزب الكتائب موقفه الى السادسة من مساء اليوم في مؤتمر صحافي يعقده رئيس الحزب سامي الجميل فقد لفت عضو كتلة «الكتائب» النائب ايلي ماروني، الى ان «الافرقاء السياسيين بحاجة الى دراسة ترشيح العماد عون ومدى امكانية نجاحه في الوصول الى الرئاسة..».
وأشار الى ان «الكتائب ستعلن موقفها من هذا الترشيح لاحقاً، وما ينطبق على النائب فرنجية ينطبق على العماد عون لانهما من الفريق السياسي نفسه..» معتبراً ان «مبادرة معراب عبارة عن زيادة ثمانية أصوات للعماد عون لا أكثر ولا أقل.. وهي مبادرة لم تأخذ مداها لدى الاحزاب السياسية الأخرى ولا التأييد الاقليمي..» مرجحاً «عدم حصول انتخابات رئاسية قريبة». ومؤكداً «ان الرئيس أمين الجميل لايزال مرشح الكتائب للانتخابات الرئاسية..».
شبطيني: «حزب الله» مفتاح الحل
أما وزيرة المهجرين، اليس شبطيني فاعتبرت ان «عمل موقع الرئاسة قد توقف منذ دخول «حزب الله» للقتال في سوريا..» وتمنت على «جميع الافرقاء ان يبحثوا عن حلول لهذا التدخل، لأن «حزب الله» هو المفتاح لانتخابات الرئاسة..» واعتبرت أنه «في ظل عدم وجود حل لدور «حزب الله» في سوريا سنبقى في الفراغ الرئاسي نفسه.. فلا نفع من وجود او عدم وجود رئيس في لبنان..»؟!
سماحة: ساعة تخلي
على صعيد آخر، فقد بقيت قضية (الوزير السابق) ميشال سماحة محور تحركات رافضة لاطلاق سراحه.. وبعد اسبوع على اخلاء سبيله مثل سماحة أمس أمام محكمة التمييز العسكرية التي تابعت استجوابه حيث أعلن ان كفوري اقنعني بتلغيم الحدود وكانت ساعة تخلي»، فقد ارجأت المحكمة العسكرية جلسة أمس الى 4 شباط المقبل.. هذا في وقت تستعد المنظمات الشبابية في قوى 14 آذار، و»الحزب الاشتراكي» في الثالثة من بعد ظهر غد السبت للاعتصام أمام المحكمة العسكرية للاحتجاج على قرارها اخلاء سبيل سماحة.
إلى ذلك لفتت الأمانة العامة لقوى 14 آذار، الى ان «الاعتراض على اطلاق سراح سماحة هو اعتراض من طبيعة اخلاقية قبل ان يكون أي شيء آخر». داعية «جميع المخلصين الى تلبية نداء المنظمات الشبابية في 14 آذار والمساهمة في انجاح الاعتصام..».