كتبت تيريز القسيس صعب:
تتجه الانظار اليوم الى العاصمة الفرنسية وغدا الى القمة «الحدث» حيث من المنتظر ان يلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بنظيره الايراني حسن روحاني في الاليزيه.
وبحسب مراقبين دوليين فان قمة روحاني – هولاند ستعطي عنوانا جديدا للعلاقات الفرنسية – الايرانية، وبشكل خاص للعلاقات الاوروبية مع ايران، خصوصا وانه سبق ذلك مراحل عديدة من التوترات والتشنجات حيال مواقف ايران وتدخلاتها في بعض الدول العربية انه في ما خص الحرب في سوريا او علاقاتها مع الغرب. m
اصلاحات خاتمي
وبعتبر المراقبون بأن الرئيس حسن روحاني يذكر باصلاحياته وانفتاحه كما الرئيس الاسبق محمد خاتمي، الا ان ظروف نجاح خاتمي لم تكن متوفرة في حينه لاسباب لها علاقة بأرجحية التيار المتشدد وقوة دفع الفكر الثوري وغير البراغماتي آنذاك.
لذلك، وفي ضوء تطور المجتمع الايراني نفسه نحو المزيد من الانفتاح ولاسيما في الوسط الشبابي العام، وبداية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مكنت الظروف لروحاني ان يجتاز اختبار قبوله كمرشح للرئاسة واعطي بالتأكيد من قبل المرشد الاعلى خامنيئي حيزا مقبولا من الصلاحيات ليس فقط كي يبرز وجها اصلاحيا ومعتدلا لا يراه في الخارج، بل ايضا لاتخاذ خطوات سياسية وعملية تذهب في هذا الاتجاه.
المفاوضات الايرانية
هذا الهامش، بحسب المتابعين الديبلوماسيين، ترجم بما يمكن وزير الخارجية الايرانية محمد ظريف من تحقيقه في المفاوضات النووية بدعم من روحاني وموافقة ضمنية من خامنئي وذلك في موجة ومعارضة المتشددين الذين كانوا في الاساس ضد اي تفاوض مع «الشيطان الاكبر».
لذلك، فن زيارة روحاني الى باريس بعد تخطي هذه المراحل السابقة، عنوانها الاساسي «الديبلوماسية ومصالح ايران وفرنسا» ويعول المراقبون على هذه الزيارة، الاولى لمسؤول كبير ايراني الى فرنسا، بعدما سادت العلاقات بين البلدين اتهامات مضادة وصفتها ايران بالتشدد والعدائية والانحياز لدول الغرب.
القمة – الحدث
ويضيف المراقبون، ان بنودا عدة ستكون على جدول اعمال القمة الفرنسية – الايرانية، ومن ابرزها ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، والتي سبق لفرنسا ان قامت بمساع لمرات عدة تجاه ايران ان عبر زيارات المبعوث الرئاسي السفير فرانسوا جيرو، او زيارات وزير الخارجية لوران فابيوس لايران، والتي لم تصل الى اي تسوية او حل في هذا الامر.
السؤال المطروح اليوم، والذي يترقبه الجميع بعد التوقيع على الاتفاق النووي هل ستبقى ايران على موقفها من مسألة الانتخابات الرئاسية، ورمي الكرة في الملعب اللبناني وان يترك لحزب الله تقرير هذا الامر؟ ام ستوافق ايران في الدخول مع باريس في تسوية او البحث على حل هذه المسألة بعد تطورات اقليمية ودولية حصلت اخيرا، ومن ابرزها بدء رفع العقوبات الدولية عن ايران، والقرار الايراني بشراء طائرات «ايربص» فرنسية الصنع، وتطوير التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين…؟
التوافق المرجو
هذا الامر متروك للساعات المقبلة، ولكن ما يؤكده المتابعون بأن اي توافق ايراني – فرنسي حول موضوع الرئاسة لا يمكن الا ان يصب في خانة الرئيس التوافقي بعدما تبين ان ترشيح العماد ميشال عون او الزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية، امر غير متفق عليه في الشكل لبنانيا، وفي المضمون اقليميا ودوليا.
من هنا، وفي ضوء كل الاجواء المحيطة، فان المراقبون يعتبرون ان الاتصالات الجارية في المرحلة المقبلة ستتميز بالمراوحة، وسيستمر الافرقاء بتقديم حججهم ومبرراتهم دون احراز اي تقدم عملي على ارض الواقع، على الرغم من ان البعض قد يوحي بأن الاجواء ايجابية وقد تنتج رئيسا جديدا، الا ان هذا الامر لا يبدو واقعا ملموسا وحثيا. فلا انتخابات قريبة ولا مرشحين جديين الى الان.