IMLebanon

عقدتان في مجلس الوزراء غدا التعيينات وسماحة الى العدلي

 

كتب عبد الامير بيضون:

بدأت العاصفة »تالاسا« بالانحسار تدريجياً مخلفة وراءها حالة من القلق في العديد من المناطق اللبنانية، حيث سيطرت موجة من الجليد غير مسبوقة أصابت الأشجار والمزروعات بأضرار.. كما وتركت تداعياتها السلبية على العديد من الطرقات الجبلية تمثلت يوم أمس بانزلاق نحو 15 سيارة و7 شاحنات على طريق ضهر البيدر عند جسر المديرج.. وسقوط عدد من الجرحى وإذ توقعت الارصاد الجوية ان تبقى تداعيات »تالاسا« ليومين مقبلين، فإن الارصاد السياسية حزمت أمرها بأن لا جديد يذكر على خط الاستحقاقات، حيث أقفلت الطريق في وجه انجاز الاستحقاق الرئاسي وسط شيوع قناعات بأن جلسة الثامن من شباط المقبل ستكون كسابقاتها، وسوف يستمر الشغور في سدة الرئاسة الأولى، ويبقى لبنان أسير لعبة شد الحبال الدولية – الاقليمية – العربية..

أجواء ايجابية والعبرة في التنفيذ

إلى ذلك، وإذ تتجه الأنظار الى جنيف التي تستضيف الجولة الثالثة من المباحثات حول سوريا بعد غد الجمعة.. والى باريس حيث يتوقع ان يثير الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس الايراني حسن روحاني مسألة الاستحقاق الرئاسي في لبنان فإنه وعلى الرغم من المناخ الايجابي الذي سيطر على الجولة رقم 23 للحوار بين »المستقبل« و»حزب الله«، وما خلصت اليه لجهة »التفاهم على تفعيل عمل الحكومة والتوافق على ضرورة انجاز التعيينات في بعض المواقع العسكرية..« فإن العبرة تبقى في التنفيذ، حيث من المفترض ان يترجم هذا التفاهم في جلسة مجلس الوزراء يوم غد الخميس، وإن دخل بند التعيينات على الجلسة من خارج جدول الأعمال.

»الحوار الوطني«

وعشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء، تستضيف عين التينة اليوم جلسة »هيئة الحوار الوطني«، لاستكمال البحث في البنود السبعة التي كان وضعها الرئيس نبيه بري، ومن بينها رئاسة الجمهورية واستعادة عمل مجلس الوزراء واستعادة عمل المجلس النيابي.. وقد توقعت مصادر نيابية مشاركة في الحوار لـ»الشرق« ان يكون التركيز على تفعيل عمل مجلس الوزراء بنداً متقدماً في جلسة حوار اليوم، بالنظر الى أهمية هذا الموضوع وقد دخل بند الاستحقاق الرئاسي في »ثلاجة الانتظار«، وذلك على الرغم مما قد يحصل داخل الجلسة  جراء تناقض المواقف حول مسائل عدة من أبرزها موقف وزير الخارجية جبران باسيل و»التعيينات في المجلس العسكري« بعيداً من »التعطيل« و»المحاصصة«، وبعدما أخذ مداه في الدرس والمناقشة مع المعنيين، وتحديداً وزير الدفاع سمير مقبل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي.. وكذلك مسألة إحالة (الوزير السابق) ميشال سماحة على المجلس العدلي، حيث لوزيرة المهجرين اليس شبطيني »رأي خاص في المسألة« ولوزير العدل اشرف ريفي رأي مخالف قد يؤدي الى انسحابه من الجلسة إضافة الى رغبة عدد من وزراء 14 آذار، اثارة مواقف وزير الخارجية جبران باسيل الأخيرة وسياسة »النأي بالنفس« التي اعتمدها ازاء ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من الجانب الايراني.

بري متمسك بموقفه.. وكنعان لمصالحة وطنية

وإذ ينقل زوار الرئيس نبيه بري عنه تمسكه بموقفه من موضوع ترشح »القادة الأربعة« الأقوياء مسيحياً واعتباره ما جرى مع رئيس »القوات« سمير جعجع »تواصلاً لا سجالاً..« وبعد مرور ثمانية أيام على »لقاء معراب« واعلان رئيس »القوات اللبنانية« سمير جعجع تبني ترشح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وانقسام الافرقاء بين مؤيد ومتحفظ ومعارض و»صامت«، كما »حزب الله« المستمر في صمته واعتكافه عن الادلاء بأي موقف او رأي من هذه المسألة، فقد أكد أمين سر تكتل »التغيير والاصلاح« النائب ابراهيم كنعان، بعد اجتماع »التكتل« يوم أمس، »اننا سنتواصل مع مختلف الكتل النيابية بهدف دعم التوافق المسيحي – المسيحي.. وندعو لمتابعة ما حصل في 18 كانون الثاني الجاري، كمدخل لمصالحة وطنية شاملة..«.

بين »المستقبل« و»القوات« وتفعيل التواصل

وفي اطار المساعي لاعادة الحياة الى طبيعتها بين »المستقبل« و»القوات« فقد استقبل رئيس »القوات« سمير جعجع في دارته في معراب وزير السياحة ميشال فرعون، حيث جرى عرض ملف الاستحقاق الرئاسي و»لقاء معراب« بين »القوات« و»التيار الحر«..

وإذ رحب فرعون بالتواصل القائم بين »القوات« و»التيار« الذي »يصب في المصلحة الوطنية وليس في المصلحة المسيحية..« فقد دعا الى »ضرورة استمرار هذا التواصل ووجوب توسيعه ليشمل كل أطياف الوطن..« مشدداً على ان »ما يجمع الرئيس سعد الحريري والدكتور جعجع، أكثر مما يفرقهما، وكلاهما يقومان بخطوات جدية في سبيل مصلحة البلد..« مشككا في امكانية انتخاب رئيس للجمهورية في 8 شباط المقبل، لكنه أشار في المقابل الى »دينامية يجب ان تستكمل للتوصل الى انتخاب رئيس جديد للبلاد..«.

إلى هذا، وإذ أكدت كتلة »المستقبل« في اجتماعها الاسبوعي أمس، وجود أكثر من مرشح للرئاسة يعزز الممارسة الديموقراطية التي يجب ان تتم تحت سقف الدستور فقد رأت في موقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي، أنه يساهم في عزلنا عن محيطنا العربي.. داعية الحكومة لتوضيح سياستها الخارجية..

الحريري في أجواء الاتصالات

وفي وقت تترقب الساحة الداخلية حصيلة لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والرئيس الايراني حسن روحاني الذي كان التقى أمس، ولمدة أربعين دقيقة البابا فرنسيس، وما يمكن ان ينتج على مستوى تسهيل الاستحقاق الرئاسي ورفع العوائق من طريقه، وفي سياق المشاورات الرئاسية المتواصلة على أكثر من خط، فقد نقلت »المركزية« عن »مصادر في »تيار المستقبل«، رداً على معلومات تحدثت عن لقاء قريب بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل »التغيير والاصلاح« النائب ميشال عون، ان »لا مانع من لقاء أي كان، »فلا قطيعة« مع أي طرف سياسي، علماً ان لقاءً من هذا النوع، حتى ولو حصل، لن يغيّر شيئا في مسار الرئاسة«.

ونفت المصادر المعلومات التي أشارت الى سفر وفد من »المستقبل« الى الرياض للقاء الرئيس الحريري، لافتة الى ان »مدير مكتب الحريري نادر الحريري وحده غادر الى الرياض، ناقلاً الى رئيس »المستقبل« حصيلة المشاورات التي قام بها أخيراً«. وأكدت ان »ملف الرئاسة راوح مكانك«.

وفي ما يتصل بالوضع الحكومي، أوضحت المصادر اننا »مع تفعيل دائم لعمل الحكومة، لكن لا يجوز ان يطغى التفعيل على موضوع انتخاب الرئيس او يعطل الاستحقاق«. وأشارت الى أنه »لو قاطع وزراء »التيار الحر« و»حزب الله« جلسة (غد) الخميس فإنها ستعقد، كما في الجلسة الأخيرة..«.

وليس بعيداً، فقد نقلت مصادر متابعة، ان »إحالة قضية (الوزير السابق) ميشال سماحة الى المجلس العدلي، كما طلب وزير العدل أشرف ريفي، وضعت على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء تحت الرقم 64، ولم تستبعد ان يقاطع الوزير ريفي جلسات الحكومة اذا لم تحل القضية الى المجلس العدلي..«.

»المستقبل«: الحوار مستمر ومستمرون في دعم فرنجية

وفي السياق، وإذ أعلن عضو كتلة »المستقبل«، عضو لجنة الحوار مع »حزب الله« النائب سمير الجسر، ان الجولة المقبلة للحوار التي تحمل الرقم 14 ستكون مساء الخميس في 11 شباط المقبل في عين التينة، كما جرت العادة، فقد أوضح ان جلسة (أول من أمس) كانت »جيدة تخللتها »صراحة متناهية« من الطرفين«، موضحا اننا »لم نتطرق الى »لقاء معراب« وما صدر عنه«.

وعن تفعيل عمل الحكومة، التي أخذت الحيز الأكبر من المناقشات، لفت الجسر الى »اننا توافقنا على هذا البند، وبألا تكون جلسة (غد) الخميس »الجلسة الأخيرة، بل ان تتم الدعوة الى جلسات لاحقة«. معتبراً ان »التعيينات العسكرية »يبدو« أنها على طريق الحل..« وأشار الى »مرونة الحزب في تفعيل الحكومة والاتفاق على آلية عملها تلحظ عدم اللجوء الى »سلاح المقاطعة اذا لم يقبلوا ادراج بند ما على جدول الأعمال..«.

من جهة أخرى، أكد الجسر »اننا لن نغلق باب الحوار مع أي طرف سياسي..« معتبراً ان »لا شيء تغير كي لا نشارك في جلسة الانتخاب المقبلة«. آسفاً لأن »جلسة 8 شباط لن تختلف عن مصير سابقاتها..«. ومشدداً على اننا »مستمرون في دعم خيار ترشيح رئيس »تيار المردة« النائب سليمان فرنجية للرئاسة، انسجاماً مع موقف الرئيس الحريري في هذا المجال..«.

مطار بيروت في السراي

 في غضون ذلك، وفي اطار متابعة أوضاع مطار بيروت الدولي، رأس رئيس الحكومة تمام سلام اجتماعاً، بحث في واقع المطار، في حضور الوزراء نهاد المشنوق، علي حسن خليل، غازي زعيتر وسمير مقبل.. كما بحث مع رئيس مجلس ادارة »طيران الشرق الاوسط« محمد الحوت، في أوضاع الشركة..

لا تمديد للجنة قانون الانتخاب

وفي سياق آخر، فقد عقدت اللجنة النيابية المكلفة اعداد قانون الانتخاب، اجتماعها، في مجلس النواب أمس، في حضور منسقها النائب جورج عدوان والنواب الأعضاء.. وفي حين لم يصدر عن الجلسة أي بيان، فقد أفادت معلومات ان »الأعضاء اتفقوا على »عدم تمديد عملها« المحدد في مهلة زمنية.. وهي تنتظر الانتهاء من وضع تقرير عن جلسة الأمس، لبحثه في جلسة لاحقة مخصصة لذلك.. إلا أنها ستعقد جلسة قريباً بناء على طلب رئيس »الحزب الديموقراطي« النائب طلال ارسلان بالمشاركة فيها..«.