Site icon IMLebanon

خلافات جذرية على قانون الانتخابات والارجحية للمختلط

كتب عبد الامير بيضون:

من السابق لأوانه التأكيد بأن انجاز التعيينات العسكرية بالتوافق التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته أول من أمس، قد يكون بداية مرحلة جديدة في تفعيل عمل مجلس الوزراء، على الرغم من ان رئيس الحكومة تمام سلام، أعلنها وبالفم الملآن أنه لن يتخلى عما هو من مسؤوليته.. لكن ما لا شك فيه ان جلسة أول من أمس، »فعلت فعلها«، والأنظار تتجه الى جلسة الثلاثاء المقبل، لاستكمال البحث واتخاذ القرارات الواجبة في العديد من الملفات من بينها اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، على ما يرى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وإحالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي باصرار من وزير العدل أشرف ريفي، وبت قضية المتطوعين في الدفاع المدني، إضافة الى مسألة النفايات التي تراوح في مكانها، دون أي اشارات لافتة ان المسألة ستحسم الخيارات الواجبة.. ناهيك بقضية النازحين السوريين التي عادت وتصدرت الاهتمامات الدولية والمحلية.

نصر الله

ومما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس في اطلالته الاعلامية – التلفزيونية ان حزب الله مع ترشيح العماد ميشال عون على رغم روابطه بالنائب سليمان فرنجية، وسنشارك في جلسة الانتخاب، ولن نتخلى عن تحالفنا معه، وبعد عرض مفصل لمجريات الاستحقاق الرئاسي قال نصرالله: »توصلنا في حزب الله الى اجماع بأن العماد عون مرشحنا الطبيعي نظراً للاعتبارات السياسية المتوفرة فيه.

واذ لفت الى ما اسماه تشويشاً رافق ترشيح سليمان فرنجية فقد اكد ان لدينا التزاماً اخلاقياً وسياسياً بدعم ميشال عون ونحن بالتزاماتنا حتى ولو على قطع رأسنا الا في حال واحدة ان يأتي عون ويقول انا بقى بدي، ليخلص الى الدعوة الى مزيد من الحوار والتواصل وعدم الاستعجال للوصول الى حل داخلي وانتخاب الرئيس.

وإذ توقف اللبنانيون عموماً أمام انطلاق محادثات جنيف حول الازمة السورية مساء أمس، على رغم كل الأجواء غير المشجعة في التوصل الى حل سياسي، كما توقفوا أمام كلمة الأمين العام لـ»حزب الله« ليل أمس، والتي خصصها للاستحقاق الرئاسي.. فإن غير فريق لم يرَ في خطاب نصر الله جديداً »يغير من المعادلة والمواقف« ما يعني »ان الانتخابات الرئاسية لاتزال بعيدة..« وان جلسة 8 شباط ستمر كسابقاتها.. هذا مع تأكيد النائب سليمان فرنجية أنه لن ينسحب..

حرب عند بري: عقبات كبيرة

وعلى هدي »جلسة الحوار الوطني« الأخيرة، وما تركته من ايجابية في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، فقد كانت »الآلية التي اتبعت او التي يمكن ان تتبع في تفعيل أعمال الدولة في مجلس الوزراء، مادة أساسية في لقاء الرئيس نبيه بري ووزير الاتصالات بطرس حرب، الذي أشار الى »الحرص المشترك على عودة استقرار المؤسسات الدستورية بدءاً برئيس الجمهورية مروراً بمجلس الوزراء ومجلس النواب، لأن الثابت هو ان بقاء المركزي الرئاسي فارغاً سيؤدي الى شلل كل المؤسسات الدستورية..«.

وإذ أشار الوزير حرب الى ان »العقبات كبيرة، وان الصراع على هذا المركز كبير..« فقد تمنى على الرئيس بري »ان تأخذ القضية الديموقراطية مجراها الطبيعي وان ينزل النواب الى المجلس في 8 شباط ويمارسوا واجبهم وحقهم في اختيار رئيس الجمهورية..« آملاً ان تغير »القوى السياسية الممتنعة عن النزول رأيها بعدما ظهرت بوضوح هويات المرشحين الذين يمكن ان يتنافسوا على رئاسة الجمهورية في مجلس النواب..«.

قزي: قرار التعطيل مستمر

من جانبه، رأى وزير العمل سجعان قزي ان جلسة مجلس الوزراء (أول من أمس) كانت ايجابية.. وان النقاش كان هادئاً حول كل المواضيع وأكد ان »ما من سبب يمنع حصول جلسة في 8 شباط وانتخاب رئيس للجمهورية.. وفي حال لم تحصل الجلسة فهذا يعني ان قرار تعطيل الرئاسة لايزال موجوداً«.

وإذ اعتبر ان »التفاهم الذي حصل في معراب انطلاقة جديدة..« فإنه رأى ان حزب »الكتائب« أقرب الى المرشح الذي يحمل الى قصر بعبدا البنود الدستورية وليس هذه الورقة او تلك..« لافتا الى ان »النقاط التي اتفق عليها لم تكن كافية لقيام تحالف سياسي عميق..« كاشفاً ان »هناك اتصالات مع »حزب الله« منذ سنوات.. وان الحوار انطلق منذ فترة لكنه لم يصل الى حد وضع ورقة عمل نتحدث فيها عن القضايا الخلافية وليس عن حال الطقس..«.

احمد الحريري: كل المرشحين خير وبركة

وفي سياق الاستحقاق الرئاسي، فقد شدد الأمين العام لـ»تيار المستقبل« احمد الحريري، في لقاء »المنية مدينة العيش المشترك« ممثلاً الرئيس سعد الحريري على »ضرورة الحفاظ على صورة لبنان المجيدة بالعيش المشترك..« آخذاً على البعض انه يستسهل القول »ان البلد ماشي برئيس او من دون رئيس.. وهذا ما نرى فيه بالغ الخطورة على مستقبل لبنان والعيش المشترك فيه«.

وقال الحريري: »لا البلد مش ماشي بدون رئيس« »ولا حياة للبنان ولا وجود لدولته من دون وجود رئيس للجمهورية..« محذراً من ان يصل البعض غداً الى هاوية التنازل عن الجمهورية اذا ما استمر الفراغ«.

واعتبر الحريري »ان كل المرشحين خير وبركة، وللقوى السياسية ان تختار من تراه الأفضل لمصلحة البلاد والعباد، تحت سقف مجلس النواب الذي له وحده كلمة الفصل في هذا الاستحقاق«. مرحباً »بالمصالحة« بين »القوات« و»التيار العوني« وداعياً الى »التوجه فوراً الى المجلس لانتخاب الرئيس«.

حوري: مراوحة رئاسية

بدوره عضو كتلة »المستقبل« النائب عمار حوري رأى »اننا دخلنا في مرحلة مراوحة في ملف رئاسة الجمهورية، لأن »حزب الله« لا يريد اجراء الانتخابات بغية استعمال هذا الملف اقليميا من قبل ايران التي ستقوم عندما يحين الوقت ببيع ورقة الرئاسة الى الخارج..«.

وتوقع حوري ان »يستمر الحزب في منع اكتمال نصاب جلسات انتخاب الرئيس في مجلس النواب الي ان تتغير الظروف الاقليمية..« معتبراً ان »السبيل الوحيد لانهاء الملف الرئاسي هو في التوجه الى مجلس النواب وممارسة الحق الديموقراطي في صندوق الاقتراع«.

جعجع: لم نتبن ترشيح عون لحشر «حزب الله»

من جانبه، وإذ لفت رئيس »القوات اللبنانية« سمير جعجع الى »ان هناك أجواء ان حزبين كبيرين على وشك الاتفاق لتطيير الانتخابات البلدية..« وداعيا »جميع أطراف الحكومة الحالية لاتخاذ القرارات اللازمة لدعوة الهيئات الناخبة في المهلة القانونية« فقد تناول الاستحقاق الرئاسي، وتبني ترشيح العماد عون، من زاوية أنه »لم يتم ترشيحنا للعماد عون بين ليلة وضحاها، بل جاء ثمرة نقاشات طويلة تناولت مختلف جوانب الحياة السياسية في لبنان، وتجلت في النقاط العشر التي وافقنا عليها في حضور العماد عون شخصياً وبعدما كان أعلن موافقته الناجزة عليها.. وفي النقطة الثامنة من النقاط العشر ثمة تأكيد على التمسك باتفاق الطائف«..

وإذ أشار الى اننا »لم نتبن ترشيح العماد عون لحشر حزب الله«.. بل لأنه وبعدما طرحت ترشيحات لشخصيات من 8 آذار رأينا ان العماد عون هو الأفضل في هذا المجال.

وعن تأثير المصالحة المسيحية وترشيح عون على علاقته بالرئيس سعد الحريري، أكد جعجع ان »لاطلاق ولا تفكك البتة، هذا أمر بعيد من الواقع، صحيح ان ثمة برودة في التعاطي السياسي مع الرئيس الحريري بسبب الموضوع الرئاسي، لكن ذلك لن يفسد للود قضية«.

تفعيل عمل الحكومة

وبالعودة الى تفعيل عمل الحكومة، فقد رأى وزير الخارجية جبران باسيل ان هذا تم على قاعدة التوافق وبعد اقرار التعيينات العسكرية، حيث سجل تصحيح جزئي لها..« وقال ما حصل هو تفعيل العمل الحكومي عبر التوافق والتعيينات العسكرية والقول ان هناك محاصصة سياسية في المجلس العسكري والجيش لا يصح..«.

فرعون يتفهم موقف باسيل وآخرون لا..

إلى ذلك فقد عادت مواقف وزير الخارجية جبران باسيل في المؤتمرات العربية الى الواجهة من جديد، حيث أبدى وزير السياحة ميشال فرعون »تفهمه دقة مواقف باسيل وحساسيتها« لافتاً خلال استقباله أمس سفير دولة الامارات العربية المتحدة.. حمد سعيد الشامسي اننا »نرفض المس بهويتنا العربية الواضحة ومصالحنا العربية المشتركة التي تشكل بالنسبة لنا خطوطاً حمرا..«.

بدوره أكد وزير العمل سجعان قزي اننا »مع سياسة النأي بالنفس وأبعد من ذلك مع الحياد، إنما هذا لا يعني عدم احترام القوانين والاتفاقيات الدولية.. وعلى لبنان ان يحترم الاجماع العربي حيال ادانة الاعتداء على السفارة السعودية في ايران«.

ومن جهته دان المجلس الأعلى لـ»حزب الوطنيين الاحرار« في بيان بعد اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون أمس، »خروج لبنان عن الاجماع العربي في مسألة الاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في ايران. ورأى »ان هذا التفرد، الذي لا يمكن فهمه الا بتعبير شخصي يهدف الى ارضاء »حزب الله« وايران، يسيء الى لبنان الملتزم قضايا العرب..«.

مؤتمر لندن.. لبنان يقوم بعمل لا يصدق

وفي سياق مختلف، فقد حضرت قضية النازحين السوريين في لبنان عشية انعقاد الاجتماع الدولي (الخميس المقبل) في لندن والمخصص لمناقشة أزمة النازحين، حضرت بقوة في لقاء رئيس الحكومة تمام سلام والمفوض في الاتحاد الاوروبي لسياسة الجوار جوهانس هان على رأس وفد من الاتحاد في السراي الحكومي أمس..

وبعد اللقاء لفت هان الى أنه سيكون للبنان مكانة مهمة في الاجتماع الدولي والمخصص لمناقشة أزمة اللاجئين.. لافتاً الى ان هذا الاجتماع يجب ان ينظر في هذا الملف الملح انسانيا والتعاون مع لبنان والسوريين، لأنه بالنسبة لنا الأمور المهمة، والاستقرار والسلام والازدهار.. الى الأهداف المرجوة من خلال معرفة كيفية توظيف الأموال بشكل صحيح وبطريقة محددة ليتم صرفها في الأماكن التي تساهم في تحقيق الاستقرار والازدهار في السنوات المقبلة«. لافتاً الى ان »لبنان يقوم بعمل لا يصدق وسأشير الى ما يفعله الشعب اللبناني بشكل لا يصدق، خصوصاً وأنه من دون رئيس للجمهورية، وعلينا التفكير في لحظة انتهاء الصراعات في المنطقة وكيفية مساهمة لبنان في تحقيق السلام والاعمار، وأيضاً في فرص اقتصادية أخرى في المنطقة«.

اشتباكات «داعش» و«النصرة»

أمنياً، تجددت الاشتباكات العنيفة بين »جبهة النصرة« وتنظيم »داعش« في جرود عرسال، وامتدت الى معبر الزمراني، وادي الخيل، خربة الحصن، قرنة العوني، الملاهي، ضهر اللزابة، وجرود الجراجير في القلمون، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الفريقين.. وفي المقابل سجل استنفار في صفوف الجيش اللبناني الذي استهدف بشكل متقطع تحركات المسلحين في جرود راس بعلبك..«.