IMLebanon

وزراء الداخلية العرب و “التعاون الخليجي”:”حزب الله” ارهابي… والمشنوق يعترض

وزراء الداخلية العرب و “التعاون الخليجي”:”حزب الله” ارهابي… والمشنوق يعترض

 »التعاون الخليجي«: حزب الله منظمة ارهابية… والمشنوق يعترض في تونس

أوسع حضور… لكن لا نصاب والجلسة الرئاسية الى 23 الجاري

الحريري متمسك بفرنجية وبالحوار مع »حزب الله«

كتب عبد الامير بيضون:

كما كان متوقعاً، وعلى الرغم من كل المخاطر التي تحيط بلبنان، من الداخل ومن خارج الحدود، وعلى الحدود، فإن شيئاً جوهرياً لم يتغير في المشهدية السياسية، وتحديداً في انتخابات رئاسة الجمهورية.. وعلى رغم احتشاد 73 نائباً في قاعة مجلس النواب خلافاً للمرات السابقة التي كان سقف الحضور فيها لا يتجاوز الـ55 نائباً، فلم يكتمل نصاب جلسة يوم أمس، التي تحمل الرقم 36، الذي يتطلب حضور 86 نائباً، فأرجأ رئيس المجلس نبيه بري الجلسة الى 23 آذار الجاري..

دول الخليج: حزب الله ارهابي

وإذ تحيط المخاطر بلبنان، وتتراكم الملفات والأزمات المفتوحة على كل الاحتمالات.. وفي وقت كان الجيش اللبناني يتصدى بالمدفعية الثقيلة لتحركات المسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك، فقد سجل سقوط 15 قذيفة عند الشريط الحدودي لمزارع شبعا جراء مناورات للجيش الاسرائيلي…

ومع استمرار المساعي، في الداخل اللبناني، وإن «بخطى وئيدة» من أجل حل الأزمة مع المملكة العربية السعودية، الموقوفة على جملة اجراءات، اطل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله ليل أول من أمس عبر قناة «المنار» ليزيد الطين بلاَّ بتصعيد حملته على المملكة، فجاء الرد – هذه المرة – وسريعاً من دول مجلس التعاون الخليجي التي أعلنت أنها «قررت اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية..» كما كان أعلن الرئيس اليمني، في ردّ غير مباشر على السيد نصر الله، أنه «لولا عاصفة الحزم، لكانت اليمن جزءاً من ايران..».

وفي موقف لافت، فقد اعترض وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس أمس، على وصف «حزب الله» بالارهابي في المقررات النهائية..».

الجلسة الرئاسية

وبالعودة الى ساحة النجمة، فقد شهد مجلس النواب يوم أمس، حشداً نيابياً غير مسبوق، تمثل بحضور الرئيس نبيه بري وكتلة التنمية والتحرير، والرئيس سعد الحريري وكتلة نواب «المستقبل»، والنائب وليد جنبلاط وكتلة «اللقاء الديموقراطي»، ومن ضمنها المرشح الرئاسي النائب هنري حلو، ونواب الكتائب والقوات.. وكان أبرز الغائبين «المرشح الرئاسي النائب ميشال عون وكتلته النيابية، ورئيس «تيار المردة» المرشح النائب سليمان فرنجية إضافة الى كتلة «الوفاء للمقاومة» وحلفائها الموزعين بين «القومي و»البعث» والنائب طلال ارسلان.. وذلك على رغم الدعوة التي كان وجهها الرئيس الحريري الى النائب فرنجية ودعوته للنزول الى المجلس، وتمسك الأخير برفضه النزول «إلا بالتنسيق مع حلفائنا في 8 آذار» على ما قال.

الحريري: متمسك بفرنجية  وبالحوار مع «حزب الله»

وبعد اعلان الرئيس بري ارجاء الجلسة عقد الرئيس سعد الحريري مؤتمراً صحافيا أكد فيه تمسكه بالنائب فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وذلك على الرغم من عدم حضوره كما كان أفصح عن ذلك ليل أول من أمس..

ورداً على أسئلة الصحافيين أكد الحريري أنه «باق في لبنان حتى جلسة انتخاب الرئيس المقبلة» داعياً الى «تحييد لبنان عن الحريق في سوريا. وقال: «نريد التحاور مع «حزب الله» وعاجلاً او آجلاً، سيصل هذا الحوار الى نتيجة ونحن مستمرون به لأننا لا نريد الفتنة..».

وكان الرئيس الحريري استقبل لاحقاً في «بيت الوسط» السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين حيث جرى بحث في وضع المنطقة..

الجميل: شبعنا مناورات

من جانبه أكد رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل، بعد ارجاء الجلسة «ان من لا يحضر الانتخابات الرئاسية يأخذ لبنان واللبنانيين رهينة..» داعياً «الكتل السياسية والنيابية الى ان تعيد النظر بمواقفها..» ليخلص الي القول: «شبعنا مناورات» ومن غير الطبيعي ان يكون هناك 75 نائباً ومنهم 71 مستعدون للتصويت لمرشحين غير موجودين، ولنعد الى مصلحة لبنان واللبنانيين واذا كان المرشحون يسعون للرئاسة، أقله فليحضروا الجلسات..

بري: لسحب السجال حول العروبة

ومن ساحة النجمة الى عين التينة، حيث حضر نواب «لقاء الاربعاء النيابي» كالمعتاد، بعدما غاب الاسبوع الماضي بسبب وجود الرئيس بري خارج لبنان، وقد نقل نواب عن الرئيس بري دعوته الى وجوب «سحب السجال حول العروبة في الاستخدام السياسي، طالما ان هذا الأمر متفق عليه في مقدمة الدستور اللبناني..»، لافتاً الى ان ليس هناك من مبرر لعدم اجراء الانتخابات البلدية في موعدها..

وقد شكل لقاء بري – الحريري والبيان الذي صدر عنهما مادة دسمة في لقاء أربعاء أمس، وما يمكن ان يشكله البيان من «خريطة طريق واجبة الوجوب» لتنفيس الاحتقانات، وأفضى الى خلاصات تصب في خانة، احتواء الموجة التصعيدية وقد تعززت في الشق الداخلي من كلمة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله، مساء أول من أمس..

مقبل: مدير المخابرات بالاجماع

وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل حيث جرى البحث في التطورات الأمنية الأخيرة مع تأكيد الغطاء السياسي كاملاً لتحركات الجيش، في الداخل كما على الحدود.. إضافة الى ما كان اثار حفيظة النائب وليد جنبلاط بشأن تعيين العميد كميل ضاهر مديرا للمخابرات..

وبعد اللقاء كشف مقبل ان المجلس العسكري وافق بالاجماع على تعيين العميد كميل ضاهر مديراً للاستخبارات.. واليوم، قبل ان أغادر الوزارة وقعت قرار الموافقة على تعيينه..

الحكومة والتحديات العربية والبيئية

إلى ذلك، تتجه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي اليوم، حيث ستحضر التطورات الأخيرة في الساحة اللبنانية، وزيارة وزير الصحة وائل ابو فاعور الى الرياض.. كما ستحضر أزمة النفايات ولبنان على أبواب فصل الربيع، حيث المخاطر البيئية والصحية ستظهر أكثر، ان بقيت أزمة النفايات تراوح في مكانها..

وفي هذا، أكد مصدر وزاري لـ»الشرق» ان الكرة في ملعب رئيس الحكومة الذي عليه ان يعلن خطة المطامر ويعطي الأوامر للوزارات والمؤسسات المعنية لتنفيذها.. وإلا فإن الأزمة ستكون بلا أفق وكارثية على لبنان واللبنانيين..

خيار المطامر

وقبيل اجتماع لجنة النفايات قال وزير التربية الياس بوصعب «ان الحل المرحلي للنفايات الموجودة على الطرقات سيكون المطامر..».

أما الوزير حسين الحاج حسن، فقال إنه «سيكون هناك حوافز للمناطق التي ستفتح فيها المطامر وإلا ستبقى النفايات على الطرقات..».

وفي السياق سأل وزير الاعلام رمزي جريج: إن كنا عاجزين عن حل أزمة النفايات فلماذا نبقى في مواقعنا؟ يجب ان نصارح الشعب الذي لم يعد قادراً على تحمّل هذه المشكلة..» آملاً بالوصول الى «نتائج ايجابية تسمح بت القضية بصورة نهائية اليوم..».

المشنوق: بداية استعادة التوازن

وفي المواقف من التطورات الأخيرة، فقد أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قبل دخوله مؤتمر وزراء الداخلية العرب الثالث والثلاثين في تونس أنه «خارج لبنان لا يمكن إلا ان أدافع عن كل اللبنانيين..».

وقال: قرار المواجهة السعودي هو بداية استعادة التوازن، قبل ذلك لم يكن هناك توازن بين الجهد العربي وبين مشروع ايران.

أضاف: «اعترف بأن حكومة لبنان لم توفق في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وفي منظمة المؤتمر الاسلامي، لكن من الظلم اتهام لبنان بمجمله..» ومساء اعترض الوزير المشنوق على وصف «حزب الله» بالارهابي في المقررات النهائية للمؤتمر..

المطارنة: انتخاب الرئيس مخرج

وفي السياق فقد جدد المطارنة الموارنة، بعد اجتماعهم الشهري الذي صودف انعقاده قبيل الجلسة الرئاسية، مطالبتهم «الكتل السياسية والنيابية بتحمل مسؤولياتها الوطنية والتحرر من ربط مصير البلاد بمصالح الخارج والاحتكام الى موجبات الدستور وخير الوطن، وسلوك المخرج الوحيد من هذه الأزمة المصيرية بالجلوس معاً والتوافق على انتخاب رئيس جمهورية يكون على مستوى آمال الشعب وحاجات البلاد..».

جعجع: حكومة عاجزة

وفي الملف الرئاسي، أبدى رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع اسفه «لأن الملف الرئاسي لا يشهد أي تقدم ملموس والأزمة تراوح مكانها..» وقال: «كل ما حصل في الآونة الأخيرة من حوادث لا تقدّم ولا توخّر.. ولو كان لبنان يتمتع بحياة سياسية طبيعية، لكان من المفترض ان يحصل تقدم كبير وان تزيد فرص الاستحقاق الرئاسي..».

وإذ شدد على «بقاء 14 آذار روحاً ومقاومة» فقد اتهم جعجع الحكومة بالعجز داعياً اياها الى «تصويب الخطأ ليس ببيانات شعرية، بل ان تمسك الأزمة من حيث هي..» متهماً «حزب الله» بأنه «يأخذ الحكومة الى أماكن لا تحسد عليها..».

عون: الموارنة وخط الدفاع الأخير

وفي المقابل، وفي حديث لـ»المجلة الديبلوماسية» أكد رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عو «اطمئنانه الى ان «حزب الله» و»القوات اللبنانية» شريكان أساسيان في العملية الاصلاحية» لافتاً الى «ان التعطيل الذي نعيشه اليوم ناتج من غياب الضوابط في الممارسة البرلمانية كما في الممارسة الحكومية..» مشيراً الى ان «الموارنة اليوم على خط الدفاع الأخير..».

مجلس التعاون الخليجي: «حزب الله» منظمة إرهابية

يتوالى شريط المواجهة المفتوحة بين المملكة العربية السعودية وحزب الله فصولا ويتجه الى مزيد من الاجراءات التصعيدية المحصنة خليجيا. وفي جديده أمس قرار أصدره مجلس التعاون الخليجي اعتبر فيه الحزب بجميع قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، «منظمة ارهابية.

وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف بن راشد الزياني، إن دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء «استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميليشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها».

أضاف: إن دول مجلس التعاون تعتبر «ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، والأعمال الاٍرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والانسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي.

وتابع: نظراً الى «استمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمات إرهابية، وستتخذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استنادا الى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الارهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة».

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أكدت قبل أيام تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية، إجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.