اجماع وطني حول عملية رومية
المشنوق يمضي في تنظيم سجن روميه وسط ارتياح سياسي شامل
أهالي العسكريين المخطوفين يصعدون والحكومة ترفض الابتزاز
بقيت الساحة اللبنانية الداخلية متأثرة بارتدادات العملية النوعية في سجن رومية في ضوء النجاح الذي حققته والمرتقب ان تتظهر مفاعيله تباعا على مستوى احباط مخططات الارهاب، بعدما انفصلت الرؤوس المدبرة عن الخارج وانقطع تواصلها مع ادوات التنفيذ ومشاريع الانتحاريين الذين اثبتت التحقيقات مع الموقوفين في تفجيري جبل محسن تلقيهم التوجيهات من «زعمائهم» في السجن، بيد ان العملية اعادت تحريك اهالي العسكريين المخطوفين في الشارع، اثر عودة جبهة «النصرة» الى ممارسة لعبة «حرب الاعصاب» والتهديد باستخدام ورقة ابنائهم ردا على الخطوة، على رغم طمأنة وزير الداخلية نهاد المشنوق الى ان مكروها لن يصيب هؤلاء لكون السجناء لم يتعرضوا لأي اذى. فتحركت الاتصالات بين الحكومة والاهالي الذين قطعوا طريق طلعة السراي الحكومي ولوحوا بالعودة الى خيار قطع الطرق لا سيما في الصيفي اذا لم تطلعهم الدولة على ما يجري في الملف، وناشدوا هيئة العلماء المسلمين التدخل السريع لاستدراك اي ردة فعل قد تحصل للعسكريين داعين السياسيين الى عدم استفزاز الخاطفين. في حين اعادت القوى الامنية وضع الاسلاك الشائكة في ساحة رياض الصلح في محيط الاعتصام.
حقل تجارب مرفوض
وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان «الدولة لا يمكن ان تكون اسيرة الخاطفين او حقلا لتجاربهم، كاشفا ان المفاوضات القائمة في الملف باتت في مرحلة عميقة ومتقدمة واي استهداف لأي عسكري سيعطلها والتصعيد من الخاطفين سيعيد المفاوضات الى نقطة الصفر».
في مجال آخر، اوضح الوزير درباس ان النزوح السوري في اتجاه لبنان توقف وبات اليوم صفرا، مؤكدا استمرار التدابير الحدودية بين البلدين.
سجن رومية
اما سجن رومية، فشهد استكمالا لتنفيذ العملية من خلال تنظيم توزيع السجناء المنقولين من المبنى «ب» الى «د» بطريقة مدروسة تعيق التواصل في ما بينهم، بعدما تم تثبيت اجهزة تشويش في السجن على الاتصالات الخلوية، وبعد الظهر تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق كيفية تنفيذ الاجراءات، في وقت تواصل البحث في المبنى «ب» عن ممنوعات ووثائق قد تتصل في جزء منها بالاعداد لعمليات ارهابية قبل البدء بأعمال ترميم المبنى. اما في الخارج فاتخذت اجراءات امنية واقيمت الحواجز على الطريق المؤدي الى السجن ومنع الاهالي الذين حضروا للزيارة من ركن سياراتهم امام مدخل السجن.
وتركت خطوة المشنوق باعادة النظام وهيبة الدولة الى سجن روميه ارتياحا سياسيا شاملا عبر عنه خصوصا النائب وليد جنبلاط وحزب الله وتكتل التغيير والاصلاح.
الغطاء الدولي
وفي اطار متصل، اكدت المصادر ان لبنان وعلى رغم كل الظروف الامنية المحيطة به ما زال يحظى بغطاء دولي للمحافظة على استقراره وابعاد ساحته عن البركان الاقليمي المشتعل، واوضحت ان على اللبنانيين الاستفادة من هذا المناخ من اجل العمل على حل ازماتهم الداخلية وفي مقدمها انتخاب رئيس جمهورية بعدما تخطى الشغور عتبة الشهر الثامن، ذلك ان قيام سلطة سياسية كاملة في البلاد من شأنه ان يحصن الداخل ويمكّن الدولة من مواكبة التحولات الاقليمية والتطورات الجارية على خط معالجة الازمات وتلقف انعكاساتها المحتملة في الداخل.
الحوار المسيحي
وليس بعيدا، قالت اوساط تواكب التحضيرات الجارية للقاء رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان لقاء معراب الاخير كان ايجابيا جدا عكس رغبة الجانبين في تعزيز الانفتاح بين الحزب والتيار، وان المشاورات مستمرة في شأن وضع اجندة عمل مشتركة تتضمن مواضيع الحوار، غير ان النقطة المحورية التي لم يتم التوصل الى اتفاق في شأنها تبقى ملف رئاسة الجمهورية، على رغم انه مسيحي بامتياز.