IMLebanon

السفيرة الاميركية المرشحة للبنان:تفعيل التعاون مع الجيش والمصارف

فنّدت اليزابيث ريتشارد، المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة الى لبنان، خلال مثولها امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، الخطوطَ العريضة التي ستنتهجها في حال تمّ اعتمادها رسميا. فاعتبرت بداية ان «الأمن الحقيقي يحتاج للدعم من قيادة سياسية فعَّالة ولبنان يشهد عدم وجود رئيس للجمهورية على مدى سنتين تقريبا – وهذا وقت طويل جدا»، مشددة على ان «الوقت حان الآن ليتمسَّك لبنان بمبادئه الديمقراطية ولينتخب رئيسا وفق الدستور اللبناني»، وقالت «في حال تم اعتمادي، سوف أكرس نفسي لدعم اللبنانيين في جهودهم الرامية إلى وجود حكومة فاعلة». أما في ملف «حزب الله»، فلفتت ريتشارد الى «أن الادارة الاميركية تؤيد بقوة قانون منع التمويل الدولي عن حزب الله الذي أقره الكونغرس في كانون الأول الماضي»، الا انها أوضحت «أن هدفنا هو تفكيك الشبكة المالية الدولية لحزب الله فيما ندعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني»، معتبرة «أن نجاح القطاع المصرفي اللبناني، وهو العمود الفقري لاقتصاد البلاد، يعتمد على التمسك بسمعة هي في الاصل ممتازة فعلا. واذا تم اعتمادي، سوف أكرس نفسي للعمل مع القطاع المالي اللبناني لتعزيز تعاوننا في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب». واعتبرت «إن التدخل الجاري لحزب الله في سوريا لدعم نظام الأسد، والذي اضطلع به من دون موافقة الشعب اللبناني، يتناقض مع إعلان بعبدا في العام 2012، والذي ينص بوضوح وحكمة على سياسة النأي بالنفس عن التورط الخارجي. إن أنشطة حزب الله في سوريا تخلق تحديات أمنية خطيرة على لبنان».

كلمة ريتشارد

 وجاء في كلمة ريتشارد التي وزعتها السفارة الاميركية في بيروت: «على مدى ثلاثين عاما من العمل في سلك الخارجية الأميركية، كان لي شرف الخدمة في بعض بعثاتنا الاكثر تحديا، بما في ذلك العمل في أفغانستان وباكستان ومؤخرا في اليمن. وخلال بذلي جهودي الديبلوماسية لتحقيق أهداف سياسة الولايات المتحدة، إضافة إلى الاشراف على المساعدات الأمنية ومكافحة المخدرات والبرامج المتعلقة بالاقتصاد والحكم الرشيد، قد رأيت بنفسي كم تستطيع الولايات المتحدة أن تكون مؤثرة عندما تكون منخرطة على الارض. إن الآثار المترتبة على مصالحنا الوطنية بسبب الأزمات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط تجعل من وجود الولايات المتحدة في القيادة أكثر ضرورة من أي وقت مضى.

يواجه لبنان اليوم ثلاثة تحديات رئيسية هي: الآثار الجانبية للنزاع في سوريا، والتي جلبت إلى لبنان أكثر من مليون لاجئ، وأزمة سياسية أعاقت بشدة عمل المؤسسات الحكومية وحرمت الشعب اللبناني من خدمات أساسية، وبالطبع، أنشطة حزب الله، وهو منظمة إرهابية تضع مصالحها الخاصة ومصالح داعميها الأجانب قبل مصالح الشعب اللبناني. إن شراكتنا مع مؤسسات الدولة الشرعية في لبنان ومساعدتنا للشعب اللبناني ضرورية في مساعدة لبنان على معالجة كل من التحديات الثلاث.

كرم اللبنانيين

لقد أذهلني الكرم الذي لا يصدق من قبل البلدات والقرى في جميع أنحاء لبنان من خلال استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري. وأنا فخورة جدا أيضا بكرم الشعب الأميركي. إن مساعداتنا للاجئين السوريين والمجتمعات اللبنانية التي استضافتهم منذ ما يقارب الخمس سنوات ساهم في تخفيف العبء الهائل على هذا البلد. في الشهر الماضي، في لندن، أعلن وزير الخارجية كيري عن مبلغ 133 مليون دولار أميركي كمساعدات إنسانية جديدة،  ما يجعل مساهمة الولايات المتحدة في لبنان تتعدى 1.1 مليار دولار منذ بداية الأزمة.

إن الجماعات المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة تشكل تهديدا خطيرا للبنان ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وقد لعبت شراكتنا مع القوى الامنية اللبنانية دورا حاسما في الحفاظ على أمن لبنان ضد هذه التهديدات. لبنان هو أيضا عضو في التحالف الذي نقوده لمحاربة داعش. وفي حال اعتمادي، سوف أبذل قصارى جهدي من أجل البناء على أساس العلاقات القوية بيننا وبين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

من خلال هذا الدعم السخي من الكونغرس، نقوم بدعم الجيش اللبناني بالمعدات والتدريب الذي يحتاجه لمحاربة داعش وغيره من المتطرفين. إن مساعداتنا الأمنية إلى الجيش اللبناني، التي فاقت 150 مليون دولار خلال السنة المالية 2015، قد أدت إلى فرق حقيقي على أرض الواقع. فقد حوَّل الجيش اللبناني التيار ضد داعش على طول الحدود الوعرة مع سوريا، بحيث لم يعد الشمال الشرقي للبنان في خطر داهم من قبل الجماعات المتطرفة، والطائرات الحربية اللبنانية باتت الآن تستخدم صواريخ هيلفاير التي زوّدت بها الولايات المتحدة الجيش اللبناني لتحديد مكان الإرهابيين والقضاء عليهم. كما أن شراكتنا مع قوى الأمن الداخلي لا تقل إثارة للإعجاب. على سبيل المثال، إن قوى الأمن الداخلي المدربة من قبل مكتب التحقيق الفدرالي (FBI) تقوم الآن بإجراء تحقيقات الادلة الجنائية للمساعدة في تحقيق العدالة للشعب اللبناني في حالات الهجمات الإرهابية والجرائم الخطيرة.

دعم الامن

ويحتاج الأمن الحقيقي للدعم من قيادة سياسية فعَّالة. ويشهد لبنان عدم وجود رئيس للجمهورية على مدى سنتين تقريبا – وهذا وقت طويل جدا. لقد حان الوقت الآن ليتمسَّك لبنان بمبادئه الديمقراطية ولينتخب رئيسا وفق الدستور اللبناني.

في حال اعتمادي، أتطلع قدما للعمل مع الأصوات اللبنانية الداعية الى الاعتدال والتقدم من أجل دعم سعي لبنان الى السيادة والاستقلال الكاملين. إن التدخل الجاري لحزب الله في سوريا لدعم نظام الأسد، والذي اضطلع به من دون موافقة الشعب اللبناني، يتناقض مع إعلان بعبدا في العام 2012، والذي ينص بوضوح وحكمة على سياسة النأي بالنفس عن التورط الخارجي. إن أنشطة حزب الله في سوريا تخلق تحديات أمنية خطيرة على لبنان. واذا تم اعتمادي، سوف تكون مهمتي القيام بكل ما في وسعي لدعم لبنان في ممارسة سيادته الكاملة في جميع أنحاء البلاد والمساعدة في بناء الجيش اللبناني المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان.