Site icon IMLebanon

خليل:الامام الصدر اراد لبنان بعيدا عن الارتهان

كتب عبد الامير بيضون:

خطف قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي فاجأ الجميع، سحب »الجزء الأكبر« من القوات الروسية في سوريا، القسم الأكبر من الاهتمامات والمتابعات، الدولية والاقليمية واللبنانية، وسط جملة أسئلة وتساؤلات عن حقيقة الدوافع وما سيكون لها من تداعيات مباشرة وغير مباشرة على الساحة السورية، كما على مستوى المنطقة بكاملها، ولن يكون لبنان بمنأى عنها، خصوصاً وان هذا القرار جاء متقاطعاً مع بدء محادثات جنيف، ولم يتأخر »الوسيط الدولي« ستيفان دي ميستورا في الاعلان عن »ان الانسحاب الروسي سيكون له أثر ايجابي على جهود تحقيق انتقال سياسي سلمي للأزمة في سوريا…« تماماً كما »المعارضة« التي رحبت ورأت أنه »اذا كانت هناك جدية في تنفيذ الانسحاب فسيعطي ذلك دفعة ايجابية للمحادثات… وستشكل عنصراً أساسياً للضغط على النظام وستتغير الأمور كثيراً نتيجة ذلك…«.

النفايات… خلال 48 ساعة

في قناعة عديدين من المتابعين، ان العبرة تبقى في التطبيق والنتائج، وما ستتمخض عنه الأيام المقبلة، التي سيكون لبنان في مقدمة الكيانات التي ستنعكس عليها التطورات (سلباً أم ايجاباً)، خصوصاً وأن الافرقاء المعنيين والمؤثرين، كما »حكومة المصلحة الوطنية« لايزالون يتخبطون في حسم المواقف والتردد في توفير الغطاء المطلوب لأدق وأخطر الأزمات العابرة لحدود الطوائف والمذاهب والمناطق والمتمثلة بأزمة النفايات، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة تمام سلام الى تأكيد »المضي قدماً بتطبيق خطة النفايات التي أقرها مجلس الوزراء، مشيراً الى ان الحل الذي اعتمد ليس مثالياً، ولكن هذا هو الموجود…«.

وكان سلام ترأس في السراي اجتماعاً ضم الوزير أكرم شهيب والنائب اغوب بقرادونيان ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، وذلك بهدف تذليل العقبات… وقد أعلن وزير البيئة محمد المشنوق أنه »سيتم البدء برفع النفايات خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة لأن البلد لم يعد يحتمل…«؟!

الرد الخليجي على «حزب الله»

إلى ذلك، وفي غمرة الانهماك الداخلي في البحث عن مخارج للأزمات المتراكمة، وجديدها الأزمة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تمثلت بجملة تدابير بحق لبنانيين وإبعادهم الى لبنان على خلفية انتمائهم او دعمهم لـ»حزب الله«، المصنف بأنه »تنظيم ارهابي«، خصوصاً بعدما نقل عن »مصدر خليجي« قوله »ان التدابير التي اتخذت حتى الساعة لم ولن تكون يتيمة…« لافتاً الى »ان ابعاد عائلات لبنانية من البحرين او غير البحرين، هو الرد الطبيعي على تدخل »حزب الله« في الشأن الداخلي لدول خليجية…

تفعيل مجلس النواب وتشريع الضرورة

على صعيد آخر، فقد رسمت المواقف الأخيرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري الاطر التي ستدور في رحاها حركته السياسية في الأيام المقبلة الفاصلة عن انطلاق العقد العادي لمجلس النواب في 23 آذار الجاري… وهو عازم، على ما نقل زواره، على اعادة فتح أبواب المجلس واطلاق عملية التشريع، وقد أعلن بوضوح لافت »ان عجلة الدولة ستبقى معطلة مادام المجلس النيابي شبه معطل… ولا بد من تفعيل التشريع، على رغم الشغور المتمادي في سدة الرئاسة الأولى…«

وبحسب زواره، فإن الرئيس بري سيعيد طرح بند تفعيل التشريع في الجلسة المقبلة لهيئة الحوار الوطني (الشامل) في 30 آذار الجاري… على رغم ادراكه ان الطريق الى ذلك لن تكون سهلة وهي معرضة لجملة معوقات واعتراضات…

… وموقف القوات

ومع انطلاق العقد التشريعي العادي الاسبوع المقبل، فقد ربطت »القوات اللبنانية« مشاركتها بـ»تشريع الضرورة« بادراج قانوني الانتخاب واستعادة الجنسية على جدول أعمال التشريع… وفي هذا ذكر عضو كتلة »القوات« شانت جنجانيان بما وصفه »الموقف الثابت للقوات« الذي يربط مسألة تشريع الضرورة ببندين أساسيين على جدول أعماله: »قانون الانتخاب والموازنة العامة…« وبرأيه ان »لا ضرورة قبل اقرار هذين البندين…«.

خليل يرد على عون ويفند مواقفه

وفي السياق فلقد جاء رد المعاون السياسي للرئيس بري، وزير المال علي حسن خليل، على ما جاء في كلام رئيس تكتل »التغيير والاصلاح« النائب العماد ميشال عون، ليل أول من أمس مشككا في المجلس النيابي وشرعيته واضح الدلالة، وان لم يسمه بالاسم.

فقد أكد خليل في احتفال لمناسبة انطلاق »أمل«: »اننا مستمرون بالدفع في اتجاه الحوار ولا يمكن التشكيك في شرعية المجلس النيابي عندما يكون يخالف مصلحتنا الانتخابية«. وقال: »إما نكون مع شرعية مجلس النواب او لا نكون، ومن واجب الجميع الانتقال الى مجلس النواب لانتخاب رئيس ومستمرون في الدفع باتجاه الحوار الوطني…« مشدداً على ان »أي اصلاح سياسي حقيقي لن يتحقق في هذا البلد إلا من خلال قانون انتخابات يقوم على أساس النسبية مع لبنان دائرة انتخابية واحدة…

وحول التطورات الأخيرة على مستوى العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أكد خليل »ان التحدي الاسرائيلي يفرض علينا ان نبقى متنبهين… فليس مطلوبا منا ان نكون ضد العرب ولا ان نكون ضد الدول التي ساعدت المقاومة في لبنان ودافعت عنها…«.

المستقبل: اسلوب عون مضى عليه الزمن

وفي الاطار عينه لفت عضو كتلة »المستقبل« النائب عمار حوري الى »ان النائب ميشال عون لم يقدم جديداً… وأسلوبه التصعيدي مضى عليه الزمن وهو تكرار لافكار تميل الى الخيال أكثر من الواقعية«.

واعتبر حوري ان »عون يخوض منذ عقود معارك متواصلة ونتيجتها معروفة سلفاً، وهذا الاسلوب مرّ عليه الزمن ولم يعد يحاكي المستقبل«، متسائلاً: »كيف يعتبر عون البرلمان الحالي غير شرعي وهو من أعطى الثقة لوزرائه في الحكومة«. وقال: »لا يمكن التعويل على موقف عون من الطائف لأن مواقفه متقلبة…« معتبراً ان »عون يريد من جميع اللبنانيين ان يقسموا على انتخابه حتى ينزل الى البرلمان.«؟!

سليمان واعلان بعبدا

وفي المواقف من التطورات، وفي تعليق له عبر »تويتر« قال الرئيس العماد ميشال سليمان حول قرار بوتين سحب قواته من سوريا: »أمام اعلان موسكو سحب قواتها الرئيسية من سوريا بات تطبيق »اعلان بعبدا« عبر انسحاب »حزب الله« أمراً ضرورياً«.

جعجع والمصادفات البليغة

وفي الذكرى الخامسة لـ»الثورة السورية« اعتبر رئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع ان »من مصادفات التاريخ البليغة في معانيها وابعادها ان يتزامن انطلاق الثورة السورية مع »ثورة الارز« اللبنانية…

ورأى جعجع ان »الخروج الروسي ليس إلا تأكيداً لما ذهبت اليه منذ اللحظة الاولى لهذا التدخل بأن هدفه ينحصر بتأجيل سقوط النظام للمرحلة التي تستوي فيها التسوية، لأنه لولا هذا التدخل لكان النظام اليوم في خبر كان…«.

الحاج حسن والحد الأدنى من الاستقرار

من جانبه اعتبر وزير الصناعة حسين الحاج حسن »ان لا خيار أمامنا إلاّ  الأمل والثبات والصمود الى حين حصول الحلول السياسية المرتقبة…« معتبراً ان لا بد لنا من الاضاءة على النقاط الايجابية في واقعنا حيث ننعم بالحد الأدنى من الاستقرار السياسي والأمني بجهد القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني…«.

فضيحة الانترنت «الموصوفة»

على صعيد مختلف، وإذ اعتبر (الوزير السابق) سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل »التغيير والاصلاح« أمس، اننا »أمام فضيحة موصوفة بكل المعايير بموضوع الانترنت غير الشرعي«، فقد ادعى النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم على عماد لحود وهاكوب انترانيك في جرم كابلات ألياف ضوئية وأنترنت غير شرعية في محلة الزعرور… وأحال الملف التي قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان جان فرنيني…

وفي هذا قال وزير الاتصالات بطرس حرب، »ان التحقيق لايزال جارياً والأكيد ان هناك مراكز للانترنت غير الشرعي وشبكة اتصالات غير شرعية وارتباطاتها لاتزال غير معروفة، لكن المعلومات الأولية تفيد ان هناك علاقة بين الشركة الحالية والشركة السابقة التي اكتشفت في الباروك عام 2009…. وأكد أنه سيطلع الرأي العام »على كل التفاصيل التي توافرت حول هذه الشبكة في مؤتمر صحافي يعقده اليوم…«.