مجلس النواب – هالة الحسيني:
من جديد وبعد مرور سنتين على اول دعوة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية يرجئ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة التي تحمل الرقم السابع والثلاثين الى الثامن عشر من نيسان المقبل بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني وهو ٨٦ نائبا.
حضروا الجلسة
الجلسة حضرها الرئيس سعد الحريري على رأس كتلته النيابية ونواب اللقاء الديموقراطي، التنمية والتحرير، والقوات اللبنانية، الكتائب، ونواب من الرابع عشر من اذار حيث بلغ العدد ٦٢ نائبا، فيما كان البارز امس هو غياب النائب وليد جنبلاط عن هذه الجلسة وكذلك المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية وكذلك العماد ميشال عون وكتلته الى كتلة الوفاء للمقاومة.
واللافت امس انه سجل تراجع ملحوظ في عدد النواب الحاضرين عن الجلسة الماضية اذ بلغ حينها ٧٣ نائبا فيما افادت مصادر نيابية ان عددا من النواب هو خارج البلاد بسبب مصادفة اقتراب عيد الفصح المجيد.
محاولة اعادة الزخم
وتشير المصادر الى ان كل الجهود والمساعي ستبذل بعد عطلة الفصح من اجل اعادة الزخم الى جلسة انتخاب الرئيس المقبلة عبر الدفع باتجاه حضور اكبر عدد نيابي ممكن، لان لا تنازل وفق المصادر عن النائب سليمان فرنجية كمرشح تيار المستقبل للرئاسة.
وفي هذا الاطار اكد الرئيس سعد الحريري ان انتخاب الرئيس هو الحل للكثير من الازمات واعتبر ان غياب بعض النواب يظهر ان هناك اشخاصا يريدون تعطيل رئاسة الجمهورية ومن غير المقبول ان يكمل هذا الموضوع على هذا النحو.
اداء الواجب
وقال: سنكمل بالنزول الى مجلس النواب واداء واجبنا الدستوري وكل المساوئ التي تحصل في لبنان هي مسؤولية الغائبين عن الجلسة.
اضاف: يهمنا انتخاب الرئيس وفتح حوار حقيقي لاخراج البلد من المخاطر التي نمر بها وانتخاب الرئيس هو الامر الاساسي بالنسبة لنا.
واشار الى انه متفائل ومتأكد من انه اذا وجد اي ضغط حقيقي فسنصل الى عدد مرتفع من الحاضرين لجلسة الانتخاب، مؤكدا ان مجلس النواب شرعي سائلا: لو انتخب العماد عون رئيسا يصبح المجلس شرعيا ام لا؟
اولويات المرحلة المقبلة
وتقول المصادر ايض ان العمل التشريعي سيكون من اولى اولويات المرحلة المقبلة والتي سيعمل عليها رئيس المجلس النيابي، فنقل النواب عن بري قوله بضرورة تفعيل العمل التشريعي مع بداية الدورة العادية للمجلس بهدف تسيير امور المواطنين، كما رأى البعض ضرورة مصارحة الرأي العام اللبناني بشأن ما توصلت اليه لجنة قانون الانتخابات بعدما تسلم تقريرها اول من امس الرئيس بري من النائب جورج عدوان.
فالنائب علي فياض رأى ان اللجنة توصلت الى لا شيء والنتائج مخيبة للامال وبعد انتهاء الفترة الاخيرة اي شهرين والتي توجت ثلاث سنوات من النقاش حول القانون لم تتمكن من الوصول الى تصور مشترك يجمع بين اللبنانيين حول قانون انتخابي واحد.
من هنا ومع بدء العقد العادي الاول للمجلس فالاستعدادات بدأت تنشط لعقد جلسة تشريعية واقرار عدد من مشاريع واقتراحات القوانين وكل الجهد وفق مصادر مطلعة سيبذل من اجل ان تعقد الجلسة قبيل جلسة انتخاب الرئيس في ١٨ نيسان المقبل.
سيتوجه قريبا الى موسكو
الحريري حمّل المسؤولية لمن يغيب عن الجلسات
تحدث الرئيس سعد الحريري في مجلس النواب بعد رفع الجلسة الـ 37 لانتخاب رئيس جمهورية، وقال: «هذه الجلسة الــ 37 لانتخاب رئيس جمهورية وقد أتينا لنمارس واجبنا الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية، للاسف ما زال التعطيل مستمرا كما كنا نراه في كل مرة. رأيي كما رأي الرئيس نبيه بري ان انتخاب رئيس للجمهورية هو الحل لكثير من الازمات التي نراها في البلد. غياب بعض النواب عن هذه الجلسة يبين ان هناك من يريدون تعطيل رئاسة الجمهورية، واستمرار هذا الموضوع غير مقبول».
«سنستمر بالنزول الى مجلس النواب ونستمر بتأدية واجبنا الدستوري لننتخب رئيس جمهورية. كل المساوىء التي تحصل في البلد هي من مسؤولية الذين يغيبون عن مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية.
هذا البلد ديموقراطي وله دستور ويجب ان ينتخب رئيس جمهورية، وان شاء الله سنكمل هذه المساعي».
«ومن مساوىء عدم انتخاب رئيس للجمهورية ما حل في الشمال وطرابلس التي تصدرت قائمة أفقر مدينة على البحر الابيض المتوسط، ونحن ندعم المشروع الذي تقدم به النائب روبير فاضل لمحاربة الفقر وستكون لنا مبادرة معه قريبا ان شاء الله».
وسئل: الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ابدى ايجابية في ما خص اللقاء معك، هل يمكن ان يحصل لقاء قريبا؟
أجاب: «قلت في مقابلتي انني لست ضد، ما يهمنا ان ننتخب رئيس جمهورية ونفتح حوارا حقيقيا لنخرج البلد من المشاكل التي نعيشها، والمخاطر التي نواجهها، لكن انتخاب رئيس جمهورية هو الاساس بالنسبة لي».
سئل: لم نر اليوم الزخم النيابي الذي كان في الجلسة الماضية، وعدتم بحضور 80 نائبا وما فوق؟
أجاب: «أنا متفائل، بعض النواب خارج البلد، والبعض لم يأت، لكنني متأكد من أنه اذا كان هناك ضغط حقيقي، لوصلنا ربما الى 80 او 83 أو اكثر».
سئل: هل هناك محاولة لاقناع مرشحك النائب سليمان فرنجية لحضور الجلسة المقبلة؟
أجاب: «سليمان بك هو سيد قراره وهو يأخذ قراره ساعة يشاء، نتمنى عليه ان يأتي، ولكن هو يتحكم بقراره».
سئل: كم ستطيل بالك رغم ان مرشحك الاساسي لا يحضر؟
أجاب: «بالي طويل جدا».
سئل: العماد ميشال عون عاد وقال ان مجلس النواب غير شرعي، على اي اساس هذا المجلس سينتخب رئيسا للجمهورية؟
أجاب: «هذا المجلس شرعي، ليس لأن الجنرال عون يقول انه غير شرعي يعني انه غير شرعي. لو انتخبنا عون رئيسا لأصبح هذا المجلس شرعيا بالنسبة له».
سئل: في حال حصل حوار سعودي ايراني، هل تتغير الترشيحات في لبنان وتذهبون الى رئيس وسطي ليس من 8 اذار؟
أجاب: «برأيي ان الحوار السعودي الايراني هو حوار بين دولتين هما على خلاف حول عدة امور، لا شك ان الامور ستهدأ او تتحسن في المنطقة. لكن في لبنان هناك مرشحان من 8 اذار، السيد نصرالله قال نحن انتصرنا، هل يمكن ان ينتصر احد من دون ان يحتفل بانتصاره؟ نحن قادرون على انتخاب أحد المرشحين، تفضلوا الى مجلس النواب».
«نسمع ان التيار العوني يريد النزول الى الشارع، فبدل النزول الى الشارع، لينزل الى مجلس النواب».
ومن جهة ثانية عرض الرئيس الحريري في بيت الوسط مع النائبين محمد كبارة وسمير الجسر الاوضاع العامة وشؤون مدينة طرابلس.
وكان الرئيس الحريري عاد الى بيروت مساء اول من امس الثلاثاء بعد زيارة خاصة الى باريس وهو سيقوم في القريب بزيارة الى روسيا يلتقي خلالها كبار المسؤولين في الكرملين.