Site icon IMLebanon

مساعدات دولية وازنة ولبنان يطالب بترسيم الحدود البرية

مع تأكيد الدعم الأممي المتواصل للبنان بهدف تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية، بدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حاملا معه ملف النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين إضافة الى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، زيارته لبيروت التي وصلها في التاسعة والنصف من قبل ظهر امس على متن طائرة خاصة، آتيا من نيويورك، على رأس وفد ضم: رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ورئيس البنك الاسلامي للتنمية احمد محمد علي المدني، في اطار زيارة للبنان تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين تتركزعلى انجاح مساعيه في حث الدول العربية الخليجية والدول المانحة الاخرى على تحمل الاعباء الناتجة عن استضافة لبنان للنازحين في اطار التحضير لاجتماع رفيع المستوى لتقاسم المسؤوليات والذي يترأسه في الثلاثين من الجاري في جنيف.

ووسط تدابير أمنية مشددة نفذتها الاجهزة الامنية المختصة، حطت طائرة بان كي مون في المطار، حيث كان في استقباله الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير وفيق رحيمي ممثلا وزير الخارجية جبران باسيل، مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، مديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة ميرا ضاهر، وقائد «اليونيفل» الجنرال لوتشيانو بورتولانو وعدد من ضباط القوة الدولية.

سبب تغيّب باسيل

وفي وقت طُرحت تساؤلات عن سبب تغيّب وزير الخارجية الذي كان من المفترض ان يستقبل بان، أوضحت المعلومات ان تغيّب باسيل سببه حالة وفاة في عائلته، فكّلف الأمين العام لوزارة الخارجية باستقباله.

ومن المطار توجه بان الى المقر العام لـ «اليونيفيل» في الناقورة التي وصل اليها في الثانية الا ثلثا من بعد الظهر، عبر طوافة عسكرية دولية وبحماية طوافتين للجيش اللبناني و5 طوافات دولية اخرى. وكان في استقباله القائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال لوتشيانو بورتولانو وكبار الضباط الدوليين، واقيم له عرض عسكري رمزي قدمت خلاله ثله من الحرس الدولي التحية العسكرية، استعرضها الى جانب بورتولانو وعقد إجتماعا حضره كبار الضباط الدوليين وأطلع منهم على مهمة «اليونيفيل» في الجنوب وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. كما تم التطرق الى مسألة التنسيق بين الجيش والقوات الدولية.

بيان

وأفادت «اليونيفيل» في بيان وزعته أن بان أشار في كلمة إلى أن «جنوب لبنان شهد واحدة من أهدأ الفترات منذ ما يقرب من أربعة عقود منذ اعتماد القرار 1701.

وقال: «إن انتشار بيئة أمنية مستقرة في جنوب لبنان، ومواصلة التزام الأطراف وقف الأعمال العدائية، وزيادة قدرة القوات المسلحة اللبنانية لضمان أمن البلاد – هذه هي العناصر الأساسية لنجاح تنفيذ ولاية اليونيفيل».

ودعا بان الى «الاستخدام الفاعل والهادف لبعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في لبنان لناحية منع الأعمال العدائية وعدم تصعيد التوتر في الجزء الجنوبي من البلاد».

وشدد على «ضرورة الاستخدام المستمر للمنتدى الثلاثي – الذي يضم لبنان وإسرائيل واليونيفيل – لحل أي خلافات بين الأطراف في اطار التنفيذ الكامل للقرار 1701».

التعاون مع الجيش

وركز على «الحاجة إلى التعاون الوثيق بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل في جنوب لبنان، بما في ذلك من خلال عملية الحوار الاستراتيجي، والجهود التي تبذل لضمان تنفيذ القرار 1701».

وقال أن «الحوار الاستراتيجي أمر حاسم في حال تحمل القوات المسلحة اللبنانية مسؤوليات أكبر في منطقة عمليات اليونيفيل»، داعيا الى «مساعدة دولية متزايدة لدعم القوات المسلحة اللبنانية من أجل مساعدتها على القيام بمسؤولياتها الحيوية في كل أنحاء البلاد، كما أكد مجلس الأمن أخيرا».

من ناحيته، قال بورتولانو: «في مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه جنوب لبنان، تشكل اليونيفيل رادعا قويا أمام استئناف الأعمال العدائية».

عين التينة

ومن الناقورة توجه بان على متن طوافة عسكرية الى الحمام العسكري في المنارة ومنه إنتقل الى مقر الرئاسة الثانية في عين التنية، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد اللقاء: بحثنا في موضوع الجنوب وترسيم الحدود البحرية والدور الكبير الذي تلعبه القوات الدولية تطبيقا للقرار 1701 وأشار الى ان موضوع الرئاسة كان أساسيا بالنسبة إليه لا سيما كيفية الخروج من هذا المازق وأوضح ان الحلول في المنطقة يمكن أن تنعكس ايجابا على الرئاسة في لبنان.

في السراي

ومن جهته، طلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بذل مساعيه «من أجل ترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليهما بين لبنان واسرائيل».

وجاء هذا الطلب في رسالة سلمها رئيس مجلس الوزراء الى المسؤول الدولي في ختام الاجتماع الموسع الذي عقد في السراي الحكومي بعد ظهر امس.

وجاء في نص الرسالة: «سعادة الأمين العام، سندا الى ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص في مادته الأولى على أن من بين أبرز مقاصد هذه المنظمة الدولية «إتخاذ التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم وإزالتها».

وسندا إلى الفقرة العاملة العاشرة من قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 1701 (للعام 2006) التي تطلب الى سعادتكم أن تضعوا «من خلال الاتصال بالعناصر الفاعلة الرئيسية الدولية والأطراف المعنية مقترحات، لترسيم الحدود الدولية للبنان، لا سيما مناطق الحدود المتنازع عليها أو غير المؤكدة…».

فإني أكتب الى سعادتكم، طالبا منكم بذل مساعيكم الحميدة لترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل، مشددا على أنترك هذه المسألة من دون حل سيبقيها مصدر نزاع من شأنه تهديد السلم والأمن في منطقتنا.

وتفضلوا، سعادة الأمين العام، بقبول فائق الاحترام والتقدير».

وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس سلام في السراي الحكومي، عن سروره «لوجوده هنا مجددا في لبنان»، وقال: «ان للامم المتحدة وجودا اساسيا في لبنان، وقبل ان اتحدث عن زيارتي ولقاءاتي اعبر عن التعازي الحارة عن وفاة الجنود اللبنانيين في ضواحي عرسال، وهذا ما يتطلب دعم دولي للجيش والقوات الامنية اللبنانية لمحاربة الارهاب».

وشدد على ان «الزيارة المشتركة مع رئيس البنك الدولي جيم كيم ورئيس البنك الاسلامي احمد محمد تظهر ان المجتمع الدولي متحد في دعم لبنان»، لافتا الى ان «دولا قليلة اظهرت الكرم الذي اظهره لبنان في استضافة النازحين، وان المؤتمر الذي انعقد اخيرا خطوة مهمة للانتقال في حل ازمة النازحين ونحن خائفون من ان زيادة عمل النازحين يزيد عمل الاطفال ونسبة الفقر».

وقال: «يجب ان نجد طرقا لتحسين ظروف النازحين والمجتمعات التي تستضيف النازحين، واقدر جهود سلام في قيادة الحكومة في هذه الظروف الصعبة، ولبنان يعبر عن التعددية ويجب ملء الشغور الرئاسي لبدء العمل في وقت قريب، والامم المتحدة تقف الى جانب لبنان وان المهمة السياسية والاقتصادية كما مهمة حفظ السلام هناك نسبيا هدوء على الحدود بعد 10 سنوات من اصدار القرار 1701»، مكررا دعوة «مجلس الامن لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية»، داعيا الى «ضرورة حل عاجل لازمة النازحين اللفلسطينيين والحل يكون بدولتين يعيشان جبنا الى جنب بأمن وسلام».

اضاف: «اود ان اهنئ على العمل الممتاز للقوات المسلحة اللبنانية والجيش اللبناني، وهذا العمل محل تشجيع، واليونيفيل تتعاون مع الجيش اللبناني، وهذا العام هو العام العاشر للقرار 1701، ولكن ما حصل اليوم، وهذا التفجير الذي حصل قرب الحدود السورية وما حصل في كانون الاول من العام الاول من العام المنصرم، هي اعمال ارهابية علينا ان نتحد لمواجهتها، ومن المهم ان يتحد المجتمع الدولي لهزيمة الارهاب، والامم المتحدة تؤمن انه من المهم معالجة جذور واسباب التطرف والارهاب».

ورأى انه «علينا ان نكون متنبهين كثيرا في معالجة اسباب التطرف، واقترحت على الامم المتحدة خطة عمل لمحاربة التطرف، وعلينا اظهار التزام وتضامن كبير في التصدي للتطرف والارهاب واعداد الارض لمنع ظهور هذا التطرف».

وقد التقى بان خلال زيارته نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي كما زار المجتمعات المضيفة للاجئين السوريين والفلسطينيين.

الى الإردن

الى ذلك، أعلن مكتب الأمانة العامة للامم المتحدة ان بان سيتوجه الأحد إلى الاردن ويلتقي الملك عبدالله الثاني ومسؤولين حكوميين كما يزور مخيم الزعتري ويلتقي مجموعة من الشباب الأردني قبل توجهها إلى تونس الاثنين . ويغادر رئيس البنك الدولي في اليوم نفسه بينما تمتد زيارة بان إلى الثلاثاء قبل توجهه إلى جنيف.

اعتصام

وتزامنا مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، نفذت حملة «الشعب يريد إصلاح النظام» إعتصاما أمام الإسكوا لتسليمه رسالة إحتجاجية على إعادة فتح مطمر كوستابرافا القريب من مطار بيروت الدولي، معتبرين انه يشكل خطرا على سلامة الطيران المدني.