كتب يوسف الحداد:
انطلقت عجلة الانتخابات البلدية والاختيارية، وحسمت الادارة المختصة المواعيد أيار المقبل… وبدأ الافرقاء المعنيون حراكهم على هذا الخط، الذي يولونه أهمية لافتة وبالغة المعنى والدلالة…
وإذ تراجعت وعلى نحو ملحوظ، الاتصالات والحراكات على خط انجاز الاستحقاق الرئاسي، الذي يطلّ على ألسنة البعض، وفي بيانات البعض الآخر، من باب »رفع العتب«، والبعض يمسك بمقاطعة الجلسات، فمن المتوقع ان تشهد الأيام والأسابيع المقبلة تطوراً لافتاً محوره تفعيل عمل مجلس النواب على النحو الذي يتمسك به الرئيس نبيه بري، ويكون مادة حيوية على طاولة الحوار الوطني في ٢٠ الجاري من منطلق تشريع قانون جديد للانتخابات النيابية… حيث يتوقع متابعون ان تكون الجلسة حاسمة وتخرج من دائرة المراوحة و»شد الجبال« بين المطالبين بالنسبية المطلقة و»المناصفة بين النسبية والأكثرية« وبين رافضي النسبية بالمطلق، خصوصاً ان غير فريق يتمسك باجراء الانتخابات النيابية، قبل انتخاب رئيس الجمهورية.
الحريري: لقانون فعال يحد من الفقر
إلى ذلك، وفي خطوة خرقت الروتين اليومي، فقد رعا الرئيس سعد الحريري في »بيت الوسط« بعد ظهر أمس، لقاء »اطلاق حملة دعم مشروع برنامج إزالة العوز والفقر المدقع في لبنان…« التي كانت فكرة أطلقها النائب روبير فاضل وكانت له مداخلة شدد فهيا على »اننا في لبنان نعاني من مشكلات كثيرة في طليعتها الفراغ الرئاسي… إلا ان لا شيء يمنعنا من محاولة معالجة المشكلات الأكثر الحاحاً«.
ودعا الحريري »الزملاء والنواب والكتل النيابية لغض النظر عن الخلافات السياسية وبذل الجهود لاقرار قانون فعال للحد من الفقر بأسرع وقت ممكن…«.
وقد حضر اللقاء أكثر من مئة شخصية سياسية واقتصادية ومالية من لبنان والخارج، ونواب »المستقبل«، من بينهم رؤساء صناديق مالية عربية ودولية وممثلون عن »البنك الدولي« والأمم المتحدة…
وأكد الحريري في كلمته »ان أكثر من ٣٠٠ الف لبناني ولبنانية يضطرون للعيش بأقل من ٤ آلاف ليرة في اليوم… وهؤلاء الأكثر فقراً والأكثر عوزاً في لبنان.. وهو وصمة عار علينا جميعاً«.
في السياسة، فقد اعتبر الرئيس نبيه بري، ان »المفتاح السحري لكل الأزمات يكون بانتخاب رئيس للجمهورية، فمن غير الجائز، تحت أي عنوان من العناوين الاستمرار في التعطيل والدوران في حلقة الفراغ…«.
ودعا بري في كلمة القاها ممثل عنه هو رئيس الهيئة التنفيذية في حركة »أمل« محمد نصر الله، في »مناسبة كشفية« الى »التنازل عن الانانيات الطائفية والمذهبية والشخصية« مؤكداً أنه »لا يجوز ان يكون مصير وطن وشعب رهن انانية شخص من هنا او هناك…« داعياً الجميع الى »ان نضع أصبعنا على الجرح… والى اقلاع البعض عن التمترس وراء المواقف الخشبية«.
حرب: لتعديل دستوري
وموضوع النصاب وتعطيل الجلسات في مجلس النواب كما مسألة الانترنت غير الشرعية كانت مادة نقاش جاد بين الرئيس بري ووزير الاتصالات بطرس حرب..
وفي هذا، لفت حرب الى ان البحث تطرق الى »اقتراح قانون التعديل الدستوري عن اعتبار ان كل نائب يتغيب عن ثلاث جلسات متتالية من دون عذر شرعي يعتبر مستقيلاً…«.
كما كشف حرب عن الشق الثاني من الاقتراح وهو »اعتبار النصاب القانوني لجلستي انتخاب رئيس الجمهورية، الأولى والثانية هو الثلثين، أما نصاب الجلسة الثالثة فيكون النصف زائداً واحداً، ويصار الى انتخاب الرئيس بأكثرية النصف زائدً واحداً«.
من جانبه شدد عضو كتلة »المستقبل« النائب سمير الجسر على ان »انتخاب رئيس للجمهورية هو المفتاح لحل كل المشكلات التي تعترض حياتنا السياسية والاقتصادية والأمنية«.
جلسة الحكومة واشكالية أمن الدولة
إلى ذلك، تتجه الأنظار الى ما ستكون عليه جلسة مجلس الوزراء المقررة (مبدئياً) يوم غد الخميس، وعلى جدول الأعمال عدد كبير من البنود من بينها تجهيزات المطار.. اضافة الى بند »جهاز أمن الدولة«، الذي راح بعيداً في »التسييس« على خلفية طائفية، يقودها تكتل »التغيير والاصلاح«، في مواجهة الرئيس بري… وفي هذا، أكد عضو التكتل النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع التكتل أمس، وجوب »تطبيق القانون والأصول بخصوص جهاز أمن الدولة«. لافتاً الى ان »هذا الأمر بغاية الخطورة، وهناك من يريد ان يستمر في الخلل وتغطية الفساد… وهذا أمر مرفوض ولا يجوز محاصرة المدير العام للجهاز…
فضائح… فضائح… وعلى الدولة السلام
وفي السياق، فقد استقبل رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي يوم أمس وزير الصحة وائل ابو فاعور، وكان بحث في »ما يستجد في حياتنا اليومية من فضائح تتوالى كل يوم أكثر من اليوم الذي سبق«. وقال ابو فاعور »ان التداعي بلغ مبلغاً في بنية المؤسسات… وفي كل يوم نكتشف فضيحة جديدة يندى لها الجبين… بدأنا بفضيحة الانترنت غير الشرعي… ولا ندري ما هي الاجراءات التي ستتخذ في هذا الأمر… ثم وصلنا الى فضيحة الدعارة…«.
ولفت الى أنه »اذا لم يكن هناك موقف حازم للحكومة في الاجتماع يوم (غد) الخميس… فاعتقد أنه على الدولة… والمؤسسات والحكومة السلام«.
وفي اطار الفضائح، فقد عرضت لجنة الاعلام والاتصالات النيابية ما آلت اليه التحقيقات في فضيحة الانترنت غير الشرعي، وأعلن رئيسها النائب النائب حسن فضل الله ان التحقيقات القضائية تجري على أربعة مسارات، ونحن مع تحقيق العدالة على يد القضاء«.
الكتائب يرفض التشريع
إلى ذلك فقد حضرت الانتخابات البلدية في العديد من المواقف كما مسألة »التشريع«…
وفي هذا، جدد حزب »الكتائب« رفضه ان ينتقل المجلس النيابي – باعتباره هيئة ناخبة لممارسة أي عمل تشريعي قبل القيام بواجبه الوطني بانبثاق السلطة«.
وفي اجتماع للمكتب السياسي شدد المكتب السياسي للحزب على ان »الانتخابات البلدية هي المتنفس الوحيد للديموقراطية في لبنان… رافضاً أي تأجيل مطالباً بـ»تحييد هذه الانتخابات عن الصراع السياسي…«.
وبشأن فضيحة شبكات الدعارة سأل: »لماذا لا يحاسب المسؤولون عن الأجهزة المعنية على تقصيرهم«.
شبكة الدعارة
وكان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كلف المفتش العام في قوى الأمن العميد جوزف كلاس التحقيق في الاتهامات التي أطلقها النائب وليد جنبلاط لمسؤولين في مكتب حماية الاداب بالتواطؤ مع شبكة الدعارة المكتشفة«. ولفت المكتب الاعلامي للوزير المشنوق الى ان »اتهام الداخلية بقضية شبكة الاتجار بالبشر هدفه تشتيت الأنظار عن المرتكبين الحقيقيين«.
وكان جنبلاط قال عبر »تويتر« ان شبكة الدعارة تعمل بالتواطؤ مع كبار المسؤولين في الآداب…
القمة الروحية المسيحية: الأولوية لانتخاب رئيس
على صعيد آخر… وعلى ما كان مقرراً، فقد عقدت أول من أمس الاثنين القمة الروحية المسيحية – المسيحية في الصرح البطريركي في بكركي، وقد غاب عنها بطريرك انطاكيا
وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، لأسباب قيل إنها »قاهرة«.
وقد أكد بطاركة الكنائس الشرقية في بيان تلاه النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم »ضرورة اعطاء أولوية قصوى لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية…« وطالبوا »جميع المعنيين بالشأن العام بأن يعملوا بجد ونزاهة على مجابهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة…« وذكروا بـ»ضرورة العمل على الخروج من الارباك الحاصل، على مستوى علاقات لبنان بعدد من الدول العربية…« رافضين »الحروب التي فرضت على بلدان عدة في المنطقة…« ودانوا »التدخل الاقليمي والدولي في هذه الحروب، لاسيما في سوريا والعراق، وذلك بتغذية الجماعات الارهابية بالمال والسلاح والتغطية السياسية والاعلامية«.
واستهجن البطاركة »استخدام الخطاب الديني المتطرف لاذكاء الصراعات وتبرير القتل وتكفير المواطنين…« مناشدين »جميع المسؤولين العمل الجدي على درء موجات تكفير المواطنين«. ونددوا بـ»جريمة اقتلاع المسيحيين وغيرهم من المكونات المستضعفة من أرضهم في العراق وسوريا…« ودعوا »المجتمع الدولي الى العمل جدياً على حل القضية الفلسطينية وتنفيذ مبدأ الدولتين وعودة اللاجئين الى أرضهم…«.
ولمناسبة مرور خمس سنوات لتوليه السدة البطريركية التي تقاطعت مع عيد البشارة، فقد أكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي »اننا بحاجة الى مزيد من التعاون وبذل الجهود لتعميق الايمان المسيحي (…) وحماية الكيان اللبناني بخصوصيته…«.