أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في حديث إلى محطة «ال بي سي» أن «ما حصل في المبنى باء هو انهاء لظاهرة موجودة على مدى سنوات شغلت اللبنانيين، وخلقت اسطورة حول سلاح ومال ومخدرات»، موضحاً أن الحقيقة الوحيدة الموجودة هي ان المبنى باء كان مقراً لغرفة عمليات تتصل بالعراق والموصل والرقة في سوريا وتتصل بعرسال وعين الحلوة وتتصل بإرهابيين لتنسيق أعمال إرهابية في البلد».
وكشف ان «ما حصل هو عملية أمنية محترفة لم يصب بها أحد لا من قوى الامن، وفي لبنان لا يخفى شيء لا في المستشفى ولا اذا كان احد اصيب بإصابة قاتلة، ليست هناك من اصابات على الاطلاق. هناك اصابات طفيفة جداً وأؤكد سلامة الـ865 سجيناً».
وأعلن ان «القرار متخذ منذ 4 أشهر والقوة محضرة والتعليمات معطاة ومعروف من سيشارك بها كل ضابط وكل عسكري. وكل مسؤول في هذه العملية كان على علم بدوره. ولكننا كنا في انتظار انتهاء ترميم المبنى «د».
أضاف: «السجن تم ترميمه في 28 تشرين الأول، ولكن جرى خطف العسكريين واصبحت هناك صعوبة لتعرض العسكريين لعملية من هذا النوع وتأثيرها عليهم وعلى اهلهم، فجمدنا القرار ولكن عندما اكتشفنا عبر التقارير وتحليل الاتصالات أن تفجير جبل محسن يعود لإتصالات داخل السجن مع بعض الارهابيين في الشمال، ومنهم الشابان اللذان فجرا نفسيهما، فكان عليّ ان اتخذ القرار وأحسمه».
وتابع: «اتصلت مساء السبت بالعميد عثمان وطلب مني مهلة 24 ساعة ومن ثم اتصلت بالرئيس الحريري وأطلعته على القرار فكان داعماً له، ليلة الأحد كان لنا اجتماع موسع في منزل الرئيس سلام وبعد انتهاء الاجتماع استفرد العميد عثمان بالعماد قهوجي وابلغه عن العملية ونسقا حول كيفية القيام بها وأخذنا موافقة الرئيس تمام سلام».
وأوضح أن «العملية تمّت باحتراف من الدرجة الاولى بالتعاون مع الجيش ومع الدفاع المدني».
وعن وجود ربط بين سجن رومية وعملية باريس كشف المشنوق «اذا اردنا تكبير الموضوع نقول نعم الا ان هذا الشيء غير صحيح. الفضل بالعملية هو للقوى الامنية التي داهمت السجن من فرع المعلومات وفرقة الفهود وقوى السيارة ولكن الجيش اللبناني كان هو الاحتياط والضمانة لنجاح العملية عبر الهليوكوبتر وبقوة المغاوير».
الخطة الأمنية بقاعاً
وأكد «أنا لا أسدد فواتير لأحد سوى الدولة اللبنانية وللشعب اللبناني ولا علاقة لجمهوري بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد هذا ليس اسلاماً ولا ديناً هذا كلام واضح من شيخ الازهر والمفتي دريان».
وجزم «بأن الخطة الامنية نجحت بالمشاركة بين الجيش والقوى الامنية في الشمال وطرابلس وكذلك في صيدا وهناك استكمال للخطة الامنية في البقاع. ومن يتحدث عن اننا مترددون تجاه مناطق فيها قوة لحزب الله يكون مخطئاً جداً».
وأكد ان «الخطة الامنية ستحصل في البقاع بأقرب وقت بتغطية سياسية شاملة وبمشاركة من الجيش والقوى الامنية»، أوضح أن «الموضوع لا يتعلق بالسنة فقط بل بالارهاب ويتعلق باستعمال الدين في الاعتداء على الناس وبذبحهم وقتلهم»، معتبراً أن «هذا الامر لا علاقة له لا بالساحة السنية ولا بتمثيلنا السياسي. والرئيس الحريري كان واضحاً في خطابه الاخير عن هذا الموضوع ولم يترك مجالاً للاشكال».
معدات سجن رومية
وكشف بخصوص المعدات التي وجدت في السجن أنه هناك تحقيقات جدية لمعرفة مَن الضباط ومَن الأفراد الذين كانوا في هذه الفترة مع العلم ان هناك 4 ضباط وضعوا في السجن خلال الـ10 اشهر الماضية بسبب تورطهم بإدخال مخدرات وممنوعات، طلبت تشكيل لجنة كي تجري تحقيقا بكل ما جرى وسنسمع من المساجين في فترة لاحقة كيف دخلت المعدات ومن المسؤول عنها وسنلاحق الفاسدين في رومية».
وتابع «سمعت من الاعلام ان امير المبنى هو ابو الوليد والحقيقة ان آخر من خرج من المبنى «باء» كان ابو الوليد، وكان مختبئاً خلال المعركة في الطابق الاول. وعندما تأكدنا من العدد تبين ان هناك شخصاً ناقصاً وبحثنا ووجدناه».
وأوضح ان «الذين يتم التحقيق معهم في جريمة جبل محسن كانوا يتواصلون مع مجموعة جندت ونظمت عملية جبل محسن. جبل محسن عملية جزء من تنظيم وفارين نتابعهم لا شيء مؤكدا ان شادي المولوي واسامة منصور وراء ذلك ولكن الموضوع غير بعيد عن هذا الاتجاه، ولكن من جند وتابع الموضوع ليسا هذين الشخصين، المطلوبان موجودان في عين الحلوة لكن هذا الأمر لا يتم بعملية عسكرية».
وأكد اننا «لن نقبل ان تستمر عين الحلوة مبيت آمن للمطلوبين والقتلة والمجرمين ولكن هذا الامر لا يتم بعملية عسكرية فلنترك الامر لوقته».
وتابع: «كنا نتابع ولكن لا نعرف ان هناك اتصالا بشأن عملية ولكن عندما جرت العملية وكشفت ارقام الهواتف وتحليل الاتصالات تبين ان هناك اتصالا بين الارقام الموجودة في سجن رومية وبين الارقام الموجودة في التنظيم الذي اعد ونفذ تفجير جبل محسن».
وعن ضمان عدم القيام بعمليات انتحارية مقبلة، وقال: «نحن نضمن ان كل القوى الامنية جاهزة ومستنفرة وقادرة وسبق واجرت عمليات استباقية عطلت عمليات انتحارية»، لافتاً إلى ان «الإرهاب القادم من سوريا والعراق أصبح على الأراضي اللبنانية شئنا ام ابينا».
وكشف: «الحوار انجز حال من الهدوء والانطباعات الايجابية لكن يجب ان نعطي الأمور وقتها وكل واحد منا سيتصرف نتيجة ما سيصل إليه الحوار».
وتابع: «كتيار مستقبل اولويتنا هي ان نننتخب رئيس للجمهورية وعلينا ان نواجه الظروف الاقليمية خصوصا ان الظروف الاقليمية لا تساعد وكل ظروف المنطقة لا تساعد على انتخاب رئيس وانما تساعد على المزيد من الفتن ومن اجل ذلك نحن نسعى الى الحوار من اجل ان نخفف من انتقال حريق المنطقة الى الداخل اللبناني علنا وصراحة «.
وإذ سئل: «هل يقبل حزب الله بالتخلي عن سرايا المقاومة ؟»، أجاب: «سنسعى بكل ما اوتينا من قوة من اجل ذلك ومن اجل ان نتفاهم معه على القبول».
وعن النازحين السوريين، أوضح أن «هناك اذن دخول للنازحين السوريين له قواعد واجراءات، كان تصنيف لبنان كدولة تستقبل لاجئين قبل ثلاثة سنوات الدولة 63 اما لبنان الآن فرقمه الدولة الثانية باستقبال اللاجئين. الكثافة السكانية في لبنان 570 شخصاً كل كلم كان يجب اتخاذ اجراءات استثنائية».
وتابع: «كل دقيقة يدخل نازح سوري الى لبنان بعد الاجراءات اصبح صفر. ليس من السهل لا على اللبناني ولا على السوري ولا حتى على الامن العام ان يتعود على تطبيق اجراءات جديدة فحصلت عدة اشكالات على الحدود والمطار. الشعب السوري اخ له وتاريخنا وعلاقاتنا لن تتغيّر ولكننا ننظم دخول السوريين الى لبنان».
وأردف: «هناك فرق بين اغلاق الحدود ووضع قواعد هدفها تنظيم دخول كل شخص له سبب للزيارة، ولن يدخل نازح الى لبنان الا بحالات استثنائية جداً يقررها الامن العام مع وزير الشؤون الاجتماعية»، لافتاً الى «أننا دولة لا تتلقى اكثر من 5 % الى 10 % من كل المساعدات الدولية التي تأتي مباشرة الى النازحين السوريين».
وأكد: «بالنسبة الى الموقف السوري من الاجراءات بداية سفير النظام السوري في بيروت كان موافقاً ومتفهماً ثم تطور الموقف الى الرفض فالرفض فالاعلى والاعلى بتقديري ان النظام السوري رفض ان يأخذ الجانب اللبناني هذه القواعد من دون التشاور معه فهم لم يتعودوا بعد ان يتخذ لبنان قرارات منفردة».
واستطرد المشنوق: «لا نريد التنسيق معهم ولا مع غيرهم، اللواء عباس ابراهيم مكلف بمهمة وذهب الى سوريا بزيارة اعتبرها ناجحة عوضت الكلام الكبير. نحن لن نستقبل النازحين ونحن على استعداد ان نحل كل المشاكل في هذا المجال ولكن لن نتراجع عن الاجراءات»، مشيراً الى أنه «لو كان باستطاعة لبنان ان يتحمل اكثر في موضوع النازحين لكان تحمل».