Site icon IMLebanon

جلسة الحكومة محكومة بـ “امن الدولة” وجلسة الرئاسة بالغياب

كتب يوسف الحداد:

انتهى الاسبوع الماضي على خير، ببصمة فرنسية لافتة تمثلت بزيارة اليومين التي قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووفد وزاري رافقه الى لبنان، وختمت يوم أمس، بزيارة لافتة قام بها، وسط اجراءات أمنية مشددة الى مخيم النازحين السوريين في الدلهمية في البقاع، على متن طائرة هليوكبتر نقلته من مطار بيروت الى مطار رياق.. واطلع على أوضاعهم المأساوية، حيث كرر أمام حشد من الأطفال ما كان أعلنه أول من أمس، لجهة ان فرنسا ستدعم لبنان بـ50 مليون يورو لمساعدة النازحين، هذا العام و100 مليون يورو في السنوات الثلاث المقبلة.. ومعلنا ان لفرنسا مرشحاً واحداً للانتخابات (الرئاسية) هو لبنان، لأنه المستفيد الوحيد بعيداً عن التدخلات الخارجية..

جلسة الرئاسة وجلسة الحكومة

هذا، ويفتتح الاسبوع الطالع باستحقاقين متقاطعين في التوقيت، حيث الدعوة التي تحمل الرقم 38 لانتخاب رئيس الجمهورية ظهر اليوم الاثنين من دون أي اشارات ايجابية لافتة بأن تكون جلسة اليوم خلاف سابقاتها، ومكتملة النصاب وينزل الافرقاء كافة، بمن فيهم المرشحون لرئاسة الجمهورية الى البرلمان.. هذا في وقت يعقد مجلس الوزراء جلسته بعد الظهر لاستكمال البحث في بنود الجلسة السابقة، وفي مقدمها البحث في اشكالية جهاز أمن الدولة، الذي، وعلى ما يظهر، لم يحمل أي جديد على رغم الاتصالات والمشاورات التي جرت وعلى نطاق واسع خلال الأيام الماضية.. وفي هذا، أكد وزير السياحة ميشال فرعون »ان الحل الأساسي لملف أمن الدولة يبقى بيد الرئيس سلام ووزير المال..«.

استقبالات قصر الصنوبر

وبالعودة الى زيارة الرئيس الفرنسي، واستناداً الى برنامج الزيارة الذي كان وزعه قصر الاليزيه، وقبيل توجهه الى البقاع فقد استهل الرئيس هولاند نشاطه يوم أمس، في قصر الصنوبر، بلقاء صباحي مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي سلمه مذكرة تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي ومسألة النازحين، ثم بلقاءات متتابعة شملت البطريرك الارثوذكسي يوحنا اليازجي والروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ومطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى عبد الامير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن..

وكان هولاند التقى مساء أول من أمس، وبعد نهار حافل باللقاءات توزعت بين ساحة النجمة والسراي الحكومي، الرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع، النائب وليد جنبلاط وعقيلته نورا ونجله تيمور، ورئيس »تيار المردة« النائب سليمان فرنجية، ووزير الخارجية جبران باسيل.. وقد أبلغ هولاند من التقاهم ان وزير خارجيته جان مارك ايرولت سيزور بيروت في 27 الجاري للتحضير لاجتماع مجموعة الدعم الدولية والدول المانحة للبنان..

من ساحة النجمة الى السراي..

وبمزيج من الشعور بالغبطة والسرور لاستضافة رئيس فرنسا في بيروت، والأسف لحؤول الشغور الرئاسي دون ان يكون رئيس الجمهورية في طليعة مستقبليه والمحتفين به في القصر الجمهوري في بعبدا، استقبل لبنان الرسمي أول من أمس الرئيس هولاند، الذي انتقل فور وصوله من مطار رفيق الحريري الدولي الى ساحة النجمة حيث أعد له رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبالاً رسمياً عند مدخل المجلس، قبل ان يعقدا اجتماعاً في مكتب بري بحضور نائبي رئيسي مجلس النواب والوزراء فريد مكاري وسمير مقبل تلاه اجتماع موسع لبناني – فرنسي فمؤتمر صحافي مشترك، انتقل بعده الرئيس هولاند الى السراي الحكومي حيث اجتمع مع رئيس الحكومة تمام سلام، ليعود فيختتم يوم زيارته الأولى لبيروت بلقاء عدد من الشخصيات السياسية في قصر الصنوبر..

خريطة طريق بري: ترسيم الحدود والافراج عن الهبة

وخلال لقائه الرئيس بري بحضور مكاري ومقبل، وبعده بحضور أعضاء هيئة مكتب المجلس أكد الرئيس هولاند أنه »يجب ان لا تنتظروا منا خطوات بالنسبة الى انهاء الفراغ الرئاسي والمسألة عندكم«. وذلك بعدما كان الرئيس بري عبر عن أسفه لعدم استقباله في القصر الجمهوري بفعل استمرار الفراغ الرئاسي..

وبحسب مصادر نيابية فإن بري طلب من هولاند مساندة طلب لبنان من الأمم المتحدة العمل على ترسيم الحدود البحرية المختلف عليها مع إسرائيل، لافتاً الى ان »تعدي إسرائيل لا يقتصر على خرق الحدود الجوية والبرية اللبنانية، بل يشمل مياه البحر.. وهذا النزاع يعيق استثمارنا النفط والغاز الموجودين فيها..«.

وبحسب المصدر نفسه فإن بري اثار مع هولاند »وقف المملكة العربية السعودية الهبة التي كانت قررتها لتسليح الجيش والقوى الأمنية من طريق فرنسا، والتي لا مصلحة في تجميدها، لأن لبنان ليس جزيرة.. وهناك جبهة الارهاب المفتوحة من الحدود السورية وعلينا تقوية الجيش لتمكينه من المواجهة«.

ولفت بري الى ان أهم مساعدة دولية للنازحين تكون في حل المشكلة الأساس من خلال حل سياسي للأزمة السورية.

سلام يوسط هولاند في الهبة والرئاسة

إلى هذا، قالت مصادر وزارية ان الرئيس سلام أبلغ هولاند أنه التقى سريعاً العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في اسطنبول ولم يتح له الوقت للبحث في أمر الهبة المجمدة معه.

ونقلت مصادر ان الرئيس الفرنسي أكد اهتمامه بمصير اتفاق كان جرى توقيعه بين الجيشين اللبناني والفرنسي في اطار المساعدات للقوات المسلحة اللبنانية.

من جانبه ركز الرئيس سلام خلال محادثاته مع الرئيس هولاند على مطالبة فرنسا باستئناف جهودها من أجل الدفع في سبيل انهاء الشغور الرئاسي، وبتقديم الدعم للبنان سواء من خلال تقديم  مساعدات عسكرية فرنسية للجيش اللبناني او عبر ما يمكن ان تقوم به باريس في المحافل الدولية في سبيل مساعدة لبنان على تحمل ورفع اعباء النزوح السوري..

وأشارت مصادر وزارية الى أهمية الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي الى اللبنانيين بقوله »ان مفتاح انهاء الشغور الرئاسي بيدهم ويستطيعون اذا عزموا واتفقوا ان ينتخبوا رئيساً للجمهورية..«.

الحريري يرشح عيتاني لبلدية بيروت

على صعيد آخر، وإذ تواصلت  المساعي والجهود والاستعدادات للانتخابات البلدية المقبلة، فقد أعلن الرئيس سعد الحريري خلال ترؤسه اجتماعاً موسعاً في »بيت الوسط« حضره حشد نيابي وسياسي وشعبي ترشيح المهندس جمال عيتاني لرئاسة بلدية بيروت المقررة في الثامن من ايار المقبل..

وقد أشار عيتاني في كلمة الى ان »الاتصالات لاتزال جارية مع كل القوى والافرقاء لتشكيل لائحة المرشحين للمجلس البلدي، والتي نتمنى ان تكون فريق عمل متكاملاً ومتجانساً..

جعجع: محور الممانعة دمر المنطقة

وفي المواقف، فقد لفت رئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع الى ان »شعار حملتنا الانتخابية البلدية هذه السنة سيكون »عمّرها«، وسنعمل للذي يريد ان يعمّر البلد لا ان يسرقه او يستغله بأي شكل من الأشكال..« وعن موضوع المصالحة »القواتية – العونية« اعتبر جعجع خلال احتفال »يوم الطالب« ان »يوم 18 كانون الثاني 2016 هو يوم تاريخي بكل المقاييس..« متهماً من أسماه »محور الممانعة« بأنه كان نشيطاً في الفترة الماضية، حيث فكك أكثرية دول المنطقة وأدى الى بحار من الدمار والدموع وخراب يحتاج الى عشرات السنين كي يتعمر..«.

الشرعي الأعلى: لانتخاب رئيس بالتوافق

وفي السياق فقد دعا »المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى« في بيان بعد اجتماعه في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الى »حسم انتخاب رئيس للجمهورية، وان يكون الاستحقاق الرئاسي بتوافق وطني، لأن الاستمرار في التعطيل ينعكس سلباً على الوطن والمواطنين في شتى المجالات..«.

وتوقف المجلس أمام »ذكرى الحرب الأهلية المؤلمة« فدعا اللبنانيين الى »تعزيز وحدتهم الوطنية وحرصهم على جمع كلمتهم للنهوض بمؤسسات الدولة القوية العادلة..« معرباً عن »ارتياحه لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المقرر بجو ديموقراطي وهادئ واختبار الأشخاص الساعين الى خدمة المواطنين وانماء المناطق«.