IMLebanon

الحوار مع «المستقبل» مستمر والرد على العدوان رهن التوقيت

الحوار مع «المستقبل» مستمر والرد على العدوان رهن التوقيت

«حزب الله» باشر تشييع شهدائه… واستنفار عسكري على الحدود

كتب عبد الامير بيضون:

باشر «حزب الله» في تشييع شهدائه الذين قضوا في العدوان الاسرائيلي على موكب مناضليه من منطقة القنيطرة، السورية أول من أمس، حيث شيع الحزب عصر أمس جهاد عماد مغنية في روضة الشهيدين الذي ووري الثرى الى جانب والده وسط حضور حزبي شعبي كثيف، على ان يشيع الشهداء الخمسة الآخرون اليوم… ولفت المنطقة الحدودية، خصوصاً محور مزارع شبعا المحتلة، حالة من القلق والتوتر الشديدين، في ظل أعلى درجات الاستنفار لمختلف القوى العسكرية والأمنية العاملة في هذا القطاع…

وإذ أوقف جيش العدو الاسرائيلي دورياته كافة في المنطقة الملاصقة للسياج الشائك، وكثفها في الخط الموازي الذي يبعد ما بين 1 او 2 كلم في عمق المناطق المحتلة، فقد سير الجيش اللبناني و«اليونيفيل» دوريات على طول الحدود الجنوبية… حيث أكد الناطق باسم «القوات الدولية» اندريا تيننتي «ان الوضع في منطقة عمليات «اليونيفيل» طبيعي ولم يتغير شيء…».

اتصالات دولية للجم إسرائيل

وقد اثار هذا العدوان، وما يمكن ان يتركه من انعكاسات وتداعيات، حركة غير مسبوقة وعلى المستويات كافة، حيث تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام وقيادات عسكرية وأمنية الاتصال بالقنوات الديبلوماسية والاقليمية والدولية للجم إسرائيل ووضع حد لاعتداءاتها خشية توسعها وتمددها…

وفي وقت تراجعت الى الوراء سائر الملفات والقضايا المطروحة والملحة لاسيما منها ملف الانتخابات الرئاسية فقد توالت ردود الفعل المستنكرة الجريمة الاسرائيلية واستشهاد كوادر من «حزب الله» في الجولان السوري… في حين بقيت الأنظار تتجه نحو ما سيكون عليه موقف «حزب الله» الذي، وبحسب مقربين منه، يدرس بتأن اسلوب الرد والانتقام «الذي لا بد منه»…

الرد سيكون مدروساً

ونقلت «المركزية» عن الخبير العسكري نزار عبد القادر قوله: «إن حجم حزب الله سيكون مدروساً كي لا يجره الى حرب هو غير مؤهل لها حالياً بسبب انهماكه في سوريا، وقد يطاول أهدافاً إسرائيلية خارج إسرائيل… كما يمكن ان يأتي انطلاقاً من الجولان السوري… لكن الأمر مستبعد لأن النظام السوري لن ينزلق الى مغامرة تهدد بسقوطه…».

أما الرد من جنوب لبنان، فهو بحسب عبد القادر «فممكن عبر عملية محدودة جداً في مزارع شبعا… ولن يكون بحجم الرد المطلوب على عملية طاولت قياديين في الحزب و«الحرس الثوري» الايراني… وهو مؤجل في انتظار ظروف أفضل، كما قد تأتي تطورات تجعل الرد في مرتبة النسيان…».

مخاوف حكومية ودعوة لمواجهة الاحتمالات

كما كانت هذه التطورات وما يمكن ان تتركه من انعكاسات على الواقع اللبناني في ظل أجواء داخلية واقليمية ودولية «ملبدة بالغيوم السوداء»، محور بحث معمق في السراي الحكومي، بين الرئيس تمام سلام ووزير الاتصالات بطرس حرب، الذي عرض على الرئيس سلام «المخاوف من ان يكون لبنان عرضة لبعض النتائج العكسية…» لافتاً الى أنه «من الحكمة والواجب ان تكون الحكومة اللبنانية حاضرة لمواجهة كل الاحتمالات وان تسعى لتفادي انعكاس هذا الأمر على اللنانيين…». داعياً الى وجوب «ان تسود الحكمة كي لا نقحم البلاد في حرب ليست بحاجة لها وليس بمقدورها تحمل نتائجها… فنحن نعرف كيف تبدأ الحروب ولا نعرف كيف تنتهي…» متمنياً «ان ننأى بأنفسنا عن الصراع في المنطقة وألاّ يكون لبنان جزءاً من هذا الصراع وألا يكون «حزب الله» موجوداً في معارك خارج لبنان».

سليمان: عودة لهيئة الحوار

وفي السياق فقد توالت ردود الفعل المستنكرة هذه الجريمة… وفي هذا دان الرئيس العماد ميشال سليمان الاعتداء الاسرائيلي، ونبه من «مغبة الانجرار الى أي ردة فعل على الحدود اللبنانية مع إسرائيل وعدم اعطائها أي ذريعة تستفيد من خلالها في سياساتها الداخلية لأسباب انتخابية بحتة…». وجدد سليمان تأكيده «ضرورة اعتماد الاستراتيجية الدفاعية التي تقدم بها الى «هيئة الحوار الوطني» من أجل الاستفادة من قدرات المقاومة لدعم الجيش في التصدي لأي عدوان إسرائيلي محتمل على الاراضي اللبنانية».

وللغاية عينها اتصل الرئيس سليمان برئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مغرياً…

حوار «المستقبل» – «حزب الله» سيستمر

وسط هذه الأجواء والتطورات التي لم تكن محسوبة، فقد انشغل المراقبون في رصد تداعيات ما جرى على الداخل اللبناني، وتحديداً الحوار الجاري بين «المستقبل» و«حزب الله»، والذي تعقد جلسته الرابعة الاثنين المقبل… وقد أوحت الأجواء الأولية ان الحوار ماض بغض النظر عن هذه التطورات…

وفي هذا وإذ دان عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت الاعتداء الاسرائيلي في القنيطرة، فقد اكداً ان «الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» سيستمر… ولن يتأثر بهذا الحادث إلا اذا حصل تطور دراماتيكي آخر، أي اذا استخدم «حزب الله» الاراضي اللبنانية للرد على إسرائيل…». وإذ استبعد فتفت ان «تناقش الحكومة في اجتماعها المقبل هذا الحدث…» فقد اعتبر «ان «حزب الله» سيستمر بأخذ قرارات استراتيجية بمعزل عن الافرقاء اللبنانيين، طالما ان هناك فريقاً في الداخل يسانده ويدعمه». مشيراً الى ان «قرارات الحرب والسلم لا يتشاور («حزب الله») في شأنهما مع أحد، ما يعني اننا أصبحنا تحت وصاية ايرانية…».

من جانبه، واذ استنكر العدوان الاسرائيلي ضد «حزب الله» فقد أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري ان «الحوار مع الحزب سيستمر على رغم كل ما يجري…».

بدوره أعلن منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان «لا بد من استغلال الوقت اليوم لحماية لبنان ممن يريد جرّه الى مغامرة جديدة غير محسوبة النتائج عبر الرد على عملية الجولان، من دون الأخذ في الاعتبار أحزمة الأمان التي حمت لبنان منذ العام 2006 وعلى رأسها القرار 1701… وهذه مسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية مجتمعة…» معلناً رفضه «استخدام لبنان كأرض للرد على هذه العملية» داعياً الحكومة والرئيس سلام الى التصدي لهذا الواقع منذ اليوم… مشيراً الى «ان كل الأمور الأخرى المطروحة على الساحة باتت ثانوية…».

تأن للقيام بالرد المناسب

وفي الجانب الآخر، فقد اعتبر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي، «ان هذه الجريمة موصوفة لا تراعي القوانين الدولية ولا شرعة الأمم المتحدة واستهدفت مناضلين…». ورأى ان لهذه العملية هدفين: الاول: دعم المنظمات التكفيرية المسلحة، وثانياً استثمار هذا الاعتداء في الداخل الاسرائيلي لزيادة شعبية نتانياهو في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة…». وأكد الرفاعي ان «حزب الله» سيرد… لكن هناك نوع من التأني للقيام بالرد المناسب» مشيراً الى «ان الحزب سيدرس الخلل الذي أدى الى سقوط هذه القافلة من الشهداء عبر خبراء أمنيين وسياسيين وكيفية الرد على هذه العملية…».

ورقة عمل حوار عون – جعجع

أما على خط الحوار المرتقب بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» فقد أكد أمين سر «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان، «ان الفريقين اقتربا من انهاء ورقة العمل في ظل مصارحة مشتركة على ملفات عدة» مشيراً الى «ان بعد الانتهاء من هذه الورقة سيتم الاتفاق على موعد اللقاء بين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع…».

وأشار الى ان الورقة تتألف من جزئين الأول: الملفات الوطنية السيادية، تداعيات الأزمة السورية وأزمات المنطقة على الداخل اللبناني… أما الجزء الثاني فهو الحضور المسيحي، تطبيق الطائف، تكوين السلطة وآليات تصحيح الخلل والانماء المتوازن…».

الاعتداء على المحامين

على صعيد آخر، تفاعلت قضية الاعتداء على وفد المحامين اللبنانيين في القاهرة من قبل محامين سوريين، حيث وصف وزير الاتصالات بطرس حرب الحادثة، بـ«البربرية»، مطالبا بـ«تعليق عضوية سوريا في اتحاد المحامين العرب». من جهته، وصف نقيب المحامين جورج جريج الحادثة بالخطيرة جدا، داعيا الى اتمام كل اجراءات التحقيق في الاعتداءات على المحامي فادي سعد،وعلمت «المركزية» ان حقوقيي 14 آذار يدرسون جملة خطوات تصعيدية، قد تصل الى طلب تعليق عضوية لبنان في اتحاد المحامين العرب.