تضمن البيان الختامي الذي خلصت إليه القمة الخليجية الأميركية المنعقدة امس بالرياض، إدانة إيران بزعزعة استقرار المنطقة ودعمها لجماعات إرهابية منها حزب الله.
واتفق المشاركون في القمة على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية والقيام بمناورات عسكرية مشتركة في اذار 2017، وزيادة تبادل المعلومات بشأن الأخطار الإيرانية في المنطقة، مشترطين عودة العلاقات مع إيران بوقف ممارساتها وتدخلاتها.
كما أجمعت الأطراف المشاركة على دعم محادثات الكويت بشأن الأزمة اليمنية، وكذا دعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في ليبيا، فضلا عن تقوية قدرات دول الخليج لمواجهة التهديدات الخارجية والداخلية.
وبشأن الأزمة السورية أكد المشاركون على دعم الشعب السوري وتنفيذ القرارات الدولية والترحيب بخطط واشنطن لعقد قمة بشأن اللاجئين في ايلول.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أعلن في كلمته، أمام القمة الخليجية الأميركية في الرياض، التزام دول الخليج بتطوير العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة.
وأكد العاهل السعودي في نص كلمته: «حرص والتزام دول المجلس على تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم».
ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجلسة الختامية للقمة: «أحرزنا تقدما مهما في علاقتنا بدول الخليج في مختلف المجالات».
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما امس في كلمة بالقمة الخليجية الأميركية بالرياض، إن الولايات المتحدة مستمرة في التعاون مع دول الخليج لمواجهة إرهاب تنظيم «داعش».
وأضاف الرئيس الأميركي أن واشنطن حققت تقدما كبيرا في العلاقات مع دول الخليج في كافة المجالات، مضيفا أن الولايات المتحدة ستطلق حوارا مع دول الخليج لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك.
وشدد أوباما على ضرورة تعزيز التعاون مع دول الخليج في المجالات الأمنية.
كما تطرق رئيس الولايات المتحدة إلى الأوضاع في العراق، حيث أفاد بأن الإدارة الأميركية ستستمر في دعم القوات العراقية للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، مبررا أن دور الحكومة العراقية مهم جدا في القضاء على التنظيم المتطرف.
وفي الشأن الإيراني، قال أوباما إن إيران تواصل دعمها للإرهاب عبر تسليح الجماعات الإرهابية في المنطقة، معرجا إلى أن واشنطن تتفهم المخاوف الخليجية من ممارسات إيران في المنطقة، وأضاف أن واشنطن ستواصل العمل من أجل وقف تمويل طهران للمسلحين في اليمن.
وبين في السياق أن الولايات المتحدة حريصة على إيقاف تطوير إيران للسلاح النووي، مضيفا أن الهدف النهائي من الصفقة النووية مع طهران يتمثل في تخفيف التوتر بالمنطقة.
وأضاف أوباما قائلا «ندرك تهديدات إيران في المنطقة ومستعدون للقيام بما يلزم»، مشيرا إلى أنه على إيران إثبات حسن نيتها في المنطقة العربية، مشددا على أن أمن دول الخليج أمر في غاية الأهمية.
وأكد أوباما أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع دول الخليج على مكافحة الإرهاب وإحلال السلم في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن دول الخليج لطالما حاربت الإرهاب في المنطقة العربية.
وتعليقا على الأزمة السورية، قال باراك أوباما إن الولايات المتحدة وحلفاءها في الدول العربية لا يزالون مقتنعين بضرورة استقالة الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه.
وشدد الرئيس الأميركي على أن بلاده والدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تدعم تسوية الأزمة السورية بطريقة سلمية، لكنها تعتقد أن «عملية الانتقال السياسي ينبغي أن تجري من دون الأسد».
وأشار أوباما إلى أن الأوضاع الراهنة في سوريا صعبة جدا وأن إعادة إعمار ما دمرته الحرب سيحتاج إلى وقت طويل، مضيفا أن الولايات المتحدة تناقش الخيارات المتاحة من أجل ضمان وقف الأعمال القتالية في سوريا دعما للحل السياسي.
وحول ليبيا، أفاد باراك أوباما بأن واشنطن تدعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا التي يرأسها فائز السراج.
القمة الخليجية الأميركية
وبدأت في العاصمة السعودية الرياض، أعمال القمة الخليجية الأميركية، بهدف صياغة تحرك مشترك لمواجهة التهديدات الأمنية من إيران وتنظيم «داعش».
وأفادت وكالة (واس)، بأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ترأس أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يأمل بتعزيز مشاركة هذه الدول في مكافحة تنظيم «داعش».
ويسعى أوباما صحبة وفده إلى حث دول الخليج على بذل المزيد في مكافحة تنظيم «داعش» بسوريا والعراق، الذي تقود الولايات المتحدة تحالفا ضده منذ صيف عام 2014، وتشارك فيه معظم دول الخليج.
ووصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء، قبيل حضور قمة مع زعماء دول مجلس التعاون، والتقى بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة والجهود الدولية تجاهها، بما في ذلك مكافحة الإرهاب.
إلى ذلك، تضمن جدول الأعمال بين البلدين بحث ملفي النزاع في سوريا واليمن، و»التحركات الإيرانية» التي ترى فيها دول الخليج تهديدا لأمنها.
وسعى البيت الأبيض إلى إبراز أهمية العلاقة بين واشنطن والرياض التي تعود إلى 70 عاما، نافيا أن تكون الزيارة مجرد فرصة لالتقاط صورة تذكارية بين المسؤولين السعوديين والرئيس الأميركي.
بدوره، قال نائب مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي، بن رودس، إن العلاقة مع السعودية لطالما كانت معقدة، إلا أن هناك قاعدة للتعاون بشأن المصالح المشتركة، لا سيما ما يتعلق منها بمكافحة الإرهاب.
جدير بالذكر، أن العلاقة بين البلدين شهدت فتورا في السنوات الأخيرة بسبب اختلاف في وجهات النظر بشأن التعامل مع عدد من قضايا المنطقة، أهمها الصراع في سوريا، والملف النووي الإيراني. واشتد الفتور مؤخرا من جراء تقديم أعضاء في الكونغرس الأميركي مشروع قانون حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، قد يسمح في حالة إقراره لعائلات ضحايا تلك الهجمات بمقاضاة السعودية والحصول على تعويضات منها.