Site icon IMLebanon

حمى الانتخابات البلدية والاختيارية تجتاح البلد

كتب يحيى جابر:

منذ أيام، أخذت تتسرب أخبار ومعلومات عن احتمالات أمنية قد تطيح الانتخابات البلدية والاختيارية، تعززت هذه الاحتمالات بالحملة على وزير الداخلية نهاد المشنوق من قبل رئيس »اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط وفريقه، وتحديداً وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي رفع وتيرة التهجم على الوزير المشنوق على نحو غير مسبوق، متهماً اياه بأنه »يرشح زيتاً من أرقام السيارات الى كاميرات بيروت..«؟!

وخلافاً لكل المعلومات التي سرت من ان ما جرى هو تعبير عن امتعاض جنبلاط من المشنوق يعود الى وجود ضابطين في الشرطة القضائية مقربين من وئام وهاب، فإن مصادر مطلعة بدقة على الأوضاع على أرض الواقع، تؤكد ان المسألة أبعد من هذا بكثير وهي رسالة أراد جنبلاط ايصالها الى الرئيس سعد الحريري، على أبواب الانتخابات البلدية والاختيارية، بعدما لمس (وليد بك) حجم تراجع مؤيديه في منطقة اقليم الخروب الى حد، يمكن وصفه بأنه محاولة لاقتلاع جذوره من هذه المنطقة التي تدين بالولاء للرئيس سعد الحريري، وليس المسألة مسألة العميد قائد الشرطة القضائية ناجي المصري.. وان كان جنبلاط حاول الالتفاف على ذلك من خلال اعلان الحزب الاشتراكي في بيروت تشديده على »وحدة الحال« مع »المستقبل« بعد اجتماع بين الفريقين قبل أيام.. اللافت ان الاجواء التنافسية التي بدأت في العديد من البلدات الشوفية الساحلية والجبلية، تشي بـ»نكهة خاصة«، سيكون الخاسر الحقيقي فيه وليد جنبلاط الذي تتراجع شعبيته في القرى ذات الغالبية »السنية« او تلك القرى ذات الغالبية »المسيحية«.. وان كان البعض يحاول ان يعطيها صفة عائلية، أكثر منها سياسية.. خصوصاً وان الاستحقاق في ظل الاتفاق بين »التيار الوطني الحر« و»القوات اللبنانية« وهو اتفاق يبدو أنه سينسحب على الانتخابات البلدية حيث للفريقين وجود.

زحلة – المعلقة – الكرك

الواضح الى الآن، ان الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان عموماً تتوزع بين السياسية والعائلية، على نحو ما يحصل في »عروس البقاع« زحلة، حيث المنافسة على أشدها بين »الحزبية السياسية« التي تتكيء على العائلية أولا، وبين »العائلية السياسية التقليدية« (آل سكاف مثلا) حيث تتجه »الاحزاب المسيحية الثلاثة« (»الكتائب«، »القوات اللبنانية« و»التيار الوطني الحر«) الى خوض معركة بدعم ترشيح رئيس البلدية الأسبق اسعد زغيب.. هذا مع الاشارة الى ان »الحزبية السياسية في زحلة ضعيفة جداً تاريخياً«، وهي (أي الاحزاب الثلاثة) تتكيء على شعبية زغيب الذي استطاع بجهوده، وبالخدمات التي قدمها للزحليين والبقاعيين عموماً، وتحديداً في الكهرباء، ان يوسع دائرة مناصريه ومؤيديه وبات حاجه لكثيرين لتعزيز مواقعهم..

في مقابل آل سكاف (»الكتلة الشعبية«) ولائحة زغيب المدعومة حزبياً، ولم تكتمل نهائياً بعد، والتي يصعب التنبؤ بما ستكون عليه، يستمر النائب نقولا فتوش، بما له من رصيد شعبي وسياسي وخدماتي بالغ التأثير والأهمية، عن طريق شقيقه بيار، في ارسال الرسائل، والعمل في كل الاتجاهات من أجل انجاز لائحة مكتملة يرأسها شقيقه موسى.. رغم »الخصومة المتراكمة« مع آل سكاف، وعلى رغم انحياز »الاحزاب المسيحية« لصالح زغيب، فهو لديه من الاوراق ما يعوض له الكثير مما قد يخسره داخل مدينة زحلة، لاسيما وان معلومات تتسرب من أكثر من موقع عن ان مناصري »التيار العوني« التقليديين، لا يجدون مصلحة في تعزيز وجود الخصم التاريخي »الكتائب« و»القوات«.. وهي ورقة لم يعرف بعد من الذي سيفيد منها، آل سكاف، أم فتوش؟

على ما يظهر، فإن علاقة بيار فتوش، كما علاقة النائب نقولا فتوش التاريخية مع القوى والاحزاب السياسية خارج المدينة لاتزال قائمة وقوية خصوصاً في »الكرك« و»المعلقة« حيث تتوزع الانتماءات السياسية هناك بين الحزب السوري القومي الاجتماعي و»حركة أمل«، ولاحقاً »حزب الله«، الذي بات يشكل الخزان البشري الأوفر شعبية.. وهؤلاء الاحزاب الثلاثة متفقون على عدم تأييد لائحة »القوات – الكتائب«، وغير متحمسين كفاية وبالمطلق للائحة آل سكاف، وهم يفضلون لو تتم »نعمة التوافق« بين مريام سكاف وآل فتوش خصوصاً وان »الجرة قد انكسرت« بين مريام (جبران طوق) وابنة عمها ستريدا طوق جعجع، بعد زيارة الاولى الى معراب قبل فترة واتصفت بكثير من الحدّة واللاانسجام والمآخذ المتبادلة – فتكون المعركة حسمت من قبل ان تبدأ.. خصوصاً وأن هناك من يتحدث عن صفقة »تحت الطاولة« خلاصتها تبادل الأصوات بين لائحة فتوش و»أنصار التيار العوني«..

قب الياس

وإذ تتساوى البلدات، سعدنايل وبرالياس ومجدل عنجر كما تعلبايا والمريجات وبوارج مع غيرها في الاداء والتوزيعات، فإن بلدة قب الياس تحظى باهتمام لافت، حيث السياسة عابرة لحدود العائلات والطوائف..

وحتى تاريخه فإن التوجه الى لائحتين أساسيتين اثنتين، الاولى مدعومة من »تيار المستقبل« عبر منسقة في البقاع الاوسط ايوب قزعون، وعلى رأسها ضرغم توما، وتحظى بتأييد العديد من العائلات.. والثانية يقودها جهاد المعلم الذي يحظى بمباركة الاحزاب والتيارات السياسية والعديد من العائلات..

وعلى ما تظهر الوقائع الميدانية، فإن كلا التوجهين لم يكتملا بصيغة نهائية بعد والمسألة موقوفة على »العائلات الصغيرة« التي تشكل »بيضة القبان«..

البقاع الغربي

ولم تقتصر الاهتمامات والمتابعات على زحلة وقراها، حيث الأنظار مشدودة الى البقاع العزبي وقضاء راشيا.. وفي هذا، تتحدث المعلومات عن مشروع توافق يوفر على هذه المنطقة صراعات سياسية وعائلية، بين الرئيس سعد الحريري والوزير السابق عبد الرحيم مراد، يشمل غالبية البلدات التي يحظى بها الفريقان بوجود لافت.. ويؤمن ايجاد مجالس بلدية تتمتع بقدر عال من الكفاءة والثقة والاستعداد لنقلة نوعية على مستوى الخدمات، حيث يلعب حسن عبد الرحيم مراد أدوار لافتة على الصعيد الخدماتي المتعدد العناوين والمضامين.. هذا من دون الوصول كفاية بعد الى حسم خيار العلاقات مع الحزب التقدمي الاشتراكي، في البلدات والقرى حيث الحضور الدرزي فيها متوافر ومؤثر وفاعل، والمسألة قيد المشاورات والاتصالات من دون القفز من فوق حضور آل الداوود وآل العريان الذين يفترقون عن الاشتراكي (الجنبلاطية) تاريخياً.