IMLebanon

غارة القنيطرة والرد موضوع خلاف في مجلس الوزراء  

            كتب عبد الامير بيضون

دخل لبنان يومه الثاني والاربعين بعد المئتين، وهو يراوح في مكانه من دون رئيس للجمهورية…

ودخل يومه الرابع، وهو يقلب الصفحات والاحتمالات والسيناريوات حول ما ستكون عليه التطورات المحلية والاقليمية بعد الاعتداء الاسرائيلي الاحد الماضي، الذي استهدف في القنيطرة السورية، كادرات عسكرية لـ«حزب الله» و«الحرس الثوري الايراني…».

وإذ مضى «حزب الله» أمس في تشييع شهدائه الذين سقطوا في الغارة الاسرائيلية، في الخيام، وعربصاليم ويحمر الشقيف، وسط حشود شعبية وسياسية وحزبية وروحية لافتة، وسط اتساع دائرة الذين استنكروا هذا الاعتداء وأدانوه، فإن الأصوات المنبهة، بل والمحذرة من انزلاق الوضع في لبنان الى مواجهة عسكرية مفتوحة، عززت من حضورها أمس، خصوصاً مع المواقف العنيفة التي أطلقها أمس، القائد العام «للحرس الثوري الايراني» محمد علي جعفري، وأكد فيها ان «على إسرائيل ان تنتظر عاصفة مدمرة بعد جريمتها في القنيطرة…».

قهوجي ينفي

وفي وقت بقي الهدوء «سيد الموقف» على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مع تزايد حالة الاستنفار والتأهب على الجانب اللبناني، موزعة بين الجيش اللبناني و«اليونيفيل»… فقد نفت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان يكون قائد الجيش العماد جان قهوجي أدلى بحديث الى صحيفة «الشرق الاوسط» حول التطورات المرتقبة نتيجة الاعتداء الاسرائيلي على منطقة القنيطرة السورية… نافية «جملة وتفصيلاً» ان يكون قهوجي أدلى بأي تصريح او حديث في ما يتعلق بالاعتداء المذكور…

هذا بالتقاطع مع بدء الجيش اللبناني خطواته الاولى لتنفيذ الخطة الأمنية في منطقة البقاع.

استنكارات وتحذيرات وجدل حول التداعيات

            إلى ذلك، وإذ اتسعت دائرة استنكار الاعتداء الاسرائيلي الذي أدى الى استشهاد عدد من كادرات «حزب الله» ومعهم قياديين من «الحرس الثوري الايراني»، فإن ذلم لم يحجب الجدل، بل القلق مما ستكون عليه التداعيات وما اذا كان «حزب الله»، وكيف ومتى ومن أين سيكون الرد، هل من الاراضي اللبنانية، أم من أمكنة أخرى… حيث «كشفت العملية الحضور الايراني المباشر في المنطقة بعيداً من ساحة مكافحة الارهاب، وقد تكون محاولة ايرانية للامساك بالمناطق السورية المحاذية للجولان، وهذا تجاوز للقرار 1701»، على ما قال عضو كتلة «المستقبل» النائب جان اوغاسبيان، الذي أشار الى ان «أي مغامرة وأخذ البلد الى حالة عام 2006، تعني ضرب الاستقرار واعادة دخول المجموعات الارهابية، وبالتالي تصبح الساحة اللبنانية شبيهة بالساحة السورية، وهذا الأمر يرفضه «حزب الله» وايران على حد سواء…».

مجلس الوزراء

            وفي وقت استبعدت مصادر وزارية ان يكون هذا الموضوع مادة أساسية على طاولة مجلس الوزراء يوم غد الخميس، فإن مصادر أخرى رأت العكس… وفي هذا، أكد وزير العمل سجعان قزي ان «موضوع غارة القنيطرة ورد «حزب الله» عليها، يجب ان يكونا مدار مناقشة في جلسة الحكومة الخميس، أقله، لمنع تداعيات ما حصل في سوريا من ان يؤدي الى حوادث عسكرية واعتداء إسرائيلي على لبنان…» ليستطرد قائلاً: «لكن مع الأسف، قرارات مجلس الوزراء في مثل هذه القضايا غير محترمة…» ومتوقعاً ان «تثير هذه القضية خلافاً في الجلسة…».

«حكمة حزب الله»

وبعد لقائه الرئيس العماد ميشال سليمان، قال وزير الزراعة أكرم شهيب «اننا نعوّل كثيراً على حكمة «حزب الله» بأن يبقي لبنان بمنأى عن الدخول في أي مغامرة عسكرية تخطط لها إسرائيل على مستوى العالم العربي وعلى مستوى لبنان…» لافتاً الى «ان كل العقّال في لبنان همهم ان يبقى هذا البلد في منأى عما يجري في المنطقة…»

من جهته، وبعد زيارته القاصد الرسولي في لبنان المونسنيور غابريال كاتشيا على رأس وفد من «الاتحاد المسيحي الديموقراطي اللبناني وإذ اعتبر ان الغارة الاسرائيلية تشكل عدواناً على الاراضي السورية فقد أعرب عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر عن «تخوفه من وجود نيّة لدى الحكومة الاسرائيلية بافتعال حرب في المنطقة انطلاقاً من جنوب لبنان بعدما أعلن الجيش الاسرائيلي المنطقة الحدودية منطقة مغلقة…».

أما عضو «التكتل» النائب سيمون أبي رميا، فقد وصف الاعتداء الاسرائيلي بـ«مثابة اعلان حرب من جانب إسرائيل…» مؤكداً «وقوف «التيار الحر» الى جانب الحزب او أي طرف تعتدي عليه إسرائيل…».

من جانبها فقد دانت «هيئة التنسيق» في «لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية» العملية الاسرائيلية معتبرة أنها «تصعيد خطير يمكن ان يأخذ الوضع الى الاحتمالات كافة…».

أما وزيرة المهجرين اليس شبطيني فحذرت من «أي انزلاق نحو حرب مع العدو الاسرائيلي عند الحدود الجنوبية… خصوصاً ان هذا العدو يتربص بناشراً… وأن لا نغامر ونقع في فخه…».

الحوار… وتساؤلات حول الجدوى

            أما على خط الحوار الجاري بين «المستقبل» و«حزب الله» حيث من المقرر ان تكون الجلسة الرابعة الاثنين المقبل، وعلى رغم تأكيد الفريقين على استمرار هذا الحوار للمصلحة الوطنية، فإن «المركزية» نقلت عمن وصفتهم «بعض صقور الحركة الاذارية» تساؤلاتهم «عن جدوى استمراره في ظل عدم مقاربة المواضيع الأساسية كالاستراتيجية الدفاعية وسرايا المقاومة…» ورأت «ان الحزب يبدو مستفيداً من الحوار الذي يساعده في شراء الوقت ويؤمن له نوعاً من الغطاء في الداخل، فيما يمضي في مخططاته في الخارج…».

هذا في وقت أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب جان اوغاسبيان ان «الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» مستمر لأنه قرار استراتيجي وهناك مصلحة للبنان بهذا الحوار، وهو أدى الى تنفيذ الخطط الأمنية بدءاً بسجن رومية…» لافتاً الى ان «طالما الوضع الداخلي مستقر فالحوار مستمر لأنه مهم وضروري…».

الاعداد لحوار عون – جعجع مستمر

            وفي السياق الحواري عينه، فإن الأنظار لاتزال تتجه نحو الحوار الموعود بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية»… وفي هذا، قال عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ناجي غاريوس «ان كنعان ورياشي يواصلان درس ورقة عمل الطرفين ومناقشة بنودها»، موضحاً «ان أجواء الاجتماعات الدورية مطمئنة ومثمرة». لافتاً الى ان «الاجتماع بين ميشال عون وسمير جعجع لن يحصل إلا بعد الوصول الى نتيجة في الملفات المطروحة». ومؤكداً «ان ورقة العمل شارفت على نهايتها…».

بدوره أعلن عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم عن «تقدم ايجابي ووضع أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لانطلاق الحوار قريباً بين «القوات» و«التيار»، مشيراً الى ان «اصرار العماد عون على ترشحه لرئاسة الجمهورية حتم وضع الرئاسة خارج جدول أعمال الحوار الآن…» ولافتاً الى «ان محاولة تبسيط الخلاف بيننا وبين «التيار الحر» على أنه خلاف على مركز او موقع بعيدة جداً من الواقع، فالخلاف سياسي على ملفات كثيرة، منها النظرة الى سلاح «حزب الله» وتدعيم المؤسسات اللبنانية».

الجيش بدأ تنفيذ الخطة الأمنية بقاعياً

            أمنياً، بدأ الجيش اللبناني تنفيذ الخطوات الأولى في الخطة الأمنية للبقاع، فأقام حواجز على مداخل بلدة بريتال من جهاتها الأربع، كما أقام نقاط مراقبة وحواجز على الطرق الفرعية والترابية… هذا في وقت دخل «الصليب الاحمر»، بمؤازرة الجيش الى عرسال أمس، حيث تمّ توزيع مساعدات ووسائل تدفئة على النازحين السوريين…

وعلى الخط القضائي – الأمني، فلقد ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 28 شخصاً في التفجيرين الانتحاريين في جبل محسن، من بينهم 4 موقوفين في جرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح بهدف القيام بأعمال إرهابية، ومن بين الفارين، أسامة منصور وشادي المولوي، في جرم تجنيد أشخاص للقيام بأعمال إرهابية والاعتداء على الجيش وزرع عبوات ناسفة واشتراك الجميع في القتال ضد الجيش، وأحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا…

عين الحلوة الى الواجهة

وليس بعيداً، فقد علم ان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» والمشرف على قيادة الحركة في لبنان اللواء عزام الأحمد، وصل ليل أول من أمس الى لبنان وزار السفارة الفلسطينية في بيروت قادماً من رام الله في مهمة معقدة هذه المرة، تشمل الاجتماع بمسؤولين سياسيين وأمنيين لبنانيين بهدف تطويق محاولات زج مخيم عين الحلوة في أي صراع او اقتتال داخلي، بعدما بات مؤكداً وجود المطلوبين المولوي ومنصور في المخيم، وسط خشية من تحضيرهما لعمليات أمنية.

وقال مصدر فلسطيني ان الاحمد عقد اجتماعا في السفارة في حضور السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور وأمين سر حركة فتح في لبنان اللواء فتحي ابو العردات وتمت مناقشة الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وباقي المخيمات الفلسطينية وضرورة تجنيبها أي تداعيات أمنية مرتبطة بالملف اللبناني او الاقليمي وابقائها على الحياد.