باريس توفد وزير خارجيتها:التوافق لسد الفراغ
وزير خارجيتها في بيروت نهاية الجاري
فرنسا تعوّل على توافق اللبنانيين على مرشح للرئاسة
كتبت تيريز القسيس صعب:
الحراك الفرنسي في اتجاه كسر جدار »الرئاسة الاولى« لم يتوقف منذ بداية التعطيل الرئاسي في ايار ٢٠١٤.
وبالتالي فقد دخلت وتيرة الوساطات والاتصالات الخارجية التي قادتها فرنسا تحديداً في مطبات مختلفة ايجابية احياناً، ومجمّدة احياناً اخرى، الا ان الأمل بقي والمثابرة استمرت على اكمال الاتصالات مع الاطراف الاقليميين والدوليين كافة.
والرسائل الفرنسية المباشرة الموجهة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عبر زياراته الى لبنان او موفدين له لم تفلح حتى الساعة في كسر الجمود واخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، على الرغم من ادراك الفرنسيين تحديداً ان من يعطّل الاستحقاق ليس الاطراف اللبنانية فقط، انما الجهات الاقليمية والدولية التي تضع لبنان ورقة تفاوض في يدها، والتي لم تنضج بعد الاتصالات للافراج عنها.
وبحسب متابعين، فإن فرنسا تعوّل كثيراً على توافق اللبنانيين في ما بينهم على اسم مرشح للرئاسة يحظى بتأييد اغلبية القوى السياسية الداخلية كي يصار الى العمل على تسويقه وتأييده خارجياً، وبالتالي المساعدة على ازالة اي اعتراضات او اعتبارات على اسم المرشح التوافقي.
وفي الوقت عينه، تعتبر ان المشاكل القائمة في المنطقة، لا بد من ان يصار الى حلّها، انما هذا الامر يتطلب وقتاً ومزيداً من المشاورات والاتصالات على اعلى المستويات، وبالتالي لا يجب ربط الاستحقاق الرئاسي بمصير الاوضاع الخارجية الاقليمية والدولية.
وفي ظل هذه الاجواء، تستمر فرنسا في مساعيها الجادة لاخراج لبنان من المأزق الدستوري، ويعوّل مسؤولون كبار زاروا العاصمة الفرنسية منذ ايام عن ثقته التامة بالمسؤولين الفرنسيين في احراز خرق ما على خط الرئاسة، وهي اي فرنسا، تنسّق مع دول عربية واقليمية لتسهيل عملية الانتخاب الرئاسي، كما انها تتواصل بشكل مباشر مع الفاتيكان ومع المجتمع الدولي في هذا الخصوص.
وكشف المسؤول اللبناني الذي زار فرنسا ان اروقة الاليزيه، والمعنيين بالملف الشرق اوسطي وتطورات الاوضاع ملمون جداً بالوضع الداخلي اللبناني، وهم يحاولون جاهدين التوصل الى تسوية ما للازمة اللبنانية بمعزل عن المؤتمرات الدولية والحلول المطروحة للشرق الاوسط.
وفي هذا المجال، علم ان زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى لبنان جان مارك ايرو نهاية هذا الشهر قد تكون محطة مهمة وبارزة لتأكيد استمرار فرنسا في مشاوراتها واتصالاتها مع المعنيين السياسيين في الداخل اللبناني، كما مع الاطراف الدولية والاقليمية.
وقد يؤكد المسؤولون في بيروت للزائر الفرنسي على اهمية دعم فرنسا للبنان في هذه المرحلة الحساسة والوقوف الى جانب المؤسسات الدستورية والامنية، والمساعدة على حل ازمة النازحين السوريين التي ترخي بثقلها على الدولة اللبنانية، كما على اهمية ان تستمر فرنسا في اتصالاتها ومساعيها مع الاطراف الدوليين وتحديداً مع السعودية وايران بهدف الافراج عن الاستحقاق الرئاسي.