سلة بري تحفظ عنها “المستقبل” وحرب وايدها “التيار الوطني” و “التقدمي“
بري طرح مبادرة تتضمن آليتين للتنفيذ و«دوحة لبنانية» تفاصيلها لاحقا
قانون الـ60 «آخر الدواء» اذا تعذر الاتفاق.. والحوار المقبل في 21 حزيران
«المستقبل» وحرب يتحفظان «والتيار» و«التقدمي» يرحبان .. ورئيس المجلس يمهل للدرس
في فلك مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، سبحت نقاشات الحوار الوطني في عين التينة وغاصت في بحور التمديد النيابي وسلبياته وكيفية عدم تكراره، فيما نحت المناخات في اتجاه قانون «الستين» الانتخابي «آخر دواء لداء تعذر الاتفاق السياسي في ضوء مسلسل الاخفاقات المتكررة في الوصول الى قاسم مشترك لقانون يخدم المصلحة الوطنية بعيدا من مصالح السياسيين، والا «فدوحة لبنانية» جديدة تتبلور تفاصيلها لاحقا.
والى فكرة المبادرة اضاف الرئيس بري آليتين لتنفيذيها ، الاولى باقرار قانون انتخابي جديد، تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي، اجراء الانتخابات النيابية، انتخاب رئيس وهيئة مكتب المجلس الجديد، فانتخاب رئيس للجمهورية، مع تعهد مسبق بأن يحضر جميع الفرقاء جلسة الانتخاب. أما الثانية فمشابهة للاولى، لكنها تنص على اجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الستين اذا تعذر وضع قانون انتخابي جديد. وقدم رئيس المجلس اقتراحا ثالثا للخروج من المأزق السياسي الداخلي، ينص على وضع اتفاق دوحة «لبناني» هذه المرة يتم في معرضه التوافق على «سلّة شاملة» من القضايا منها الرئاسة، قانون الانتخاب، رئاسة الحكومة وتركيبتها… وطلب من المتحاورين درس هذه الافكار بتأنّ على ان يقدموا موقفهم النهائي منها في الجلسة الحوارية المقبلة التي حدد موعدها في 21 حزيران.
«المستقبل» وحرب يتحفظان وباسيل والعريضي يرحبان
وأشارت المعلومات الى ان الرئيس فؤاد السنيورة عبّر عن رفض «المستقبل» اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، تماما كما تحفّظ على الطرح وزير الاتصالات بطرس حرب.
أما الوزير جبران باسيل والنائب غازي العريضي الذي مثل النائب وليد جنبلاط، فرحّبا بالفكرة. وتحدثت المعطيات المتوافرة عن اجماع سُجل على رفض «التمديد» مجددا لمجلس النواب، وانطلاقا من هذا الجوّ، كان السؤال المطروح «ماذا نفعل عندما يحين موعد الانتخابات النيابية»؟ ودار نقاش حول ما يقوله «الدستور» والقانون» في شأن اجراء «النيابية» في ظل الشغور، وما اذا كان أمر كهذا جائزا، حيث تمسك ممثلو 14 آذار على الطاولة بضرورة ان يكون الرئيس موجودا خلال الاستحقاق النيابي.
في المقابل، اقترح بعض الحضور ادخال تعديلات على قانون الستين اذا كان الرأي سيستقر على اعتماده في الانتخابات المقبلة. وأشارت معلومات صحافية الى ان النائب سامي الجميل دعا الى خلوة مصغرة لهيئة الحوار تستمر 3 أيام لوضع العناوين الأساسية لمبادرة بري وتوضيحها نهائيا ، في حين لفتت اخرى الى ان الجميل اقترح خلوة مفتوحة الى حين الوصول الى حل.
الحراك الفرنسي واستعادة الهبة
على خط آخر، وبعد اجتماع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالرئيس سعد الحريري، نقلت «وكالة الانباء المركزية»، عن مصدر نيابي في «تيار المستقبل» ،ان « الحريري يسعى من خلال زياراته الخارجية ولقاءاته الداخلية الى خرق جدار ازمة رئاسة الجمهورية، وفرنسا التي يزورها حالياً بعد ان زارها نهاية العام المُنصرم، تلاقيه في مساعيه انطلاقاً من حرصها على استقرار لبنان»، الا انه شكّك في المقابل ان «يحصد» الحراك الفرنسي نتائج رئاسية في لبنان».واشار الى ان «اجتماع هولاند -الحريري تطرّق اضافةً الى ازمة الرئاسة، الى العلاقات الثنائية ومصير الهبة السعودية للجيش اللبناني وكيفية ايجاد «مخارج» معيّنة لاستعادتها»، الا انه اسف في الوقت نفسه لان كل تصعيد من فريق لبناني ضد السعودية يزيد الطين بلّة، لكن الرئيس الحريري يسعى لاستعادتها انطلاقاً من اهمية تعزيز قدرات الجيش لحماية امن لبنان».
ونفى المصدر ان تكون فرنسا في مجال عقد مؤتمر في شأن لبنان على غرار «سان كلو»، فبرأيه «لا احد يدعو الى مؤتمر جدّي قبل ان تتوفّر له مقومات النجاح».
ارتدادات المعارك الانتخابية
من جهة ثانية، لم تنته ارتدادات المعارك الانتخابية على العلاقات بين القوى السياسية، سيما الحليفة منها. وفي السياق، رأى مصدرٌ نيابي معني باتفاق معراب «ان الهجوم على تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مستمر وسيزداد عنفاً ويستغل الانتخابات البلدية التي تختلف مقاييسها عن مقاييس النيابية ودقة حركة الرأي العام السياسية، لاستهداف نسب التمثيل لكلا الفريقين، في حين أن للموضوع أبعاداً أخرى:
أولها، ماذا نقول عن وضع تيار المستقبل والحزب الاشتراكي مثلاً في إقليم الخروب؟ هل ما حصل معهما يعني أن المستقبل والاشتراكي لا يُمثلان في المنطقة؟ أم أن أرقام «بيروت مدينتي» في الدائرة الثالثة من بيروت جاءت لتؤكد انهيار تيار المستقبل هناك؟ أم أن تراجع أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري عن الترشُح في صيدا هو دليل إضافي الى ضعف تيار المستقبل في بيئته؟ وثانيها، هل ان نجاح مخاتير النائب السابق باسم السبع في الضاحية الجنوبية هو دليل انهيار شعبية حركة أمل وحزب الله هناك؟ وثالثها، هل ان العلاقات بين ميشال المر ورؤساء البلديات الذين يكونون ضمن معارك التيار او القوات اللبنانية في العادة، تُحدد المقاييس والعلاقات بين السياسة والمعارك البلدية ذات الطابع الانمائي على اساس مقاييس سياسية بحتة، انه تحديد غير واقعي.
واضاف:ان الحاقدين على تحالف معراب يعملون على قياس المعارك البلدية بمقياس سياسي مهملين مجموعة تفاصيل هي في صلب الانتخابات البلدية وتحتاج لأكثر من دورة انتخابية لكي تتمكن القوات والتيار من إنجازها لأنها تحتاج في الواقع الى تثقيف سياسي وانمائي وبلدي يفصل العائليات والخصوصيات والحساسيات الصغيرة عن ابعاد الانتخابات والاقتراع.
لقاءات «المصارف»
أما قانون الكونغرس الأميركي حول «حزب الله»، فشكل أيضاً محور لقاء وفد من جمعية المصارف برئاسة الدكتور جوزيف طربيه مع وزير الصناعة حسين الحاج حسن بمشاركة النائب علي فياض والنائب السابق أمين شري عن «حزب الله»، في الرابعة والنصف بعد الظهر في مكتب فياض في مجلس النواب، استكمالاً لجولة يقوم بها وفد المصارف على بعض المسؤولين للتوافق على مقاربة مشتركة حيال تطبيق القانون المذكور.
اقفال الناعمة
في هذه الاثناء، انتهت منتصف الليل الماضي المهلة التي حدّدها مجلس الوزراء لفتح مطمر الناعمة امام النفايات القديمة المتراكمة من أزمة تموز الفائت، وسط غموض يكتنف الجهة التي ستنقل اليها النفايات اعتبارا من صباح اليوم.