IMLebanon

عدوان القنيطرة يتحكم بالمشهد اللبناني – الاقليمي  

            تعيش الساحة اللبنانية منذ الأحد على وقع غارة القنيطرة التي تصدّرت من دون منازع، الاهتمامات الرسمية والسياسية والعسكرية، وسط سيل لا ينتهي من التكهنات عن طبيعة الرد الذي سيلجأ اليه «حزب الله» المعتصم الى الآن بحبل الصمت، وقلق من اشعال جبهة الجنوب، مع التأكيد ان هذا الرد سيترك تأثيرا مباشرا على المفاوضات النووية بين ايران والدول الست…

هدوء جنوبي

            استمرت حالة الهدوء التي تلف الحدود الجنوبية، وغابت دوريات الجيش الاسرائيلي المعتادة عن طول الحدود بين كفركلا والعديسة، في حين سيّر الجيش واليونيفيل دوريات على طول الطريق المحاذية للشريط التقني، كما حلقت مروحية لليونيفيل فوق الحدود التي شهدت ليلا تحركات عسكرية داخلية.. أما في المقلب الاسرائيلي، وفي موازاة نشر الجيش «القبة الحديدية»، حاولت تل أبيب تخفيف ارتدادات غارة القنيطرة على أمنها، مع اعلانها انها لم تكن تعلم بوجود القيادي في الحرس الثوري الايراني محمد علي الله دادي في المنطقة. وتزامنت حالة التأهب الاسرائيلي على الحدود، مع اقدام شاب فلسطيني امس على طعن تسعة اسرائيليين كانوا على متن حافلة في قلب تل أبيب، في حادثة ضاعفت القلق الذي يعيشه الاسرائيليون بعد غارة القنيطرة، وضعها المراقبون في خانة غضب الشارع الفلسطيني من الارهاب الاسرائيلي، ومقاومته عبر هذه الوسيلة القديمة، للظلم الممارس في حقه… الى ذلك، شيّع «حزب الله» امس عباس حجازي في الغازية، ومحمد علي أبو الحسن في عين قانا، اللذين سقطا في غارة القنيطرة، في حضور حزبي وشعبي كثيف

مجلس الوزراء

 ووسط حرص من كل المكونات على عدم تفجير حكومة «المصلحة الوطنية» أو زعزعة ركائزها، من المتوقع ان تحضر غارة القنيطرة والرد المرتقب عليها، الى طاولة مجلس الوزراء اليوم، حيث أشار وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ»المركزية» الى «اننا ملتزمون بجدول أعمال مجلس الوزراء لكن رئيس الحكومة تمام سلام عادة ما يستهل الجلسة بكلمة سياسية، ومن الممكن ان يتطرق في خلالها الى مسألة الغارة الاسرئيلية فهو عادة لا يفوّت هكذا مناسبة». من جهة ثانية، كشف درباس ان «هناك توجّها لدى الدولة اللبنانية لاستضافة الوزراء المسؤولين عن ملف النزوح السوري في دول الجوار في شباط وآذار المقبلين»، في خطوة تهدف الى البحث في كيفية تنفيذ الموقف اللبناني الداعي الى تقاسم أعباء وأعداد النازحين السوريين.

وعن موقف وزراء «حزب الله» في حال طرح مسألة غارة القنيطرة خلال الجلسة اليوم، قالت مصادر مقربة من الحزب لـ»المركزية»، « لا يمكن استباق الامور، سنرى طريقة طرح المسألة وفي أي صيغة ومضمون، ونبني على الشيء مقتضاه».

موقف بري

 في السياق، برز موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر فيه ان «اسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجيا ووضعت ايران على حدودها وعلى تماس مباشر بمواجهتها من خلال ارتكابها جريمة القنيطرة». وشدد خلال لقاء الاربعاء، على أن لا تداعيات لجريمة القنيطرة على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، لافتا الى أن هذا الحوار أعطى ثمارا مباشرة على صعيد تخفيف الاحتقان وتحصين الوضع الداخلي، مؤكدا في سياق مختلف، الى انه سيدعو الى فتح دورة استثنائية للمجلس مع قرب انتهاء اللجان من بعض اقتراحات القوانين كسلامة الغذاء.

الحوارات البطيئة

 على خط آخر، وفيما يعتبر المراقبون استمرار الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله» بعد غارة القنيطرة انجازا في حد ذاته، رأت مصادر مستقلة عبر «المركزية» ان «الحوارات الثنائية حاجة، لكن تقدّمها ونتائجها تبقى بطيئة وصغيرة أمام حجم التطورات في المنطقة، من سوريا الى العراق فاليمن، حيث يتأكد ان لبنان تفصيل في المشهد الكبير المتأزم، ولن يلتفت المجتمع الدولي الى مشاكله، ولن ينقذ احد الجمهورية اذا لم يبادر اللبنانيون الى انقاذها، واستعادة زمام الامور في البلاد عبر المبادرة اولا الى انتخاب رئيس».

عون – جعجع

 وليس بعيدا، أفادت مصادر سياسية متابعة للحوار بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، «المركزية» ان الجلسة الاولى بين رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قد تعقد الاسبوع المقبل. وتقول أوساط لجنة التحضير ان اللقاء بين الرجلين جزء من المسار وليس هو الهدف، وحصوله بانتظار انجاز الاتفاق على الخلاصة النهائية لاوراق العمل التي تمت مناقشتها في اللجنة التحضيرية.  وحاملا رسالة طمأنة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تؤكد ان المخيمات ستبقى تحت سلطة الدولة اللبنانية ولن تكون ملاذا للارهابيين، جال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» والمشرف العام على الساحة في لبنان عزام الأحمد على الرئيس بري والرئيس سلام والمدير العام للأمن العام عباس ابراهيم، مؤكدا «رفض اتخاذ مخيم عين الحلوة غطاء لضرب الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان»، مضيفا «نحن حرصاء على التصدي لهذه المحاولات الخبيثة».

قهوجي في عرسال

            أمنيا، لفتت امس الزيارة التفقدية التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي لمراكز الجيش الامامية في وادي حميد والمصيدة ووادي الحصن في عرسال.

وازاء المعلومات التي أضاءت امس على ترشيح مجلس الوزراء سفراء جدداً، في خطوة تدل بحسب مصادر متابعة، الى «تطبيع مع شواذ الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية»، اكد مصدر في وزارة الخارجية لـ»المركزية» ان ما يتم تداوله لا يعني باي شكل من الاشكال الالتفاف على الدستور او الحلول مكان رئيس الجمهورية»، مؤكدة ان للاخير وحده صلاحيات لا يمكن للحكومة ان تنوب عنه فيها. ولفت المصدر الى ان وزير الخارجية جبران باسيل سيوضح حقيقة الامر في الساعات المقبلة.

رسالة ايرانية

            إقليميا، اعتبرت مصادر ديبلوماسية انقلاب مسلحي حركة «أنصار الله» الحوثية على الشرعية عبر استيلائهم على المجمع الرئاسي في اليمن، ومحاصرتهم الرئيس عبدربه منصور هادي في منزله، رسالة ايرانية واضحة الى دول الخليج بشكل خاص والدول العربية بشكل عام، وعرض عضلات جديداً تقوم به طهران، بعدما أثبتت قدرتها على التأثير بقوة في الواقع العراقي والبحريني واللبناني والسوري». من جهتها، دعت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، إلى اجتماع «استثنائي» لوزراء خارجية دول المجلس يعقد اليوم (امس) في الرياض، لبحث التطورات في صنعاء، وسط ترجيح احتمال سحب دول المجلس بعثاتها الديبلوماسية من صنعاء، واتخاذها خطوات أخرى لمواكبة المرحلة الراهنة في اليمن.