سيكون الاسبوع الجاري حافلا بمحطات بارزة من شأنها ان تشكل اختبارا للمناخ السياسي ومدى ثباته وقدرته على مواجهة عواصف المواقف النارية من جهة والملفات الخلافية الشائكة من جهة ثانية، نظرا الى المرتقب من كلمات ستطلق خلالها، خصوصا في الافطارات الرمضانية مع دخول البلاد مدارها حتى مطلع تموز المقبل.
الحريري يكسر جدار الصمت
ومع بداية الشهر، يفتتح الرئيس سعد الحريري «المُعتصم» بالصمت، والذي عاد الى بيروت نهاية الاسبوع الماضي، سلسلة افطارات بدءاً من الخميس المقبل في بيت الوسط، يضمنّها كما العادة، مواقف يُطلقها في المناسبة، على ان يقيم تيار المستقبل إفطارا مركزّيا مساء السبت المقبل في مجمّع «البيال»يلقي في خلاله كلمة تضع النقاط على الحروف»، وفق مصدر في «التيار». ولفت الى انه «سيضع خريطة طريق مستقبلية لمواكبة مرحلة ما بعد الانتخابات البلدية التي افرزت نتائج «مهمة» يجب التوقّف عندها، اضافةً الى التطورات في ضوء المواقف الاخيرة «لأركان» التيار، اي وزير العدل المستقيل اشرف ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق». وتوقع المصدر ان «يُشدد الرئيس الحريري خلال مواقفه الرمضانية على اهمية توحيد الصف اللبناني عموما والسنّي خصوصا وضرورة لمّ الشمل، وهذا الامر لطالما تميّز به زعيم «المستقبل»، فهو بدأ ورشة لمّ الشمل منذ عودته الى لبنان، حيث كانت له لقاءات مع قيادات في «بيت الوسط» وخارجه صبّت جميعها في هذه الخانة».
لقاء مرتقب لعون وجعجع
في المقلب المسيحي، وبعدما عكف فريقا تفاهم معراب على عقد اجتماعات دورية تركزّت على تقويم نتائج الانتخابات البلدية وتأثيرها على التحالف المسيحي، علم ان لقاء سيجمع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قريبا للبحث في تطورات المرحلة الانتخابية والاستحقاقات المقبلة وفي مقدمها قانون الانتخاب وكيفية الوصول الى صيغة مشتركة تحصّن التفاهم، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق استنادا الى بنود «اعلان النيات» الذي أطفأ شمعته الاولى في 2 الجاري.
قانون الانتخاب اليوم في اللجنة
والقانون بخلافاته ومشاحناته السياسية سيحضر في جولة نقاش جديدة امام اللجان النيابية اليوم ويوم الخميس المقبل لاستكمال البحث الصعب عن قانون جديد للانتخاب. وقد أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل «أننا نستطيع اليوم ان نضع مشروعا لمستقبل لبنان نتوافق عليه، وعلى اساسه نخوض الانتخابات». وتابع خلال مشاركته في عشاء أقامه رئيس بلدية بجة رستم صعيبي في دارته «نقول للبنانيين اننا نعلم ماذا نريد، ولا تسيروا وراءنا على «العمياني» بل بناء على ما نعدكم به وهذا بالنسبة لنا بيت القصيد، نحن كحزب كتائب سنعمل بانفتاح مع كل القوى السياسية لكي نتوافق مع بعضنا على مشروع سياسي ووطني يحقق الاستقرار الاقتصادي والسياسي والامني والاجتماعي للشعب اللبناني الذي تعب من الصراعات والعيش في الموقت ومن الفساد والنظام الاعوج والحياة الهزيلة التي يعيشها اليوم».
جولة اوروبية لباسيل
في غضون ذلك، ومواكبةً لملف النازحين السوريين الذي يتحمّل لبنان جرّاءه اعباء هائلة، علم ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يبدأ اعتباراً من الخميس المقبل جولة خارجية تتضمّن فرنسا، النروج، فنلندا والسويد لشرح مشكلات لبنان المتأتية جرّاء ايوائه العدد الاكبر من النازحين، وخطر تفشي الارهاب فيه وانهيار اقتصاده». وسيقترح باسيل خلال جولته الاوروبية ولقائه المسؤولين، العودة الامنة للسوريين على ثلاث مراحل: المدى القريب، المتوسط والبعيد. وسيُشدد على ضرورة تضمين هذه العودة بفقرة اساسية في اي مفاوضات للحل السياسي، واهمية اشراك اللاجئين العائدين في اعادة اعمار سوريا.
كما يشرح خطة تنظيم اقامة السوريين التي يأمل لبنان من خلالها جني بعض الهبات والقروض الميسرة لمساعدته في تحمّل ايواء العدد الاكبر من اللاجئين، علماً ان لبنان لا يحصل إلا على حصة زهيدة من المساعدات الاوروبية التي تذهب في غالبيتها الى تركيا والأردن».
في مجال آخر زار القائم بالأعمال الاميركي ريتشارد جونز المقر المركزي للتيار الوطني الحر في سنتر ميرنا الشالوحي واجتمع الى رئيسه جبران باسيل.
تنسيق اجهزة لبناني – اميركي
على صعيد آخر، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في حديث لمجلة «الامن العام» في عددها الـ 33 عن نتائج زيارته للولايات المتحدة ولقاءاته المسؤولين. وأن عنوان الزيارة هو التنسيق في موضوع مكافحة الارهاب ورفع مستوى التنسيق بين الاجهزة الامنية اللبنانية والاميركية، كاشفا «أننا طلبنا من المسؤولين الاميركيين المعنيين مساعدات تقنية في مجال مكافحة الارهاب كما في التدريب. وأعلن أن المسؤولين الامنيين الاميركيين عبروا عن تأييدهم لما ادلينا به، واقتناعهم بمساعدتنا والحاجة الى ان يبقى لبنان بلدا مستقراً وتوفير ما يتطلبه دوام هذا الاستقرار. وشددوا على ان استقرار لبنان مصلحة اميركية بمقدار ما هو مصلحة لبنان. ناهيك عن اقتناعهم بحجم التهديدات والاخطار التي تحوط بنا. في اي وقت، يمكن ان يقع اعتداء ارهابي علينا. لذلك سارعوا الى تأكيد استعدادهم للمساعدة.
مسؤولية اللبنانيين
وفي السياق، جدد السفير الفرنسي إيمانويل بون امس التزام بلاده دعم لبنان. فقال خلال مشاركته في لقاء حواري في «اليسوعية»: «من المهم جدا أن نكون إلى جانب لبنان على المستوى السياسي، لأنه بلد يحتاج إلى دعم أصدقائه في هذه المرحلة الصعبة، لكنه ذكّر في المقابل «ان هناك مسؤولية تقع على عاتق السياسيين اللبنانيين يجب الا نتجاهلها». وتابع «يجب أن نشكر لبنان لما قدمه لفرنسا، ولا نكتفي بشكر فرنسا لما فعلته للبنان، فهو قدم الكثير من خلال نجاحات رواد أعماله ومثقفيه وأساتذته طلابه، ما يجعل لبنان ليس نقطة دخول إلى الشرق الأوسط بل شريكا مهما لتستمر فرنسا بإشعاعها في المنطقة».