الاسبوع الحالي يبدو حافلا بالمحطات، ومن ضمنها اجتماعات حزبية ولقاء هيئة الحوار وجلستان لمجلس الوزراء وجلسة نيابية اضافية لانتخاب رئيس. ولكن هذه الحركة ستبقى بلا بركة قياسا على المواقف السياسية الثابتة وانعدام الرؤية في أي ملف.
والبداية مع اجتماع للمكتب السياسي الكتائبي اليوم وأمامه مسألة رفض الوزير سجعان قزي لقرار استقالته مع الوزير آلان حكيم. ورغم ان قزي قال انه لن يعلن قراره قبل الاجتماع الحزبي، الا ان مصادر كتائبية اكدت ان الاستقالة نهائية ولا تراجع عنها.
قزي غير مقتنع
وقد قال قزي مساء أمس عن الاستقالة: انا غير مقتنع بأسباب هذه الاستقالة لا وطنيا ولا دستوريا، ولا لعمل مجلس الوزراء.
واضاف: في العشرينات من عمري كنت شريكا مع الرئيس بشير الجميل في صناعة القرارات الكبرى، واليوم وأنا في الخامسة والستين من عمري لن أنفذ قرارا غير موافق عليه.
وردا على سؤال عن امكانية رؤيته في مجلس الوزراء، أجاب قزي: كل شيء وارد. أنا لن أتخذ ق راري النهائي قبل قرار الحزب، ولكن واضح اني غير مقتنع بالاستقالة، وسأستمر في تحمل المسؤولية.
وبدأت اتصالات كتائبية متسارعة على أكثر من صعيد قبيل انعقاد المكتب السياسي اليوم، حيث يطالب قزي بتوظيف الاستقالة سياسيا داخل مجلس الوزراء.
سلام: لاستقالة خطية
وقد تطرق الرئيس تمام سلام في دردشة مع الصحافيين في منزله أمس، الى موضوع الاستقالة، وقال ان استقالة وزيري حزب الكتائب ما زالت شفهية، واذا كانت جدية فيجب ان تقدّم خطية له أو للأمانة العامة لمجلس الوزراء بمعزل عمن يقبلها أو يوافق عليها. وذكر انه تسلّم استقالة وزير العدل أشرف ريفي خطية ولم يكلّف أحداً. والاستقالة خطوة نابعة من رغبة الوزير، وعليه أن يفرضها ويبلغ بها الأمانة العامة لمجلس الوزراء كما قال.
وردّ سلام على دعوة رئيس الكتائب له بالاستقالة بأن كثراً غيره قالوا كلاماً آخر. فهو حتى هذه اللحظة يتواصل مع كل الجهات ويشعر ان هناك رغبة عارمة لعدم التخلّي ولعدم ترك المسؤولية، وهذا أمر يشكّل عليه عبئاً كبيراً. ومع انه ليس بوضع مريح، ولا يرى الاستمرار بهذا الشكل يعود بالخير على البلد، إلاّ أنه يعتبر ان المسؤول ليس بموقع اتخاذ قرارات تكون فشّة خلق أو اشباع لذاته.
هيئة الحوار
وفي محطات هذا الاسبوع ايضا، اجتماع هيئة الحوار الوطني غدا الثلاثاء، وينتظر أن يركز على قانون الانتخاب الذي يأمل الرئيس نبيه بري ان يتحقق حوله تفاهم يمكّن من الانطلاق باتجاه الانتخابات النيابية.
ومن المتوقع أن تنسحب نتائج مداولات طاولة الحوار على وقائع جلسة اللجان النيابية المشتركة التي تجتمع يوم الاربعاء المقبل والمخصصة لمواصلة النقاش في القانون المختلط، خصوصا أنها كانت أرجئت الى موعد يعقب الجلسة الحوارية بعدما أقرّ أعضاؤها بأن القرار في شأن قانون الانتخاب ليس في يدهم بل في جيب المرجعيات السياسية.
كما تعقد الاربعاء جلسة لمجلس الوزراء ينتظر أن ترحل منها كالعادة كل البنود الخلافية.
أما الخميس المقبل، فالبرلمان سيكون على موعد مع جلسة رئاسية جديدة، تحمل الرقم 41 لانتخاب رئيس للجمهورية، من المتوقّع أن تكون نسخة طبق الأصل عن سابقاتها لجهة تعطيل النصاب فالإرجاء.
عرض عون
وفي الموضوع الرئاسي، قرأت مصادر سياسية في 14 آذار في كلام رئيس حزب التوحيد وئام وهاب من الرابية حيث أعلن ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون المفوّض من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التفاوض في شأن رئاستي الجمهورية والحكومة، دعوةً من التيار الى المستقبل لمحاورته وفتح قنوات التواصل مجددا بين الطرفين. الا انها استبعدت أن تبدّل مغريات الرابية في توجهات التيار الازرق الرئاسية.
وقد قالت الدكتورة فاديا كيوان استاذة العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية إنها وجهت رسالة الى العماد عون لوضع يده بيد الحريري ممثل الاعتدال.
وبالعودة الى روزنامة الأسبوع الحالي، فان اللاجلسة الرئاسية ستتبعها ليلا جلسة للحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله.