IMLebanon

السفارة الاميركية لرعاياها:لا تتجولوا في لبنان  

كتب عبدر الامير بيضون:

توزعت الاهتمامات والأنشطة على مدى الأيام الماضية، على خطين متوازيين، خارجي باتجاه المملكة العربية السعودية، حيث ازدحمت الوفود المعزية برحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، كما في مسجد محمد الأمين في بيروت، وداخلي على خط التطورات العسكرية والأمنية الضاغطة، من جنوب لبنان، الى جبهات بريتال وعرسال وراس بعلبك، حيث كانت مواجهات واشتباكات مع «المسلحين التكفيريين، الارهابيين»، الزاحفين من الجرود الفاصلة بين لبنان وسوريا، والتي تعمدت بدماء العديد من شهداء الجيش اللبناني، الذين سقطوا في الاشتباكات مع هؤلاء المسلحين، الذين حاولوا السيطرة على جرود رأس بعلبك، ولم يفلحوا، وتمكنت القوات العسكرية من دحرهم، وسد كل المنافذ…

تحذير أميركي

وقد أفرزت هذه التطورات – وعلى خلفية التقارير عن انتحاري اعترف ان أهداف الارهابيين تتضمن كازينو لبنان في جونية وفندق لوريال في الضبيه – موقفاً أميركياً لافتاً تمثل في «الرسائل النصية عبر الهواتف الخلوية» وجهتها السفارة الاميركية في بيروت الى رعاياها الموجودين في لبنان دعتهم فيها الى اتخاذ الحيطة والحذر في أثناء تجولهم حتى في المناطق التي تعتبر أقل خطراً، كما دعتهم الى تجنب السفر الى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن…».

وأشارت السفارة الى أنه «بعد فترة من الهدوء، تأتي الأحداث لتذكرنا بالمخاوف الأمنية المستمرة في لبنان… وبينما تعمل القوى الأمنية اللبنانية على تفادي الهجمات الانتحارية بنجاح… تحض السفارة رعاياها على اتخاذ الحيطة والحذر وحفظ أمنهم…».

ومساء أمس شاعت معلومات عن اشتباكات في جرود بريتال بين عناصر مسلحة و«حزب الله»… إلا ان الحزب سرعان ما نفى ذلك، ولفت الى ان الاشتباكات تجري في الأراضي السورية…

لبنان الرسمي والشعبي يواسي السعودية

إلى ذلك، فإن لبنان، في غالبية افرقائه وقواه السياسية ومرجعياته الروحية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية، حضر، أول من أمس، وأمس – الى جانب العديد من زعماء العالم – في تقديم واجب العزاء في الرياض للمملكة العربية السعودية بوفاة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بالتقاطع مع وفود سياسية وشعبية وروحية وأمنية وعسكرية واعلامية واقتصادية وفنية، تقاطرت الى مسجد محمد الأمين، في وسط بيروت لتعزية اركان السفارة السعودية…

فقد شارك لبنان بوفدين، الأول رسمي ممثلاً برئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، اللذين ترأسا وفداً نيابياً – وزارياً، والثاني بوفد من النواب والسياسيين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين، وممثلي الجمعيات ورجال الأعمال والشخصيات (في مقدمهم الرئيس ميشال سليمان، والرئيس أمين الجميل، والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس «القوات» سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع…) دعاه الرئيس سعد الحريري، في تقديم واجب العزاء بوفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في العاصمة السعودية الرياض… وخلال تقديم واجب العزاء، التقى الرئيس الحريري الرئيسين بري وسلام، كما أولم في دارته في الرياض على شرف الوفد حيث جرت أحاديث تناولت مختلف الأوضاع في لبنان والمنطقة…

ومساء أول من أمس، عاد الوفد اللبناني الرسمي الى بيروت…

الجولة الرابعة للحوار…

هذا وفي وقت دخل لبنان يومه السابع والاربعين بعد المئتين من دون رئيس للجمهورية، وسط تراجع ملحوظ على خط متابعة هذا الاستحقاق، على رغم الحوافز الدولية، فإن الأنظار ترقب اليوم الجولة الرابعة من الحوار الجاري بين «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة، وفق أجندة لم يطرأ أي تعديل يذكر عليها، على رغم التطورات التي حصلت، ومن بينها الاعتداء الاسرائيلي على القنيطرة وسقوط عدد من شهداء «حزب الله»… كما ترقب المساعي المبذولة لتوفير اللقاء الموعود بين النائب (الجنرال السابق) ميشال عون، ورئيس «القوات» سمير جعجع، حيث لا جديد يذكر على هذا الخط، على رغم تأكيد مصادر نيابية (عونية) ارتياحها «لأجواء اعادة فتح الجسور» مع «القوات»، الذي كان أولى ثماره اسقاط الدعاوبين الفريقين..

الراعي يخرج من المستشفى اليوم

كل ذلك، يحصل في ظل غياب المرجعية المارونية الاولى، البطريرك بشارة بطرس الراعي، الذي من المتوقع ان يغادر المستشفى اليوم بعدما تحسنت صحته إثر الجراحة التي أجريت له في الدماغ، اواخر الاسبوع الماضي… بحسب ما أعلن مسؤول العلاقات العامة والاعلام في بكركي وليد غياض… الذي أكد «تحسن صحة» البطريرك، الذي من المقرر ان يتوجه الى الفاتيكان بعد معافاته.

وخلال زيارة البطريرك الراعي في مستشفى المعونات في جبيل، لفت الرئيس ميشال سليمان الى الدور الذي يقوم به البطريرك ووصفه بأنه «مهم جداً في ظل الفترة الصعبة التي يمر بها الوطن…» آملاً، بعد عودته الى نشاطه الطبيعي ان يستأنف الاتصالات التي يقوم بها (…) وان يعي المسؤولون دورهم ويتفقوا بأسرع وقت وان يحصل الاستحقاق الرئاسي، لأنه لم يعد مقبولاً ان تبقى البلاد من دون رأس…».

الجيش يطهر جرود رأس بعلبك ويشيع شهداءه

أمنياً، ومع نجاح الجيش اللبناني اللافت في تطهير تلة الحمراء في جرود رأس بعلبك، من المجموعات الارهابية المسلحة التي كانت شنت يوم الجمعة الماضي، هجوماً، على نقطة مراقبة متقدمة للجيش في هذه الجرود قوامها 15 جندياً تصدوا للمهاجمين، الذين قدر عددهم بأكثر من مئة مسلح، وواصلوا التصدي لهم بانتظار وصول الامدادات العسكرية، فاستشهد عدد منهم، وواصل الآخرون التصدي حتى وصول الدعم، حيث دارت اشتباكات حادة مع الارهابيين، شاركت فيها المروحيات… وخلفت الاشتباكات ثمانية شهداء للجيش اللبناني، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، جرى تشييعهم خلال اليومين الماضيين، في العديد من المناطق اللبنانية، رسمياً وشعبياً في مآتم مؤثرة، وأجمعت الكلمات التي ألقيت والهتافات المتضامنة على «ان المعركة ضد الارهاب متواصلة حتى الانتصار…». كما خلفت أكثر من عشرين قتيلاً من المسلحين، من بينهم قادة في «الجيش الحر» وتنظيم «داعش».

ما أراده المسلحون من رأس بعلبك؟

وخلافاً لكل المعلومات التي تحدثت عن ان المسلحين يعتبرون ان رأس بعلبك «خط امداد غذائي لهم…» فإن مصادر عسكرية أكدت لـ«الشرق» ان المسلحين أرادوا من وراء فتح جبهة رأس بعلبك توجيه أكثر من رسالة باتجاه الداخل اللبناني، خصوصاً وان هذه البلدة مسيحية، وأرادوها رهينة في أياديهم للضغط…» نافية وجود أي خط امداد غذائي او غيره للمجموعات المسلحة… ومؤكدة ان الجيش والقوى الأمنية «لن يسمحا بأي طرق امداد… وجميع المسلحين في خانة الارهاب منذ اللحظة التي اعتدوا فيها على الجيش اللبناني في عرسال وخطفوا عسكريين وقتلوا بعضهم…» كما أكدت المصادر «ان الجيش موجود على تلة الحمراء، وفي غيرها، ولن يتراجع، بل عزز وجوده… فهذه أرض لبنانية ومهمتنا الدفاع عنها…».

الحريري: للوقوف صفاً واحداً  وراء الجيش

وبالتقاطع مع هذه التطورات الأمنية، الممتدة من الجنوب، الى الشمال الى البقاع، حيث بدأ تنفيذ الخطة الأمنية بنجاح لافت، فقد برزت مواقف سياسية حاضنة للدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية.

وفي هذا، فقد جدد الرئيس سعد الحريري دعوته «اللبنانيين جميعاً الى الالتفاف والوقوف صفاً واحداً وراء الجيش والقوى الأمنية وقطع الطريق على كل محاولات استهداف الأمن والاستقرار في البلاد…».

بدوره أثنى نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع سمير مقبل على «شجاعة واقدام الجيش وقدراته في صد أي هجوم ودحر المعتدين مهما حاولوا…» كما صدرت مواقف مؤيدة للجيش وداعمة من كل من الرئيس نجيب ميقاتي، وعضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، وعضو كتلة «الكتائب» النائب ايلي ماروني، وعضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب آلان عون، وعضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم…

استهداف الجيش استهداف لكل اللبنانيين

وفي السياق الحواري، أكد عضو «التنمية والتحرير» النائب علي بزي، باسم الرئيس بري، ان «الحوار أكثر من ايجابي، وأولى ايجابياته هو التفاف اللبنانيين جميعاً لمواجهة الجماعات الارهابية التكفيرية…» داعياً الى «الوحدة بين اللبنانيين، والى ان يكون لدينا رئيس للجمهورية» مؤكداً أنه «آن للبنانيين ان ينتخبوا رئيساً جديداً بعدم الرهانات على الخارج…».

من جهته اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في احتفال تأبيني في عين قانا، «ان ما حصل من استهداف للجيش هو استهداف لكل اللبنانيين… والمطلوب الوقوف الى جانب الجيش والاسراع في تسليحه» موضحاً «ان الحوارات التي تحصل الآن تلقى تشجيعاً وترحيباً وتأييداً ودعماً واصراراً من قبل المقاومة، على ان نخرج بنتائج لمصلحة الناس…».