Site icon IMLebanon

باريس: انتخبوا شخصية تحاور ولا توارب

باريس: انتخبوا شخصية تحاور ولا توارب

الرئاسة والنازحون والجيش والوضع الإقتصادي في محادثات وزير الخارجية الفرنسي في بيروت

كتبت تيريز القسيس صعب:

اربعة عناوين اساسية ورئيسية سيتناولها رئيس الديبلوماسية الفرنسية جان مارك ايرولت خلال الساعات الـ 48 التي سيمضيها في بيروت (اليوم وغدا).

فقد اكد مصدر ديبلوماسي في الخارجية الفرنسية في لقاء مع «الشرق،» ان الوزير الفرنسي سيشرح للمسؤولين اللبنانيين خطورة ابقاء الوضع السياسي القائم في البلاد على ما هو عليه اليوم والذي يترك اثارا سلبية على صورة لبنان الحضارة والديموقراطية والعيش المشترك في الخارج، وكيفية التعامل والتعاطي الدولي معه، كما ان تداعيات الفراغ الرئاسي تطال ايضا  اﻻقتصاد اللبناني والذي نعتبره  ركيزة  وقوة اساسية في تنشيط وتحريك العجلة اﻻقتصادية للبلاد كما في التبادل التجاري الدولي.

واشار المسؤول الفرنسي الى ان ايرولت سيدق جرس اﻻنذار وسيدعو المسؤولين اللبنانيين الى عدم ربط الملف الرئاسي بما يحدث في سوريا ، وضرورة تفاهم اللبنانيين في ما بينهم على انتخاب شخصية توافقية تجمع وﻻتفرق، شخصية تحاور وتستمع وﻻ توارب. فلبنان الذي نعتبره انموذجا للحرية والديمقراطية وللحضارات الثقافية المتنوعة يجب ان ينقذ نفسه بنفسه، فليس من حقنا او واجبنا ان نسمي هذه الشخصية او تلك لتبوؤ منصب الرئاسة اﻻولى، انما من واجبنا المساعدة على حل العقد والحواجز التي تعترض انتخاب رئيس جديد.

كذلك سيتطرق الوزير الفرنسي الى المحادثات والمفاوضات الدولية واﻻقليمية التي تجري في عواصم العالم وجنييف لحل اﻻزمة السياسية في سوريا والمنطقة بشكل عام. كما سيضع المسؤولين في اجواء  اﻻتصاﻻت الفرنسية -والسعودية اﻻخيرة، كما الفرنسية- اﻻيرانية التي حصلت منذ اسبوعين في العاصمة الفرنسية والتي تناولت اﻻزمة الرئاسية في لبنان.

النقطة الثانية التي سيتناولها الوزير الفرنسي تتعلق بمسالة النازحين السوريين وتداعيات هذه اﻻزمة على لبنان ففرنسا الحريصة على مساعدة ومؤازرة لبنان في كل المحن تحاول عبر حضورها وثقلها السياسي واﻻقتصادي الوقوف الى جانب لبنان ودعمه فى شتى المجاﻻت لتمرير هذه المرحلة الصعبة، والتي باتت عبئاً ثقيلاً ليس على لبنان ودول الجوار التي تستضيف النازحين فحسب، بل اصبحت ازمة اقليمية ودولية لحل موقت الى حين عودتهم الى ديارهم.

وفي هذا اﻻطار كشفت المصادر عن اجتماع لمجموعة الدعم الدولية سيعقد في 16 ايلول المقبل قي نيويورك والذي سيتطرق بطبيعة الحال الى مسالة النازحين وكيفية ايجاد حل لهم الى حين عودتهم الى سوريا.

النقطة الثالثة موضوع الجيش واهمية دعمه ومساندته. فقد اعتبر المسؤؤل الديبلوماسي ان مسالة الجيش ودعمه سياسيا ولوجستيا امر ﻻ يستدعي النقاش حوله. ففرنسا تثمن عاليا الجهود التي تقوم بها قيادة الجيش والقوى اﻻمنية في لبنان، وهي تتابع بدقة وبكل التفاصيل ما يقوم به الجيش ان عند الحدود مع سوريا ، اومن خلال محاربته الخلايا اﻻرهابية المتواجدة عند تخوم المناطق اللبنانية ان في البقاع او الشمال، او التدابير المتخذة في العاصمة بيروت. واشار المصدر الى ان المحافظة على اﻻمن واﻻستقرار في البلاد وسط كل ما يحصل من مشاكل وازمات تطاول كل دول العالم دون استثناء، اولوية قصوى وضرورية.

من هنا فان الوزير الفرنسي سينقل دعم وتاييد الحكومة الفرنسية لكل الخطوات والتدابير التي تتخذها القوى اﻻمنية في لبنان بهدف ابقاء الوضع اﻻمني ممسوكا ومضبوطا.

اما النقطة الرابعة فهي تتناول الوضع اﻻقتصادي. فبحسب المراجع اﻻقتصادية في العاصمة الفرنسي ، فان الوضع اﻻقتصادي في لبنان شهد تراجعات مخيفة جراء الفراغ الرئاسي، والوجود الكثيف للنازحين السوريين، اضافة الى الشلل في الميزان التجاري واﻻقتصادي، وهذا اﻻمر يستدعي تدخلاً طارئا وسريعا ﻻيقاف هذا التدهور .

من هنا فان الوزير سينقل قلق بلاده من استمرار الوضع اﻻقتصادي على ما هو عليه، ﻻن فرنسا تعتبر ان اﻻقتصاد هو  من الدعائم اﻻساسية والقوية في المحافظة على هيبة ووجود الدولة .

باختصار الوزير الفرنسي ايرولت الذي سيلتقي المسؤولين في لبنان لن يحمل العصا لسحرية، ولن يكون المارد الحل اﻻزمة الرئاسية، وبالتالي على المسؤولين فهم مضمون ومغزى الزيارات الخارجية ، والتعامل معها بوعي ومسؤولية، علهم يفهمون ويرحمون هذا الوطن وهذا الشعب وينتخبون الرئيس الجديد للجمهورية«الجديدة».