ارخى الاشتباك الاقليمي المتجدد بثقله على ملفات لبنان المأزومة موحيا بمزيد من التعقيد، في ضوء صراع مخابراتي خفي وفي العلن عبر مواقف تعكس مدى السخونة احيانا.
وفي ظل الكباش الاقليمي، لا يبدو مستغربا ان زيارة وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت لبيروت كانت من دون نتائج عملية، وجلسة الانتخاب الرئاسي من دون نصاب، كما حال اجتماع اللجان النيابية المشتركة التي كان يفترض ان تضع معايير للقانون المختلط، فاذا بعدوى تعطيل النصاب تنتقل اليها في مفارقة غريبة، لم تفلح التبريرات والاعذار في تغطية ابعادها.
42 في الثانية والاربعين
ولم تكد تمر ساعات على مغادرة الوزير ايرولت لبنان، حتى تجلّى مجددا عدم نضوج طبخة الاستحقاق لا محليا ولا خارجيا، في ساحة النجمة، حيث لم يكتمل نصاب الجلسة 42 لانتخاب رئيس الجمهورية بفعل مقاطعتها من قبل نواب «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» و»المردة»، وحضرها 42 نائبا فقط، قبل أن يرجئها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ظهر الاثنين 8 آب المقبل.
كان ينقصهم نائب واحد…
ورفعت جلسة اللجان المشتركة المخصصة للبحث في قانون الانتخاب ومناقشة اقتراح القانون الرامي الى تعديل قانون الانتخاب باعتماد صيغة النظام المختلط بين الاكثري والنسبي، لعدم اكتمال النصاب أيضا، حيث اقتصر الحضور على 21 نائبا فيما المطلوب حضور 22 ، وتم تحديد موعد الجلسة الجديدة في 27 تموز الجاري.
الموازنة لتصحيح الوضع المالي
وحضر الواقع المالي الذي عرض له اول من أمس مجلس الوزراء، في مداولات ساحة النجمة، حيث طلب النائب جورج عدوان من وزير المال علي حسن خليل احالة موازنة السنة المقبلة الى الحكومة واقرارها قبل آخر ايلول واحالتها الى مجلس النواب لتصحيح الوضع المالي. كما كان حاضرا أيضا السجال الذي نشب بعيد تقرير خليل المالي بين الاخير و»المستقبل»، اذ أكد الرئيس فؤاد السنيورة ان الموضوع انتهى بتوضيح النائب عمار حوري الذي اعتبر «أن لا مصلحة أو مبرر لأي سجال أو تجريح شخصي ولأي مشاحنات في هذه الظروف في ما خصّ الملف المالي»، مضيفا ان «لا علاقة لملف النفط بما حصل وأنه متفق مع رئيس المجلس النيابي على ما يجب القيام به في هذا الموضوع». وفي حين ترددت معلومات أن سجالاً حصل في كتلة المستقبل بين السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق، نفى الأول هذا الأمر وقال في دردشة مع الإعلاميين: ما قيل عن خلاف بيني وبين المشنوق داخل كتلة المستقبل اختراع».
مشكلة اقصاء المعلومات
وتترقب الأوساط المالية والإقتصادية جلسة مجلس الوزراء المقررة الإثنين المقبل لاستكمال البحث في الوضع المالي والإقتصادي في لبنان، بعدما كان وزير المال أرجأ توزيع تقريره المالي على الوزراء المشاركين في جلسة أمس ، ووعدهم بتوزيع نسخ عن التقرير قبيل الجلسة المقررة الإثنين المقبل.
وشددت مصادر مالية معنية، على «الحاجة الملحّة إلى الإطلاع على تقارير وزير المال المُعدّة حول الوضع الإقتصادي اللبناني، التي لم تُنشر بعد إلى اليوم»، متسائلة عن سبب التحفظ عن تلك التقارير، ومشيرة إلى وجود «مشكلة إقصاء معلومات حول الأوضاع المالية وغيرها».ولفتت إلى أن «الوضع الإقتصادي القائم معروف، في حين أن المهم اليوم معرفة ما هو تقويم الحكومة الحالية للوضع الإقتصادي والمالي الراهن، إضافة إلى رؤيتها للمرحلة المقبلة»، معتبرة أن «الحكومة في موقع المسؤولية، وهي الطرف الوحيد الذي يمكنه تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها في هذه الظروف التي يمرّ بها لبنان».
يتلمس بعض المبادئ
وعشية الجلسة العادية المحددة اليوم لمجلس الوزراء، بدا ان مسألة طرح المرسومين النفطيين على الطاولة لم تنضج بعد، اذ أكد وزير الصحة وائل ابو فاعور بعيد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام ان الاخير «لا زال يتلمس بعض المبادئ الأساسية التي يجب إقرارها قبل الدخول في النقاش التفصيلي، وهناك قضايا يجب ان تُقر بما يحفظ النفط اللبناني ويحفظ سيادة لبنان وحق المواطن اللبناني بأن يكون هذا النفط منظورا للمواطن وليس لأي مكان آخر»، مشيرا الى ان «بعد الانفراج الذي حصل نتيجة الاتفاق بين التيار الوطني الحر ورئيس مجلس النواب، فإن الحكومة ستتلقف هذا الامر وستعقد اجتماعات».
لا تجاوز للحكومة
ونفى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان يكون طرفا الاتفاق النفطي تجاوزا الحكومة ورئيسها عند ابرام صفقة عين التينة، لافتا إلى إن الخلاف الذي كان يعرقل الملف ربما ازيل ولا مشكلة لدينا في هذا الشأن. أما في ما يخص «الشكل» الذي سيتخذه الملف، فهناك لجنة وزارية مختصة، ومراسيم ستصدر بعد عرضها في شكل رسمي. لذلك، فإن أحدا لم يقفز فوق الحكومة ، لكن القضية ليست مدرجة على جدول أعمال الجلسة الحكومية غدا».
الجيش يدك معاقل الارهابيين
أمنيا، قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة مواقع المسلحين الارهابيين في جرود عرسال ورأس بعلبك وشرقي القاع، بعد رصد تحركات مريبة لهم خارج مواقعهم…. وليس بعيدا، أكد نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل في المؤتمر الاقليمي السادس بعنوان: «الشرق الاوسط في ظل النظام العالمي الجديد وتداعيات الصراع العالمي على المنطقة»، ان الصراع في الشرق الأوسط أصبح عالميا، مشددا على ان محاولات المتربصين بلبنان شرا لن تنجح بفضل صمود جيشه ووعي اللبنانيين لمخاطر إشعال الفتن والفوضى. من جهته، أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي «أننا كنا في الجيش اللبناني سباقين في إدراك حجم الخطر الارهابي، فواجهناه بكل ما أوتينا من إمكانات وقدرات، وقدمنا للعالم نماذج حية حول كيفية الإنتصار عليه وإحباط مخططاته، مشيرا الى ان مديرية المخابرات قامت بتفكيك عشرات الشبكات الإرهابية، بعضها على درجة عالية من الخطورة، كان بصدد ضرب مرافق حيوية وتجمعات شعبية في أكثر من منطقة لبنانية.» وشدد على ان أي عمل إرهابي قد يحصل هنا أو هناك، ومهما كانت طبيعته ونتائجه، لن ينال قيد أنملة من عزيمتنا وإصرارنا على حماية لبنان، والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله.