كتبت تيريز القسيس صعب:
لا توحي الاجواء السياسية الداخلية حلحلة قريبة لمسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على الرغم من كل الدعوات الخارجية والدولية المطالبة في الاسراع بحل هذه المشكلة والتي باتت اليوم من اولويات الاجندات الخارجية.
والمؤكد ان كل الاجتماعات واللقاءات للمسؤولين الكبار والدوليين والاقليميين لم يفض بعد الى تسوية لتمرير هذا الاستحقاق قريبا، ولو ان كل الدلائل تشير الى جهوزية توقيع الاتفاق بين الطرفين الاميركي – والايراني، وان هذا الامر بات اليوم مطبوعا على مسودة يتم تنقيح بعض البنود الخلافية البسيطة والتي لا تشكل عائقا او ازمة مستحدثة او طارئة بين الطرفين.
لكن وعلى الرغم من الاشارات والتقدم الايجابي الا ان هناك بعض العوائق والاعتراضات تقف مانعا امام التوقيع وابرزها:
1- قد يكون الكونغرس الاميركي الجديد اكثر تشددا، اي بمعنى اخر، ان القرار النهائي لتوقيع الاتفاق الاميركي – الايراني ليس محصورا فقط بيد الادارة الاميركية اي الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري.
2- قد لا يكون التيار المتشدد في ايران ميالا لتوقيع اتفاقية مع الطرف الاميركي لا يضمن فيه هيمنة ايران الاقليمية خصوصا ان هذا التيار يرى ويعتقد ان لديه امكانات عسكرية وامنية لفرض مثل هذا النفوذ.
3- الخشية من ان ينظر لاي اتفاق ايراني – اميركي كموافقة من الولايات المتحدة على تكريس الهيمنة الايرانية في المنطقة، ما قد لا يرضي الدول العربية وتحديدا المملكة العربية السعودية التي تخشى ان تمضي ايران قدما في ما تعتبره هذه الدول مشروع هيمنة وبصورة اكثر صراحة وحزما.
من هنا، فان المحللين والمتابعين للمفاوضات الاميركية – الايرانية يؤكدون انه حتى الساعة وعلى الرغم من تطور وتقدم المشاورات والمحادثات بين الجانبين الايراني – والاميركي ليس هناك بعد من ضمانات مؤكدة وثابت تشير الى الامتناع الايراني من تصنيع الاسلحة النووية في المستقبل.
لذا فان خطر المشروع الايراني على المنطقة تحديدا لن يتكرس ولن يسمح به، وان الحلول السياسية المترابطة والمتكاملة من البحرين، الى اليمن، مرورا بسوريا والعراق وغيرها من الدول …. لن تثمر حلولا جزئية، بل ستكون متكاملة وواحدة للمنطقة كلها، وهذا الامر يتطلب صبرا وروية، وبعد نظر لتوصل الاطراف كافة الى تسوية تبعد الانفجار الكبير عن الشرق الاوسط.
فطالما ان التوافق الاقليمي وتحديدا السعودي – الايراني يسير ببطء كبير فلا حلول سريعة او محاولات انقاذ للوضع، الكل ينتظر الكل، لكن المؤكد ان التسويات ستشمل الجميع من دون استثناء.